السياني: العدوان السعودي دمر (70) معلماً أثارياً رغم علمه بأنها مواقع حضارية إنسانية

*امام مؤتمر (VRBICIDE2) للتراث في العاصمة اللبنانية بيروت:

الثورة/عبدالباسط النوعة

أكد رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف مهند السياني أن القصف الجوي من قبل طائرات العدوان أدى إلى تدمير ما يقارب (68) موقعاً ومعلماً أثرياً يمنياً على الرغم من معرفة دول العدوان بنوعية وأهمية تلك المواقع بالنسبة للجمهورية اليمنية وبالنسبة للعالم الخارجي والمنظمات المعنية بالتراث الإنساني والمتمثلة بمنظمة اليونسكو ومنظمة (ICCOM) ومنظمات حماية وصيانة التراث العالمي.
جاء ذلك خلال ورقة عمل قدمها رئيس الهيئة العامة للآثار خلال مؤتمر (VRBICIDE2) للتراث وإعادة بناء خلال فترات ما بعد الحرب المنعقد مطلع الشهر الجاري في بيروت والتي حصلت “الثورة” على نسخة من الورقة “تنشر لاحقاً” حيث أورد السياني جملة من الأخطار التي يواجهها التراث اليمني والآثار اليمنية تحديداً ومنذ أكثر من عامين والتي أدت إلى تفاقم الوضع بل أنها جعلت وضع التراث اليمني بشكل عام كارثياً للغاية.
وأوضح السياني أن العدوان على اليمن وخاصة الضربات الجوية كانت أبرز الأشياء التي أدت إلى إلحاق الأضرار الكبيرة في التراث اليمني بل وتضررت الكثير من المواقع والمعالم بشكل مباشر وغير مباشر، وكما أن الحروب والنزاعات الداخلية التي تولدت مع هذا العدوان ساهمت وبشكل لا بأس به في الاضرار بعدد من المواقع نتيجة استخدام السلاح الثقيل في بعض الأحيان في مواقع أثرية بين تلك الأطراف كما أن انتشار الجماعات الإرهابية سواء داعش أو أنصار الشريعة أو تنظيم القاعدة أو غيرها في العديد من المناطق وبشكل كبير في المناطق الجنوبية والتي استغل عناصرها انعدام وجود الأمن التاتج عن العدوان والصراعات الداخلية فسعوا وتحت مبرر تطبيق شعائرهم الدينية المتطرفة إلى تدمير واحدة من الآثار والمواقع الإسلامية القديمة والأثرية والمتمثلة بالقباب والأضرحة الدينية والتي وصل عددها إلى العشرات وتمت مساواتها بالأرض وتهديدهم بتفجير متحف المكلا.
ازدياد حدة النبش والحفر العشوائي
وذكر رئيس هيئة الآثار أن العدوان تسبب أيضاً بوضع وظروف صعبة أدت إلى ازدياد حدة النبش والحفر العشوائي من قبل ضعفاء النفوس للبحث عن الكنوز وقال: رصدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف الكثير من البلاغات حول نبش وحفر غير قانوني وعبث ونهب قطع أثرية كان آخرها على سبيل المثال لا الحصر مطلع العام الجاري والتي تمثلت في تدمير مقابر صخرية ومواقع أثرية تعود إلى فترة الممالك القديمة “الألف الأول قبل الميلاد” في عدد من المحافظات وقد واجهت الهيئة تلك الاعتداءات بإجراءات وأعمال ضبط للمعتدين وإحالتهم إلى القضاء بتعاون مع السلطة المحلية في تلك المحافظات، ولا ننسى أن نذكر ما كشفته الهيئة من حفريات غير قانونية في مدينة صنعاء القديمة قام بها بعض المواطنين حيث قاموا بحفر غير مشروع داخل منازلهم ومحلاتهم بغية البحث عن الكنوز وتم النزول الميداني وتم إثبات تلك الحالات والعثور على بقايا مبانٍ أثرية قديمة ترجع إلى عصور ما قبل الإسلام وتمت إحالة المتورطين إلى القضاء وستقوم الهيئة بتوثيق تلك الحفريات ونتائجها توثيقاً علمياً حال توفر الإمكانيات المالية بل والعمل على التنقيب بشكل أوسع للكشف عن حلقة مفقودة من تاريخ صنعاء وإنشاء متاحف مفتوحة.
وأشار السياني في ختام ورقته إلى أن العدوان على اليمن منذ عامين أثر سلباً وبشكل كبير على الموروت الثقافي الثابت والمنقول المتمثل بالآثار والمعالم التاريخية والمدن الأثرية والتاريخية وكذا المتاحف وما تحتويه وأدى إلى تدمير أجزاء كثيرة من ذلك الموروث سواءً باستهداف مباشر أو غير مباشر ولهذا لابد من إيقاف العدوان عن استهداف مواقع التراث اليمني وان تضطلع المنظمات المعنية بالتراث وتقوم بدورها ومهامها الواجبة عليها لإيقاف العدوان على التراث والضغط بشتى الوسائل من أجل ذلك.

قد يعجبك ايضا