ثلاثة مشاهد للحسين ثائراً

 صلاح الدكاك

كتبت في تشييع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي 2013م
مشهد (1)
مخالبُ مسنونةٌ وأظافرُ مسمومةٌ وسعارُ
وليلٌ كثيفُ الظلام كئيبُ الخطى وحصارُ
وفي بؤرة الموت يومض غارُ
وتنبض حنجرةٌ وشعارُ
وذاتٌ حسينيةُ الرفض ترتجف الأرض من تحتها
ويضيق المدارُ
وهي راسخةٌ لا تحارُ
جبهةٌ بالنيازك معصوبةٌ من أناملها النبوية ينبثق الماء عذباً
ومن تحت أخمصها يتجلى النهارُ
مشهد (2)
يا ثقاتي
سآوي إلى الكهف لا لأنام
ولكن لأوقظ من لجأوا لخدور المذلة والضيم
واعتصموا بلذيذ السباتِ
فاتبعوني الى شظف العيش في كنف الرفض
قبل الفواتِ
ولا تركنوا للنعيم المقيم على الفضلاتِ
ولا تأبهوا لفحيح الزواحف والحشراتِ
أقول لكم:
بذرة الرفض كالروح في الجسد الحي
والطينة الآدمية لا تتفصد عن ذهب الحق
إلا إذا حرثتها رماح الطغاةِ
وبخور الحقيقة لا يتضوَّع إلا على لهب الجمراتِ
فالمحاريث لا تحرث التربة الميْت
والزرع لا يترعرع في الفلواتِ
أقول لكم:
إن هذي الكلاب التي تقتفي خطواتي
تؤكد لي صحة الدربِ..
إن الرصاص الذي يتربصُ بي حيث سرتُ
يؤكد جدوى حياتي
سيشيعون أني خرقت النواميس
حين رفضت الصلاة وراء فقيه البلاط..
وأني خرجت على الله حين كفرت بدين الولاةِ
ويممتُ صوب الحقيقة ذاتي
سيقولون إني ادعيت النبوءة إذ قلت:
أسوأُ من حاضر الذل ما هو آتي
وقلت احذروا غلة السنوات العجاف
وأزمنة السغب المقبلاتِ
فإن بذور السنابل منذورةٌ لصنوف الجراد
وموعودةٌ بصنوف الغزاةِ
أقول لكم:
إن عاصفة الشائعاتِ
محك اختبار الثباتِ
تميط اللثام الرمادي عن معدن المرء
تسبر غورَ الجذور
وتفصح عن ثقل الطود أو عن هوان الحصاةِ
ولست نبياً ولكنني أبصر الآن حتفي
وأبصر من خذلوني على غفلةٍ طلباً للنجاةِ
حين قوَّض حقد المدافع جرفي
نادمين ينوءون بالحسراتِ
صفوفاً صفوفاً يسيرون خلف رفاتي
وقد نفضوا عن كواهلهم عفن الكائناتِ..
مشهد (3)
من الغار تنبثق الأمكنةْ
من اللحظة الصعبة المثخنةْ
تولد الأزمنةْ
من الصرخة الحرة المؤمنةْ
تنسل الألسنةْ
يسوعُ..
محمدُ..
زارا..
الحسينُ..
وهوشي مِنهْ.

قد يعجبك ايضا