السياحة والمستقبل

عبد الوهاب شمهان

الكتابة عن السياحة هي جزء من الكتابة عن الجمهورية اليمنية ومعاناة شعبها وتكالب الأعداء ومن نسميهم الأشقاء الإخوة العرب هكذا عانى ويعاني اليمن في جميع النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والسياحية من ويل واستعلاء الأشقاء العرب فلم يضعوا لبنة في الأرض اليمنية إلا ووضعوا معها ألف خنجر في خاصرة اليمن هكذا هي السياسة ولم يجرؤ حاكم يماني من مجابهة الأمر الواقع لأن في ذلك هلاكه وهلاك شعبه وتحويل  العداء الخفي إلى عداء مكشوف فوق الطاولة كما هو حاصل اليوم ولسنا هنا في الخوض في حديث السياسة التي لا نبعد عنها مسافات ولكننا نواصل المشوار مع السياحة كأحد القطاعات المرتبطة بحياة الناس المعاشية والخدمية والأمنية ووجودها دليل تماسك القطاعات وتكاملها وسيادة القانون  حتى في ظل الحروب المفزعة للأطفال والنساء وكبار السن والمتسببة في فقدان الأهل والولد والدار والموطن الصغير والقرية أو القرى او المحافظة النازح منها جراء سكانها جراء الظلم والتعسف العدواني الغاشم الذي لم يراع في كل أهل اليمن إلاً ولا ذمة حتى من كانوا عونا للعدوان فالتحالف يجمعهم ويقودهم إلى الهلاك نيابة عن جنوده الذين يقال إن الأمريكان ظلوا زهاء نصف قرن من الزمن وهم يعملون في تدريب قواتهم والإشراف عليها أمريكيا ولكن بخشية أن يتحول هذا الجيش إلى قوة قادرة في حدود ما تراه أمريكا ضروريا فقط .
– إن السياحة جزء من النشاط العام الذي به تقوم مصالح السكان به ومصالح شعب بأكمله ولكن الظروف الحالية التي يمر بها بلادنا وضعت قطاع السياحة جانبا ولم يمنح أي اهتمام وكأنه قطاع ثانوي لا معنى لوجوده  ولا تدرك الحكومات ومن عليهم المسؤولية أنهم يتحملون واجبات عظيمة تجاه هذا القطاع وهم المساءلون عنه أمام الله لما يتميز بكثافة العمالة أي كثافة الأسر التي تعيش على هذا القطاع حتى اليوم التي يعمل أبناؤها في إطاره .
– إن الخدمات التي تقدم لضيوف اليمن وللسكان المحليين والمقيمين لا يمكن الاستغناء عنها تحت أي ظروف فالمنشآت السياحية تظل في واجهة احتياجات الجميع كالفنادق بجميع مستوياتها  وخدماتها والمطاعم بأنواعها ووجباتها اليمنية المتنوعة والبوفيات ومشروباتها الطازجة ووسائل النقل الخاصة والعامة وسيارات الأجرة وما تقدمه من تسهيل الانتقال والمشافي والمراكز الصحية والصيدليات ومحلات الإسعاف الأولي والمزارع وما تنتج من حبوب وخضروات وفواكه والمصانع والمعامل وما تنتجه لحياة الناس وحتى المدارس والمعاهد والجامعات والكهرباء والمياه وشبكة الطرق والجسور والمدن التاريخية والحديثة والمعالم التاريخية والأثرية والمتاحف والمولات والأسواق الشعبية والحديثة المحدودة والواسعة والنظافة والسلوك والدين والحفاظ على القيم والمبادئ والدفاع عن الأمن والاستقرار والاستقلال والسيادة وكلها أوردة  وشرايين السياحة المتشابكة مع بعضها ولو أصاب أحدها خلل أصاب قطاع السياحة بأكمله  وإذا أصاب السياحة ضررا شكت منه القطاعات الأخرى وهكذا هي الحياة ولذلك فإن أعداء اليمن من دول التحالف كان همهم ضرب الحياة وأخذ  السكان إلى الحاجة والعوز ومنع تقديم الخدمات كافة إلى المواطن بل ومنعه من استمرار العمل لتتضاعف حاجته وتذمره وفي هكذا وضع يفترض استمرار المؤسسة المشرفة على القطاع السياحي لا كبتها وتوقيف نشاطها فهي مسؤولة طالما بقيت الحياة وبقي قطاع السياحة بل إن الواجب يحتم تضاعف نشاطها لوقاية المجتمع وتقديم الرعاية والخدمة والجودة مقابل ما ينفق  المواطن أو الضيف من أموال للحصول عليها ولكن كلما تضاعفت أللامبالاة حققت ما يرجوه الأعداء فهل حان تفعيل دور القطاع السياحي في الرقابة والإشراف وإخراجه من فوهة الروتين والتقسيم الإداري الذي شتت شمل كيانه الوزاري وجعله جزيرة مهجورة ليس فيها غير ظلال الأشباح الجائعة والمفتقرة للرعاية والاهتمام حتى كبشر عليهم واجبات ولهم حقوق …إن تجاهل هدا القطاع يولد كوارث صحية وأخلاقية ويعين على الفساد والغش والإضرار بالمجتمع  فعندما تفقد المتابعة تضيع كل الإجراءات والقوانين وكل جهد بذل لخدمة المواطن وخدمة القطاع ولا يمكن لجهة الإشراف من القيام بواجباتها مع استمرار الإهمال والتهميش لدورها في إنعاش الحياة العامة والمحافظة على النظام وحياة السكان .
إن الحكومة هي المسؤول الأول فيما وصل إليه وضع وزارة السياحة من الخمول والركود فدورها قيد بشكل كامل ولا يمكن لأي وزير كان ولو جاء من المريخ أن يعمل ويحقق أهداف منشأته مالم يقدم له العون والدعم ليعكس للناس أجمع مدى اهتمام الحكومة برعاية مواطنيها والتي تبدأ من قطاع السياحة الكاميرا الحقيقية لرصد نشاط الحكومة فكلما كان قطاع السياحة متعافي كانت الصورة لكافة الخدمات متعافية لأن قطاع السياحة يشل بدونها ويعكس صورة مسيئة وغير مطمئنة لكل راصد وباحث ومهتم نتمنى أن يوضع هذا القطاع تحت الرعاية الحكومية والاهتمام البالغ لأهميته وأهمية الحفاظ على كوادره المدربة والتي صارت بحاجة إلى نظرة الحكومة بتوفير أدنى وسائل العمل والتي لن تكلف الكثير دراهم معدودة لتستمر حكاية السياحة وقصتها الزمنية مع محاولة النهضة خدمة لليمن .

قد يعجبك ايضا