مايو 2015 .. أكثر شهور العدوان وبالا على التراث اليمني

> منها تدمير متحف ذمار الاقليمي وقصف قاهرة تعز وصعدة القديمة
> قلاع وحصون ومواقع أثرية عديدة قصفت في مثل هذا الشهر من العامين الماضين
> آلاف القطع الأثرية انتهت بين الركام بفعل القصف العنيف
تقرير / عبدالباسط النوعة

يعتبر شهر مايو من العام قبل الماضي من أكثر الأشهر الذي تعرضت فيه مواقع التراث اليمني للقصف والتدمير من قبل طائرات العدوان حيث استهدفت العديد من المواقع في محافظات يمنية عدة ، وهاهو العام الثالث من عمر هذا العدوان البشع أكمل شهره الأول  إلا أن آثار الدمار ما زالت تملأ تلك الأماكن التي ينبعث منها التاريخ والحضارة الممزوجة برائحة الباروت العفنة التي لم تحترم قدسية هذه الأماكن لتمثل لعنة لكل دول العدوان ومن ساندهم وأيدهم من عملاء الداخل  .

ولعل أبشع جرائم العدوان بحق التراث اليمني تلك التي استهدفت واحدا من أهم وأبرز المتاحف اليمنية التي كانت تحوي الآلاف من القطع الأثرية النادرة والتي لا تقدر بثمن ففي شهر مايو 2015 م وتحديدا في 21 منه ارتكب العدوان أبشع جريمة حضارية حيث استهدف بغارات عدة متحف ذمار الاقليمي وأدت هذه الغارات الى تدميره بشكل كامل بل وتسويته بالأرض وتدمير معظم محتوياته من القطع الأثرية القيمة التي يؤكد المختصون أنها تزيد عن (12) ألف قطعة أثرية لم تنج منها سوى بضع مئات فقط والبقية تطايرت وتناثرت وانتهت بين الركام الذي وصل إلى مسافات بعيدة ، هذا المتحف الذي ظل أبناء ذمار ومعهم الشعب اليمني بأكمله ينتظرونه طوال عقد ونصف من الزمن لم يتركهم العدوان يهناؤوا به في صورة يعتبرها المعنيين تعبر عن حقد دفين لدول العدوان وعلى رأسها مملكة آل سعول ضد التراث اليمني الذي يمتلك من الثراء والقيمة ما يجعلهم بشعرون بالحسد ، ولهذا يمعنون القصف لمواقع التراث اليمني منذ انطلاق عدوانهم وحتى اليوم وقد انهى العدوان  عامه الثاني  .
قلعة القاهرة بتعز
هذه القلعة العظيمة والشامخة والعريقة كانت قد تتنفس الصعداء بعد عقود من الإهمال ، وسنوات تجاوزة الأربع بعد العشر من الترميم والصيانة أنفقت فيها مليارات أربعة ، أطلت بحلة جميلة وزينة فريدة وبهاء وكمال ترنو إلى المستقبل بإشراقة الماضي المجيد ، انقشع عنها غبار الزمن وأوساخ السنين التي كانت فيها مهملة ، لكن!!فرحتها وفرحة ابنائها بها وسعادة مدينتها بعودتها تاجا حضاريا يشع وهجاً وضياءاً لم  يدم ، عام من الفرح لم يكتمل فهناك من حول باحتها إلى أكواب من الخراب .قلعة القاهرة بتعز كانت في مواجهة مباشرة مع عدوان يضمر لها الحقد والكراهية لأنها تمثل قيمة عظيمة لهذا البلد ، لم يكتف العدوان بما تواجهه هذه القلعة على الأرض من مواجهات مسلحة منها وإليها لأنه رآها صامدة ولهذا وجه طائراته نحوها فصبت عليها صواريخ حقدها غارات عدة في مثل هذا الشهر من العام الماضي  .
ففي مايو من العام قبل الماضي قصف العدوان ولأيام متتالية (11، 12 ، 13 ، 17) قلعة القاهرة بتعز وهي القلعة الشامخة والاهم على مستوى اليمن ككل والتي ظلت ولأربعة عشر عاما تحت الترميم والصيانة وبعد افتتاحها بعام جاء العدوان ليدمرها من الداخل وبشكل كبير وبصورة وحشية أدت إلى تدمير مبناها الرئيسي في أعالي القلعة والذي كان قد جهز وافتتح ليكون متحفا احتوى على الكثير من القطع الأثرية التي تم اكتشافها خلال سنوات الترميم ولكن العدوان أحال المبنى بما فيه إلى ركام .
مواقع أخرى تم قصفها
وفي الثاني عشر من مايو من العام ذاته عمد العدوان على قصف محيط مدينة زبيد التاريخية والحق في العديد من مبانيها إضرار متفاوتة ، وقبلها بيوم واحد قصف العدوان جرف أسعد الكامل في مدينة القفر محافظة إب ودمره بشكل كامل ، وفي 13 مايو 2015م تم استهداف قلعة نقم التاريخية بصنعاء وأيضا قلعة القفلة بساقين محافظة صعدة ودمر أكثر من 50% منها .
ولم ينته الأمر عند هذا الحد في مثل هذا الشهر من العام قبل الماضي فقد كانت مدينة صعدة القديمة على موعد مع قصف شديد ومباشر في التاسع من مايو وقع بالقرب من الجهة الشرقية لجامع الإمام الهادي وتحديدا في السوق ودمر ما يزيد عن 55 محلا تجاريا فضلا عن أضرار بالغة لحقت في البوابة الشرقية للجامع ومنازل تفاوتت أضرارها تمثل قيمة تاريخية فريدة ، وبعد تدمير متحف ذمار الإقليمي بثلاثة أيام فقط أي في الرابع والعشرين من مايو قام العدوان بقصف قلعة الشريف بباجل محافظة الحديدة ودمر معظم اجزائها ، وقبل أن ينتهي الشهر بيومين فقط قصف العدوان حصني المنصورة والنعمان بمدينة حجة ، ولم يتوقف العدوان عن القصف حتى آخر يوم من مايو العام قبل الماضي ففي 31 من الشهر نفسه  استهدف المصرفين الشمالي والجنوبي لسد مارب القديم الذي يعود تاريخه إلى العصر السبئي وتحديداً إلى الألف الأول قبل الميلاد ونتج عن هذا القصف تدمير معظم معالم هاذين المصرفين .                                                          اذن شهر مايو 2015 يعد هو الأشد على تراثنا الثقافي في ظل هذا العدوان البربري الغاشم وفي هذا الشهر سجل التاريخ الكثير من الجرائم ضد حضارة تعد من أرقي وأقدم وأثري الحضارات الإنسانية .

قد يعجبك ايضا