صراع زوجين يتسبب بقتل إبنيهما ..؟

الثورة/ عادل بشر
المشاكل الزوجية كثيراً ما يكون ضحيتها الأبناء ,ويزداد الأمر سوءا إذا تطورت تلك المشاكل إلى أبغض الحلال .
وقضيتنا لهذا العدد تحكي مأساة طفلين توأمين لقيا حتفهما على يد والدهما بعد لحظات من طلاق الأم؟
كيف عاش الطفلان في جو ملبد بغيوم المشاكل بين والديهما ولماذا أطلق الأب عليهما النار وليس له من الأبناء غيرهما ؟
هذا ما ستحكيه الأسطر التالية:
قبل عدة سنوات تزوج عمر من إحدى قريباته فعاش معها حياة سعيدة بداية الأمر  ولم يمض على زواجهما سوى بضعة أشهر حتى بدأت المشاكل تطل برأسها على العش الزوجي وزاد من ذلك تدخل أسرة الزوج في حياته الخاصة وكان موضوع الإنجاب والأبناء هو أبرز أو السبب الرئيسي لمشاكل الزوجين.
كانت الزوجة تعاني من بعض الأمراض التي جعلت الحمل والإنجاب بالنسبة لها أمرا مستحيلا ومع ذلك لم  ييأس الزوج أو يستسلم للأمر الواقع وقام بعرض زوجته على أكثر من طبيب مختص وتنقل بها في أكثر المستشفيات وأنفق على ذلك مبالغ مالية كبيرة وهو ما جعل أسرته وبالتحديد والده ووالدته يتدخلون في حياته ويعرضون عليه أكثر من مرة طلاق زوجته العاقر وتزويجه من امرأة أخرى ودودة ولودة.
لم يستمع عمر لكلام والديه وفي نفس الوقت لم ينج من شرر ذلك ,حيث كانت المشاكل بينه وبين زوجته يشتعل لهيبها على ابسط الأمور نظرا لما تسمعه الزوجة من إهانه وإذلال من قبل والدي زوجها .
مضت بضع سنوات والزوجان على هذا الحال وشاءت الأقدار أن يرزقا بعد صبر طويل بطفلين توأمين أزالا بمجيئهما نوعا من الضباب المنتشر حول الأسرة.
لم يرزق عمر وزوجته بغير هذين التوأمين لذلك فقد حاولا في بداية الأمر رعايتهما قدر المستطاع ولكن المشاكل بين الزوجين عادت للظهور من جديد وكان لها تأثيرها على التوأمين ونظرا لمحدودية دخل الأب الذي يعمل موظفا عاديا في إحدى المؤسسات الحكومية ,فقد عاش التوأمان في ظروف مادية شبه صعبة ومع ذلك كانا يتمتعان بذكاء كبير يسبق سنهما.
بعد فترة بسيطة أصيب الأب بمرض نفسي فتغيرت أحواله وأصبح كثير التغيب عن العمل واثر ذلك بشكل كبير على حياة الأسرة فالزوجة كانت كثيرة الحنق ,من وقت لأخر تترك منزل الزوج وتغادر بصحبة طفليها إلى منزل والدها بعد شجارها مع زوجها ,وتطور الأمر إلى حد الضرب وفي كل مرة يذهب الزوج لإرجاعها ويتعهد بعدم التعرض لها بالضرب مرة أخرى وكان للتوأمين أيضا نصيب من ذلك العنف.
وفي احد الأيام تشاجر عمر مع زوجته واعتدى عليها بالضرب أمام ابنيه اللذين كانا في الرابعة عشرة من عمرهما وتطور الأمر إلى الطلاق وقبل أن تغادر الزوجة المنزل دعت التوأمين للذهاب معها قائلة أنهما لن يستطيعا العيش مع أب مجنون وأنها ستقوم برعايتهما بشكل أفضل من والدهما.
رفض الأب السماح لها بأخذ التوأمين معها وهددها بقتلهما إن هي أصرت على ذلك فقالت الأم أن القرار يعود لابنيهما لاختيار من يفضلون العيش معه الأب أم الأم وكان اختيار التوأمان العيش مع والدتهما وقالا ذلك بصراحة أمام الأب الذي لم يتمالك نفسه وهو يسمع طفليه يرفضان العيش معه فأخذ المسدس ووجهه نحو فلذتي كبده وأطلق عليهما عيارات نارية أودت بحياتهما على الفور أمام والدتهما التي صرخت بأعلى صوتها وأخذت المسدس من يد الأب وأرادت الثار للتوأمين وقتله ولكن المسدس كان فارغا من الرصاصات ولم تجد الأم غير ضرب الأب بالمسدس عدة ضربات في رأسه حتى أدمته وهو واقف ينظر إليها ثم استغاثت بالجيران الذين حضروا وحاولوا إسعاف الطفلين ولكنهما كانا قد فارقا الحياة ,أما الأب فقد سلم نفسه بكل سهولة لرجال الشرطة معترفا بجريمته البشعة بحق طفليه الوحيدين.

قد يعجبك ايضا