قوارير المياه .. استيعاب دائم للسرطان

تقرير / هيثم القعود
رائحة الموت أصبحت الآن أسهل مما نتوقع , بل وأمام العامة من الناس والجهات الرقابية بدون رقيب ولا حسيب .. ظاهرة تعريض المشروبات والمياه المعبأة في قوارير بلاستيكية ومعدنية لأشعة الشمس لفترة طويلة هي الخطورة بحد ذاتها , بل هي قنبلة صحية موقوتة داخل شاربيها بحسب خبراء ومختصين . جميعنا يتجول في أرجاء العاصمة ويجد أعمدة من الموت مرتصة خارج محلات كل تاجر تقبع مكانها لأكثر من أسبوع, أسبوعين, ثلاثة, وربما أكثر .. وكل ذلك بغرض الدعاية واستعراض العضلات وجذب البضاعة لمستهلكيها ..
بعض أراء المواطنين حول تلك الظاهرة ومدى خطورتها الصحية على الجسم البشري تتابعونها في هذا التحقيق أدناه :
(محمد كامل) البالغ من العمر ( 22) عاماً يقول : بأن ظاهرة عرض السلع والمياه المعدنية خارج مكانها المخصص, وخارج المساحة المحدودة لها باتت تنتشر كمثابة معارض السيارات والتي للأسف الشديد باتت معروضة أمام الملا وخارج المساحة المحددة لها وتعرضها لأشعة الشمس لأيام وأسابيع . وأشار: أن وعي التاجر خصوصاً في الجانب الصحي بات منعدماً تماماً , بل وكل همه كيف يجني الربح السريع لا أكثر .. مؤكداً: على ضرورة تسليط الضوء على هذه القضية , خصوصاً وأنها قضية نادرة وجديدة ولا أحد قد تطرق لها , أو بالأصح معظم الناس لا ينتبهون إلى آثار تلك الظاهرة الخطيرة كونها ظاهرة بمثابة الموت المخفي وراء الكواليس .
وسائل التخزين
(سحر أبو غانم) , طالبة جامعية في مجال التغذية أكدت: على ضرورة رفع الأصوات ونداء لجميع وسائل الأعلام كونها ظاهرة خطيرة تستدعي منا الوقوف جميعاً والوقوف صفاً واحداً للحفاظ على صحة المواطن والتي قد تفشي من تلك الظاهرة العديد من الأمراض المسرطنة والمواد الكيمائية بالتدريج التي تكلف المريض أمولا طائلة , بل وعمر يفنى نتيجة تدني عقلية التاجر في عدم تحديد مساحات كافية ووسائل تخزين ذات معايير ومقاييس دولية تؤمن وصول السلعة إلى مستفيدها بصحة وسلامة . وأضافت الدكتورة أمة العليم باوزير طبيبة في مجال الباطنية إلى خطورة هذه الظاهرة وما تسببه من أضرار جسمية تراكمية بتفشي سرطانات متعددة مثل سرطان الثدي الذي يصيب الرجال والنساء .
المستهلك بين الجهل والتغاضي
نحن تجار التجزئة لا نعلم بأي شكل من الأشكال عن كيفية تخزين تلك السلع , فقط يكمل علينا الدور كأصحاب التجزئة بالشراء .. هذه هي كانت ردة فعل (عادل جحاف) صاحب محل تجزئة لمواد الغذائية بحي سعوان . حيث شدد ( عادل): على ضرورة تواجد الرقابة المكثفة تجاه تلك المواد الغذائية المتنوعة, والمياه المعدنية في كيفية تخزينها السليم البعيد عن أشعة الشمس .. وعن مدى وعي المستهلك لمن يشترون لإغراضهم اليومية من سلع مختلفة , أكد أن الزبون أيضا هو الصورة الغافلة لتلك الظاهرة , ولا يعلم حتى كيف خزنت أو حتى التغيير في مذاقها وطعمها الأصلي بل همه شراء السلعة ومعرفة سعرها خصوصا إذا كان السعر مغرياً .

قد يعجبك ايضا