ابتكرت محركاً اقتصادياً صديقاً للبيئة لا يحتاج للوقود الاحفوري أو المحروقات

> المخترع محمد الحكمي لـ”علوم وتكنولوجيا”:

لقاء/ هاشم السريحي

ليست المشكلة في أن تجد مبدعاً أو مخترعاً في هذا الوطن المعطى بالمبدعين؛ لكن المشكلة هي عدم الاهتمام بهم وعدم الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم التي ستخدم أولاً وأخيراً هذا الوطن الحبيب، المخترع محمد قاسم علي الحكمي – خبير تقنيات الطاقة المتجددة والحاصل على العضوية من الدرجة الأولى في مؤسسة المخترعين اليمنيين التنموية أحد هؤلاء الذين يجب على الجهات المعنية الاهتمام بهم وباختراعاتهم. لمزيد من التفاصيل حول ما قدمه وما يأمله التقينا به وخرجنا بالحصيلة التالية:

ما هي التقنيات المبتكرة التي قمت باختراعها؟
– تتمثل تقنياتي في ابتكارات جديدة لم تعرف بعد في مصادر وبدائل الطاقة المتجددة.
التقنية عبارة عن محرك توربيني مبتكر يختلف اختلاف كلي عن كل المحركات التوربينية المعروفة على مستوى العالم.
محرك حديث يعمل بقدرات تشغيلية اقتصادية وعالية.
محرك لا يحتاج الى التزود بأي نوع من أنواع الوقود الاحفوري أو المحروقات .
محرك ليس له عادم ولا ينتج أي ملوثات بيئية. محرك صديق لبيئة الأرض ومناسب لحمايتها من كل المحركات المدمرة لبيئة الأرض. محرك يستمد قوته وطاقته من قوى الطاقة الحركية الطبيعية الكامنة في آليات العامل المساعد. محرك مبتكر بناءاً على أسس وقواعد وقوانين علمية سليمة ومؤكدة ومفروغ منها من خلال دراسة وأبحاث علمية استمرت لمدة 8 سنوات كان خلاصتها استنباط وابتكار هذه التقنيات الجديدة.
محرك يمكن استخدامه في العديد من الاستخدامات والأنشطة؛ مثل توليد الطاقة الكهربائية وتحرير حركة المركبات البرية والبحرية ورفع وضخ مياه الآبار الارتوازية.
وما هي رؤيتك المقترحة لاستثمار هذه التقنية الجديدة؟
ـ أصبحت بلادنا اليمن وبسبب ما حدث لها ويحدث من أزمات ومحن وحروب في العقدين الأخيرين؛ أصبحت تفتقر إلى أهم موارد الطاقة وبالأخص الطاقة الكهربائية. حيث أصبحت صناعة الطاقة الكهربائية في اليمن تمثل ما لا يزيد عن 5% من إجمالي احتياجات المجتمع اليمني من الطاقة الكهربائية. وبالتالي أصبح المجتمع اليمني يبحث عن 95% من إجمالي احتياجاته للطاقة الكهربائية في بدائل الطاقة المتجددة المتوفرة في الأسواق العالمية. وبذلك أصبحت بلادنا اليمن سوق خصبة لبدائل الطاقة المتجددة ومن أكبر أسواق بدائل الطاقة في العالم. ولديها القدرة على استيعاب أفضل بدائل الطاقة المتجددة بما يعادل ما يزيد على 50% من إجمالي احتياجات المجتمع اليمني للطاقة الكهربائية. ويعود ذلك لكون بدائل الطاقة المتجددة المتوفرة في سوق الطاقة المحلية لا تلبي طموحات وآمال واحتياجات كبار المستهلكين للطاقة الكهربائية في اليمن. وبما أنني صاحب هذه التقنيات في بدائل الطاقة المتجددة. أرى بأن سوق الطاقة المحلية في الوقت الحاضر في أمس الحاجة لتقنياتنا الحديثة. وفي حال عملنا على استثمار تقنياتنا على مستوى سوق الطاقة المحلية فقط فإننا سنحقق أرباحاً ومكاسب عالية تفوق كل التوقعات، فقط كل ما نحتاج إليه الحصول على مستثمر جاد يمول مشروع استثمار هذه التقنيات الحديثة من خلال عقد شراكة مناصفة بيننا وبينه وتنفيذ خطة عمل مدروسة وناجحة.
وهل لديك خطة عمل واضحة لتنفيذ هذا المشروع الطموح؟
ـ أستطيع القول وبكل كفاءة واقتدار وبكل ما لدي من امكانيات وقدرات علمية وتقنية في ما يخص تقنياتي الحديثة بأنني بمقدوري بعون الله تعالى العمل على تنفيذ نموذج تطبيقي شبه مثالي لمحرك حديث مبتكر يعمل على تشغيل مولد كهربائي بقدرة تشغيلية تتراوح ما بين (40 – 50) كيلو وات. يمثل أحد وأفضل بدائل الطاقة المتجددة قابل للتطوير والرفع والتحسين من كفاءته وقدرته التشغيلية من خلال أبحاث علمية مستقبلية. أستطيع تنفيذ مثل هذا النموذج خلال فترة زمنية لا تقل عن شهرين ومتوسط حجم التكلفة (20) ألف دولار لنموذج واحد.
من خلال هذا النموذج التطبيقي سيتم تعريف مجتمع المستهلكين بما لدينا من تقنيات حديثة في بدائل الطاقة المتجددة تلبي طموحاتهم وآمالهم واحتياجاتهم للطاقة الكهربائية النظيفة. وذلك من خلال برنامج إعلامي وتسويقي ناجح.
بعد أن يتعرف كبار المستهلكين والمستفيدين على ما لدينا من تقنيات حديثة. سيتقدم أغلبهم بطلبات الاستفادة من تقنياتنا الحديثة. وبالتالي سيكون علينا توقيع عقود تنفيذ مع كبار المستفيدين والمستهلكين تخولهم الحصول على الطاقة الكهربائية حسب احتياجات كل منهم. وتلزمنا بتنفيذ وإنشاء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية المطلوبة لكل منهم حسب احتياجاته. بعد ذلك يمكننا أن نقوم بإنشاء ورشة مركزية يتم فيها تنفيذ طلبات المستفيدين وفقا لبرنامج عملي مدروس.
هل تابعت الجهات المختصة لضمان حقك في تسجيل مخترعاتك؟
ـ لقد عملت دراسة وأبحاث علمية بمجهودي الشخصي من فترة طويلة عن بدائل الطاقة المتجددة. والحمد لله تمكنت من ابتكار تقنيات جديدة في مصادر الطاقة المتجددة.
تقنياتي تمثل أفضل وأحدث التقنيات في بدائل الطاقة المتجددة حتى وقتنا الحاضر. في عام 2000 تقدمت بعرض مشروع ابتكاراتي الحديثة في رسالة علمية على إدارة الأبحاث العلمية في جامعة عدن، ولعدم وجود مؤهل علمي عالي وقصور في سياسات الجامعة لم اتمكن من الحصول على الإجازة العلمية لموضوع الرسالة والابتكارات، واقتصر دور الجامعة على الإشادة العلمية بمضمون الرسالة والابتكارات. بعدها حاولت الحصول على حقي في الدعم والتمويل لتقنياتي الجديدة من السلطات المحلية والحكومة. إلا أن محاولاتي باءت بالفشل؛ لأنني حينها لم أكن أمتلك ولو حتى علاقة واحدة جيدة مع أي شخصية مقربة من السلطات والحكومة. وبسبب سوء ظروفي المعيشية انشغلت بالعمل على تحصيل لقمة عيشي وعيش من أعول وجمدت العمل على مشروع الابتكارات لفترة من الزمن. في عام 2010 عملت إيداع لاختراعين من ابتكاراتي لدى الإدارة العامة لحماية الحقوق الفكرية في وزارة الصناعة والتجارة اليمنية.
Country of filing: yemen
Application number : 510_ 511
Filing date : 1/3/2010
ومن حينها وأنا أبحث عن مستثمر يشاركني استثمار تقنياتي الجديدة. وبسبب الأزمات والمحن التي يمر بها وطننا الحبيب خلال هذه الفترة لم أوفق في الحصول على مستثمر. في عام 2014م حصلت على العضوية من الدرجة الأولى في مؤسسة المخترعين اليمنيين التنموية ورسمنا خطة عمل مشتركة لاستقطاب رموز الاستثمار في الوطن لمشاركتنا استثمار تقنياتنا. إلا أننا لم نوفق في تنفيذها بسبب تأثر المؤسسة بالوضع الراهن للبلاد. مما أدى إلى تأثر وركود وتجميد أنشطة المؤسسة. مع نهاية عام 2014 بدأت بالعمل على إجراءات التسجيل لبراءات الاختراع لدى المنظمة الدولية لتسجيل براءات الاختراع wipo بجنيف سويسرا. من خلال الإدارة العامة لحماية الحقوق الفكرية عضو المنظمة wipo في وزارة الصناعة والتجارة اليمنية. إلا أنني لم اتمكن من استكمال إجراءات التسجيل بسبب عدوان التحالف الغاشم على الوطن مع بداية عام 2015م وافتقاري للمبلغ اللازم لرسوم وتكاليف التسجيل.
وما زلت أعمل جادا وبكل همة في البحث عن مستثمر يشاركني استثمار تقنياتي الحديثة والعمل على تنفيذ خطة واستراتيجية عمل مدروسة وناجحة تحقق الأهداف المنشودة. وفقنا الله تعالى وإياكم لما يحبه ويرضاه .

jshashem@gmail.com

قد يعجبك ايضا