أبناء المحافظات الجنوبية يصرخون: من ينقذنا من الغازي والمرتزق

> ارتفاع جرائم الرشوة وتزوير الأرقام العسكرية وبيع المساعدات الدولية

>  الغزاة يحولون العاصمة التجارية إلى قرية نائية على صفيح ساخن من الصراع
الثورة / خاص
منذ ما يقارب العامين ولا يزال الفار هادي عاجزاً عن إدارة شريعته المزعومة في مساحة قليلة لا تتعدى قصر المعاشيق في محافظة عدن, وان كان متأسدا على ذاك القصر فهو تحت السيطرة الفعلية لقوات الغزاة المختلفة وعلى رأسها الامارات.
الاراجوز هادي
يحاول الفار هادي أن يقول للعالم أنا لازلت رئيسا شرعيا رغم انتهاء هذه الشرعية والأحجية القديمة التي مل منها الجميع فيصدر قرارات تعيين تلو الأخرى فتواجه قراراته بالرفض من قبل القوات الغازية الإماراتية وكان آخرها قراره بتعيين محافظا جديدا لمحافظة عدن العميد مهران القباطي.
وهو ما كان محل رفض من قبل  الإماراتيين  بل تبعه اعتقال المحافظ الجديد في مطار عدن وهو ما رآه البعض صفعة جديدة لهادي من قبل القوات الإماراتية ورغم أن الصفعة ليست الأولى التي يتلقاها الفار هادي إلا أن هذه الصفعة كما يراها مراقبون الأقوى خصوصا بعد خروجها من طي الكتمان إلى  العلن والتي كشفت مدى صراع قوى العدوان في ما بينها للسيطرة على القرار السياسي والعسكري والأمني هناك بل كشفت الوجه القبيح لتحالف العدوان وأهدافهم الحقيقية لتقسيم اليمن وتوزيع المحافظات عليها كمحاصة.
خروج الصراع عن السيطرة
موقع  “الإمارات 71?  كشف عن تغير جذري في موقف المملكة  السعودية وأمريكا من الإمارات، بعدما أسمته بـ ” الأزمة ” التي وقعت بينها وبين الفار “عبد ربه منصور هادي”.
وأوضح الموقع في تقرير له، استياء المسؤولين في أبوظبي من لقاء الملك سلمان بهادي بعد ساعات من هجوم إماراتي رسمي عليه، والمطالبة بإبعاده، إضافة إلى  استقبال السفير الأمريكي في اليمن، محافظ عدن الجديد المعين من هادي في الرياض، والذي جاءت إقالة سلفه عيدروس الزبيدي سببًا مباشرًا لتفجر أزمة غير مسبوقة بين هادي وأبوظبي.
وتساءل الموقع الاماراتي: إن كانت الرياض وواشنطن قد قررتا الاستغناء عن دور أبوظبي في اليمن، وإظهار الدعم اللامحدود لهادي دون اكتراث لأهمية مشاركتها في العدوان على اليمن خصوصا بعد المباركة الأمريكية لتعيين محافظ جديد لعدن إلى جانب التنسيق واللقاءات بين مسؤولين أمريكيين وسعوديين.
ما يعني خروج الصراع بين معسكري السعودية من جهة والإمارات من الجهة الأخرى عن السيطرة وانتقاله إلى مرحلة العلنية بعد أشهر من الصراع غير المعلن بين المعسكرين وأدواتهما المحلية.
عرب يهدد ويتوعد
على صعيد متصل, هدد المرتزق حسين عرب نائب رئيس وزراء حكومة الفار هادي، ووزير داخليته ، أبناء محافظة عدن خصوصا والجنوب عموما من الخروج في أي مظاهرات مناهضة لهادي.
وأوضح عرب خلال استقباله عدداً من قيادات الحراك الجنوبي، إنه لن يقف مكتوف الأيدي إزاء مثل هذه الدعوات.
واعترف عرب في اللقاء بالوضع المزري الذي تعاني منه عدن في الوقت الحالي، وذلك في محاولة منه لامتصاص غضب الشارع الجنوبي.
تفاقم الوضع الإنساني
بات الوضع الإنساني في المحافظات الجنوبية سيئا جدا بعد عجز حكومة الفار هادي  عن توفير أدنى متطلبات العيش الكريم للمواطن.
وسجلت أزمة الكهرباء في محافظة عدن والمحافظات المجاورة أبين ،الضالع ،لحج،  ارتفاعًا في ساعات الانقطاع بمعدل ست ساعات انقطاع مقابل ساعة لعودة التيار الكهربائي، مع ارتفاع في درجات الحرارة، مما دفع بخروج تظاهرات غاضبة في مدينة كريتر قطعت الطريق المؤدية إلى مقر إقامة حكومة الفار هادي في المعاشيق.
ورغم تبادل التهم بين السلطة المحلية والحكومة المعينتين من قبل قادة العدوان ، إلا أن مدينة عدن ومختلف المحافظات الجنوبية لم تشهد أي تحسن أو توفير للخدمات الأساسية الضرورية وهو ما جعل المواطنين يخرجون في تظاهرات مستمرة تجوب شوارع عدن  تطالب برحيل السلطات الحاكمة وقوات الغزاة ولكن هذه التظاهرات جوبهت بالقمع وقوة السلاح والاعتقالات ليلجأ أبناء المحافظات الجنوبية خوفا من القمع والاعتقال لإطلاق حملات الكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل شعار (من ينقذنا من الغازي والمرتزق)، خصوصا بعد تأكيداتهم أن حكومة الفار هادي جعلت من مدينة عدن العاصمة التجارية قرية نائية وإغراقها في الظلام والفساد وسفك الدماء.
رشاوى وتزوير
وفي ظل عجز حكومة الفار هادي عن صرف مرتبات المواطنين رغم الأربعمائة مليار ريال التي وصلت من روسيا الاتحادية مؤخرًا، تشهد مدينة عدن ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية مع غياب الرقابة على ضبط الأسعار،  وهو ما دفع بالمئات من العسكريين للتظاهر أمام منزل رئيس لجنة صرف المرتبات أحمد الميسري، كما تفشت ظاهرتي الرشوة والتزوير للأرقام العسكرية، وبحسب اعترافات الميسري تم كشف عشرة آلاف حالة تزوير.
بيع الأدوية المجانية
ووصل الأمر في محافظة عدن إلى قيام المتنفذين ببيع  الأدوية المقدمة من الأمم المتحدة ومن المنظمات الدولية، فيما لا يجد الآلاف من الجرحى والمرضى إمكانيات العلاج وفقا لمصادر محلية أكدت أيضا أن عدن أصبحت مرتعا للفاسدين وأرضا خصبة لجني الأموال الثراء السريع، ويتزامن ذلك مع غياب الأمن واتساع نشاط الجماعات الإرهابية وانعدام الكهرباء والوقود وارتفاع في الأسعار والمواصلات، حيث انتشرت جرائم الاغتيالات والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة بشكل ملحوظ وغير مسبوق إضافة إلى التصفيات الجسدية والقتل في وضح النهار وسرقة السيارات والممتلكات والخطف للمواطنين، وشوهد ازدياد في حالات التسول في الشوارع.
وبين كل ذلك يواجه أبناء المحافظات الجنوبية أعمالاً وحشية من قبل المليشيات والفصائل المتعددة المدعومة من قبل الغزاة  لقمع التظاهرات وعمليات الاعتقالات للناشطين والمواطنين الساخطين على تردي الأوضاع هناك.
صراع الغزاة والمرتزقة
وتعيش محافظة عدن على صفيح ساخن بين طرفي الصراع السلطة المحلية المدعوم إماراتيًا والرئاسة والحكومة المدعومتين من قبل العدوان السعودي، مع مؤشرات التصعيد عسكريًا بين الطرفين وقد تكون الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت وستتكشف الحقائق تباعا وسيظهر الوجه القبيح للغزاة والمرتزقة والمنافقين على الملأ إن لم يكن قد ظهر فعلا.

قد يعجبك ايضا