ذي السفال إب .. أطلال تحكي جانبا من الإهمال المتراكم منذ عقود

> سوقها القديم وقبة عماد الدين معلمان كانا عامرين بالحياة والفائدة

تحقيق مصور / عبدالباسط النوعة

تعد مدينة ذي السفال القديمة من المدن التاريخية التي كان لها شأن كبير عبر مراحل التاريخ القديم ؛ وفيها الكثير من المآثر الحضارية الفريدة ولعل مسجدها الكبير الموجود وسط المباني التاريخية ووسط المدينة القديمة يعد ابرز معالمها وأشهرها إلا أن هناك معالم أخرى لا تقل أهمية عن مسجدها الكبير   . منازلها الحجرية شاهقة الارتفاع هي الأخرى لا تزال شاخصة قائمة رغم تقادم السنون وتقلبات المناخ ؛ بيد أن هذه المدينة غير المصنفة محليا ضمن المدن التاريخية تعاني العبث والإهمال منذ عقود كان لهذا الإهمال نتائجه السلبية والكبيرة على اندثار العديد من المعالم أو خرابها . ناهيك عن أعمال الهدم والبناء الاسمنتي على أنقاض معالم ومنازل قديمة وبشكل يخلو ربما من الرقابة أو المسالة .
وأثناء تجولنا في هذه المدينة وجدنا سوق المدينة القديم أصبح في حالة سيئة جداً الكثير من دكاكينه مخربة بفعل الهجران والعزوف وترك السوق القديم والتحول إلى سوق جديد في منطقة لا تبعد كثيرا عن السوق القديم  وكما يقول بعض المسنين فقد كان هذا السوق عامراً بالناس وعمليات البيع والشراء وكان سوقا لكل المديرية أو كما كان يعرف سابقا (القضاء) والأخير اكبر بكثير من المديرية ؛ إلا انه أصبح الآن مرتعا للقمامة وملاذا للكلاب الضالة بل وباتت أشجار التين تنبت داخل بعض الدكاكين . وفي المقابل وجدنا بقايا لقبة ضخمة (قبة عماد الدين) وبحسب البعض فهذه القبة التي تنسب لواحد من أشهر علماء المسلمين في زمانه كانت والى وقت قريب جدا قائمة ومكتملة البناء وعلى هيئتها إلا أن الإهمال المتراكم ليس من قبل الدولة فحسب وإنما من قبل أولئك الناس الذين تفرجوا عليها وهي تندثر أمام أعينهم ولم يحركوا ساكنا بالرغم أنهم يحوزون الكثير من الأراضي التي أوقفت لخدمة هذا المسجد والقبة والحفاظ عليها وإقامتها وأعمارها وصيانتها . هذه القبة الكبيرة بنيت بطريقة معمارية فريدة للغاية وبأسلوب هندسي رائع جدا تظهر من خلال تلك الجدران الداخلية والخارجية التي لازالت قائمة ؛ والى جوار هذه القبة المندثرة يوجد مبنى قديم سطحه كله قباب صغيرة لازالت قائمة وقبة أخرى لازالت قائمة والمخاوف من أن تلاقي هذه القباب المصير ذاته التي واجهته القبة الكبيرة خاصة أن الإهمال لازال هو السمة التي يتم التعامل به مع هذه القباب التاريخية  ؛ ويقول الأهالي أن قبة أخرى ثالثة كانت موجودة في ذات المكان إلا أنها اندثرت تماما وامتحت إطلالها .

قد يعجبك ايضا