26 ألف جريح استطاعت المؤسسة توثيقهم حتى الآن

■رئيس مؤسسة الجرحى قاسم الحمران لـ”الثورة”

■ استمرار العدوان والحصار وتضرر القطاع الصحي ونقص الأدوية وإغلاق مطار صنعاء  يعمق معاناة الجرحى
■ لدى المؤسسة أكثر من 500 متطوع ومتطوعة موزعون على محافظات الجمهورية
■ تفاعل المنظمات الدولية  مع الجرحى مجرد شعارات واغلبها تعمل  لجمع البيانات فقط
■ الدعم الحكومي هو ما نعول عليه ولابد من دور في هذا الاتجاه
لقاء/ اسماء البزاز
مؤسسة الجرحى قطاع ينهض بدعم الجرحى والاهتمام بهم بشكل عام سواء الجرحى القادمين من الجبهات او المدنيين الذين تضرروا من قصف طائرات العدوان واعتداءات المرتزقة والعملاء الذين يقاتلون الى جانب العدوان ..والذين فاقم من معاناتهم الحصار الجائر على بلادنا خصوصا وهناك حالات حرجة عمق جراحها شحة الأدوية واستهداف المنشآت الصحية…
“الثورة” التقت قاسم الحمران رئيس مؤسسة الجرحى الذي استنكر  التقصير واللامبالاة من قبل  المنظمات الدولية تجاه معاناة الجرحى حيث لم تحرك ساكنا جراء تلك الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدوان  ..وتحدث عن قضايا أخرى ذات صلة بمعاناة الجرحى .. نتابع:

ماطبيعة المهمة التي تنهض بها المؤسسة تجاه الجرحى بشكل عام سواء جرحى الجبهات او الجرحى المدنيين؟
– مؤسسة الجرحى مؤسسة أهلية غير حكومية تُعنى بتقديم رعاية متكاملة للجرحى وتقوم بتقديم خدمتها عبر عدد من البرامج منها برنامج المستشفيات والذي يقوم بمتابعة ونقل الجريح من المكان الذي أصيب فيه حتى وصوله إلى المستشفى وعمل كافة الفحوصات والأشعة اللازمة والمعالجة الطبية كاملة كل ذلك مترافقا مع متابعة يومية عبر أكثر من 500 متطوع ومتطوعة منتشرين في معظم محافظات الجمهورية كما تم إنشاء اللجنة الفنية الطبية العليا المكونة من أطباء أخصائيين لمتابعة حالة الجرحى يومياً في المستشفيات ورفع تقارير يومية تفصيلية بحالة كل جريح. ايضا برنامج الرعايات حيث يرتكز عمله في مرحلة النقاهة بعد خروج الجريح من المستشفى ويُعنى البرنامج بمتابعة الجريح من الناحية الصحية في مراكز الرعاية تحت إشراف طبي مستمر ومتابعة مواعيدهم في المستشفيات واستكمال متطلبات الاستشفاء التام وتوفير كافة احتياجاتهم من دواء وتغذية وكساء .. كما توفر المؤسسة الدواء عبر برنامج الدواء عن طريق كادر صيدلاني متخصص ولها صيدليات في جميع المستشفيات في الأمانة وفي عدد من المحافظات .. ولدى المؤسسة ثلاثة مطابخ مركزية تقوم بتوفير الوجبات الثلاث اليومية للجرحى كما يقوم برنامج المعاقين على تأهيل الجرحى المعاقين حركياً وإعادة دمجهم في المجتمع وتحريرهم من اعاقتهم نفسياً وبدنياً، ويتم توفير كافة احتياجاتهم من تغذية وأدوية ومستلزمات طبية خاصة بالمعاقين بالإضافة للأجهزة المساعدة من عربات سريرية وكهربائية وغيرها.
جهات داعمة
كيف تقدم المؤسسة خدماتها لاهم شريحة.. وماهي مصادر تمويلها؟
– لدى المؤسسة نسبة من موارد الزكاة التي تصب الى أمانة العاصمة وهي تغطي جزءاً لابأس به من الاحتياجات وكذلك دعم التجار وبعض الشركات التي تسهم في توفير خدمات في التغذية والأدوية والملابس وغيرها. كما ان المؤسسة تعتمد بشكل أساس على تقديم المعونات والمساعدات المقدمة من قبل قائد الثورة السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله والذي يحمل هم الجرحى والمعاقين. ايضا يتم التعاون مع عدد من الجهات مثل مركز الاطراف وصندوق المعاقين وصندوق تنمية المهارات وصندوق النشء من خلال المذكرات التي يتفضل الأخ/ رئيس الجمهورية بتحويلها إليهم وهي تأتي ما بين فترة وأخرى.
أسر الجرحى
وما نوع الدعم الذي يقدم لأسر الجرحى. .؟
– نقوم بتوفير سلال غذائية ومبالغ مالية للأسر الأكثر ضعفا بالتعاون مع عدد من الشركات والجهات.
حصيلة نهائية
هل لديكم حصيلة نهائية بعدد الجرحى؟
– بحسب الاحصائيات المسجلة لدى المؤسسة وصل عدد الجرحى الى 26,000 جريح وبحسب الاحصائية الصادرة من وزارة الصحة وصل عدد الجرحى الى 19,631والعدد بالطبع اكبر ولكن هذا ماتم رصده عن طريق المؤسسة.
قضية الأسرى
فيما يخص الاسرى المصابين في جبهات القتال والذين هم تحت الاسر بيد المرتزقة. . هل تتابعون حالتهم؟ وهل قمتم بمفاوضات من اجل اخلاء اسرهم؟
– نحن نتعامل مع الجريح كجريح وبالنسبة للأسرى الذين يصلون للمستشفيات نقوم بتوفير كامل الخدمة والمعالجة لهم اما بالنسبة للمفاوضات فهناك لجنة متخصصة بهذا الأمر.
صعوبات
ماهي الصعوبات والعوائق التي تواجهونها ؟
– استمرار الحرب والحصار وتضرر القطاع الصحي والخدمات الطبية في اليمن من أكبر الصعوبات التي تواجه المؤسسة والذي يؤدي الى تزايد في أعداد الجرحى وعدم القدرة على نقل الحالات الحرجة الى الخارج. الحصار المفروض على البلاد ادى الى نقص حاد في الادوية والمحاليل الطيبة وجعل المؤسسة غير قادرة على إرسال الحالات الحرجة الى الخارج بسبب إغلاق المطار، ايضا بعض العمليات الجراحية باهظة الثمن مثل عمليات جراحة الوجه والفكين التي تشكل عائقاً امام المؤسسة حيث لا تستطيع المؤسسة تحمل نفقاتها كاملة. ايضا صيانة الأجهزة الطبية وخاصة المرتبطة بالشركات الأجنبية تزيد الوضع سوءاً فعندما يتعطل أي جهاز يبقى لأشهر عديدة أو سنوات دون صيانة واغلب الأجهزة أصبحت خارج الخدمة.
الاعلام الانساني
كيف تقيمون دور الاعلام في التعامل مع قضية الجرحى؟
– للأسف دور الإعلام ضعيف في إبراز معاناة الجريح للمجتمع الداخلي والخارجي.. هناك تعاون بسيط من بعض وسائل الإعلام ونشكر لها ذلك ولكنه ليس على المستوى المطلوب والذي يساعد ويخدم قضية الجريح.
حصار شامل
الحصار المطبق على شعبنا فاقم من معاناة الجرحى خصوصا الحالات الحرجة، كيف تتعاملون مع هذه الحالات في ظل شحة الادوية؟
أولاً: نحن نشتري الدواء بمبالغ باهظة مع رفع سعر التكلفة وتحكم بعض التجار
ثانياً: انعدام بعض الأصناف وخاصة الهامه منها يضطرنا للشراء من الخارج وهذا يستلزم مبالغ بالعملة الصعبة وكذلك نحتاج لوقت وفترة طويلة حتى يتوفر، مثلا أدوية الملاريا على سبيل المثال تم شراؤها من المانيا بتكلفة عالية جدا.
ابعاد وتداعيات :
الابعاد الانسانية للجرحى جراء الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي،، كيف تقرأونها طبقا للواقع؟
– في الواقع ان العدوان الامريكي السعودي لم يستثن شيئاً في حصاره فطال كل الجوانب الانسانية والصحية والخدمية وغيرها ولا شك أن ذلك صعب المسألة على الجرحى والمرضى وزاد من معاناتهم ولكن بالتوكل على الله والاعتماد عليه نلمس العناية والرعاية والعون الإلهي وتيسر الأمور وبتكاتف المجتمع والخيرين من أبنائه تأتي المعالجات ولم نصل في أي وهلة الى طريق مسدود.
المنظمات الدولية والإنسانية كيف ترون تفاعلها مع هذه القضية الإنسانية قضية الجرحى ومنع الحالات الحرجة من السفر للخارج بغية العلاج؟
– تفاعل المنظمات للأسف كلام لا يطبق على ارض الواقع هناك مبادرات من بعض المنظمات من أجل الاطفال الذين هم بحالة حرجة ونقلهم للعلاج للخارج ولكن للأسف لم تكن جدية وإنما لجمع البيانات فقط. وطوال فترة العدوان لم نلمس أي تفاعل وكأن الحرب في دولة غير اليمن.
وبالمقابل .. هل لديكم تفاوض مباشر مع اطراف العدوان في الداخل؟
– لا يوجد أي اتصال ولا حتى في الحدود الدنيا.
رؤية مستقبلية :
ما هي رؤيتكم المستقبلية في المؤسسة؟
– هناك رؤية مكتوبة ضمن لوائح المؤسسة وهي مرتبطة بالسنوات الخمس المقبله ولكن من أهم ما فيها هي السعي للوصول الى خدمة راقية للجرحى والمعاقين تشمل جميع الجوانب الصحية والاجتماعية حتى الترفيهية.
ختاما
كلمة أخيرة لكم. . نهاية المطاف؟
– نوجه كلمة للحكومة ممثلة بالأخ رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور للاهتمام بالجرحى والالتفات الى معاناتهم وإلزام وزارة الصحة للاضطلاع بدورها وكذلك الخدمات الطبية العسكرية في وزارة الدفاع وكذلك الأمن فدورهم شبه غائب ولا نلمس الحرص على تقديم الخدمات اللازمة ولا حتى الاستجابة لما نقدمه من طلبات واحتياجات وهي كثيرة ومتعددة والمؤسسة لم تعد قادرة على استيعاب الطلب نتيجة لكثرة الجرحى وقلة الموارد.

قد يعجبك ايضا