وزير الخارجية المهندس هشام شرف لــ “الثورة”: دعوات الانفصال والتقسيم لن تنجح أكـــــــــــان حاملها هادي أو المرتزقة أو دول العدوان

حاوره/ محمد محمد إبراهيم
نفى معالي وزير الخارجية المهندس هشام شرف ما تناقلته بعض وسائل الإعلام التابعة لدول العدوان والمرتزقة من إشاعات تفيد أن مجريات حوار يمني يمني في ألمانيا بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وحلفاؤهم من القوى الوطنية المناهضة للعدوان من جهة، وما يسمى بحكومة بن دغر والقوى المؤيدة للعدوان من جهة، مؤكداً أنه لا صحة لذلك، وأن أي حوار يمني سيكون في صنعاء لا في فنادق أوروبا..
وأوضح شرف في حوار صحفي خاص لـ الثورة أن كل القوى اليمنية شمالاً وجنوباً جزء من الحل السياسي الشامل الذي يضمن إيقاف العدوان والحصار، واحترام سيادة الوطن واستقلاله، مستثنياً من تلك القوى، الرموز والقيادات التي شرعنت العدوان وشاركت في سفك دماء الشعب اليمني، لأن هذه القوى انتهت وستخرج من الشاشة السياسية والذاكرة الوطنية دون جلبة..
وقدَّم شرف قراءة عابرة لمستجدات الحالة السياسية الإقليمية وتحشيد دول العدوان للدول العربية والإسلامية إلى الرياض تزامنا مع الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي ترامب، ومساعي هذا التحشيد من إقامة حلف ناتو جديد في الخليج وشبه الجزيرة العربية، ضد روسيا والصين وايران، محذرا من أن أي تحالف من هذا النوع لن يخدم إلا مصالح أمريكا ويخدم الكيان الصهيوني الغاصب على حساب الأمة العربية وقضيتها القومية المحورية (فلسطين المحتلة)، ويعزز غرور وهمجية العدوان السعودي في مجازره في اليمن..
وتطرق الحوار إلى ملفات المشهد السياسي اليمني على الصعيد الخارجي، وعناوين العمل الدبلوماسي وجهود الخارجية رغم الحصار المضروب على المؤسسات الدبلوماسية (السفارات) في مكاشفة الرأي العام الدولي كارثية الأوضاع الإنسانية في اليمن، جراء العدوان والحصار…. وقضايا أخرى

• بداية معالي وزير الخارجية.. لنبدأ من ملف زيارة ترامب للرياض والتحشيد السعودي العربي الإسلامي لهذه الزيارة حيث وِجِّهَتْ دعوات لرؤساء الدول العربية والإسلامية خصوصا المشاركة في العدوان على اليمن أو المؤيدة له سياسياً.. ما رؤيتكم تجاه هذا الحدث.. ؟!
– الحديث عن زيارة ترامب للرياض، وعن التحشيد السعودي استباقاً للأحداث قبل وقوعها.. لكن في مجمل الرؤى هو أن الزيارة أساسها هدفان: الأول سياسي، يتمثل في التنسيق لإقامة حِلف دولي جديد، في المنطقة العربية والإسلامية، وبالذات في منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج على غرار (حلف الناتو) أو حلف بغداد سيء الذكر في خمسينيات القرن الماضي وموجه بالدرجة الأولى نحو مصالح روسيا والصين وإيران عسكريا وسياسيا إضافة إلى أي دول ممانعة للنفوذ السعودي والإماراتي والأمريكي ومنها بلادنا.. والهدف الثاني اقتصادي يتمحور حول استنزاف ما تبقى من المال الخليجي، في عقد صفقات أسلحة باهظة الثمن، إلى جانب ضمان التحكم في بوصلة مستقبل الموارد النفطية الخليجية بل والسعودية بالأساس، ليكون اتجاهها خادما للمصالح الأمريكية في المنطقة على حساب الشعوب العربية وعلى حساب نفوذ القوى الدولية الكبرى كالصين وروسيا وإيران..
• ما علاقة مثل هذا التحالف ومثل هذه الزيارة بمجريات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن..؟! ومن المستفيد من تحالف كهذا..؟!
– نحن في اليمن نندد بإنشاء مثل هذا التحالف الذي تم الإعلان عنه مسبقا في واشنطن، كما نددنا بهذه الزيارة التي ستزيد من غرور وحماقة واستكبار وهمجية العدوان السعودي على الشعب اليمني، بمعنى أنها ستعطي مملكة الشر والعدوان (السعودية) -المتهمة عالمياً بدعم الإرهاب وارتكاب المجازر في حق المدنيين في اليمن- دفعة إضافية من التشجيع لمزيد من الجرائم والمجازر في اليمن..
أما المستفيد من الزيارة ومن الحلف في حال نشأ فهي الولايات المتحدة بالدرجة الأولى من خلال صفقات الأسلحة والخبراء والخدمات. الفائدة مالية ونفوذ ومنافع لدول الغرب وعلى رأسها أمريكا على حساب القوى الأخرى في العالم كالصين وروسيا وإيران التي تتصارع على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط.. إضافة إلى فائدة إستراتيجية ذات بعد أخطر، تتمثل في تمتين السياجات الأمنية والوقائية لدولة إسرائيل على حساب القضية المحورية الأولى للأمم العربية (فلسطين المحتلة).. وهذه الخطوات التي ستنفذها السعودية كأداة للغرب عموما ضد الشرق والعرب والإسلام الحق تأتي في إطار إتمام مسلسل المؤامرات على الدول العربية القوية، كان أولها العراق ثم ليبيا ثم لبنان ثم سوريا، والآن اليمن ذات الوجود الحضاري والبشري الأصيل، وذات الموقع الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي..
• ذكرت إيران والصين وروسيا كمستهدفين من هذا الحلف.. إلى أين ستصل….؟!
– بالتأكيد.. الهدف الأول من الزيارة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، ومن مساعي إقامة الحلف.. هو إيران والصين وروسيا من خلال ما سيوفره الحلف من مقومات السيطرة على المضايق والمصالح في المنطقة، أما أين ستصل هذه المساعي- إن كنت تقصد ذلك- لا زالت ردة الفعل غير مسموعة أو معلن عنها، وإن كانت قد بدت بوادرها في تعزيز النشاط التجاري والاقتصادي والتقارب الكبير في المنافع والمصالح الصينية الإيرانية الروسية، فاستشعار الصين وروسيا وإيران لهذا التوجه سينتج عنه مواقف، خصوصاً وهي ترى يوما بعد يوم نتائج العدوان على الشعب اليمني وكيف يتم تدميره سعيا للسيطرة على الساحل الغربي وباب المندب وميناء الحديدة.. وبالتالي نتمنى أن يكون هناك موقف قوي من الدول المستهدفة، باتجاه إيقاف العدوان على اليمن، وتغيير موازين القوة، كأن تشكل هذه الدول رأس حربة بمواجهة هذا المخطط..
مجريات عدن السياسية
• تم مؤخراً.. إعلان المجلس السياسي في عدن.. كيف تنظرون لهذه المجريات..؟!
– هذا شأن داخلي، ونحن في وزارة الخارجية معنيون بإدارة الملف الخارجي وإيصال صوت ومظلومية اليمن المعتدى عليه للعالم ومقارعة العدوان على الساحة الدولية.. لكن ما يجب علينا أن نقوله للعالم الخارجي المخدوع بذريعة الشرعيّة.. إن ما يجري في عدن اكبر دليل على تخبّط الفار هادي المنتهية ولايته وانعدام أي ولاء أو تأييد له،حتى بين المليشيات التي ساهم في تواجدها، ودليل على إدارته الفاشلة.. وهذه المحاولات الانفصالية تعد من أهم مظاهر عدم وجود دولة ونظام وقانون وشرعية.. وأكبر دليل على زيف حجج العدوان المتذرعــة بشرعية الفار هادي في الوقت الذي لم يعد له أي شعبية في أي مكان على الخارطة اليمنية، ناهيك عن كون هذا الإجراء الموصوف لدى الإعلام السعودي وإعلام المرتزقة بالانقلاب على هادي، هو إثبات أن الشارع اليمني شمالاً وجنوبا وغرباً وشرقاً بات يكره الفار هادي ولا يريده…
سؤال التنافر والالتقاء
• خارجيا وكاستتباع لهذه المجريات.. ما هي قراءتكم لبيان مجلس التعاون الخليجي تجاه المجلس الانتقالي بعدن وكذلك التقاء التناقض السياسي في الداخل عند نقطة رفض هادي.. ؟!
– دول مجلس التعاون الخليجي تدرك جيداً أن هذا المجلس الذي عرّى حججها في تبرير العدوان تحت يافطة شرعية الفار هادي، ممارسة ستنتهي تلقائياً، فبيان المجلس الخليجي بدا حريصاً على الوحدة اليمنية، عبارة حاولة منه لمواصلة مغالطة العالم بأنها حريصة على وحدة اليمن، لكن واقع الحال على الأرض يشهد مجريات وتصرفات همجية تنهش في اليمن وتدمره، عاكسا سياسة العدوان في القتل الجماعي، والتمزيق للنسيج الاجتماعي اليمني والتدمير والتجزئة والتقسيم للخارطة اليمنية..
• هل سيمس هذا الإعلان بالوحدة كأهم انجاز في مسار نضال اليمنيين..؟!
– هذا الإعلان لن يمس بالوحدة.. بل سيجعل الشعب مُصّراً – كعادته التاريخية والحضارية -على البقاء تحت مظلة الوحدة… صحيح.. للشعب وقواه السياسية مسارات مختلفة، ورؤى متناقضة، غير ان جُلّها يصب في التنوع القائم على الإيمان بقضية الدفاع عن سيادة ووحدة اليمن أرضاً وإنساناً، وهذه المسارات تتجلى في سياسات القوى الرافضة للعدوان والّتي تحافظ على الثوابت المعروفة لبقاء اليمن الواحد.. فيما هناك مسارات أخرى نقيضة -قليلة جدا- لهذا التنوع.. لكنها تتنابذ وتتقاتل في حلبة تأييد العدوان جريا وراء أهداف الارتزاق وفق رؤى قاصرة مصلحية مؤقتة مرفوضة لدى كل أطياف الشعب اليمني، وإن التقت مع الشعب في رفض الفار هادي في صنعاء وفي عدن وفي حضرموت وفي الحديدة…
الأهم أن خلاصة هذا التداخل تؤكد أن دعاوى الانفصال لن تنجح سواء حملها هادي أو المرتزقة من رافضيه، أو دول الخليج المتخبطة في سياساتها وتبعيتها للسياسات الامريكية والبريطانية بالذات.. الوحدة عقد وثيق لن ينفرط.. واستخدام الخليج أو غيرها لملف الجنوب، وفصله عن شماله.. عبارة عن اسطوانة مشروخة حاولوا استخدامها في صيف 1994م وفشلوا، وسيفشلون اليوم..
• هل ترون أن هذا التنوع والتناقض في القوى والمكونات اليمنية، سيلتقي في المسار السياسي في إطار تسوية سياسية..؟ وكيف..؟!
– نعم ستلتقي كل الأطياف اليمنية مهما اختلفت وتباينت واقتتلت، كما أن أي قوى سياسية يمنية في الجنوب أو الشمال أو الوسط أو الشرق والغرب ستكون جزءاً من أي حل سياسي في اليمن ولن يستطيع أحد الانفراد بمثل ذلك الحل، بالطبع ما عدا القيادات التي جلبت العدوان وشرعنت جرائمه في سفك دماء الشعب اليمني، وتدمير مقدرات الوطن، فلا مستقبل لها تحت سماء اليمن وفوق أرض اليمن وبين صفوف الشعب اليمني.. هذه القوى انتهت يوم أن شاركت في سفك الدم اليمني وستختفي من الشاشة السياسية، والذاكرة الوطنية، وخيراً لها أن تفعل ذلك دون جلبة..
لا صحة لمفاوضات ألمانيا
• ثمة أخبار نشرت في الإعلام، تؤكد أن مفاوضات سرية بين أطراف الداخل اليمني(حكومة بن دغر-الإصلاح- المؤتمر – أنصار الله- وآخرون ممثلون للقوى اليمنية المتنازعة) تجري في برلين بين أطراف الأزمة اليمنية.. حقيقة ما يجري وحقيقة ما يقال..؟!
– مساعي السلام مستمرة، بين كل الأطراف اليمنية وحتى هناك دول عده في العالم تحاول ذلك، ولكن نؤكد بأن أي حوارات مع القوى الوطنية ستبدأ في صنعاء وليس في فنادق أوروبا.. لاصحة لما أشيع عن حدوثه في ألمانيا.. وإذا هناك أي مبادرات أو محاولات تقارب في وجهات النظر فسيكون ذلك في وضح النهار وبشكل واضح للشعب وليس عبر أخبار تتناقلها محطات العدوان الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي.. نتمنى دائما بذل جهود التسوية والسلام، وهدفها النهائي الأمن والسلام والاستقرار لكل اليمن ولكل أطياف الشعب وليس فقط للسياسيين أو الأطراف المتقاتلة..
• أين وصلت جهودكم بالنسبة لمحاولة استعادة المسار السياسي على المستويين الداخلي والخارجي… ؟ وهل من بوادر أمل في ذلك.. ؟!
– وزارة الخارجية في تنسيق كامل مع المكونات السياسية المناهضة للعدوان خصوصا المكونين الرئيسيين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله.. وعندما يحين الوقت لبدء المفاوضات الخاصة بإحلال السلام في اليمن سيكون عملنا مشتركاً.. هذا داخليا.. أما خارجياً بدأت الصورة الحقيقية تتضح لمسار المفاوضات كانوا يتحدثون في البداية عن المفاوضات مع بعض العملاء والمرتزقة والأذيال التابعين للسعودية.. أنا كوزير خارجية حكومة الإنقاذ ومن خلال اطلاعي على التطورات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.. أقولها بصراحة: لا سلام في اليمن والمنطقة الخليجية والعربية، دون وجود السعودية كطرف في المفاوضات فهي من اعتدى وهي من يمول المرتزقة ويمول الإرهاب والتطرف ومن يدعم العدوان بالسلاح والذخائر والمال والخطط التدميرية لكل مقومات الحياة في اليمن.. فإذا افترضنا الاتفاق مع الأذيال التابعة للعدوان ، دون الرأس، فلن نصل إلى السلام.. ما لم نتفق مع الممول الأساسي للعدوان، الشيطان الأكبر (المملكة السعودية).. فلا فائدة من التفاوض مع كل تلك الأطراف العميلة التي همها الارتزاق من الخزينة السعودية وإطالة أمد العدوان، هناك من يعيش على استمرار العدوان على اليمن بل ويعيش وينمو على حالة الفوضى واللانظام، ولهذا لابد من ترتيبات سلام مستدام يخدم كل الشعب..
• بعد هذا الدمار والحصار هل لا زال للسلام والحل السياسي متسع..؟!
– نعم.. ولا يزال شعار السلام مرفوعاً- سلام الشجعان- وليس الاستسلام.. نحن لماذا نتحدث عن مد أيدينا للسلام، نحن لا نتحدث عن معارك سريعة ونصر سريع، ليس هناك منتصر ولا مهزوم، ولا يستطع طرف ان يلغي الطرف الآخر.. نحن نتكلم عن شعب يعيش جوار شعب آخر آلاف السنين وقد يتحاربان ويتصالحان ويختلفان ، وكذا يتبادلان المنافع والمصالح الأخوية.. سيستمر هذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. لا حرب ولا عداء ولا صراع مستمر لليمن مع أي شعْب في المنطقة، كل شعْب له الحق في أن يدير شؤونه الخاصة ونظامه الخاص، ونحن لدينا دولة ولدينا شؤوننا الخاصة، لا شأن لأحد فيها.. نحن يمنيون سنتفق فيما بيننا، تقاتلنا في الستينيات والسبعينيات ثم اتفقنا لمصلحة أبنائنا وبلادنا.. وفي نفس الوقت نقول للعالم وللأشقاء في الخليج أنه لا سلام، دون تفاوض واتفاق مع الجار الذي يمتلك المال والسلاح والإرهابيين والمتطرفين والمرتزقة ويصادق العالم بأمواله لا بأخلاقه.. هم دمروا بلادنا وقتلوا شعبنا وجرحوا أبناءنا وحاصروا اقتصادنا ومعيشتنا.. المملكة السعودية ستدفع ثمن كل أخطائها على الأرض والعالم يعرف ذلك ، وستكون مسئولة عن تصحيح ما ارتكبته في حق اليمن.. هذا حصل في كل دول العالم بما في ذلك أمريكا احترب الشمال والجنوب وتصالحوا وصححوا ما اقترفوه بحق بعضهم واليوم متعايشين في سلام.. وحصل في روسيا نفس الشيء وفي اليابان وكوريا والصين ودول أوروبا وغيرها.العالم في النهاية يعيش على السلام وليس استمرار الحروب والصراعات ، ومن يرى في الحروب مصالحه في البقاء سينتهي وينقرض تلقائيا ..
الوضع الإنساني والتواصل الخارجي
• تفشي الكوليرا، مرضى لا سبيل لخروجهم للعلاج نتيجة الحصار، ضحايا مدنيون يصلون إلى 15 ألف شهيد ونحو 50 ألف جريح.. وغيرها من مظاهر الوضع الإنساني الكارثي.. ماذا عملتم في وزارة الخارجية على التواصل الخارجي لمكاشفة العالم كارثية هذا الوضع.. ؟!
– وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية، مقارنة بالفترة الوجيزة تمكنا من نشر كل هذه المعطيات والمؤشرات التي تعكس المعاناة الإنسانية، على كل دول العالم ولم تتبق دولة في العام إلا واستلمت منا هذه المعلومات إما على شكل رسائل ذات طابع رسمي، أو بشكل دراسات رصدوية، أو تصريحات موجهة، أو تقارير إعلامية منشورة في وسائل الإعلام الموجه والمناهض للعدوان السافر على اليمن حتى على مستوى المجلات والدوريات الدولية التي دفع لها العدوان السعودي، ولدينا فريق مؤهل قادر على إعداد التقارير الإعلامية ذات المصداقية العالية باللغة الفرنسية والإنجليزية والعربية ولغات أخرى، إضافة إلى التنسيق والتعاون مع المنظمات الإنسانية وغير الحكومية على المستوى المحلي.. كما أننا نتواصل بشكل دائم مع كل الوفود الموجودة في الأمم المتحدة لاطلاعهم على الجرائم التي ارتكبها -ولا يزال- العدوان السعودي الإماراتي ومن ورائهم 17 دولة بحق المدنيين في اليمن.. في محاولة لتركيع اليمن لكننا لن نركع إلا لله وسنركعهم بصمودنا ودفاعنا عن أرضنا وعرضنا..
• رغم هذه الجهود هناك صمت دولي إزاء هذا الوضع الإنساني الكارثي.. فما تفسيركم لذلك.. ؟
– الصمت الدولي مشترى بالمال السعودي.. أنا كنت في الولايات المتحدة الأمريكية في 2015م مرات عدة في ذروة العدوان.. وذهبت إلى عدد من المنظمات والمؤسسات الحقوقية الأمريكية التجارية وغير الحكومية لشرح أبعاد ونتائج العدوان، وذهبت إلى المؤسسات الحكومية والسياسيين الأمريكيين لفضح العديد من جرائم العدوان وتحالفه، ورأيت كيف روجت السعودية صورا كاذبة ومعلومات مغلوطة عن العدوان علينا . الكل في أمريكا وأوروبا اشتراهم العدوان السعودي بالمال والصداقة النفعية والدعم المباشر ونشر الإعلانات الباهظة الثمن في الدوريات والمجلات الاستثمارية والمعارض التجارية والحربية.. هذه حرب منظمة وانتهازية لا مثيل لها في التاريخ.. بعد أن اعتدت علينا جارتنا وشقيقتنا المملكة العربية السعودية، لم نكن جاهزين لا بالسلاح ولا بالمال ولا بالإعلام.. نحن كنّا في وضع صراع مؤامراتي خارجي وداخلي بسبب المال السعودي الذي مول المشاكل والتطرف والإرهاب والربيع العربي.. وبذلك التمويل والتخطيط القذر المبكر كانوا جاهزين بالسلاح الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبشراء الذمم والولاءات الدولية للإعلام وللسياسيين والمؤثرين في السياسة الدولية.. وكانوا أيضا جاهزين بالصورة المزيفة التي أطَّرُوها بالذرائع الواهية والمغالطة..
أمريكا والسعودية والعدوان
• وأنت في أمريكا ماذا دار بينك والسياسيين الأمريكان وأرباب المنظمات المدنية والحكومية الأمريكية..؟ وما الصورة التي لمستها حينها..؟
– دارت نقاشات مستفيضة معهم حول العدوان والموقف الأمريكي الداعم له سياسيا ولوجستيا وتسليحاً.. لقد لمسنا صورة ذهنية مزيفة تم الإعداد لها مُبَكرا من قبل بارونات المال في الخليج وعدد من كبار شركات الصناعة الحربية الأمريكية ، وهذا الزيف موله مال ونفط الجارة السعودية بالدرجة الأولى.. وهي الصورة التي عُمّمت على العالم بما في ذلك الأطر المؤسسية الأممية، والأمنية الدولية.. هذه الصورة لا تحكي سوى قصة مجموعة من الانقلابين الحوثيين ومعهم أنصار أو قوات الرئيس صالح.. استولوا على الحكم في اليمن وطردوا الرئيس الشرعي وأن الولايات المتحدة تدعم تلك الشرعية لرئيس هارب يقولون عنه شرعياً، وتدعم جهود المملكة السعودية الطيبة المسالمة التي تحاول إعادة هذا الرئيس.. هذه الصورة التي كانت المؤسسات والسياسيين والمنظمات الأمريكية بل والغربية تتداولها وتروج لها.. تم رسم تلك الصورة بثمن باهظ تجاوز 480 مليون دولار تم توزيعها في أوربا وأمريكا كإعلانات وكدعم لمؤسسات بحثية أمريكية ولوبيات العلاقات العامة بل ووزعت لسياسيين وباحثين وإعلاميين أمريكيين بصفة زيارات ميدانية أو بحوث ممولة سعوديا وصلت إلى أكبر البيوت الأمريكية الدعائية التي أثرت على الشعب الأمريكي.. غير أن الشعب الأمريكي عندما يعرف الحقائق لا يسكت مطلقا على سياسة القتل والدمار المترتب على أخطاء السياسة الأمريكية الفادحة, هذا هو الشعب الذي اعرفه وعشت معه كطالب ردحا من الزمن، الشعب الأمريكي والبرلمان لايتفق دائما مع سياسات الإدارات الأمريكية الحاكمة والتي هي مصلحية بالدرجة الأولى.
• انطلاقاً من نتائج هذه النقاشات ما الذي عملتموه لمكاشفة الشعب الأمريكي تجاه جرائم الأسلحة الأمريكية الفتاكة وتجاه الجرائم المشتركة بين أمريكا وحليفتها السعودية..؟ وما الردود التي جاءتكم.. ؟!
– انطلاقاً من تلك النقاشات ومن الإطار العام لتلك الصورة الذهنية المرسومة لدى الشعب الامريكي حول العدوان السعودي الخليجي على اليمن، بدأنا في التواصل مع الشعب الأمريكي عبر الخطاب الإعلامي، وإن كان بسيطا ً مقارنة بالهالة الإعلامية الضخمة لآلة العدوان السعودي .. ومنذ تعيّنت في وزارة الخارجية بدأنا التواصل الرسمي مع ممثلي الشعب الأمريكي في الكونجرس، كل الردود التي جاءتنا من الكونجرس الأمريكي إيجابية وتفيد أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية هو قرارات سريعة دون أي دراسة وقرارات لم يدرسها الكونجرس وهم بصدد إعادة النظر في قراءة أطر الصورة العامة التي رسمها العدوان والسياسة الأمريكية العليا عما يجري في اليمن.. لكن ذلك سيأخذ وقتا فالصورة لدى الإدارة الأمريكية المصلحية هي أن دولة السعودية هي التي ستكون الحارس لمصالح أمريكا والأقدر على تقديم الخدمات للمصالح الأمريكية وبالتالي يقفون معها ووفقا لمصالحها وترى ما ستصنع.. لكن في نفس الوقت هناك إدراك بدأ يتنامى يوماً بعد آخر لدى الإدارة الأمريكية يفيد بأن ثمة ردود فعل عكسية على مثل هذا الموقف السيء والغريب وسينعكس على السياسة الغربية بشكل عام، ويبقى السؤال هنا ، متى سيدرك أولئك المسؤولون في الإدارات الأمريكية أنهم سيخضعون للمساءلة حول قراراتهم بتصدير السلاح ودعم العدوان الغاشم على اليمن ..حتما أولئك الأشخاص سيساءلون ، بل وربما سيحاكمون قريبا لقاء قراراتهم التي سببت جرائم حرب لاتسقط بالتقادم .
الحصار والاقتصاد
• ماذا عملت وزارة الخارجية بخصوص الحصار المضروب على اليمن وتحديدا إغلاق مطار صنعاء..؟
– لقد تواصلنا مع كل دول العالم وفعاليات المحافل الدولية.. وتجمعات التكتلات الدولية دون استثناء، لقد اطلعنا العالم أن لدينا مظلومية اقتصادية وسياسية وجنائية.. وأن استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي واستهداف المطارات الأخرى ومقومات النقل الجوي والبري والبحري كان عاملاً رئيسياً في تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة وتهديداً لحياة الكثير من المرضى وكبار السن والمحتاجين لتلقي العلاج في الخارج، فضلاً عن الطلاب الدارسين في الخارج والمواطنين العالقين ورجال المال والأعمال الذي يعيق ممارستهم أنشطتهم التجارية المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.. أما الردود الدولية والأممية فهي كثيرة بل أدانت كثيرا الحصار والعدوان ونادت المنظمات الإنسانية بضرورة فتح مطار صنعاء لكن دون جدوى على المدى القصير.. فالاقتصاد اليمني كان وما يزال هدفاً رئيساً للحصار البري والبحري والجوي، وهدفا للعدوان البربري المدمر للبنية التحتية وهدفا أيضاً لنقل البنك المركزي.. خصوصاً بعد أن أدركت السعودية ومن دار في حلفها أنهم لا يستطيعون هزيمتنا عسكريا، فبدأت بتشديد الحصار، ومنع تدفق البضائع من الخارج، فقط سمحت لها أن تأتي من السعودية، وخارج الدوائر الجمركية وعبر عملائها ومرتزقتها.. وكان التجار يشترون المواد الغذائية من السعودية بالدولار وبالريال السعودي ويوردونها للسوق المحلية.. وبعدما استشعرت السعودية بنفاذ الدولار أو العملة الصعبة، بدأت بمؤامرة على الريال اليمني وعملت على سحب السيولة وبعدها لعبت لعبة الرواتب وتوقيفها من خلال عميلها هادي وحكومته الغير شرعية من خلال نقل البنك المركزي في إطار حربها الاقتصادية بهدف إرباك القوى الوطنية..
• برأيكم.. على ماذا تراهن السعودية ومن تحالف معها من هذا الحصار.. ؟!
– السعودية تراهن بهذا الحصار وتراهن بإيقاف الرواتب وبإغلاق مطار صنعاء، على انهيار مؤسسات الدولة ومن ثم الثورة على الوضع القائم والقوى الوطنية والشرعية الحكومية والبرلمانية الموجودة في صنعاء والممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وبحكومة الإنقاذ الوطني ومجلس النواب.. لكن ذلك في عداد المستحيل.. اليمنيون لن يثوروا إلا على السعودية وعملائها الذين حركوا آلة القتل فيهم، وأمعنوا في التنكيل بالمدنيين في صالات الأعراس والعزاء وفي الأسواق والأحياء السكنية، وموارد المياه وفي الطرقات العامة..السعودية لا غيرها دمرت بنية بلدهم اليمن مواردها..
دور الأمم المتحدة
• أمام كل هذا أين دور الأمم المتحدة التي كانت شريكة في التسوية السياسية إزاء الوضع الإنساني في اليمن..؟!
– أنا لا ألوم الأمم المتحدة على مواقفها التي لم تتواكب مع الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، فقد حاق بها ما حاق بالآلة الإعلامية والسياسية الأمريكية من ضغط ومغالطة المال السعودي.. الأمم المتحدة عبارة عن منظمة تجمع العديد من الدول تحاول إصلاح ذات البين وإجراء التوافق وليس لإحقاق الحق.. ومن قال أن الأمم المتحدة قد أحقت الحق يوما ما، لا في العراق ولا في فلسطين ولا في أفغانستان ولا في البوسنة والهرسك.. صحيح أن الأمم المتحدة جاءت لتعمل شيئاً في اليمن وكانت شريكة بالفعل في محاولات التسوية السياسية.. لكن لا تستطيع ذلك رغم أنها استشعرت عبر ممثلها السابق جمال بنعمر المؤامرة السعودية على مستقبل التسوية السياسية، حين وجدت آلة حربية هائلة إعلاميا وسياسياً وعسكريا، وكلها مدعومة بالمال السعودي وثروات النفط المسحوب على حساب مستقبل أجيال شعوب الحجاز ونجد.. وهذا جعل الأمم المتحدة عبارة عن”شاهد ما شفش حاجة”..
الحديدة الأسلحة الإيرانية
• ما الذي يريده العدوان من التصعيد باتجاه ميناء الحديدة.. ؟
– ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لعبور المساعدات الإنسانية والسلع التجارية لما يتجاوز 80% من سكان اليمن.. وبالتالي الغرض من استهدافه، مسعاه مضاعفة تأزيم الأوضاع المعيشية السيئة لليمنيين، واستكمال كل جوانب الكارثة الإنسانية التي تشكل جريمة إبادة جماعية بحق شعب بأكمله.. خصوصاً مع تصعيد التعسفات في الوقت الرهن تحت يافطة الإجراءات الرقابية على الميناء في إطار آلية الأمم المتحدة في التحقق والتفتيش، إضافة إلى ممارسات العدوان السعودي الهادفة إلى تضييق الخناق على كافة السفن الواصلة للميناء، بل وعرقلتها ورفض إدخال العديد منها في مسعى للتضييق على المواطن اليمني في معيشته، وكذا مضاعفة الأعباء والالتزامات على شركات النقل والتأمين البحري بغرض الحد من قدومها وتسيير رحلاتها لميناء الحديدة..تهدف السعودية إلى توجيه كل نشاط الموانئ إلى المناطق المحتلة وتجفيف اي موارد جمركية تصل ألينا في شمال الوطن وخلق ضغط اقتصادي يعتقدون انه سيضغط على حكومة صنعاء والقوى السياسية الوطنية للقدوم لطاولة المفاوضات وبشروطهم ، وهذا غباء مطلق يعيشون على أوهامه ..
• ما يردده إعلام دول التحالف هو أن أسلحة إيرانية تدخل عبر ميناء الحديدة.. ما ردكم على هذا الطرح.. ؟!
– هذه حجج واهية صار العالم يدركها وقد تحدث عنها الإعلام الدولي بأن لا أسلحة إيرانية تدخل اليمن.. ونحن هنا وفي نفس الوقت الذي نثمن عاليا التعاطف الإيراني مع مظلومية الشعب اليمني، ونجدد نفينا القاطع لهذه الادعاءات التي تنتهجها دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية.. إذا كان للسعودية والإمارات مشكلة ما، أو جغرافيا مستلبة مع إيران فبينهما حدود بحرية ويمكنهم التعامل مباشرة مع إيران بل وخوض الحرب معها إن كانوا شجعانا ، أما اليمن وبنيتها ومواردها وبشرها فلا وجود لإيران فيها على الإطلاق وعلاقتنا بإيران كعلاقة أي دولة بدولة أخرى، علاقة ندية قائمة على الاحترام المتبادل، في مسار الخير والسلام لا في مسار العدوان على أحد..
الملف الدبلوماسي
• على الصعيد الدبلوماسي يسيطر هادي وحكومته على السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية.. ما مدى تأثير هذه السيطرة على عمل وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني..؟!
– هذه القضية هي ضمن أساسات اللعبة السعودية للعدوان على اليمن، وهي نتيجة طبيعية لقرار 2216 الذي صدر كغطاء أممي لما كان يسمى بشرعية الرئيس هادي المنتهية ولايته وفقا لمبادرات التسوية السياسية اليمنية ولائحة المبادرة الخليجية المزمنة التي حددت عامين شرعيين لهادي في السلطة، انتهت العامين، واستقال هادي، وتخلى وحكومته عن المسئولية الوطنية والتاريخية الملقاة على عاتقهم.. عبد ربه منصور هادي –فوق ذلك- ومن ورائه المال السعودي تسبب بقرار مجلس الأمن 2216 الذي حدّ من تحركنا الدبلوماسي، لكنه لم يمنعنا من إيصال صوتنا للعالم.. صحيح مال السعودية سيدة هادي منع صوتنا لفترة من الزمن، وصعّب علينا الخروج ومقابلة دول في أوروبا وفي أمريكا لأن القرار يشير إلى هادي وشلته كأنهم هم الذين يملكون شرعية الشعب والدستور في الجمهورية اليمنية، وكانت هذه الصورة مرسومة بالمال والنفط الخليجي في أكبر مغالطة للرأي العام العالمي في التاريخ.. لكن الشعب اليمني الأصيل امتص الضربات وصمد صمودا أسطوريا تحت نيران الحقائق المشوهة وخلال هذه الفترة وهذا الصمود أذاب رتوش الصورة المزيفة للعالم وتجلَّت الحقائق.. ليبدُ واقع الأمر مختلفاً تماماً ليقول للعالم أن-85% من الشعب اليمني هو أراد حكومة الإنقاذ الوطني وفق شرعية دستورية وبرلمانية وشعبية وجماهيرية.. نحن الأغلبية شاءوا أم أبوا..
#– الآن كيف تسير الأمور في التواصل الدبلوماسي..؟!
## الآن تسير جهود كشف الحقائق للعالم إلى التجلي الأكبر بفعل التواصل المستمر.. فصوتنا وصل للعالم والإعلام الدولي بدأ يتفاعل مع المظلومية اليمنية فصحيفة اللومند الفرنسية سترسل خلال الأيام القادمة مجموعة من الصحفيين لاستطلاع الأوضاع الإنسانية في اليمن.. كذلك شبكة الـ(CNN) تفكر في ذلك وغيرهم قادمون من أوروبا، كما قمنا بالتواصل مع أشهر الصحف والدوريات الدولية لشرح وضع بلادنا ، وستنتشر تلك المعلومات وبلغات عدة قريبا .
• حالياً.. ما هي السفارات التي لا زالت موجودة في اليمن.. ؟! وهل سفارات اليمن في دولها تابعة لوزارة خارجية حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء..؟
– أربع سفارات ،السفارة الروسية موجودة في اليمن وتشتغل بشكل كامل.. وكذلك السفارة الإيرانية والفلسطينية والسورية.. والسفارات اليمنية أيضاً موجودة في دول هذه السفارات، وهي تتبع وزارة الخارجية.. ولنا تواصل ليس فقط مع هذه السفارات الموجودة في صنعاء فقط بل مع سفارات العالم التي كانت في اليمن، عن طريق عمان وعن طريق بيروت وموسكو وغيرها.. كما أن لنا بدائل أخرى كفيلة بنقل ما نريد نقله من معلومات، وقد أدت هذه البدائل أدوارها بكل ثقة واقتدار…
معاناة الطلبة اليمنيين
• الطلاب اليمنيون مشردون بعد أن توقفت اعتماداتهم المالية واستحقاقاتهم الربعية فمنهم من هو مهدد بالطرد من سكنه ومنهم من طرد وأوقف برامجه التعليمية.. فمن المسئول عن معاناة طلابنا في الخارج وتسييس ملفهم..؟
– ندرك حجم المعاناة التي يعيشها طلابنا اليمنيون جراء الحصار الاقتصادي وتعمد هادي وشلته تسييس ملف الطلبة المبتعثين للخارج. حيث كانت رسالة هادي وأعوانه للطلبة واضحة ،التهديدات الضمنية، لهم ولمستقبلهم المعرفي في دول الابتعاث، حيث وجَّهت التعليمات التي تضمنتها رسالة حكومة هادي السفارات والملحقيات الثقافية في السفارات والقنصليات بعد التعامل مع الطلاب الذين يأتون من جهات الابتعاث في صنعاء.. وكانت نتائج ذلك أن تم قطع الاستحقاقات الخاصة بطلابنا في سوريا وفي لبنان وبعضهم في الخارج.. تسييس ملف الطلبة تتمثل محاولة لكسب ولاء أبنائنا الطلاب بتقديم الوعود لهم بأنهم سيستلمون كامل استحقاقاتهم، ونحن قلنا للطلاب ليست مشكلة في ذلك خصوصا وظروفهم في الخارج صعبة جدا والسفارات والملحقيات تعاملهم بعنصرية.
• وهل استلم الطلاب مستحقاتهم بناء على هذه الوعد..؟ وما الذي بإمكان وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني تقديمه لهم..؟
– بالتأكيد لم يستلموا سوى الربع الأخير للعام 2016م ولبعضهم فقط، حسب الشكاوى التي تصلنا وينشرها الإعلام عن أوضاع الطلاب اليمنيين في الخارج.. رغم تسييس ملفهم ووعد هادي وحكومته في الرياض لهم بأنهم سيصرفون لهم اعتماداتهم المالية.. لكن هذه الوعود كانت كاذبة لتثبت للطلاب، زيف هادي وأعوانه ونواياهم في تدمير كل شيء..
يؤسفنا أن نقول أننا في حكومة الإنقاذ الوطني لا نستطيع تقديم أي شيء لهم في الوقت الحاضر ، نحن في ضائقة مالية كبيرة جداً.. كان هناك نظام مالي، ملتزم باستحقاقاتهم الربعية وبانتظام، ويتحمل مسؤوليته تجاه ذلك، كان هناك إيرادات في الداخل والخارج، وكانت صنعاء تصرف المرتبات ومستحقات الطلاب لكافة الخارطة اليمنية.. الذي حدث هو أن هادي وشلته بتوجيه من أسيادهم عملوا على نقل البنك المركزي وتحويل مسار الإيرادات في الداخل والخارج، وغدروا بالشعب اليمني موظفين وطلاب ونساء وأطفال، وهذه هي سماتهم، رغم التزامهم أمام الأمم المتحدة بتحمل مسؤولية الصرف لكافة اليمنيين بعد نقل البنك..
أخيراً
• أخيراً.. ما هي دعوتكم للأمم المتحدة، تجاه ذلك.. ؟
– كما أشرت سابقا.. أنا لا ألوم الأمم المتحدة على ما آلت أليه الأوضاع نتيجة للعدوان الغاشم.. أنا ألوم دول العدوان السعودي وحلفائها الرئيسيين، حيث والمال المدنس الذي دفعته السعودية بالمليارات واشترت به أصوات المجتمع الدولي، إلا قليل منهم، وزيفت الحقائق والتقارير وأحضرت شهود زور، وصورت وضعا مغايرا للحقائق.. المال المدنس غيّر صورة الوضع والمشهد اليمني تماماً إلى درجة مغالطة العالم، بأننا انقلابيون ضد الشرعية والنظام والقانون والدستور اليمني. والحقيقة أننا نحارب الإرهاب والفوضى ونريد السلام ، ولابد للعالم أن يعرف أن تكوينات التطرف والإرهاب في الوطن العربي والعالم وراءها المملكة العربية السعودية ومن معها في نادي النفط الخليجي، ومعروفين للعالم بكل التفاصيل والمعلومات، ومتأكدون أن جهودنا ستثمر حتما، سيعرف العالم قصة الحرب المنسية في اليمن، وسيدرك ماعمله المال السعودي والخليجي من ضرر وتدمير وقتل وتشريد بحق اليمن وأهل اليمن، وسنخرج بإذن الله أقوياء لنبني من جديد دولة مدنية ذات نظام وقانون وتحت مظلة انتخابات وديمقراطية وأمن واستقرار ، كل ذلك لصالح شعبنا اليمني أولا وأخيرا..

تصوير/ ناجي السماوي

قد يعجبك ايضا