هويات المشاريع الصغيرة في الجنوب.. تكتيكات ميتة في المهد

> بعد السيطرة على الجغرافيا .. توزيع النفوذ أول مؤشرات الأطماع ( 1 – 2)

> محمد القيرعي :
– ما يحدث في عدن يجمع بين التكتيك المرحلي والمشاريع الطارئة المحكوم عليها بالفشل
–  أتى الإعلان عن المجلس الانتقالي في سياق فرض مشروع انفصال الجنوب
> الدكتور الخولاني:
–   ما يحدث في عدن لا يخرج عن كونه دعماً لأمن الكيان الصهيوني
–  تنافس على النفوذ وسيطرة على الممرات الدولية وموارد الطاقة
> محمد البشيري:
–  تبادل أدوار وممارسة ضغوط هدفها الابتزاز
– (إعلان عدن) متفق عليه مع الفار هادي من أجل الضغط على الأطراف الشمالية في الرياض

استطلاع /جمال الظاهري
إعلان عيدروس الزبيدي – محافظ عدن- المعين من هادي عن مجلس سياسي باسم أبناء المحافظات الجنوبية, تحت حامل الدعوة لانفصال الجنوب, أثار الكثير من التساؤلات وأطلق الكثير من التكهنات حول ما يدور في الخفاء, وما يراد لليمن وعن حقيقة توجهات كل الأطراف الفاعلة على الساحة اليمنية محلية وأجنبية.
(الثورة) وبحثاً عن إجابة للكثير سألت عدداً من السياسيين والأكاديميين عن مستقبل (المشاريع الصغيرة في جنوب اليمن), وخرجت بالتالي:
اعتبر محللون ومراقبون للشأن اليمني إعلان عيدروس الزبيدي ومجموعته عن تشكيل مجلس انتقالي ذي توجه انفصالي مفاجأة قد تربك المشهد اليمني وتعيده إلى البدايات, في حين أن آخرين اعتبروا الأمر طبيعياً نتيجة لعدم التقدم في الخطين السياسي والعسكري لجهة العدوان الذي يشن على اليمن , وفي نفس الوقت فشل متواصل لهادي وحكومته في إحداث أي تحسن على واقع المناطق التي تقع تحت سيطرة التحالف وحكومة بن دغر.
الأصداء تفاوتت في حدتها بين رافض ومتأرجح بين التأييد والرفض, والموقف الأبرز هو تأخر الرد من هادي  المنتهية ولايته حيث تأخر رده وتعليقه وتحديد موقفه من القرار.. بل أنه صدر عنه رد خجول، صحيح أنه اعتبر المجلس في حكم العدم ولكنه في نفس الوقت أعطى إشارات سلبية حين قال نحن نشجع على التعبير والممارسة للرأي والتنظيم, بما أوحى بأنه قد يكون متفقاً مع من أعلنوا عن هذا المجلس.
دول تحالف العدوان بقيادة السعودية, والإمارات بالنسبة للأخيرة وبعيداً عن الموقف الرسمي فقد اظهر إعلامها ترحيباً واحتفاء بهذا الإعلان, فيما السلطات الرسمية امتنعت عن التعليق, حتى جاء وزير خارجيتها (قرقاش) في تغريدة له بتويتر مضمونها أن موقف الإمارات واضح من الوحدة اليمنية وحرصها على لم الشمل والاتفاق مع دول مجلس التعاون الخليجي على الحرص على وحدة اليمن.
السعودية كان موقفها مغايراً وأبدت حدة في ردها حتى أن بعض كتابها المعروفين عبروا عن رفض دولتهم لهذا الإعلان, مؤكدين في نفس الوقت على ما يتبنوه من وحدة اليمن في ظل نظام فيدرالي سبق وإن رفضته بعض القوى الكبيرة في الساحة اليمنية.
الكويت كان موقفها واضحاً، حيث عبر وزير خارجيتها عن رفضها المطلق لأي توجه يمس الوحدة اليمنية من قبل أي فصيل يمني وأنها مع وحدة اليمن وما يتفق عليه اليمنيون في ما يخص نظام الحكم.
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أرسل إشارات تحذيرية ونبه إلى خطورة وعواقب مثل هذا الإجراء وهدد من أعلن عن هذه الخطوة وطالبه بالتراجع على أساس أن ذلك سيخل بكل المرجعيات والأسس التي تبنى عليها مساعيه ودور الأمم المتحدة.
الإجراء الأبرز جاء من قبل اللجنة الثلاثية التي انعقدت بناء على إعلان الزبيدي حيث التأمت هذه اللجنة التي تمثل هادي والسعودية والإمارات – لتقييم الأحداث الأخيرة وما أعلن من عدن بشأن تشكيل (المجلس الانتقالي), حيث نتج عنه أن استدعت السعودية الزبيدي وبن بريك والقيادات الجنوبية التي ورد اسمها في الإعلان وكانت هذه أهم وأكبر الخطوات لاحتواء التداعيات.
بدوره حذر محمد عبدالسلام، الناطق باسم أنصار الله مما يحدث في جنوب اليمن، معتبرا ذلك “تهديدا للوحدة اليمنية”.
من هذا الاستعراض يتضح أن المواقف جاءت بناء على حسابات خاصة لكل طرف, في بعضها وضوح كاف وفي البعض الآخر الكثير من المداهنة والضبابية, فكيف ستكون إجابات من التقيناهم..
تكتيك مرحلي وتنافس
البداية كانت مع محمد القيرعي – عضو اللجنة الثورية العليا-  الذي يرى أنها  تكتيكات مرحلية في ظل الخطة الرئيسية, المؤيدة من أطراف دولية التي لا تمانع بمنح بعض الامتيازات للأدوات المنفذة في الأرض اليمنية, وقال:
– يمكن القول إن ما يحدث في الجنوب يجمع بين التكتيكات المرحلية والمشاريع الطارئة, والهدف من التكتيك المرحلي يأتي في سياق فرض معادلة جديدة قائمة على جعل مشروع انفصال الجنوب أمرا واقعا وحتميا.
ومن ناحية أخرى يأتي في سياق المشاريع الطارئة جراء احتدام لعبة التنافس القائمة بين شريكي العدوان والاحتلال (السعودية- والإمارات) لفرض سيطرتهما المطلقة وطويلة الأمد على الجنوب ومقدراته ومستقبله..إلخ.
وتابع :خصوصا إذا ما أمعنا النظر جيدا في الوجوه المشكلة لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي والمعروفة بتطرفها وشوفينيتها القومية الحادة وعدائها المطلق للوحدة والشمال وعلى رأسهم سيئا الصيت عيدروس الزبيدي وبن بريك اللذان كان لهما خلال أغلب شهور العام الفائت 2016م سبق المبادرة في التنكيل بأبناء المحافظات الشمالية (العاملين..أو المقيمين في الجنوب) كما رأينا من خلال أعمال القتل والقمع والترحيل القسري الجماعي التي طالت آلاف الرجال والنساء والأطفال من مواطنينا الأبرياء وبصورة لا تزال مستمرة حتى اللحظة وإن بأشكال مبطنة.
مشاريع مبتذلة
أما في ما يتعلق بالأثر الذي يمكن أن تخلفه مثل تلك المشاريع المبتذلة يقول القيرعي معلقا : رؤيتي تنطلق من قناعتي الراسخة في أن الجنوب مهدد بأكثر من مشروع انفصال..ذلك انه لا قدر الله ونجحت السعودية بتحقيق مشروع انفصال الجنوب تحت يافطة المجلس الانتقالي الجنوبي المشؤوم فإن هذا سينذر ولا شك بإيقاظ القومية الحضرمية وباحتمالية قيام دولة حضرمية منفصلة عن الجنوب خاصة مع ما تتمتع به (حضرموت-المهرة)من كل مقومات الدولة..حيث الجغرافية الواسعة والخطوط والمنافذ البحرية المهمة والثروات المتنوعة ورؤوس الأموال والكثافة البشرية..إذا ما احتسبنا في هذا السياق عدد الجاليات الحضرمية المنتشرة في شتى بقاع العالم.
تقاسم نفوذ
ويؤكد أن أمرا كهذا يعد واردا بالفعل ويمكن توقعه إذا ما أدركنا أن شريكي العدوان والاحتلال أحدهما عيونه..أي الإمارات على عدن ومينائها الاستراتيجي فيما الأخرى السعودية عيونها على حضرموت التي تشكل بالنسبة لها حديقة خلفية وممرا بحريا حيويا على البحر العربي لضمان طرق أمنه على المدى المستقبلي لتصدير نفطها إلخ.
وخلص إلى القول :في النهاية فان نجاح أي من تلك المشروعات سواء الطارئة منها أو المرسومة سلفا لن يكتب لها النجاح بإذن الله وبصمود وإرادة الغيورين من أبناء شعبنا اليمني في الشمال والجنوب الذين يعتبرون أن مصيرهم وقدرهم ومستقبل أجيالهم مرهون بمدى قدرتهم على الدفاع عن الوحدة والسيادة الوطنية.
اليمن قوة إقليمية
بدوره الدكتور/ علي حسن الخولاني.. كاتب ومحلل سياسي – لم يبتعد كثيرا واسترجع بعض الأحداث التي لها علاقة بالموقع والجغرافيا اليمنية، رابطاً ذلك بما تمثله اليمن من ثقل إقليمي في حال كتب لها الاستقرار واستطاع شعبها استغلال موارده وتعامل مع العالم بحرية ووفق ما تمليه مصالحه الوطنية والقومية وقال:
لا بد في البداية من التأكيد أن اليمن بحساب القوة الشاملة أي جغرافياً، ديموغرافياً، اقتصادياً وعسكرياً, تمثل قوة إقليمية كبرى، في حال ما استقر لها الوضع وبدأت تستثمر عوامل القوة المذكورة بما يعود على المصلحة العليا للبلاد.
فالاستقرار السياسي يؤدي إلى استقرار أمني وبالتالي استقرار اقتصادي الأمر الذي يؤدي إلى استقلال القرار السياسي، فمن يمتلك اقتصاده يمتلك قراره, وهذا ما لا يريده الكيان الصهيوني، الوكيل المعتمد والموثوق للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة العربية، كون ذلك سيؤثر في الصميم على سيادة وأمن الكيان العبري.
أمن العدو الصهيوني
من هذا المنطلق يرى الخولاني أنه أتى تنفيذ وتجسيد مخطط تفكيك اليمن، وبعض الدول العربية الأخرى في موجة ما يعرف بالربيع العربي، وخلط الأوضاع فيه باستخدام أدوات الصهيونية العالمية في المنطقة خاصة السعودية وقطر.
وبالتالي ما يحدث في الجنوب اليمني لا يخرج عن كونه دعماً لأمن الكيان الصهيوني، حيث أن باب المندب لا يؤثر فقط على أمن الكيان الصهيوني بل على الأمن العالمي، فهو ممر تجاري تعبر منه 22 ألف سفينة سنوياً، فالكيان الصهيوني يمتلك تواجدا عسكريا واستخباراتياً في القرن الأفريقي وخصوصاً في إريتريا، ويريد أن يتواجد أيضاً في السواحل الغربية لليمن وبالتحديد المطلة على باب المندب من الشرق, هذا من جهة.
المال العربي
ومن جهة أخرى، تسعى الولايات المتحدة بمعية وكيلها المعتمد الكيان الصهيوني, وباستخدام أموال أدواتهما في المنطقة على ضرب أي قوة إقليمية قد يكون لها توجه لنسج علاقات وثيقة مع القوى الشرقية الصاعدة خاصة الصين وروسيا الاتحادية، خاصة وأن نظام الأحادية القطبية بدأ يترنح لصالح نظام متعدد الأقطاب تشكل الصين وروسيا ركيزتيه الأساسيتين، فالقضية هي قضية تنافس شرق غرب للنفوذ والسيطرة على الممرات الدولية الهامة في التجارة الدولية والوصول إلى الأراضي المليئة بالموارد التي تحتاجها المركبات الصناعية الغربية والشرقية على حد سواء.
ويستطرد الدكتور الخولاني :نحن نعرف أنه في العام 2008م عندما أتت الأساطيل الغربية وخصوصاً التابعة للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة إلى خليج عدن بحجة حرب القراصنة الصوماليين ذات التجهيزات البدائية والضعيفة، نرى أن الصين أرسلت أساطيلها وكذا روسيا الاتحادية وإيران وغيرها, أيضاً عندما أرادت الإمارات ومصر والولايات المتحدة إقامة قاعدة عسكرية في جزيرة “زقر” اليمنية، أدانت الصين هذا التصرف وأكدت أنه يهدد الأمن والسلم الدوليين.
شركات عملاقة تدير الصراع
ويضيف :إذاً ما هو حاصل في الجنوب؟ لن يخرج عن كونه صراعا دولياً، تديره شركات عملاقة مسيطرة على صناعة القرار في هذه البلدان المنخرطة في هذا الصراع وبأياد يمنية عميلة كل همها ارتزاق المال على حساب المصلحة العليا لبلدهم وشعبهم.
وبالتالي لا مخرج من هذا المأزق الذي وضعنا فيه العملاء والمرتزقة، إلا بعودة القوى السياسية المغرر بها إلى حضن الوطن، جنباً إلى جنب مع القوى الوطنية المناهضة لهذا التآمر-العدوان-، والمساهمة في الدفاع عن بلدها اليمن من التفكك على إثر شحن- مزدوج مناطقي، وعنصري عفن، أي يجب أن تكون هناك إرادة سياسية وطنية للجميع شمالاً وجنوباً، تضع مصلحة اليمن العليا فوق كل اعتبار، وفوق كل المصالح الضيقة سواء كانت حزبية أو قبلية أو جهوية أو مناطقية.
أما محمد البشيري – الأمين العام لحزب الحرية – فقد أجاب ملخصاً ومشخصاً الحالة في ست نقاط ومن ثم عاد لقراءة الأحداث بشيء من التفصيل فقال:
ما يخص أحداث عدن الأخيرة التي قام بها عيدروس الزبيدي, فإن كل التحليلات التي تخطر على بالك واردة ولعل من أهمها:
1. قد تكون لعبة لتبادل الأدوار تنفذها القيادات الجنوبية بهدف تأزيم المشهد السياسي وممارسة المزيد من الضغوط على أطراف صنعاء.
2. صراع وخلافات قوية بين أطراف الرياض هادي والإصلاح, وحتى لا تتفاقم الخلافات برز إلى المشهد إعلان عدن من اجل الضغط على الأطراف الشمالية في الرياض.
3. وآخر يسقط الحدث على خلاف بين قوى العدوان – السعودية والإمارات-.
4. وتحليل آخر ويتمثل في الضغط على قوى العدوان لتقديم الدعم المالي لإعمار الجنوب وخاصة عدن وحضرموت من أجل أن يلمس المواطن أن هناك توجهات صادقة لإصلاح ما دمرته الحرب.
5. رؤية أخرى مبنية على نشوء قوى أو كيان جديد يبحث له عن مكان على الطاولة, كممثل للحراك الجنوبي المطالب بالانفصال ولإثبات تواجدهم وأنهم القوة والمسيطرة على الأرض  في الجنوب مثلهم مثل الحوثيين في صنعاء, وعليه فإنه من اللازم إعادة النظر في أي تمثيل لأي حوار قادم بحيث يكونوا طرفاً فيه.
ويتابع :في نفس الوقت بالإمكان القول بأن ما يدور في الجنوب صناعة إماراتية – خاصة في عدن- وهذا يتسق مع أطماع الإمارات التي تسعى للاستحواذ على ميناء عدن الاستراتيجي, وأحد المؤشرات الدالة على أن قوى العدوان ومن يقف خلفها يسعون لتقسيم اليمن, وما أحداث حضرموت وعدن إلى البداية, وبإذن الله تعالى وتوفيقه سيفشلون ولن يسمح الشعب اليمني بتحقيق مرادهم.
6. آخرون يقرأون المشهد من زاوية أخرى ويقيمونه على أن ما يحصل لعبة ينفذها الإصلاح لإثبات قوته وتواجده وأيضاً كي يوصل رسالة مفادها بأنه حزب وحدوي, في حين أنه يتبنى مشروع التقسيم تحت مسمى الأقلمة (الـ6 أقاليم).
هادي عدو نفسه
أمين عام حزب السلام الاجتماعي محمد البشيري – ملخصاً للصورة والحدث, ومحملا هادي كل المسؤولية نتيجة لممارساته السلبية للصلاحيات التي خوله بها الدستور والمبادرة الخليجية ويضيف:
ضاقت الأرض والسماوات على الفار عبدربه منصور هادي، لم يعد له مكان في الشمال، واليوم أطلقت عليه رصاصة الرحمة في الجنوب بإعلان المجلس السياسي الانتقالي للجنوب.
ولم يكن عبدالملك الحوثي، ولا علي عبدالله صالح، ولا قادة المجلس الانتقالي بالجنوب أعداءً لهادي.. بل كان هادي نفسه أخطر وأكبر أعدائه ومنذ اليوم الأول لتوليه الحكم في اليمن.
إستعداء الأصدقاء
وبالعودة  إلى جذور المشكلة يربط البشيري النتائج بالمسيرة الطويلة للتفاوض والتراكمات الناجمة على واقع الشعب بالقول:
المشكلة بدأت مع بداية ممارسة هادي للسلطة, حيث دشن البداية بخسارته لأصدقائه، ومعاداته لمؤسسات الحكم, حيث تصرف بحمق مع أعضاء البرلمان، وتجاهل قادة الجيش، وببلاهة استعدى رجال القبائل، وبتذاكيه على جيرانه في الخليج، كان هادي ألعوبة وأضحوكة قادة العالم.
هادي رجل ميت سياسياً، فالضرب بالميت حرام، لكني أردت أن تتضح الصورة أمام الجميع، وهي أن هادي قادنا إلى التهلكة، ونام عن مصالحنا، ولم يكن الرئيس المناسب لتحمل الأمانة، وتقلد المسؤولية، لذا فلا غرابة في النتيجة التي نعيشها اليوم, – موت ودمار وفوضى وفساد.
لعبة التعيينات
ويتابع  : اليوم هادي خارج اللعبة في الشمال وفي الجنوب, ولذا ذهب إلى اللعب على الكيانات السياسية عبر إصدار قرارات التعيينات، على أمل أنها قد تطيل من فترة بقائه طرفاً في الصراع على السلطة, بعد أن أيقن بتهالك شرعيته كرئيس, وأنه وصفته أصبح مشكلة تعرقل التوصل إلى حل نهائي.
وأحداث عدن وحضرموت ليست إلا نتيجة لتخبط هادي وحكوماته التي لم تستطع أن تحدث فرقاً على واقع الشعب في المحافظات التي تقع تحت سلطته, وطبيعية لأن الحاكم الفعلي لهذه المناطق هي القوتين الرئيسيتين للتحالف (السعودية والإمارات) لأنهما أصحاب القرار ومن يرسم المستقبل في هذه المحافظات.
ويضيف :في نفس الوقت نتيجة لحالة الجمود والمراوحة في نفس النقطة على الخطين السياسي والعسكري, فمنذ فشل مفاوضات الكويت ورفض خطة وزير الخارجية الأمريكية من قبل هادي, لم يقدم أي تصور أو خطة أو حتى مبادرة أو صيغة لحل, يقابلها تضاعف للمعاناة وتراكم للمشاكل وخيبات كثيرة أعيت وأثقلت كاهل المواطن على امتداد اليمن.
ويختم بالقول: لعل ما أحدثه إعلان عدن وكما يقال رب ضارة نافعة لعل ذلك يحرك المياه الراكدة ويعيد للعملية السياسية العافية, بعد أن استشعر الجميع عواقب التعنت وخطورة ترك الأمر للأجنبي والمعتدي كي يقرروا مستقبل اليمن.

قد يعجبك ايضا