مجلة بوليتيكو: استياء إسرائيلي من تصعيد اللهجة الأمريكية ضد تنظيم داعش

كشفت مجلة بوليتيكو الأمريكية ان مسؤولين في جيش كيان الاحتلال الإسرائيلي واستخباراته أبدوا انزعاجهم من التصعيد الكلامي الذي اعتمده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وجاء في مقال لمراسل المجلة “برايان بيندر” حمل عنوان “ضباط إسرائيليون يقولون: انتم ترتكبون خطأ بحق داعش”.. ان ترامب الذي أطلق التوعدات الصاخبة بتدمير تنظيم داعش ومحوه تماما تلقى بهذا الشأن رد فعل معاكسا لما كان يتوقع سماعه في إسرائيل .. فقد أطلق ضباط رفيعو المستوى من الاستخبارات والجيش الإسرائيلي التحذيرات مدعين ان استراتيجية أمريكية تستهدف داعش في سورية والعراق” قد تزيد الأمور سوءا”.
وتتلقى التنظيمات الإرهابية بمختلف أشكالها في سورية دعما مباشرا وغير مباشر من العدو الإسرائيلي الذي اعترف مجرموه أكثر من مرة بعلاقاتهم الوطيدة مع المجموعات الإرهابية وتقديمهم مختلف أنواع الدعم التسليحي والاستخباراتي لها سواء في القنيطرة أو ريف دمشق كما عثر في العديد من المناطق السورية على أسلحة إسرائيلية الصنع بحوزة الإرهابيين.
وساق قادة في الاستخبارات الإسرائيلية التقاهم “بيندر” خلال زيارته “إسرائيل” أواخر الشهر الماضي مبررات واهية ومثيرة للسخرية لمطالبتهم ترامب بعدم استهداف “داعش” في سورية والعراق زاعمين ان مثل هذه الخطوة ستتسبب بنشر التطرف في المنطقة وسيضطر الإرهابيون إلى التوجه نحو لبنان وزعزعة الاستقرار فيه وكأن كيان الاحتلال الإسرائيلي لطالما كان الجار المسالم للبنان والذي يخشى على أمنه واستقراره.
وانبرى رئيس القسم الاستراتيجي في الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي “رام يفني” إلى التشكيك في إمكانية هزيمة داعش بسهولة مبديا الدهشة من “الهوس” الذي يبديه الجيش الأمريكي بمجموعة “لا يعتبرونها تشكل خطرا كبيرا”.
فيما لعب عدد من مسؤولي الحرب الإسرائيليين على نغمة الرعب الذي يكتنف دول الغرب من انتشار التطرف والإرهاب الذي زرعوه وغذوه بأنفسهم في سورية والشرق الأوسط مطلقين التحذيرات من ان دحر “داعش” في سورية سيدفع بإرهابييه للتوجه إلى الدول الأخرى في المنطقة والأخطر من ذلك إلى دول الغرب.
وكما هو متوقع من مسؤولي الكيان الإسرائيلي لجأ يفني إلى التحريض على إيران قائلا: انه “وبدلاً من الاستراتيجية الأمريكية الحالية التي لن تجبي إلا الندم لا بد من التركيز على الخطر الإيراني والابتعاد عن الانشغال بالتنظيمات الجهادية”.
وفي محاولة فاضحة لإبراز “داعش” كتنظيم غير معاد للغرب وأقل سوءاً وخطرا من تنظيم القاعدة لم يجد مسؤولون إسرائيليون حرجا من الادعاء بوقاحة ان التنظيم الإرهابي لم يولد بناء على مبدأ محاربة الغرب بل “من أجل النهوض بالإسلام” وكأن جرائم “داعش” الشنيعة والتي ارتكبها باسم خلافته المزعومة لم ترتكب في المقام الأول ضد المسلمين ومختلف الأديان الأخرى في سورية والعراق.
ورداً على سؤال.. هل هذا يعني أن على الولايات المتحدة وحلفائها أن يسمحوا ببقاء “داعش” و”الخلافة” والسيطرة على أجزاء من سورية والعراق أجاب حد الضباط الإسرائيليين باستخفاف.. “ولم لا .. فداعش والقاعدة يقاتلان حزب الله والجيش السوري”.
وكان وزير الحرب السابق في كيان الاحتلال الإسرائيلي موشيه يعالون قد اعترف مؤخرا بأن تنظيم “داعش” الإرهابي اعتذر من كيانه بعدما أطلق عناصره النار باتجاه مواقع قوات الاحتلال في الجولان السوري، مشيرا إلى أن التنظيم الإرهابي لم يكن ولا مرة هو من يطلق النار عن قصد باتجاه الجولان المحتل.
ويعمد كيان الاحتلال ورغم كل الدعم الذي يقدمه للإرهابيين إلى التدخل بنفسه بشكل مباشر من خلال الاعتداء على مواقع الجيش العربي السوري في القنيطرة وغيرها كلما شعر بتلقي الإرهابيين أي خسارة يمكن أن تؤثر على مواقع انتشارهم.

قد يعجبك ايضا