الصيام ترويض للنفس ورياضة للبدن

د. محمد النظاري

من الخير أن نلتقي معاً في هذه المساحة الجميلة، في أول أيام شهر البركة، رمضان سيد الشهور، الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وبين هذا وذاك هو شهر لترويض النفس وترييض البدن..
يحل علينا شهر رمضان ونحن نرزح تحت وطأة عام ثالث من العدوان الغاشم، الذي لم يجعل لرمضان الماضي والذي سبقه، أي حرمة، بل أمعن العدوان في إيذاء اليمنيين.
إن رمضان شهر فيه ترويض للنفوس، وكبح لجماح شهواتها ورغباتها، ومع هذا فإن رغبة دول العدوان في قتل اليمنيين زادت، وشهوتهم في تحطيم كل مقدرات الشعب اليمني تفاقمت، ومع هذا فإنهم وجدوا صموداً أسطورياً في الحدود والداخل، ضرب من خلاله اليمنيون أروع مثال للصمود، وهو بوابة من بوابات النصر بإذن الله تعالى.
إن التقرب إلى الله مطلوب في كل وقت وحين، ولكن أكثر ما يكون في رمضان، لأن الحسنة تضاعف فيه أكثر من غيره، والسنة فيه بفريضة بسائر الشهور، والفريضة بسبعين فريضة فيما سواه، فعلينا اغتنامه في العبادة والطاعة، ومن أكثر العبادات نشر التراحم والدفاع عن الوطن.
حث الإسلام على أن أجر من فطر صائماً ولو بشق ثمرة، كانت له نجاة من النار، وفي هذا ترغيب كبير على أن يسلك المسلمون هذا المسلك العظيم في التعاون وإيثار الآخرين والتسابق لفعل الخير، ونحن في وضعنا الحالي أحوج ما نكون لتطبيق هذه المبادئ السامية، وأن تجتهد الحكومة في توفير المرتبات تخفيفاً للأعباء الملقاة على كاهل اليمنيين.
لقد ضرب الرسول صل الله عليه وآله وصحبه وسلم أروع  الأمثال في الجهاد برمضان، وكانت غزوة بدر التي دعمت ركائز الإسلام أكبر شاهد على ذلك، وبهذا جسد صلوات ربي وسلامه عليه العمل البدني في رمضان، ليشرع من خلال ذلك أن الحركة والنشاط البدني مطلوبة في رمضان وأجرها كبير.
معظم الأنشطة الرياضية في بلادنا -في صورتها الرسمية – تتوقف وتبقى الأنشطة القائمة متمثلة في دوريات الحواري، ولهذا نأمل أن تفعل وزارة الشباب واتحاد الرياضة للجميع أنشطتها في الشهر الكريم، لاسيما في الليل.
أمام اتحاد الشركات فرصة في شهر رمضان، من خلال إقامة مختلف المسابقات التي يحتاج إليها الرياضيون، ولكنهم فقط ينتظرون الجهة المبادرة، وبالتأكيد سيغتنم الاتحاد هذا الشهر لتنويع أنشطته..
عندما يحضر رمضان تطل علينا مسابقات عريقة مثل دوري المريسي بعدن ودوري النادي الأهلي بصنعاء، وغيرها من المسابقات التي أصبحت تقليداً سنوياً نتمنى استمرارها هذا العام.
مسابقات ترتيل وحفظ القران الكريم ينبغي أن تكون حاضرة في كل الأندية الرياضية عبر اللجان الثقافية، وعلينا تكريم حفظة الكتاب الكريم أكبر تكريم، فهم يحملون بين صدورهم الدستور الرباني.
أهنئ نفسي وكل الزملاء الاكارم بالإدارة الرياضية في صحيفة الثورة ومن خلالهم للقراء الافاضل، بقدوم رمضان، داعياً الله العلي القدير، أن يبارك لنا فيه، وأن يعيننا على صيامه وقيامه ويرزقنا ليلة قدره ويعتقنا وإياهم من النار.. وأن ينصر بلادنا على كل من اعتدى عليها..آمين اللهم آمين..

قد يعجبك ايضا