أطفال اليمن.. الصورة الأوضح لانتهاكات العدوان

تحقيق / اسماء حيدر البزاز

الرابع من يونيو من كل عام هو اليوم العالمي لضحايا العنف من الاطفال. .وفي اليمن هو يوم مشؤوم لأطفال اليمن بل للإنسانية والاعراف والقوانين الدولية ..فرغم الاحصائيات والارقام التي ترفع في هذه الذكرى العالمية السنوية بحق المجازر والانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها اطفال بلادنا الا انها تمر دون ادانة او شجب بل تتم بمباركة دولية عالمية، ليعيش اطفالنا حرباً منسية لجرائم ترتكب، وحقوق تنتزع، وبراءة حكم عليها بالإعدام ..

يعيش الطفل اليمني واقعا بائسا وحرمانا طال معظم حقوقه المشروعة في الحياة والتعليم والصحة وغيرها .. بل صار هدفا مستمرا لغارات العدوان التي حصدت الالاف من أرواح أطفالنا وخلفت ملايين من الحالات الانسانية ، التي لم تنصفها منظمات دولية ولا حقوقية. . حتى المدارس صارت هدفا لتلك الوحشية التي تطارد ابناءنا في منازلهم ودور تعليمهم.
وكانت منظمة اليونيسف قد جددت نداءها من أجل حماية الأطفال ووقف الهجمات على البنية التحتية المدنية بما فيها المدارس ومرافق التعليم وذلك تماشيا مع التزاماتهم بالقانون الدولي الإنساني.
وفي هذا الصدد قالت ريلاندو” من منظمة اليونيسف: تؤدي الهجمات على المناطق المدنية إلى مقتل وإصابة العديد من الأطفال في اليمن، وبدلا من التعلم يشهد الأطفال الموت والحرب والدمار.”
مشيرة إلى أن هناك قرابة 2,000 مدرسة لا يمكن استخدامها بسبب تعرضها للدمار أو الضرر أو لأنها تؤي عائلات النازحين أو تستخدم لأغراض عسكرية.
وأكدت على أن المدارس يجب أن تكون مناطق سلام في كافة الأوقات، وملاذا آمنا يتمكن فيه الأطفال من التعلم والنمو واللعب وأن ينعموا فيها بالأمان.
مؤامرة دولية
الناشطة الحقوقية سبأ القوسي اوضحت ان الواقع ظالم حاليا على الجميع ، وبصورة مضاعفة على أطفالنا ، ففي الوقت الذي يجب ان يعيش هذا الجيل حياة كريمة محاطة بكل سُبل العيش العصرية المواكبة لتطورات ومتغيرات العالم ككل يتراجع استحقاق اطفالنا من هذا الحق الذي سلبته المؤامرة الاممية ضمن خططها الإقليمية والاستراتيجية .
واضافت القوسي للأسف يبقى تطلع الاطفال الى ما يتفضل عليهم نشطاء المنظمات والإغاثة من سلال أو ثياب أو لقاحات ليقايضوهم بلقطات فوتوغرافية قد تفي بتقارير تدر المال لأولئك النشطاء ، ناهيك عن صفيحة الطفل النقية والمصقولة في مرحلته العمرية المبكرة هذه والتي يتم تشويها بالتعبئة السلوكية المعنفة نظرا للظرف الذي يتم فيه تشويه الحقائق بتدعيم ممنهج من الإعلام المتآمر ، وما تخزنه ذاكرته من صور ذهنية مغلوطة عن الآخر المختلف عنه أو عن محيطه ، فالعنف يحيط بالطفل اليمني من كل حدب وصوب وبكل أنواعه عنف جسدي وعنف لفظي وعنف نفسي ، انتهك حقوق اطفالنا منظمات السلام والحقوق بحجة حمايته ، وانتهكت طفولتهم بتآمر قادة الرأي العام على ارضه وانتهكت حقوقه بضوضاء الصراعات التي لا شأن له فيها فالطفل اليمني هو وقود الحرب ودرعها البشري الذي يتباكى عليه الجميع دون حمايته ..
انتهاكات متعددة
واما رئيس جمعية رعاية الطفولة والشباب بأمانة العاصمة محمد الحميري فيقول : الأطفال في اليمن للأسف هم أكثر فئات المجتمع عرضة للانتهاكات المختلفة التي تتعدد مصادرها الداخلية والخارجية ومازال الطفل يحرم من حقه في التعليم الصحيح والتطبيب الكامل ويحرم من كثير من أسباب الابتسامة والمرح والتأهيل النفسي اللائق والأحلام المشروعة حتى في أن يلعبوا ويعيشوا بأمن وطمأنينة وسلام خاصة في ظل تزايد الأسباب الخارجية في هذا الجانب والتي يأتي على رأسها العدوان السعوامريكي على اليمن.
وتابع الحميري : منذ أكثر من عامين ونيف والطفل اليمني يتعرض لأشد أنواع التنكيل والانتهاكات والعنف والقتل والتدمير الذي لم يستثن من تهديداته أحدا من الأطفال ليشعر بأنه أمن أو بأنه قد لا يكون في يوم من الايام عرضة للقصف و الإعاقة والقتل الذي تعرض له كثير من أطفال اليمن خلال فترة العدوان القاسية.
ضرورة قصوى
وأضاف الحميري : ان اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد الأطفال لن يعني لنا ولا لأطفالنا شيئا ذا بال ما لم يجعل مسألة إنقاذ أطفال اليمن من تهديدات تحالف العدوان أولا أولوية قصوى في أولويات المنظمات والدول المعنية به.. نأمل هذا ونقوله ونحن ندرك انه ليس في النار للضمأن ماء لأن من ينتهكون حقوق أطفال اليمن يحتمون بأموالهم ومخططاتهم التأمرية تحت عباءة منظمة الأمم المتحدة وما يتبعها ويتعاون معها من منظمات تعنى بحقوق الطفل والا لما تجرأوا أن يستمروا في انتهاكاتهم المتكررة بشكل يكاد يكون يوميا ضد الأبرياء من أطفال اليمن .
عشرة ملايين طفل
من جانبه قال حميد الحجيلي ناشط حقوقي في منظمة بامرو الدولية: اننا في منظمة بامرو الدولية ننظر إلى انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن بعين الاعتبار نتيجة الأرقام المتزايدة يوما بعد يوم إما قتل أو وفاة بسبب سوء التغذية أو قلة الرعاية الصحية.
وأكد أن هناك ارتفاعا في الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال من قبل جميع أطراف النزاع، كما حرم الأطفال من حقوقهم الأساسية في التعليم والصحة نتيجة عرقلة إيصال الخدمات الأساسية فالحرب في اليمن دمرت الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها الأطفال، وأن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير. وهناك تقارير دولية تقول ان عشرة ملايين طفل يشكلون نحو نصف عدد سكان اليمن ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة وفق التقرير.
وذكر أن أكثر من نصف مليون من النساء الحوامل موجودات في المناطق الأكثر تضررا وهن أكثر عرضة للولادة أو مضاعفات الحمل ولا يستطعن الوصول إلى المرافق الطبية. وأن الأطفال يتحملون العبء الأكبر للصراع في اليمن حيث يتعرضون إما للقتل وإما للإصابة إضافة إلى خطر تعرضهم للأمراض وسوء التغذية والتشريد.
وتابع الحجيلي :هناك 2.5 مليون طفل معرضون لتهديدات متزايدة من الأمراض وسوء التغذية هذا العام إضافة إلى مليون طفل أصيبوا بأمراض سوء التغذية العام الماضي
واوضح الحجيلي بالقول : منذ آذار عام 2015، قامت الأمم المتحدة بالتحقق من مقتل حوالي 1400 طفل وإصابة أكثر من 2,140 آخرين بجراح، وقد يكون الرقم الفعلي أكثر من ذلك بكثير، مشيرة إلى أن هناك قرابة 2,000 مدرسة لا يمكن استخدامها بسبب تعرضها للدمار أو الضرر أو لأنها تؤوي عائلات النازحين أو تستخدم لأغراض عسكرية.
الكيل بمعيارين
الاعلامي عبدالرحمن اليحيري يقول : المتأمل لواقع الطفولة في اليمن يدرك حجم المأساة الكبيرة واللامبالاة غير الانسانية من قبل الدول والمنظمات الإنسانية والدولية. الاعداد الكبيرة من ضحايا العدوان على بلادنا جلهم من النساء والأطفال وهو ما يضع مائة علامة استفهام على الصمت المريب ازاء هذه القضية الإنسانية وسياسية الكيل بمكيالين العالمية ، فسقوط طفل أو اثنين في أي تفجير أو اعتداء أو حتى قضية شخصية في اي بقعة من العالم كفيل بأن يجعل ذلك قضية العالم بصحافته وسياسييه.. ولكن سقوط الآلاف من اطفال اليمن ضحايا ابرياء للقصف أو الألغام كل ذلك لا يمثل أهمية عند قادة وحكام العالم.
واستطرد الحجيلي :ليس الطفل الشهيد هو الضحية فقط بل هناك من الاطفال من يمثلون (الأحياء الأموات) حين يفقدون عائلهم الوحيد نتيجة الاعتداءات المتكررة والقصف المتواصل والتي قد يذهب الآباء ضحيتها لكون الأطفال الأيتام هم الضحية الكبرى بعد فقدهم لرب أسرتهم.
تداعيات
فيما تحدث المختص النفسي والاجتماعي الدكتور عبده الشليلي عن التداعيات التي ترافق حجم الانتهاكات بحق اطفال اليمن قائلا: : ان واقع الاطفال في اليمن لا يسر ولا يرضى عليه لا صحيا ولا تعليميا. ولا نفسيا. وخاصه في الوضع الراهن في ظل الحروب والدمار والعدوان الذي زاد الطين بلة وزاد حجم المعاناة في نقص الغذاء والدواء من حليب ومستلزمات او ادوية السرطان وتكسرات الدم .
وقال : من أبرز المعاناة ايضا تدمير البنية التحتية للمدارس والجامعات. وكذا المرافق الصحية وحدائق الاطفال، وقد تعرض الأطفال من أنواع العنف الجسدي والألم النفسي نتيجة الحروب الكثير والكثير . مما اثر عليهم في ظهور علامات وأعراض الاكتئاب والقلق والتبول اللا ارادي. وضعف التحصيل الدراسي. وألاثر الاهم هو البعد النفسي للأطفال لسنوات قادمة بتذكر مظاهر الدمار والرصاص والطائرات واصواتها والفزع الليلي والخوف والتبلد. كل هذا يدمر نفسية الطفل ولذا لابد من الاهتمام بمتابعة الطفل صحيا ونفسيا وتقديم الدعم النفسي له. خلال الحروب ومحاولة ابعاده عن مناطق الخوف والخطر والعنف.
ثلاثة آلاف طفل
هذا وقد أعلن المركز القانوني للحقوق والتنمية اليمني عن سقوط ما يقارب ثلاثة آلاف طفل شهيد جراء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن .
وأوضح المركز أن ما لا يقل عن ألفين و 201 طفل اصيبوا جراء العدوان ، مشيراً إلى أنهم لا زالوا يعانون إلى اليوم من قلة الأدوية والمستلزمات الطبية و العلاج النوعي بسبب الحصار في ظل صمت مخزٍ لمنظمات الطفولة وحقوق الإنسان. في ظل الدور السلبي للأمم المتحدة وأجهزتها المعنية بحفظ الأمن والسلم الدوليين وحماية حقوق الانسان وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي كأعلى هيئة دولية والمفوضية السامية لحقوق الانسان وعجزهما عن اتخاذ موقف إيجابي لإيقاف جرائم القتل والابادة في القرى والمدن والمناطق اليمنية .
ودعا المركز الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها في الالتزام بحماية حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والنساء والأطفال ورفع الحصار غير القانوني المفروض على الشعب اليمني والذي نتج عنه نقص الغذاء والدواء وانتشار الأمراض والفقر.

قد يعجبك ايضا