المواطن يشكو غياب المعنيين والمسؤولين تحت وطأة الاحتلال

*في محافظة عدن:
عدن/ إدارة المحافظات
يعاني أبناء عدن كثيراً جراء تملص الاحتلال الإماراتي ومرتزقته من المسؤولين والموظفين في مختلف الدوائر الحكومية في المحافظة عن القيام بالواجب بالمهام المناطة بهم والتي من خلالها تخفف من معاناة السكان فيها، لكن ما يجري على أرض الواقع المعاش عكس ذلك تماماً نتيجة تحول الموظفين الحكوميين في أوقات كثيرة إلى خصم لأبناء عدن، أما الاحتلال الإماراتي ومرتزقته فهم أسس البلاء في كل ما يحصل في هذه المدينة المسالمة، وعلى أيديهم يجرعون سكان المحافظة العذاب الأليم والمعاناة الشديدة، وهذا ما لا يخفى على أحد ممن قادة أو يقوده خطة لزيارة محافظة عدن.
في الاستطلاع التالي بعض تفاصيل المعاناة التي يتكبدها أبناء محافظة عدن، فإلى التفاصيل:

وسيلة العصر
ليست وحدها من تفتقر لأهم وسيلة تربطك بالعصر وتشعرك بأنك إبن زمانك وحاضر فيه ملئ السمع والبصر بل تفتقر إليها أيضاً العديد من محافظات الجمهورية، ولكن في محافظة عدن يحتاج أبناؤها للكهرباء بدرجة كبيرة كونها مدينة ساحلية فيها ترتفع درجة الحرارة لتصل لـ 40درجة، مما يجعل المواطنين في حاجة مستمرة للتيار الكهربائي في تشغيل أجهزة التكييف والتبريد.
وعود عرقوبية
ولمعرفة المزيد التقينا المواطن (ع. س)، من أبناء مديرية خور مكسر، والذي بدوره حدثنا عن مدى معانتهم جراء غياب التيار الكهربائي، قائلاً: بصراحة الوضع لا يطاق خاصة مع استمرار الانقطاعات الكهربائية وبوتيرة مرتفعة، والتي بدورها تنعكس سلباً على قطاع المياه والذي تتوقف فيه المضخات مسببة لنا الكثير من الألم..
وأضاف: شوف بنفسك للناس في الشوارع كلهم خرجوا من بيوتهم باحثين عن نسمة هواء، بسبب انقطاع الكهرباء المتكرر بأوقات متفاوتة تصل إلى أكثر من 14 ساعة في اليوم الواحد.
واختتم: أين هي الإمارات وأين هم المرتزقة؟! لا وجود لهم إلا في قنوات التلفزيون الذي من خلاله يكذبون على أبناء عدن بأنهم بيعملوا وبيتركوا وفي النهاية يطلع كلامهم مجرد وعود عرقوبية، وقصور تبنى في الخيال.
الشيخ عثمان
دلفت الآن على مديرية الشيخ عثمان وقد تجاوزت في طريقي العديد من المشاهد التي تخلق في النفس مرارة الشعور بالحزن نتيجة الدمار الذي شاهدته عيني في خور مكسر قلت ان الوضع مختلف، خاصة وان هذه المديرية تشهد تجمعاً سكانياً كبيراً، ونشاطاً تجارياً.
عرفت أن الوضع مختلف تماماً والاختلاف هنا عكس الاختلاف في خور مكسر.. فالكهرباء موجودة بالتناوب، وأما النظافة فهي غائبة بشكل كامل ومطلق.
مدينة البندقية
وفي هذه المديرية وتحديداً في حارة ” الهاشمي ” التقيت المواطن (ص. م) الذي ادلى بدلوه قائلاً: في عدن النظافة اقتصرت على الأماكن التي يوجد بها المحتلين ومرتزقتهم فقط، أما المناطق التي نعيش فيها نحن السكان غير مرضي عنها، حيث ترى القمامة تتكدس أكواماً أكواماً، أما منظر طفح المجاري يشعرك وكأنك في مدينة البندقية في إيطاليا، وتحتاج لقارب لتنقل من شارع لآخر.
وأردف: ان السبب الرئيسي في تحول عدن من مدينة للجمال إلى مكب للنفايات يكمن في حقد العدوان السعودي الغاشم والاحتلال الإماراتي لهذه المدينة وأهلها والدليل ما هو حاصل في عدن، فانتشار القمامة وطفح المجاري جزء بسيط من معاناة عدن وأبنائها، وأصبحت حياتنا واسرنا معرضة للخطر.
واختتم حديثه بالقول: تحية أبعثها من خلال صحيفة الثورة الغراء لمن تسبب غيابهم بوصول عدن إلى ما هي عليه اليوم من احتلال إماراتي وسيطرة داعش والقاعدة والبلاطجة الذين يفرضون قراراتهم ومعتقداتهم على أبناء عدن، نعم غياب رجال الجيش واللجان الشعبية وأقول لهم: بأنهم رمز أمان اليمن العظيم.
سجون سرية
أينما توجهت في شوارع عدن تجد حديث الناس عن حالة الأمن والأمان لا يتوقف خاصة في خضم الأحداث الراهنة التي تشهدها المحافظة لتحيل الأمن فيها أثراً بعد عين، خاصة مع انتشرت السجون بعد الغزو الإماراتي للمحافظة، حيث أنشأ الاحتلال الإماراتي الكثير من السجون داخل القواعد والمعسكرات وأخرى في امكان مجهولة، في الوقت الذي عبر الكثير من أبناء عدن عن قلهم من هذه السجون السرية..، ويدور حديث في الشارع العدني عن وجود تلك السجون التي يصعب على ذوي المعتقل الوصول إليها خاصة بسبب عدم وجود تعاون مع الجهات المعنية.
استخدام الكذب
وحتى يتسنى لنا أن نقف على الحقيقة المجردة، وهل وجود هذه السجون بالمحافظة حقيقة أم مجرد مناكفات سياسية وأحاديث تتجاوز الحقائق على أرض الواقع، التقينا أحد أبنائها وهو الدكتور، (ف. س)، من مديرية التواهي، حيث قال: في البداية أرجو عدم نشر اسمي في صحيفتكم، حتى لا يتم اعتقالي في أحد سجون الاحتلال ومرتزقته..
وللإجابة على سؤالك.. فأنا أؤكد لك من وجود هذه السجون السرية، وابن اخي البالغ من العمر 35 عاماً، معتقل في أحد هذه السجون المجهولة، خاصة وأننا منذ أكثر من ستة أشهر ونحن نبحث عنه في جميع الأماكن الأمنية ولكن دون جدوى.
وأضاف: يا أخي لو تشوف كيف يتم القبض على المشتبه بهم وغير المشتبه بطريقة عشوائية وبتضخيم شديد وجنود بأعداد كبيرة وإهانة بالغة لكثير من المقبوض عليهم وانتهاك لحرمات البيوت في التفتيش مع استخدام الكذب لاستدراج المطلوب مع عدم الحاجة له في جل الأحيان وعدم مراعاة الأطفال ولا سمعة الأسرة في الحي مع الضعف الشديد في مراقبة الشخص قبل القبض عليه لمعرفة تحركاته واتصالاته ونحو ذلك وكثير من المقبوض عليهم لو طلب منه الحضور بدون هذه الضجة لأتى دون تلكؤ، ثم إنه يتم القبض أحيانا كثيرة على من هب ودب مع المطلوب من إخوانه ووالده ومن كان معه في المنزل من أصدقاء وأقارب.
مديرية كريتر
وصلتها في تمام الساعة السابعة مساءً، ووجدت فيها أن كل شيء جامد لا يتحرك كما وجدته في الشيخ عثمان، الحمد لله أني وصلتها والكهرباء واصلة إلى هذه المديرية لكن هناك خدمات رئيسية عن مدينة كريتر، فلا وجود لرجال الأمن فيها، وكذا انتشار عديد من نقاط البلاطجة، وكذا انتشار القمامة وغيرها من المظاهر التي أكدت لي بأني أدلف على بلد اخر خارج سياق مدينة عدن.
أهداف خبيثة
ولمعرفة المزيد عن الوضع في كريتر، التقينا الأخت، (ف. ح)، والتي تحدث إلينا بالقول:
المرتزقة والعدوان يشتونا نكون لاجئين في الصومال وجيبوتي، ويشردوا عوائلنا، أطفالنا أمراض بلا علاج، ما عاد فيش مكان آمن، وما عاد فيش تفكير بالإنسان، ألقي نظرة على الناس في الشوارع وأنت بتعرف كم يساوي الإنسان عندنا.
اليوم يكفي ان تسلم بروحك من البلاطجة والعناصر المسلحة ومن الاحتلال الاماراتي الذي يبذل جهوداً كبيرة في تدمير عدن وتمزيق وحدة اليمن، ولكن هيهات ان يحقق أهدافه الخبيثة، فنحن لهم بالمرصاد.
المحرر
يحكى ان ملكاً كان يعشق الصيد في الغابة، وكان له وزير يقرأ الطقس، جاء يوم أراد فيه الملك اصطحاب أسرته في الرحلة فأكد الوزير سلامة الأجواء بل روعتها، وما إن توغل الموكب الملكي في الغابة حتى انقلب الجو فجأة إلى ممطر وعاصف، سقطت النساء في الطين وغضب الملك، وفي طريق العودة لمحو كوخاً يتصاعد منه دخان، طرقوا بابه فخرج منه حطاب.. فسأله الملك: لماذا لم تخرج اليوم لجمع الحطب.
أجاب: كنت أعرف أن طقس اليوم سيء فلم أخرج.
سأله الملك بدهشه:كيف عرفت ذلك؟
أجاب الحطاب قائلاً: من حماري هذا.. انظرإلى أذنيه عندما أصبح فإن وجدتهما واقفتان عرفت أن الطقس غائم وماطر وان كانتا نازلتين فالجو مناسب للاحتطاب.
نظر الملك إلى وزيره وإلى الحمار..
أبلغ الأول بطرده من البلاط الملكي.. وأصدر مرسوما بتعيين الثاني وزيراً للطقس.
ومنذ ذلك الحين صارت (الحمير) تتولى المناصب الرفيعة في الدولة..
إذاً هذا هو حال عدن اليوم.. الأمر الذي يجعلنا نبحر مرة أخرى إلى السؤال: أين هي عدن، أم نترك المحافظة عرضة (للحمير) التي قد تعصف بها ومعها بما تبقى من أمل في قيام هذه المحافظة.

قد يعجبك ايضا