أبناء الشهداء.. دروس من الثبات

رعايتهم ودعمهم.. من أوجب الموجبات

¶ آباؤنا ليسوا أمواتا.. بل أحياء بعظيم تضحياتهم
¶ موجع فراق آبائنا.. لكن استشهادهم فخر ووسام لنا
تحقيق / أسماء حيدر البزاز
حقوقيون:
يجب دعم هؤلاء الأيتام عبر جمعيات وهيئات مخصصة وملء مساحة الحزن في حياتهم بالدعم والرعاية
الرويشان:
الحكومة تولي أبناء الشهداء رعاية خاصة في كافة المجالات الصحية والمادية والمهنية

رحلوا بعظيم عطاءاتهم واستبسالهم البطولي في ميادين العزة والكرامة ، فحلوا في ارفع منزلة لأنهم فضلوا مبدأ الذود عن الأرض والعرض ، تاركين وراءهم أسرا وأبناء، وحين ضحوا بأرواحهم لم يكونوا يرجون من الناس جزاء ولا شكورا ولم يطمعوا إلا بالنصر أو الشهادة فاختارهم الله لجنانه ، لكن ما الواجب علينا تجاه أيتام هؤلاء الشهداء ، الذين هم أولى الناس بالرعاية والاهتمام والدعم والإحسان وفاء لما قدم آباؤهم..بين السطور صور إنسانية عن حياة هذه الشريحة ..نتابع:
محمد محمد الغيثي ،، طفل في ربيعه السابع استشهد والده بعد أن حقق بطولات عدة في جبهات نهم والمخا وتعز وميدي ، ليتوج بنصر الشهادة ويترك خلفه طفلين محمد وعاصم ذوي الأربعة أعوام ،، ما أن التقينا بهما حتى هاجت بهم مشاعرهم البريئة والفياضة المملؤة بالشوق الحنين إلى والدهم ، مفتخرين به وبما قدم ، ،،
يقول محمد: كان أبي -رحمه الله – في أيامه الأخيرة يغيب عنا كثيرا ويقول ما شغلني عنكم إلا الشديد ، ولم يكن يتصل بنا إلا بين حين وآخر ، فيطمئننا ويطلب منا الدعاء له ، ويقول إن النصر صار قاب قوسين أو أدنى ، راجيا منا ألا نقلق عليه ، فهو في راحة ونعيم. .
ومضى محمد يقول: نحن أكثر فخرا بذلك الطريق الذي اختاره ، ولكننا نشتاق له في اليوم الف مرة فقد غابت عنا تلك اليد الحانية مبكرا ، وفي كل صلواتنا ندعو له وندعو الله أن يجمعنا به ، ونعده أن من خلف ما مات وأننا سائرون على دربه ، ونهجه وهذا اقل وفاء له ..
وأضاف: كنا مستأجرين منزلاً بعشرين الف ريال في حياة والدي ، وما ان رحل حتى انتقلنا إلى بيت عمي الوحيد لكي يصرف علينا ويتكفل باحتياجاتنا المعيشية رغم ظروفه الصعبة ولكن الحمدلله على كل حال ، فثقتنا بالله كبيرة بأن تتحقق أمنية أبي وينتصر اليمن قريبا على المعتدين. ..
اهتمام كبير
فيما يوضح الطفل اليتيم يوسف العقبي انه منذ أن استشهد والده منذ ما يقارب العامين تم اعتماد مرتب شهري لهم بما يقارب ثلاثين الف ريال من قبل مؤسسة الشهداء ، وبين الحين والآخر وفي مناسبات يتم توزيع مواد غذائية ، نصف كيس دقيق ، قطمة سكر ، قطمة رز، دبة زيت ،، غير ان الدعم الحقيقي لنا بعد رحيل والدنا يكمن بشكل كبير من أصحاب الخير الذين يبادرون شهريا بدعمنا بالمال والغذاء وحتى الكسوة أكثر من طقم لكل واحد منا ،، والحمدلله أن اليمن مليئة بأصحاب الخير. .
وتابع يوسف: كنت ادرس في مدرسة عمر الحكومية وبعد استشهاد والدي تم دعمنا ونقلي للدراسة في المدارس الخاصة حسب المنطقة التي نسكن فيها ، لأن منزلنا إيجار فنضطر للانتقال من مكان إلى آخر حسب قدرتنا المادية. ..
وأضاف يوسف: من الصعب أن اصف لكم حياتي بعد والدي ، كأنني فقدت نصف جسدي وكل كنوز الدنيا لاتغنيني عن لحظة اجلس فيها معه ويكون بجانبي يغمرني بحبه وحنانه ونصحه وعطائه اللامحدود ، فقد كان قدوتي في كل شيء وعندما كان يذهب للجبهة يوصيني بأمي وإخوتي ، واسأل الله أن يوفقني لذلك وان يلحقني به. . ..
رعاية متكاملة:
وهنا يرى رئيس مؤسسة الشرق الأوسط لحقوق الإنسان عبدالله علاو .: أن الشهيد يقدم أغلى ما عنده وهو التضحية بنفسه ودمه من أجل الوطن وعزته وكرامته وبالتالي فأقل واجب ممكن أن تقدمه الحكومة هو رعاية أسرة وأبناء هذا الشهيد من خلال توفير مصدر دخل ثابت لهم يمكنهم من مواجهة المتطلبات الأساسية للحياة كما يجب على الحكومة عمل خطط وبرامج متكاملة لرعاية أبناء الشهداء ومنحهم امتيازات خاصة سواء على مستوى التعليم والصحة والوظائف وغيرها ،،
وأضاف بالقول : هناك مسؤولية كبرى كذلك على المجتمع في رعاية أسر وأبناء الشهداء من خلال تقديم العون المادي لهم عبر جمعيات وهيئات تكافل اجتماعي تنشأ خصيصا لهذا الغرض بالإضافة إلى الدعم المعنوي لهم من خلال معاملتهم المعاملة التي تليق بالتضحيات التي قدمها ذويهم والتي تجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز وتعوض عليهم مساحة الحزن والفقدان الذي تركه الشهداء في هذه الأسر .
دعم شامل
من جانبه أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء طه جبران ان مؤسسة الشهداء تعطي الشهداء وأبناءهم أهمية ورعاية بالغة في مختلف المجالات سواء الصحية أو الاجتماعية والثقافية والصحية والتربوية والمهنية وحتى الترفيهية والرياضية وبما يخدم أبناء وأسر الشهداء وان المؤسسة تعمل على تأهيلهم بالشكل المناسب الذي يجعل منهم شريحة فاعلة في المجتمع.
و نطمح أن تتحقق رؤيتنا في بناء الفرد من أبناء وأسر الشهداء ليكون عضواً فاعلاً في الحياة وفقاً للرؤية القرآنية الصحيحة من خلال إنشاء مدارس وجامعات ومراكز تدريب يستقطب فيها خصوصاً أبناء وأسر الشهداء، ليصبحوا قادة ورواد المستقبل في دولتنا اليمنية المنشودة بإذن الله تعالى.
دعمهم بالمتاح:
وفي السياق أكد جلال الرويشان نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الأمنية أن الحكومة تولي الجوانب الإنسانية التي تسبب بها العدوان على وجه الخصوص أهمية كبيرة خاصة اسر وأبناء الشهداء ، هذه الكوكبة المنيرة والعظيمة التي قدمت للوطن أروع التضحيات ، ومن باب الوفاء والعرفان لهم أن نهتم ونرعى أبناءهم وأسرهم بشتى أنواع الدعم ، كما أننا نهتم وندعم المؤسسات والجهات التي تعني وترعي الشهداء والجرحى وذويهم بقدر المتاح والممكن بالتنسيق مع وزارة المالية وتحديد موازنة معينة لهذه الجهات لأهمية دورها المجتمعي.

قد يعجبك ايضا