ما وراء استهداف العدوان للمواقع الأثرية اليمنية

عبدالرحمن هاشم اللاحجي
ربما أعتقد البعض بأن قيام طيران التحالف باستهداف الأماكن الأثرية كالقلاع القديمة ، وباحات القصور والمعابد، يهدف لطمس التاريخ اليمني القديم وتجريد اليمنيين عن هويتهم وهو اعتقاد صائب من حيث العموم لكنه: يفتقد للتحليل العميق في أهمية تلك المعالم وما تمثله من منافع ثمينة للأجيال المستقبلية، كما انه يسدل الستار عن حقائق جوهرية قد لا يعرفها الكثيرون من عامة الناس . !!
دعوني بداية اطرح عليكم سؤالاً هاما ليكون مدخلاً مكشوفاً لما نحن بصدده : ماذا يعني قيام طائرات الأعداء باستهداف جبلاً ، أو تلاً ، أو صخرة على ظهر واد غير ذي زرع مضى عليها آلاف السنوات، وفي منطقة لا وجود فيها لأي تواجد سكاني .؟!
قد يعتبر البعض هذا عملا عشوائياً، وهو ليس كذلك قطعاً، لأننا في حال وافقنا ذلك الاعتقاد فقد طعنا في المعلومة الاستخباراتية التي يقدمها المُخبر الأمريكي للطيار السعودي أو الإماراتي والتي توعد بتقديمها دقيقة منذ الوهلة الاولى لانطلاق عاصفة الحزم، وإضافة لذلك فنحن نتشكك في قدرة وكفاءة الطيار السعودي والإماراتي أو ..الخ الذي “لا يخطئ الهدف”، خصوصا عندما يتعلق الأمر باصطياده لأطفالنا ونسائنا.
المعروف عن اليمنيين القدماء الذين عاشوا في فترة ما قبل مجيء الإسلام بأنهم كانوا وثنيين على الطريقة اليهودية .الحضارتان السبئية والحميرية كانتا حضارتين يهوديتين حد النخاع .هذه لفتة مهمة ستمكننا من معرفة الحقيقة وسبر أغوارها بجلاء في نهاية المطاف سنأتي بالحل السليم على طبق من ذهب .
ولكن : ماذا يعني أن يكون التاريخ اليمني القديم يهودي الديانة؟!
هذا يعني بلا شك على أن اليهود الحقيقيين” كانوا المؤثرين الاساسيين في مختلف القرارات السياسية والعسكرية والاقتصادية طيلة تلك الحقبة الغابرة، مما يعني بمفهوم آخر على انهم يملكون معلومات دقيقة وشاملة عن نمط الحياة التي كانت سائدة آنذاك ويعرفون طُرق تفكير الملوك والاقطاعيين واساليب في الحكم، واماكن دفائنهم . اليهود مدونون تاريخهم جيداً وهذا هو السبب الرئيسي وراء قفزهم للصدارة وهيمنتهم على مفاصل القرار العالمي مرة اخرى .
ولأنهم يملكون تلك الاشياء الثمينة اضافة الى وسائل وادوات التكنولوجيا الحديثة التي تساعدهم كثيرا في تصويب ما يقرأون في كتبهم، كالأقمار الصناعية فهم يعرفون أين يكمن مربط الفرس ،! أحيانا قد يأتي هذا المربط على ظهر صخرة صماء تحمل إشارة توجيهية نحو أمر هام كأن يكون موضعا “تكنيزيا” مثلاً ، أحيانا قد يحوي جوف الصخرة ذاتها على كنز لا يقدر بثمن .إذا كان هذا على ظهر صخرة لقيطة لا يؤبه لها، فكيف سيكون الحال بالنسبة للقلاع والقصور والمعابد وبقية الأشياء الظاهرة والمرئية لعين المشاهد بوضوح ؟!بالطبع ستكون أثمن من الأماكن المطلسمة وغير المُدركه. !
تقول الإحصائيات العالمية بأن الذهب المستخرج من باطن الأرض حتى الآن يقدر بنحو 20 ألف طن ، وتضيف الإحصائية التي نشرتها شركة الكسندر نوبيا الأمريكية على موقها الالكتروني في مارس 2012 وهي شركة متخصصة في مجال الكشف عن المعادن تضيف : بأن الذهب المتبقي يفوق ما تم استخراجه بضعفين على أن الذهب الحميري يشكل ما نسبته 30% من الكمية المتبقية وهذا يعني بأن المخزون الفعلي للذهب اليمني المطمور “المدفون” فقط، يبلغ قرابة الـ 12 ألف طن ومع إن هذه النسبة قد تكون كبيرة ومبالغاً فيها إلا التوجه العدائي ناحيتها يكشف جوانب كثيرة من سلامة وصحة تلك التقديرات.
في الماضي وقبل بزوغ فجر ثورة 21 سبتمبر 2014م المجيدة كانت عمليات التنقيب والبحث عن الدفائن والآثار محصورة فقط على البعثات الاجنبية “اليهودية” حيث كانت تأتي تحت مسمى “السياحة ” و”التجوال” لنهب ما يمكنها نهبه، في حين انها تترك الباقي للمستقبل المنظور . المسؤولون في السلطات اليمنية كوزارة السياحة والثقافة اليمنية وهيئة الآثار تحولوا الى اشبه “بجراسين” لا يتعدى عملهم اكثر من تهيئة الغرف الفندقية للسياح الوافدين، وضيافتهم، ومرافقتهم احيانا الى اماكنهم المستهدفة ودون اية قيود رسمية ازاء ذلك . لقد اعاد اليهود تمركزهم مجددا واصبحوا مهيمنين على القرار السيادي اليمني مرّة اخرى مثلما هم مهيمنون على أغلب القرارات الدولية وبالتالي لن نجانب الصواب ان قلنا بأن التاريخ اعاد تكرار نفسه بصورة اكثر دهاء وخباثة من ذي قبل .
لكنهم بعد هذه الثورة المباركة اصحبوا مقتنعين اكثر من غيرهم بعدم امكانية عودتهم من ذات الباب او ابواب اخرى فجميعها باتت موصدة وبعيدة المنال امام اوهامهم المريضة . ضمن السنن الكونية لليهود هناك سنة مؤكدة في ابجديات معتقداتهم تقول بأن: “عليهم ان لا يفكروا بأرض اليمن ان هي سقطت من ايديهم في آخر الزمان، لأن هذا يعد ضرباً من المستحيل ” – حد تلك النبؤة- لا نستغرب اطلاقا بان يعمدوا الى تدمير كل ما يرونه ثميناً في أيدينا خصوصا وانهم لا يدفعون مقابل ذلك من جيوبهم بل من خزانات غيرهم .
مع كل ذلك الحقد الدفين لا نملك الا ان نكشف للآخرين الحقيقة التي يحاول اليهود التهرب منها مراراً. رغم معرفتهم العميقة بها، إلا انهم يفترضون لأنفسهم اشياء غير واقعية، ولا يمكنها التحقق ” ربما ، أو ، قد و..الخ “، إننا بالفعل لا نحتاج لأية اشارات سواء كانت منقوشة على الصخر او بين الرمال كي نتمكن من استخراج ثرواتنا لأننا باختصار نملك الكتاب المُهيمن” الذي فيه نبأ ما قبل وجود اليهود انفسهم، وخبر ما بعدهم حتى قيام الساعة واضافة لذلك فبين ايدينا علم ، وقرين قرآن لا يخطئ اطلاقاً في توجيهاته ويتحرك وفق توجيهات سماوية ربانية وهذان هما المفتاحان الثمينان اللذان ينبغي علينا أن نحافظ عليهما جيداً .

 

قد يعجبك ايضا