السيد القائد عبدالملك الحوثي يدعو الشعب اليمني إلى إحياء يوم القدس العالمي في العاصمة صنعاء وفي المحافظات

أكد أن إحياء حالة العداء لإسرائيل واجب إسلامي وديني وليس فقط خياراً سياسياً

 

شعب فلسطين جزء من الأمة الإسلامية وواجب علينا دينيا مناصرته في مواجهة العدو الإسرائيلي وأرض فلسطين أرض إسلامية

يتحتم على الجميع العداء الصريح لإسرائيل وترجمته إلى مواقف عملية

الثورة/ حسن شرف الدين

دعا قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي الشعب اليمني إلى إحياء يوم القدس العالمي في الفعالية الكبرى في العاصمة صنعاء وفي فعاليات متفرقة في المحافظات عصر اليوم الجمعة.
جاء ذلك في كلمة له مباشرة على شاشة التلفاز مساء أمس بمناسبة يوم القدس العالمي.. مؤكدا أن هناك من يتحرك لإشاعة اليأس في صفوف الأمة رغم البشائر والمبشرات.. مشيرا إلى وجود عاملين في نجاح إنشاء الكيان الإسرائيلي وهما التخاذل العربي وقصور الوعي العربي.
وأضاف السيد عبدالملك: كان اليهود مشتتين فتم تجميعهم إلى فلسطين ليكون لهم وطنا ومن ثم يسيطرون على المنطقة بما يسمى إسرائيل الكبرى، ويأتي هذا في إطار طموح اليهود ليكون لهم كيان ليفرضوا سيطرة عالمية من خلاله.. فقد حرص اليهود على أن يكون لهم حافز ودافع كبير في التفاعل مع فكرة التجمع من الشتات إلى فلسطين وهو حافز قومي فطري أن يكون لهم كيان ولكن هناك حافزا رئيسيا وأساسيا ومهما وهو الحافز الديني الذي جعلوا منه الدينامو الذي يحرك الكثيرين منهم لينطلقوا بكل جدية فركزوا على ارض الميعاد والهيكل المزعوم.
وقال قائد الثورة: اليهود انطلقوا بأمل ديني وحافز ديني، بينما يحرص الكثيرين من امتنا على أن يمحو الدافع الديني.. وعلى المسلم أن يدرك أن المسئولية جزء من الدين مثلما الصلاة جزء من الدين.. فقد كان تحرك اليهود جادا ومنظما وتحركوا فيه باهتمام شامل ولهم ارتباطات في كل العالم وأنشطة مختلفة على مدى أجيال.
وأشار إلى أن اليهود كانوا من آلاف السنين يسكنون في اليمن وتركوها وبالرغم من أنهم عاشوا في الساحة العربية كمعاهدين في ظل ظروف مستقرة في العالم الإسلامي ولم يكن احد يضطهدهم في كل العالم العربي.. مع كل هذا احتفظوا بهويتهم ولم يتأثر الكثير منهم بالإسلام والمسلمين ولم يندمجوا مع المسلمين وعاشوا وهم يحملون شعورا أنهم ليسوا من هذه الأمة التي يعيش وسطها .. وفي هذا درس لنا نحن المسلمين.
ونوه السيد القائد إلى أنه من أعجب الأمور في اليهود أنهم احتفظوا بعداء شديد لهذه الأمة رغم أنهم عاشوا في ظل ظروف لا يفترض أن تثير فيهم أي حقد.. إلى أن استطاعوا أن ينشطوا في فلسطين عسكريا وكانوا يتشكلون ضمن مجموعات مقاتلة عمليات تفجيرات واغتيالات ثم اقتحامات لقرى ومناطق وتنامت وكبرت تشكيلاتهم حتى أصبحوا بالآلاف وغزوا القرى الفلسطينية واقتحموها.
وأضاف: في مقابل إحياء الروحية العسكرية لديهم كان اليهود يدجنون امتنا ويزرعون في أبناء الأمة الابتعاد عن الجاهزية للقتال.. فحالة التعبئة العسكرية والجاهزية القتالية هي جزء أساسي من ثقافته اليهود وسياستهم وتوجههم وممارساتهم ويحرصون بكل جهد وجد أن تنعدم في أوساط امتنا وكان امتنا ليس لها أعداء ولا خطر عليها.
وقال: نحن أولى الناس وأحوجهم في هذه الأرض بان نحيي في واقعنا التعبئة العسكرية والجهوزية القتالية لنواجه كل هذه الأخطار التي تستهدفنا من خارج الأمة مثل الإسرائيلي وغيره ومن داخل امتنا مثل الداعشي وغيره.. كل الأطراف في العالم يحرص أن يكون قويا في ثقافته وسياسته واستراتيجيته وهناك تحديد واضح للمخاطر التي تشكل تهديدا وهناك سعي لان يكون هناك امتلاك للقوى، لكن العرب هم الوحيدون الذين يقال لهم كونوا وديعين كونوا امة بلا قوة.
ونوه قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي أن هناك سعياً دؤوباً لدى الإسرائيلي لامتلاك السلاح واقتناء القوة وقاتلوا وشردوا وقتلوا ، في المقابل كان هناك تخاذل عربي ، والتحرك الفلسطيني الداخلي لم يرق إلى مستوى الخطر.. والكثير ينظر إلى هذه الأخطار نظرة مغلوطة وليست عند مستوى التحدي.
وحول ما بعد نشأة الكيان الإسرائيلي قال السيد القائد: بعد أن فرض الكيان الإسرائيلي بالقوة وبالدعم البريطاني والأمريكي ، دعم من مجلس الأمن ومن المجتمع الدولي ، وكان المفروض أن يشكل زرع هذا الكيان عامل يقظة لدى الأمة الإسلامية والعربية.. إن حجم جرح فلسطين لم يوقظ الأمة ومنذ ذلك اليوم إلى الآن لم يحض من الاهتمام في أوساط الأمة بقدر ما يفترض لدى نخبها ولا لدى جماهيرها ولايزال الموقف متواضعا .
وتساءل السيد القائد: هل القضية الفلسطينية قضية ساخنة لدى النخب في الأوساط السياسية والعلمائية والثقافية ، هناك تفاعل ولكنه تفاعل غير مثمر.. كان يفترض أن يكون هذا الحدث عامل مراجعة أيضا ، كيف نجح اليهود وأصبح كياناً فاعلاً ، وكان هناك فشل رسمي فالأنظمة فشلت، لكن كان هناك نجاح شعبي من قبل حركات المقاومة وكان من نتائجها تحرير قطاع غزة ، وأجلى من ذلك بكثير ماحققه حزب الله في لبنان ، وكان يفترض أن يمثل درسا مهما للأمة وحجة على الشعوب .
وأضاف: اليوم هناك في واقع الأمة اتجاهان بارزان الأول هو المعادي لإسرائيل والداعم للقضية الفلسطينية ويتشكل من حزب الله والحركات المقاومة وجزء من الموقف الإسلامي والموقف الإيراني نموذج ويتجلى في دعم تسليح وتأهيل للمقاومة الفلسطينية ، والموقف السوري الذي يعاقب الآن على ذلك ، والموقف اليمني المناهض للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي ، وهناك صوت عراقي ، وأصوات شعبية في كثير من الدول الإسلامية .
وقال: الصوت المعادي لإسرائيل هو صوت قوي ، وهناك الاتجاه الآخر وهو الذي نستطيع أن نقول بوضوح انه الاتجاه الموالي لإسرائيل والداخل معها في تحالفات وتطبيع معها.. فقد بات الإسرائيلي يتحدث عن النظام السعودي وغيره بأنهم ضمن مصالح مشتركة معه ويشيد بأدوارهم التخريبية في المنطقة .
وأكد السيد القائد بأن الموالي لإسرائيل يتحرك في اتجاهات منها حرف بوصلة العداء بعيدا عن إسرائيل والحديث عن خطر آخر غير إسرائيل مثل الخطر الإيراني ويتجه ببوصلة العداء إلى أطراف أخرى.. فالبعض من المسؤولين العرب بدأوا يتحدثوا عن تودد لإسرائيل ويعلنون عن لقاءات وعن تعاون وهناك كلام من نتنياهو يتحدث عن مصالح مشتركة مع إسرائيل.
وأوضح أن البعض يرى في كل صوت معاد لإسرائيل انه يشكل خطرا مشتركا.. فلو انك يمني وأبوك وأمك يمنيان وموقفك معاد لإسرائيل سيصفونك بأنك إيراني.. هناك أبواق إعلامية ، قد يصلون إلى التحرج من الحديث عن الخطر الإسرائيلي وما أن تتحدث عن إسرائيل حتى يصفونك إيرانيا.
ونوه إلى أن الاتجاه الموالي لإسرائيل يتحرك في إغراق الأمة في مشاكل وصراعات حتى ينسى الجميع الأقصى وإسرائيل والقضية الفلسطينية.. ومؤخرا اجتمعت حكومة إسرائيل في نفق تحت الأقصى في مؤشر خطير.. والاتجاه الموالي لإسرائيل يتحرك لتصفية القضية الفلسطينية من خلال محاصرة حركات المقاومة ، مثل حزب الله بما يمثله من تهديد لإسرائيل ومن جبهة متقدمة وقوية في مواجهة إسرائيل ويسعون إلى أضعافه.
وتساءل قائد المسيرة القرآنية لماذا كل هذه الحملات ضد حزب الله وهذا التشويه لحزب الله ؟.. أيضا الحركات المقاومة في فلسطين يقال عنها من منبر قمة إسلامية أمريكية كما أسموها من ارض الحرمين الشريفين يوصف المقاومون الفلسطينيون بالإرهاب ، ضمن اجتماعات يفترض أنها رسمية.
وأضاف: هناك محاولات تجريم للحركات المقاومة وتشويهها.. فالاتجاه الموالي لإسرائيل يعادي ويواجه كل صوت حر داخل الأمة ، والاستهداف لشعبنا من هذا المنطلق كونه شعب مناهض لإسرائيل وللهيمنة الإسرائيلية.
وقال: إن محاربة وتغييب كل توجه ثقافي وتوعوي مناهض للعدو الإسرائيلي ، والمناهج بدأت تغيب منها أي تعبئة وتوعية ضد إسرائيل، وعلى المستوى الإعلامي كذلك ، هناك قنوات بارزة تابعة لتلك الأنظمة الموالية لإسرائيل وصل بها الحال إلى إجراء مقابلات مع مسؤولين إسرائيليين للتبرير لإسرائيل وللترويج لإسرائيل ، وأصبحت القنوات المعادية لإسرائيل تحارب وتنزل من الأقمار الاصطناعية.
واستطرد قائلا: على مستوى المنابر الدينية ، الكثير من المنابر غاب منها التوعية والتعبئة ضد إسرائيل وتوجهت لإثارة مشاكل ضد أبناء الأمة ضد اليمنيين وضد الإيرانيين واللبنانيين والأحرار في سوريا والعراق والبحرين وهكذا .
وأشار السيد القائد إلى أن مسؤوليتنا اليوم هي إحياء حالة العداء لإسرائيل باعتبارها واجبا إسلاميا ودينيا وليس فقط خيار سياسي بل فريضة دينية إضافة إلى كونها مسؤولية إنسانية وقومية.. إن شعب فلسطين جزء من الأمة الإسلامية وواجب علينا دينيا مناصرته في مواجهة العدو الإسرائيلي وارض فلسطين ارض إسلامية وواجب علينا تحريرها ، كذلك المقدسات وعلى رأسها الأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين واجبنا تحريرها.. وعلينا أن نعي جيدا أن فلسطين هي المترس المتقدم الذي كلما ناصرته الأمة كلما تقلصت الأخطار في بقة إخطارها ، ولو أن العرب اتجهوا بكل جدية لمناصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة الخطر الإسرائيلي لحفظوا المنطقة من كثير من المخاطر وربما كانت إسرائيل قد مسحت وانتهت.
وقال السيد: إن الأمة تركت فلسطين فانتقلت المؤامرات لتغزوها إلى بلدانها فأصبحت كلها ساحة غير محصنة، ويتحتم على الجميع العداء الصريح لإسرائيل المترجم إلى مواقف عملية.. كما أن الاتجاه الموالي لإسرائيل يحاول أن يمنعك من أن تترجم عداءك لإسرائيل إلى مواقف بحجة انه هو أيضا يعادي إسرائيل.. ويجب أن يكون هناك مواقف صريحة في تأييد حزب الله وحركات المقاومة في فلسطين بكونها تشكل جبهة مباشرة في مواجهة العدو الإسرائيلي.. ويجب أن نرفع صوتنا عاليا لنواجه هذه المحاولات التي تريد أن تعزلنا عن فلسطين في أوساط امتنا ثم نترجم عداءنا لإسرائيل في مواقفنا وإعلامنا ونشاطنا الإعلامي والتثقيفي ومناهجنا ونعيد الحضور ونسعى لتعزيزه في شتى أنشطتنا.. ويجب أن نترجم عداءنا أيضا في المقاطعة وما إدراك ما المقاطعة ، المقاطعة للبضائع الإسرائيلية الأمريكية.. فإعفاؤك لنفسك من المسؤولية لن يعفيك من النتائج.
وحول المقاطعة قال السيد عبدالملك: لاحظوا قوله تعالى « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ « ، فأمر الله بمقاطعة لكلمة « راعنا « لكونها يستفيد منها اليهود ، واليوم البضائع الإسرائيلية تشكل مصدر دعم رئيسي لإسرائيل وأمريكا والمقاطعة ستقطع مصدر الدعم لكوننا سوق نعتمد على منتجات أجنبية وتذهب معظم أموالنا إلى أعدائنا وتشكل مصدر دعم كبير لهم.. فالنفط العربي اكبر مصدر دعم لأمريكا وإسرائيل ، ويظهر في الخفاء أن هناك دعماً مادياً مباشراً لإسرائيل..
وأضاف: على مستوى واقعنا الشعبي نشكل توجها معاديا لإسرائيل له توجه عملي ويسعى لان يتسع نطاق نشاطه في أوساط الأمة وسيكون تأثيره أكثر بالمقاطعة.. فهناك كثير جرى حول هذا الموضوع من سياسيين واقتصاديين قبل سنوات دعا مجلس النواب لمقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية.. وهناك بدائل فلا حجة ولا مبرر لأحد فالمشكلة خطيرة جدا لأنك ستكتب عند الله داعما لإسرائيل ، باستطاعتك أن تحترز وتعتمد على بدائل.
وأوضح أن النسيان للمسائل الكبيرة غفلة كبيرة، وستبقى القضايا الكبرى.. هذه قضايا كبرى يوم القيامة وسنحاسب عليها.. المقاطعة مسألة مهمة، ولا تبالوا بالمثبطين والمحذرين ، والمقاطعة السياسية والإعلامية مهمة أيضا.. وعلينا أن نحرص على أن لا نسلم لاحتكار الجانب الرسمي مع إسرائيل فهم يريدون أن الموقف الرسمي لاعلاقة للشعوب به.. لسنا عبيدا لأحد وليست هذه الشعوب ملكا لأمير هنا ولا لملك هناك ، يجب أن تكون خياراتنا مستمدة من قيمنا وأخلاقنا ونتصدى لمحاولة فرض الصمت والجمود وأساليب الصد مثل انتم إيرانيون.. ولو لم تكن إيران في الوجود لكانت هذه قناعاتنا وخياراتنا.
وقال: أقول للشعب اليمني لا تكترث لكل تلك الأقوال.. وكل الذين اتجهوا للتطبيع مع إسرائيل مثل النظام السعودي والإماراتي نقول لهم بنصح صادق انتم تتجهون اتجاه قد أكد الله انه يذهب إلى الخسارة لان أمريكا لن تقدر لكم ولا إسرائيل فهم يرون فيكم أدوات تستغلها فقط وسيتم القضاء عليها.
وأكد السيد القائد أن الأمريكي والإسرائيلي لا يمتلكون أي رؤية تجاه النظام السعودي والإماراتي أكثر مما قاله ترامب بأنها بقرة سوف نذبحها بعد أن نحلبها.. وكان بإمكان السعودية أن تكون نهضتها اكبر من اليابان وتكون بلدا مكتفيا في توفير الاحتياجات الضرورية وتكون بلدا رائدا في العالم العربي بدلا من المباهاة بأنها تنتج حليب أو تصنع صحنا من الأرز.. هم يعتبرون هذه الأمة ساذجة يضربون بعضها ببعض ثم يستهدفونها.. السعودية مستهدفة للتقسيم مثلما العراق واليمن وسوريا.. القرآن قال « هانتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم « فهم يرون أن يستغلوا ما معكم ويستفيدون منكم في النزاعات وتشتيت شمل الأمة وتجزيئها.. ونطلب بنصح من هذه الأنظمة أن تراجع نفسها وتراجع سياستها العدائية تجاه اليمن وسوريا ،
وخاطب السيد القائد النظام السعودي قائلا: غير سياستك تجاه جارك اليمن هذا أحفظ لامنك ومالك مالم فان الأخطار عليك كبيرة سيحلبونك ويفقروك ويزجو بك في معارك دائمة هنا وهناك.. الخطر التكفيري هو امتداد لمؤامرات أمريكا وإسرائيل ، وتستفيد إسرائيل بشكل مباشر ودعمها لجبهة النصرة كان واضحا ومعلنا.
ودعا السيد القائد في ختام كلمته الشعب اليمني إلى إحياء يوم القدس العالمي في الفعالية الكبرى في العاصمة صنعاء وفي فعاليات متفرقة في المحافظات قدر الممكن.. فالشعب اليمني هو سباق في إحياء يوم القدس العالمي وليس غريبا عليه فهو شعب المواقف وشعب السبق إلى كل المواقف المشرفة .

قد يعجبك ايضا