شغلونا عنك ياقدس

محمد صالح حاتم
كانت القدس ومازالت وستظل كذلك شغلنا الشاغل وأم القضايا ،وبمعنى آخر قضيتنا الأولى، فمنذ احتلال دولة فلسطين من قبل الصهاينة في عام 1948م وحتى اليوم ،ونحن نناضل من اجل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
وهي القضية الوحيدة التي كنا نحن العرب والمسلمون مجمعين عليها ونطالب بها في كل المؤتمرات والمحافل الدولية .
وقد جاء لتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 1969م بعد قيام احد اليهود المتطرفين بإحراق الأقصى الشريف ،وهو ما دفع المسلمين بتأسيس كيان واحد يجمعهم ،فأجمعوا على تأسيس المنظمة الإسلامية ومقرها القدس الشريف ،والى حين تحريرها تكون جدة مقراً مؤقتاً .
واليوم يريدون أن يشغلونا ويبعدونا وينسونا قضيتنا.
وما يحدث في وطننا العربي من مشاكل وحروب وقتال ودمار ،تارة باسم ثورات وأخرى دعم الشرعية ،وثالثه باسم محاربة الإرهاب ،كلها للأسف عبارة عن مخططات صهيونية ،يتم تنفيذها بأيد عربية إسلامية، وبأموال عربية ودماء عربية .
وما يجري في اليمن من حرب وقتل ودمار منذ أكثر من عامين وثلاثة أشهر بقيادة صهاينة العرب بني سعود ،وتحالفهم الشيطاني ،وكذلك ما هو حاصل في سوريا والعراق وليبيا،كلها من اجل حماية الدولة الصهيونية في الأراضي العربية،فكلها من اجل إبعاد الشعوب العربية وإشغالهم عن فلسطين وعاصمتها القدس ،فكل ما يجري يريدونا أن ننسى فلسطين وننشغل بما هو حاصل في بلداننا ،حتى على مستوى أن لا تكون حاضرة معنا في اجتماعات القمم العربية والإسلامية، ولو ذكرها كأهم قضية في هذه الاجتماعات ،ويريدونا أن ننساها في المحافل الدولية .
هذا ما يحصل فعلاً ،فالآن يحضر الرؤساء والملوك والأمراء فيتكلم عما يجري في بلده من مشاكل وحروب ودمار ،ولا يتذكر فلسطين، أو عاصمتها القدس ،فهم بهذه الحروب والمشاكل ،وما يسمى محاربة الإرهاب انسونا قضيتنا الأولى.
لقد أبعدونا عنك يا قدس انسوناك يا فلسطين يا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
واااعرباه …..
واقدساه ….
وا اسلاماه …..
كل البلاد العربية أصبحت قضايا ومشاكل وخلافات .
هذا البلد محتل من قبل تلك الدولة ،وهذه الدولة اصبحت مقسمة ومجزئة إلى دويلات ،وتلك يُقتل أبناؤها بسبب الإرهاب، وأخرى الطائفية والمذهبية تفتك بها ،وهذه الدولة تدمر وتقتل تلك الدولة وغيرها.
وللأسف أصبح العرب والمسلمون يقتل بعضهم بعضا.
ماذا احدث !
كل ما يجري لنا بسبب القدس !
لا يريدونا أن نذكرها أو نتحدث عنها .
ونحن نقول لا يكفي يوماً واحدا للقدس ،بل يجب أن تكون حاضرة معنا في كل اجتماعاتنا ومحافلنا العربية والإسلامية والدولية ،وفي مناسباتنا وأعيادنا الإسلامية والوطنية .
وفلسطين هي القلب النابض للأمة العربية والإسلامية .
فإذا فرطنا في فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ونسيناها،فسيأتي اليوم الذي نفرط فيه وننسى كل بلداننا العربية والإسلامية،وهو ما يجري هذه الأيام .
وان يكون شعارنا القدس عاصمة كل العرب والمسلمين . ،وما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .

قد يعجبك ايضا