شرعنة الحروب الأمريكية على الشعوب العربية والإسلامية !!

عبدالله الدومري العامري
كثيرة هي الوسائل التي تستخدمها أمريكا لتبرير وشرعنة الحروب التي قامت أو ستقوم بشنها على أي بلد عربي أو إسلامي ، و تحت شعار ”مكافحة الإرهاب”،تبرر الولايات المتحدة الأمريكية تدخلاتها بالشؤون الداخلية للدول وتقوم بشن الحروب على الدول وترتكب جرائم وحشية بقتل ملايين من المدنيين ، وقد استخدمت أمريكا مصطلح مكافحة الإرهاب بعد هجمات الـ 11سبتمبر من أجل شن الحرب على العراق وأفغانستان ، ولكن مصطلح الإرهاب لم يولد مع الهجمات على برجي مركز التجارة العالمية في 11 سبتمبر، بل استخدمت أمريكا المصطلح نفسه أثناء الحروب بالوكالة في أمريكا اللاتينية .
فقد كانت أحداث 11 سبتمبر 2001م على برجي التجارة العالمية ونيويورك ومقر البنتاجون في واشنطن، أحداثاً مفبركة ومدبرة من جانب جهاز المخابرات الأمريكية CIA لإعطاء المبرر لشن حرب اقليمية ضد أفغانستان والعراق تمهيداً لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد المعد وفق مخطط أمريكي إعادة تقسيم ما هو مقسم، وتجزئة ما هو مجزأ من بلدان الشرق الأوسط في اتفاقية سايكس – بيكو 1917م، من جديد على أسس عرقية وطائفية ومذهبية وسياسية، على أن يتحقق ذلك بأسلوب الفوضى الخلاقة الذي كشفت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس في عام 2006م، والذي يعني نشوب صراعات بين أبناء الوطن الواحد عبر خلق الخلافات العرقية والمذهبية والطائفية ومن ثم تحويلها إلى صراعات دموية بين جميع الفرق والتنظيمات والجماعات المتصارعة على السلطة، الأمر الذي سيؤدي إلى إنهاك الجميع، وتقسيم كل دولة عربية أو إسلامية إلى عدة دويلات، عبر تقسيم الجيوش الوطنية وتفتيتها وتمزيقها وهو الذي سيضعفها ويفقدها القدرة على مقاومة مخططات التقسيم، وهو الأمر الذي سيدفع القوى السياسية والعسكرية المنهكة والضعيفة اللجوء إلى أمريكا طلباً لدعمها ومساندتها، الأمر الذي سينتج عنه إلى زيادة نفوذ أمريكا وبسط هيمنتها وسيطرتها على البلدان العربية والإسلامية ، ومن أجل تحقيق ذلك المخطط لا بد من وجود أدوات أمريكية ، لذلك عملت أمريكا على نشر أدواتها في الدول العربية والإسلامية المتمثلة بجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر رأس هرم التنظيمات الإرهابية المسماة ( بالقاعدة و”داعش ) بعد أن أثبتت هذه المنظمات التي تتشدق بالإسلام ولاءها الكامل لأمريكا .
من المعلوم أن جميع حروب العالم القديم والحديث اندلعت لأسباب ترتبط بالسلطة أو بالتوسع أو بالأطماع الاقتصادية، لكن لا يمكن التصريح بذلك لأنه سيوجد هناك من يعارض هذه الحرب ، لذلك كان لا بد من شرعنة تلك الحروب عبر المنبر الإعلامي باعتباره إحدى أدوات الحرب الحديثة وأهم وسائل السيطرة على الجمهور ، لذلك تعتمد الوسائل الإعلامية على خلق مجموعة من القيم والأخلاق التي تهدف إلى تجميل وتبرير وشرعنة الحرب رغم قباحتها وتعتمد الوسائل الإعلامية الحليفة لأمريكا إلى تزوير الحقائق ونشر الدعايات الكاذبة واختلاق أخبار لا وجود لها أساساً على أرض الواقع .
المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة التي تدعي حماية سيادة واستقلال الدول ليست إلا أداة تستخدمها أمريكا لتبرير وشرعنة الحروب الأمريكية على الشعوب العربية والإسلامية والتغطية على الجرائم الوحشية التي ترتكبها أمريكا بحق الإنسانية ، فمنذ إن أنشئت تلك المنظمات وإلى اليوم لم تعمل ولم تسع في تنفيذ القوانين والأهداف التي أنشئت من أجلها ، لم تعمل على حماية حقوق الإنسان والمرأة والطفل بل كانت شريكة في قتلهم عبر صمتها على الجرائم الأمريكية والإسرائيلية وما قوانينهم إلا حبر على ورق ، ماذا عملت تلك المنظمات للشعب الفلسطيني المحتل من الكيان الإسرائيلي ، ماذا عملت للشعب العراقي والسوري ماذا عملت للشعب اليمني الذي يتعرض لعدوان غاشم وللحصار الجائر ، الشعب الذي تكالب عليه طواغيت الأرض من اجل احتلال أرضة ونهب ثرواته وتدمير حضارته التاريخية الممتدة منذ آلاف السنين ، الشعب الذي تقتل صواريخ طائرات العدوان المئات من أبنائه يومياً ومن نجا من صواريخهم يموت جوعاً بسبب الحصار المفروض عليه ، لم تعمل شيئاً سوى مطالبة الشعب اليمني المعتدى عليه المظلوم بعدم الدفاع عن نفسه والخضوع للأوامر الأمريكية وتسليم سلاحه إليهم.
الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وزعماء الشعوب العربية والإسلامية هم من ينفذ المخططات الأمريكية والإسرائيلية عبر إخضاع شعوبهم وقمع حركات المقاومة المناهضة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي ، وتمكين إسرائيل من احتلال فلسطين ونشر الفرقة المذهبية والطائفية وتفريق وحدة الأمة الإسلامية الذي يشكل خطراً على أمريكا وإسرائيل وخلخلة الأمن الداخلي للدول التي تريد أمريكا احتلالها لتتمكن أمريكا من السيطرة عليها بسهولة .
قد لا يصدق البعض من أبناء الشعوب العربية والإسلامية كل ذلك ، ولكن تلك هي الحقيقة التي يراد عدم تصديقها ، فأمريكا هي أم الإرهاب وهي من صنعت ذلك الإرهاب المتمثل بالقاعدة وداعش والتاريخ خير شاهد على ذلك، بدءاً بتعاون المخابرات الأمريكية مع أسامة بن لادن على إنشاء تنظيم القاعدة لمحاربة الإتحاد السوفيتي في أفغانستان في أواخر السبعينيات، وعندما أدركت الولايات المتحدة خطورة اللعبة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م توقفت عن خلق العناصر الإرهابية ولكنها سرعان ما عادت إلى إنتاجها من جديد في سياق التحضير لثورات الربيع العربي لذلك وضعت أمريكا يدها في يد أصل الجماعات الإرهابية المتمثلة بجماعة الإخوان المسلمين لتكون وسيلة أمريكا في تنفيذ أهداف الشرق الأوسط الجديد، ومخططات تحقيق تلك الأهداف من خلال تقسيم البلدان العربية والإسلامية طائفياً ومذهبياً، من خلال أسلوب الفوضى الخلاقة المتمثل في أعمال العنف والفوضى التي عصفت بدول المنطقة منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي وحتى اليوم، معتمدة على تلك الجماعة الإرهابية .
حفظ الله اليمن وأهله.
والنصر حليفنا بإذن الله.

قد يعجبك ايضا