علمنة ودعشنة الدين الحنيف

زيد البعوه
العلمانية تعني اصطلاحاً فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة، وقد تعني عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية وهكذا تطورت العلمانية حتى أصبحت تعني اللا دين بالمطلق لكن اليوم هناك أسلوباً صهيونياً جديداً لعلمانية لا دينية ولكن بطريقة جديدة في ظاهرها الدين وفي باطنها وظاهرها وأعمالها الكفر والإجرام وبمسمى جديد يسمى داعش التي تم تفريخها وصناعتها في أروقة الاستخبارات الأمريكية الصهيونية بهدف تشويه الإسلام والفتك بالمسلمين..
وقد استطاع الدين الإسلامي الحنيف ان يشق طريقه الى جميع انحاء العالم وسط الثقافات المغلوطة وما يسمى بالأديان التي وضعها البشر وشرعوا لها بالمال والإعلام واحاطوها بقداسة زعموا انها ربانية محاولين بذلك الحيلولة دون انتشار الإسلام بكل ما يحويه من طوائف ومذاهب لكنهم عجزوا عن تغيير قوانين الله التي وضعها لعباده، كل عباده، من العرب والعجم، حيث استمر الإسلام في الانتشار والتوسع بعيداً عما تحتوي عليه بعض المذاهب من عقائد باطلة ومغلوطة التي لن تستطيع ان تنال من القرآن الكريم الذي يعتبر دستوراً إلهياً لن يتبدل ولن يتغير ولن يتماشى مع بعض الافكار الدخيلة والذي لن يستطيع أحد أياً كان أن يحرفه أو يحرفه عن مساره الواضح لأن الله تكفل بحفظه فما كان من اعداء الإسلام إلا ان وضعوا خطة جديدة لمحاربة الإسلام، فبعد ان عجزت العلمانية اللا دينية من السيطرة على الوضع وان تجعل من الإسلام مجرد ثقافة غير مقبولة من خلال الافكار الفلسفية التي لا ترقى لأن تكون محط اهتمام عند المفكرين والباحثين المنصفين حتى الذين لا يعرفون الإسلام. …
حينها لجأ اليهود والنصارى الى محاربة الإسلام باسم الإسلام بطريقة علمانية تكفيرية داعشية طائفية فتنوية تحارب الإسلام بحجة الدفاع عنه وتخدم اليهود والنصارى بطريقة فكرية ثقافية وسياسية وحتى عسكرية عن طريق عناصر تمت صناعتهم وتمويلهم في أروقة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية مستغلين بذلك العقائد الباطلة التي تحتويها بعض المذاهب السنية والشيعية فأطلقوهم كالكلاب المسعورة لينهشوا جسد الأمة الإسلامية مطلقين عليهم مسميات مختلفة مثل القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها فكانت اللعبة ناجحة حيث وجد العنصر والممول والميدان والمستهدف والهدف حتى انهم استطاعوا ان يجعلوا من الإسلام وأهله ميداناً لتجربتهم الخبيثة في العراق وسوريا واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية ولهذا نستطيع ان نسمي ما يجري في الساحة من قتل ودمار وحروب حرب ما يسمى بالإسلام للقضاء على الإسلام أو حرب اعداء الإسلام ضد الإسلام عن طريق ثقافة موضوعة ودخيلة وعقائد باطلة باسم الإسلام وعن طريق بشر لا يعرفون من الإسلام إلا الاسم أو ما تمليه عليهم الاستخبارات المعادية للإسلام. …
لم تقف المسألة عند هذا الحد بل وصلت الى الأنظمة والحكومات وأصبحت سياسة عند الجميع، من يريد ان يرضى عنه اليهود ما عليه إلا ان يكون مسلماً لا دينياً مسلماً تكفيرياً وداعشياً يحكم المسلمين ويخدم اعداءهم يبيع ثروات المسلمين للقضاء عليهم، يشتري صفقات من الأسلحة بحجة حماية الإسلام والحقيقة يكشفها الواقع، فالأسلحة من أمريكا تشترى بمال العرب والمسلمين لتوجه هذه الأسلحة مستهدفة القرآن وثقافته ورجاله كما هو حال عاصفة ما يسمى بالحزم او بالأصح العدوان الأعرابي الغربي على اليمن …
لقد استطاعت الاستخبارات اليهودية المعادية للإسلام ان تجعل بعض الانظمة العربية والإسلامية مجرد وزراء حرب ضد الإسلام ووزراء مالية لدعم وتمويل الجماعات الاستخباراتية الإرهابية كما هو حال النظام السعودي والقطري والإماراتي والتركي الذين تتسلى بهم وبسذاجتهم الاجتماعات السياسية الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية وكل التحالف الغربي الذي لقي له ميداناً عسكرياً وسياسياً ومالياً لتمرير مخططاتهم الشيطانية بدون أي تكلفة بل استطاعوا من خلال هذه السياسة ان يقضوا على خصومهم من داخلهم ويخلقوا صراعاً لا ذيل له يدر عليهم أموالاً أكثر مما يجنون من مصانعهم ومواردهم فلا هم خسروا اموالهم بل كسبوا أموالنا ولا هم خسروا رجالهم بل خسرنا قومنا ولا هم شنوها حرباً صريحة ضد الإسلام بل جعلوا الإسلام عبارة عن كتلة من النار تأكل بعضها بعضاً وتحترق ليسلم من لظاها اعداء الإسلام ويموت اهل الإسلام لكن الإسلام لن يموت فهو ليس روحاً في جسد يمكن قتله والقضاء عليه بل هو قانون إلهي وضعه الله والتزم بحفظه الى يوم الدين..
ومهما عصفت العلمانية الداعشية ببعض المسلمين فلن تستطيع ان تعصف بالإسلام المحمدي ولا بالقرآن الكريم وثقافته وحملته واهله.

قد يعجبك ايضا