أكثر من مليار ريال.. خسائر القطاع الزراعي جراء العدوان السعودي على المحافظة

*مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة إب ل(الثورة):

إب/ محمد الرعوي

ان استهداف القطاع الزراعي في أي مجتمع كان، هو استهداف للغذاء والأمن الغذائي للمجتمع والحياة المعيشة لأغلب أبنائه، كما يعتبر جريمة حرب كبرى بحق هذا المجتمع وانتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والقوانين الدولية والأعراف والقيم الإنسانية.
وفي اليمن كان الوضع مختلفاً، حيث رأى العدوان السعودي الأمريكي في استهداف القطاع الزراعي أقصر الطرق لتجويع وتركيع شعبنا اليمني وبالتالي يحقق أهدافه العدوانية ضد بلادنا أرضا وإنساناً.
فما تعرض له القطاع الزراعي في محافظة إب من استهداف يدل على همجية العدوان حيث أسفر الاستهداف المباشر له عن أضرار كارثية وآثار تدميرية وخسائر فادحة لحقت به، بالرغم من أهميته الاستراتيجية في توفير وإنتاج الغذاء.
ولتسليط الضوء أكثر “الثورة” التقت مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة إب، المهندس حمود عبدالوهاب الرصاص، والذي بدورة تحدث عن الوضع الزراعي في المحافظة خاصة في ظل العدوان الذي لم يستثن من قائمة أهدافه لا البشر ولا الشجر ولا الحجر.. وهاكم المحصلة:

في البداية نشكر صحيفة (الثورة) على اهتمامها بالقطاع الزراعي وما يعانيه هذا الجانب من صعوبات خاصة وان بلادنا تتعرض لأشرس هجوم وحصار من قبل دول التحالف التي تقوده السعودية، الذي لم يستثن من قائمة أهدافه لا البشر ولا الحجر ولا الشجر.
وللإجابة على سؤالك، أود أن أؤكد أن القطاع الزراعي في محافظة إب، لا يختلف عن بقية محافظات الجمهورية، وعلى الرغم من أن المحافظة تتميز بغزارة الأمطار واتساع الرقعة الزراعية إلا أنها تعاني من التوسع العمراني على حساب الرقعة الزراعية والتوسع بزراعة القات وكذا الحفر العشوائي للآبار والذي بدوره يؤثر على المخزون المائي، ونأمل من الجهات المختصة والسلطة المحلية سرعة التدخل ووضع حلول عاجلة لتلك التجاوزات التي تؤثر سلباً على المخزون المائي.
* كيف تقيمون مستوى الإنتاج الزراعي بشكل عام في المحافظة؟
– الإنتاج الزراعي بمحافظة إب جيد ونطمح إلى زيادة الإنتاج من خلال اتباع الوسائل والطرق والتقنيات الحديثة بحيث تزيد نسبة الإنتاج بالنسبة لوحدة المساحة وذلك من خلال الزراعة بواسطة البيوت المحمية، وكذا اختيار البذور المحسنة ذات الإنتاجية العالية، وقد قام معالي وزير الزراعة والري، خلال زيارته للمحافظة بتدشين موسم التشجير للعام الحالي، حيث قام بافتتاح خمسة بيوت محمية، وكذا بافتتاح منظومة الطاقة الشمسية لمشتل زراعي تبلغ طاقته الإنتاجية (300000) شتلة، من أشجار الفاكهة والزينة والغابات.
* إلى ماذا تعزون تراجع الإنتاج على مستوى بعض المحاصيل؟
– السبب في تراجع الانتاج لبعض المحاصيل يكمن في التوسع بزراعة القات الذي أثراً سلباً على بقية المحاصيل، بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي تأثرت منها اليمن، حيث أن هناك العديد من المناطق عانت من قلة الأمطار وتراجع الإنتاج الزراعي.
* هل هنالك تنسيق مع المنظمات الدولية والداعمين في تنفيذ مشاريع وأنشطة زراعية لتحسين الظروف المعيشية للأسر الريفية في ظل العدوان؟
– نعم هناك تنسيق وتواصل مستمر مع جميع المنظمات الدولية والمحلية العاملة والمهتمة في القطاع الزراعي مثل، اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، منظمة الأغذية والزراعة ألفاو، الوكالة الألمانية GIZ، وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر سمبس، والمنظمة الهولندية سبارك.
اما المنظمات المحلية مثل مؤسسة خديجة التي قامت بتوزيع عدد من شتلات الطماطم والكوسا والبيبار والخيار على عدد من المزارعات في مديرية السياني، كما قامت (GIZ) الألمانية بتوزيع عدد (928) رأس من الأغنام على عدد من المزارعين الأشد فقراً في مديرية ريف إب، ومديرية القفر، وكذلك توزيع بذور البقوليات والبطاط في مديريات بعدان، القفر، وريف إب.
وبحسب توجيهات معالي وزير الزراعة والري بتوزيع بذور محسنة من القمح في المحافظة فقد تم التواصل مع مشروع إكثار البذور المحسنة وتم توزيع (50) طناً من البذور على المزارعين في مديريات (يريم، السدة، الشعر، وبعدان)، وبالسعر المدعوم.
* مبيدات مهربة وأسمدة خطرة تستخدم بطرق تقليدية وغير علمية رغم أضرارها على الإنسان والبيئة والتربة، ما دور مكتبكم نحو هذه المبيدات والأسمدة؟
– يقوم المكتب بعمل حملات تفتيش دورية لمحلات بيع المبيدات وبالتعاون مع السلطات المحلية ويتم مصادرة المبيدات المهربة والمبيدات الممنوع تداولها والتي تسبب الكثير من الأمراض السرطانية وتعمل على تخريب مكونات التربة وتؤثر بشكل فعال على البيئة ويتم تحويل المخالفين إلى الجهات المختصة لاستكمال إجراءات التحقيق معهم وإحالتهم للقضاء.
وقد قام مكتب الزراعة والري بالمحافظة بإجراء عملية حصر لمحلات المبيدات في مختلف مديريات المحافظة وتم العمل بالآلية الجديدة في التعامل مع المبيدات، وأيضا تنظيم دورات تدريبية للمرشدين وأصحاب محلات بيع المبيدات حول كيفية الاستخدام الآمن للمبيدات بالتعاون مع الإدارة العامة لوقاية النبات وهيئة البحوث الزراعية.
* هل لك أن تطلعنا عن حجم خسائر مكتب الزراعة في المحافظة نتيجة القصف المباشر لها من قبل طائرات العدوان الغاشم؟
– نال القطاع الزراعي بمحافظة إب نصيبة من أوار الحرب، حيث قام طيران العدوان السعودي الأمريكي بتدمير العديد من المزارع والمشاتل منها، مشتل إب الزراعي الذي تعرض لعدة غارات التي تسببت بهدم وتحطم عدد من البيوت والمنشآت في المشتل مثل، مبنى إدارة ومخازن المشتل، كما تعرضت منظومة الطاقة الشمسية التي كانت تمد المشتل بالمياه للتلف، وايضاً تعرضت البيوت البلاستيكية للتمزيق بفعل شظايا القنابل، كما تسبب القصف المباشر بتحطم وتدمير عدد من المساكن الخاصة بالمهندسين العاملين في المجمع، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للخسائر نتيجة القصف المباشر لها من قبل طيران العدوان ،بأكثر من مليار ريال.
* ماذا عن المشاريع قيد التنفيذ، وما أسباب تعثرها؟
– المشاريع التي يقوم بتنفيذها المكتب أو تلك التي يشرف على تنفيذها متوقفة منذ بداية العدوان على اليمن سوى كانت ذات التمويل المحلي أو التمويل المركزي.
* ماهي الصعوبات والعراقيل التي تعترض عمل مكتب الزراعة والري بإب؟
– تتمثل الصعوبات والعراقيل بقلة الموارد والنفقات التشغيلية حيث ان موازنة مكتب الزراعة بالمحافظة من أقل الموازنات المعتمدة، كما ان مرتبات الموظفين متدنية والحوافز معدومة، بالإضافة إلى تعرض أراضي وفروع المكتب بمديريات المحافظة للسطو من قبل بعض الطامعين والمتهبشين، وبدورنا وبالتعاون مع السلطة المحلية قمنا برفع دعاوى إلى القضاء ضد هذه العناصر التي تقوم بالسطو على الأراضي التابعة لمكتب الزراعة والري بإب، وعلى الطامعين والمتهبشين أن يعلموا بأن ممتلكات المكتب هي ملك للدولة، والقضاء سوف يردع كل من تسول له نفسه بالمساس بممتلكات البلد.
* كيف تنظرون إلى تجربة إدخال الطاقة البديلة للقطاع الزراعي وهل تعتقدون بأنها مجدية؟
– تجربة إدخال منظومة الطاقة البديلة والمتمثلة بالطاقة الشمسية ناجحة وتوفر الكثير من الجهد والمال وتوفر من قيمة المشتقات النفطية والصيانة وهي مناسبة وفعالة على الرغم من ارتفاع سعرها إلا انها مجدية اقتصادياً وسوف تعيد سعر التكلفة بفترة قصيرة خاصة وأنه تم تجربتها في مشتل إب الزراعي وكانت النتائج ممتازة حيث قام صندوق التشجيع الزراعي والسمكي مشكوراً بدعم المشتل بمنظومة الطاقة الشمسية لضخ المياه وسقي المزروعات.
* كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء؟
– نشكر قيادة الوزارة ممثلة بمعالي وزير الزراعة والري الأستاذ، غازي احمد علي محسن، وكذا صندوق التشجيع الزراعي والسمكي، والسلطة المحلية بالمحافظة، على دعمهم لنا، كما لا يفوتني هنا أن اشكر جميع العاملين في مكتب الزراعة والري بالمحافظة على جهودهم الكبيرة للارتقاء بمستوى أداء المكتب، بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلد وما تسبب به العدوان السعودي الغاشم وحصاره الخانق، إلا ان إرادة اليمنيين وصمودهم الأسطوري كان اقوى من إمكانات العدو الذي كان ولازال يريد اركاع الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية، وعلى هذا العدوان أن يعلم ان اليمنيين هم أهل الشكيمة والعزيمة المجبلة على الصبر والاحتمال.

 

قد يعجبك ايضا