قرار اليونسكو بإبقاء المدن اليمنية الثلاث ضمن قائمة التراث العالمي بارقة أمل.. كيف تستغل؟

*وسط أنباء عن شطب صنعاء وزبيد وشبام كوكبان من القائمة الدولية:

تقرير / عبدالباسط النوعة

في مؤتمرها الـ(41) الذي عقد في مدينة اورسوا واختتم الخميس الماضي أقرت اليونسكو منح اليمن ومدنها الثلاث التاريخية (صنعاء القديمة – زبيد – شبام حضرموت ) القابعة ضمن قائمة التراث العالمي فرصة جديدة للبقاء ضمن القائمة ولو كانت في قائمة التراث المهدد بالخطر ؛ بعد أن كانت على وشك شطبها من القائمة بعد سلسلة من التحذيرات والمهل والنداءات التي أطلقتها طوال السنوات الماضية للاهتمام بهذه المدن وإزالة كل ما يشوه جمالها وطابعها التاريخي القديم..
نداءات عديدة وفرص كثيرة منحتها اليونسكو للجهات الرسمية في اليمن لسرعة الاهتمام والحفاظ على مدنها التاريخية التي تتفاقم مشاكلها ويستمر العبث بمقوماتها الحضارية يوما بعد آخر إلا أن كل تلك النداءات والتحذيرات قوبلت من الجهات الرسمية في اليمن باهتمام خافت وجهود لا تقتصر على التصريحات والأقوال بالحفاظ إلا أن الواقع في تلك المدن يتحدث أشياء أخرى، فالعبث والتشويه مستمر ولم يتوقف منذ سنوات طوال فقد وضعت اليونسكو تلك المدن في قائمة التراث المعرض للخطر منذ سنوات طوال وبالأخص زبيد التي كانت قد سبقت صنعاء وشبام بسنوات طوال في وضعها المتدهور والسيئ .
فرصة أخيرة
كانت توقعات المختصين والمعنين أن يشهد المؤتمر الـ(41) للجنة حماية التراث العالمي شطب المدن اليمنية الثلاث من قائمة التراث العالمي بشكل نهائي ولكن جاء القرار ليشكل بارقة أمل لكل اليمنيين في إمكانية أن تعود مدن اليمن الثلاث إلى القائمة العالمية ولكن إذا تم استغلال هذه الفرصة الأخيرة وتم العمل وبشكل رسمي وشعبي للاهتمام والحفاظ وإزالة مظاهر العبث والتشويه التي أصابت هذه المدن بفعل أهلها وبإهمال من الجهات المعنية والرسمية .
ترقب وقلق
يقول الأخ مطهر تقي وكيل وزارة السياحة : أخيرا وبعد طول ترقب وقلق من ان تعمد منظمة اليونسكو إلى شطب صنعاء القديمة وزبيد و شبام حضرموت من قائمة المدن التاريخية والأثرية الدولية باعتبارها مدن لها مكانتها و شهرتها العالمية يجب المحافظة على طابعها المعماري المتميز وخصوصية سكنها الحضري الفريد, أصدر مؤتمر اليونسكو العالمي الذي اختتم مؤتمره الواحد والأربعين يوم أمس الذي انعقد في بولندا من يوم 5- يوليو حتى يوم أمس قراره بإعطاء مدينة صنعاء وزبيد وشبام فرصة جديدة للبقاء ضمن قائمة الموروث العالمي بعد إطلاعه على تقرير مفصل على جهود الحكومة ومنظمات المجتمع المدني للحفاظ على المدينة أرسل إلى المؤتمر ووزعت صور منه مع مذكرات غطائية إلى مندوبي أكثر من عشر دول عربية وأجنبية أعضاء في مؤتمر اليونسكو تحت توقيع وزير الثقافة الأستاذ عبدالله الكبسي الذي تبنى اجتماعات متواصلة مع الجهات المعنية التابعة لوزارة الثقافة ووزارة الخارجية ومنظمات المجتمع المدني وهو التقرير الذي أوضح قدر المخاطر التي تعرضت لها صنعاء وكذلك زبيد خلال العامين الماضيين من عدوان بالطائرات على المدينتين(وشبام ما تعرضت له من تفجير سيارات مفخخة)وما أسفر ذلك من أضرار مباشرة وغير مباشرة على مباني تلك المدن وكذلك ما نتج عن الحرب والحصار وتوقف الإيرادات المالية وما نتج من آثار سلبية بعد نقل البنك المركزي من عاصمة الدولة أدى كل ذلك إلى تدني خدمات الدولة وقلة الإمكانات في مختلف الجهات الخدمية ومنها وزارة الثقافة وهيئتها هيئة الحفاظ على المدن التاريخية.
وشدد تقي على ضرورة الاستفادة من هذه المهلة أو الفرصة الجديدة والعمل على اختيار كوارد متخصصة للاستفادة منها في عملية الحفاظ .
تقرير مبدئي متكامل
وبدوره يقول المهندس نبيل منصر نائب رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية: إن معلومات جاءت إلى الخارجية اليمنية إفادت أن هناك عدة دول تسعى للضغط على اليونسكو لشطب المدن التاريخية اليمنية من قائمة التراث العالمي وهو ما جعل الجهات المعنية ممثلة بوزارة الثقافة والخارجية ومنظمات المجتمع الدولي تجتمع نهاية رمضان وتم إعداد تقرير مبدئي متكامل للمواقع التراثية التي تعرضت للقصف من قبل طائرات تحالف العدوان أو التي تعرضت للتفجير من قبل الجماعات المتطرفة تم رفعه لليونسكو وتم شرح التهديدات بسبب الأنشطة العمرانية المشوه وانعدام الموارد المالية نتيجة الحصار الخانق والعدوان الذي تتعرض له اليمن فضلا عن القصف المباشر للمواقع والمدن التاريخية من قبل الطائرات وكذا الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني الذي تمر به اليمن نتيجة العدوان كل تلك الاعتبارات تضمنها التقرير كونها تمثل تهديدا خطيرا على الوضع الحفاضي للمدن التاريخية بشكل عام خاصة في المدن التاريخية الثلاث القابعة في قائمة التراث العالمي .
وقال منصر : لقد ساهم هذا التقرير بالإضافة إلى المراسلات إلى أكثر من (11) دولة عربية تحت توقيع وزير الثقافة عبدالله الكبسي والمذكرة الرسمية التي وجهت لمديرية اليونسكو ايرينا بوكوفا وكل تلك الخطوات كان لها الإسهام البالغ في قرار اليونسكو الأخير ببقاء المدن اليمنية في قائمة التراث العالمي المعرضة للخطر بدلا من شطبها نهائيا كما كانت التوقعات .
وأضاف : يتطلب ذلك القرار أو الفرصة الجديدة العمل بكل جد لتقوية الجهات المعنية ونشر الوعي وإعداد خارطة طريق إنقاذية وتنفيذ أنشطة وإجراءات حفاضية للمباني التاريخية وتكاتف الجهود الشعبية والرسمية لمنع أي استحداثات أو تشوهات.
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه اليونسكو مستقبلا للحفاظ على المدن اليمنية الثلاث وإنقاذها أشار منصر إلى أن قرار اليونسكو الأخير والذي لم يصل منه إلا مسودة فقط طلبت فيه اليونسكو من جميع الجهات العالمية إلى تقديم الدعم المادي والفني لليمن لإنقاذ تلك المدن ولكن هذا يتطلب من الجهات في الداخل أن تكون مبادرة من خلال الاهتمام والجدية في الحفاظ والقيام بإجراءات حفاضية وإعداد الخطط والدراسات الفنية اللازمة والتحرك إلى الجهات الداعمة بكل جهوزية وثقة ..
العدوان تسبب في عدم حضور المؤتمر
سنوات كثيرة مرت وكانت اليمن فيها غير خاضعة لعدوان أو حصار أو مشاكل ومع ذلك استمر العبث واستمرت معه التحذيرات وإعطاء المهل من قبل اليونسكو فهل يا ترى تستطيع الجهات الرسمية في اليمن عمل شيء في ظل هذا الوضع الصعب والحرج الذي فرضه العدوان الغاشم فقد دخلت مدينتي صنعاء القديمة وشبام كوكبان في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في العام 2015م بينما دخلت زبيد في هذه القائمة المهددة بالخطر في العام 2000م .
ويقول مدير عام حماية المواقع الاثارية والممتلكات الثقافية عبدالكريم البركاني : صحيح انه لم يحضر من اليمن احد في مؤتمر اليونسكو الأخير حيث وصلت الدعوات من اليونسكو متأخرة قبل أسبوع من انعقاد المؤتمر وهي مدة كانت كافية لو لم يك الحصار على اليمن مفروضا من قبل دول العدوان والتي جعلت السفر من والى اليمن معقدا للغاية ويحتاج إلى الكثير من الوقت والمال ومع ذلك كان قرار اليونسكو جيدا جدا ولم يك متوقعا فقد اعتقدنا إننا بتنا قاب قوسين أو ادني من شطب المدن الثلاث من قائمة التراث العالمي ولكن أعضاء لجنة التراث تفهموا وضع اليمن الاستثنائي نتيجة العدوان والحصار وأعطوا مهلة جديدة .
وأشار إلى أهمية الاستفادة من هذه المهلة أو الفرصة والتي يمكن أن تكون مدتها أربع سنوات وبرغم ظروف البلد إلا أن الجهات المعنية وأهالي المدن مطالبون ببذل قصارى جهودهم للحفاظ عليها وإزالة ما لحق بها من تشوهات أثرت على نسيجها المعماري فالمدن وان كان بقاءها امراً جيدا إلا أنها لازالت ضمن قائمة التراث المعرض للخطر وهي في قائمة الانتظار.
معتبرا بقاء تلك المدن في قائمة الخطر انجازا وخطوة جيدة ساهمت فيها الجهود والتحركات التي بذلت من قبل وزارة الثقافة ووزيرها عبدالله الكبسي وكذا هيئة الحفاظ على المدن التاريخية وقيادتها وكذا الخارجية اليمنية وجهات أخرى ويبقى الجزء الأهم وهو التعاون والعمل من اجل إنقاذ تلك المدن الأصيلة .
تساؤلات عن دور اليونسكو
احد موظفي وزارة الثقافة تسأل في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي ماذا عملت منظمة اليونسكو للمدن التاريخية اليمنية وما هو الدعم الذي قدمته للحفاظ عليها وإنقاذها والاهتمام بها غير التصريحات والتحذيرات والمهل التي لم تستفد منها المدن التاريخية شيئا اليست منظمة معنية بحماية التراث العالمي والحفاظ عليه أم أنها منظمة للتسجيل والقبول ضمن قائمة تطلق عليها قائمة التراث العالمي ؟
وأشار إلى أن اليونسكو بعد قرارها هذا مطالبة شأنها شأن السلطات اليمنية بالعمل الفعلي على إنقاذ تلك المدن من الخطر المحدق بها بل أن عليها مسؤولية اكبر نظرا لما تعانيه اليمن من عدوان وحصار خانق ..

قد يعجبك ايضا