وفودنا المفاوضة

محمد صالح حاتم
في ظل استمرار العدو في تعنته وصلفه وغبائه وتهوره وانتحاره ،في حربه ضد الشعب اليمني،ومعه مرتزقته وعملائه الذين لم تصحو ضمائرهم بعد،ولم يرجعوا الى جادة الصواب ،ولم يستفيدوا من قرار العفو ،والتسامح الذي أصدره المجلس السياسي .
وكذلك في ظل الصمت والسكوت العالمي لما يعانيه الشعب اليمني من حرب إبادة جماعية، وأزمة اقتصادية،ومجاعة تنذر بكارثة إنسانية حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة،وانتشار للأمراض القاتلة ومنها مرض الكوليرا،بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد جراء الحرب والحصار وانعدام للأدوية .
وكذلك مع استمرار ولد الشيخ في انحيازه لقوى العدوان،وتجاهله لما يعانيه الشعب اليمني من قتل ودمار وحصار ومجاعة وانتشار للأمراض،حتى وإن ذكرها في تقاريره وإحاطاته لمجلس الأمن ،فأنه لايذكر ما هو السبب الذي أوصل اليمن الى هذا الوضع المأساوي،وتكرار طلبه بتسليم الحديدة ومينائها للأمم المتحدة،وهي مفتاح للحل حسب زعمه ،وانها ستُحل كل مشاكلنا الاقتصادية والعسكرية والسياسية،وهو ما تم رفضه مسبقا من قبل المجلس السياسي ،وحكومة الإنقاذ الوطني،والذي سيتم رفضه لاحقا ودائما وأبداً.
وهذا ليس معناه رفضنا للسلام والحوار ،وإنما تأكيدا منا على عدم التنازل عن أي شبر من تراب وطننا الغالي ،وأننا سنحرر أرضنا المحتلة من قبل مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد.
ومن أراد الحوار أو التفاوض على محافظة الحديدة ومينائها،أو أي محافظة أخرى فأن وفدنا الوطني المفاوض والمحاور جاهز وعلى،أهبة الاستعداد .
وكما اعلنها الرئيس صالح الصماد في حفل تخرج دفعات من الكليات العسكرية، رادا على طلب ولد الشيخ (إن هؤلاء الخريجين هم وفودنا للتفاوض مع قوى الغزو بشأن الحديدة وسيسلمون أرواح من ينوي بالحديدة شرا الى خزنة جهنم ).
نعم إننا لانملك مالا لنشتري أصوات مجلس الأمن ،وولائات الأمم المتحدة ومنظماتها،إنما نملك ما هو أقوى نملك إيماننا بالله ،وثقتنا في قيادتنا،وصمود وشجاعة واستبسال رجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية ،الذين كسروا كبر وتجبر وعنجهية قوى العدوان،ومرتزقته فمن اراد أن يفاوضنا أو يساومنا أو يبتزنا بالحديدة أو غيرها فأننا جاهزون ومستعدون للتحاور معه في ساحات المعركة وميادين الفداء وجبهات العزة والكرامة والشرف فمعركتنا القادمة هي التي ستغير المعادلة،والتي ستكون مغايرة ومفاجأة للعدو .
فوفودنا المفاوضة التي تخرجت من ميادين الرجولة والشرف ،وهي الكليات العسكرية ،التي خرجت الآلاف من الضباط والقادة العسكريين ،الذين يسطرون اليوم أروع الملاحم العسكرية والقتالية ضد قوى العدوان ومرتزقته على،مدى أكثر من عامين وثلاثة أشهر.
وهنا ندعو مجلس الدفاع الوطني،ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، الى الاستفادة من هذه الكوادر والدماء الشابة التي تخرجت مؤخرا من الكليات العسكرية ،من حيث تطعيم الوحدات والألوية العسكرية بهذه الدماء الجديدة،المتسلحة بالولاء الوطني،وبالعلوم المفاهيم العسكرية الحديثة، وكذالك إيلا الاهتمام بالقوات المسلحة عموما ،واللجان الشعبية الذين يضحون بأنفسهم من اجل الدفاع عن الوطن ضد قوى العدوان ومرتزقته ،في جميع الجبهات القتالية ،ويكون الاهتمام من حيث التأهيل والتدريب ،وتحسين أوضاعهم المعيشية ،وتقديم الرعاية الصحية لهم ولأسرهم،وأن يكون لهم الأولوية في صرف المرتبات في ظل إمكانيات الدولة المتاحة ،وإيجاد آلية مناسبة لصرف البطاقة التموينية لأفراد وضباط القوات المسلحة أسوة بجميع موظفي الدولة الذين صرفت لهم هذه البطاقة والتي كانت إحدى الحلول لمشكلة المرتبات ،التي عجزت الدولة عن دفعها بسبب الحرب والحصار الذي يفرضه علينا تحالف القتل العربي . وكذلك منح أفراد الجيش حقوقهم كاملة من حيث الترقيات المستحقة والقانونية ،وهذا هو أقل ما يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال نظير تضحياتهم وصمودهم واستبسالهم في معركة الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والعزة والكرامة وان يتم دمج أفراد اللجان الشعبية في وزارة الدفاع،بما يتوافق مع شروط الانضمام للقوات المسلحة.
وهذه هي أولى الأولويات للمجلس السياسي،وحكومة الإنقاذ الوطني التي بموجبها منحت ثقة مجلس النواب .
فعلينا الاهتمام والمحافظة على المؤسسة الدفاعية والتي هي مؤسسة كل الشعب ليست تابعة لحزب أو قبيلة أو طائفة أو مذهب أو جماعة ،فهي ملك للشعب كامل ،فمن خان المؤسسة الدفاعية القوات المسلحة، وأهملها وهمشها سيأتي اليوم الذي لايجد فيه من يدافع عنه ويحافظ عليه وعلى الوطن ،ويحفظ كرامة وعزة الشعب.
وعاش اليمن حرا أبيا ،والخزي والعار للخونة والعملاء.

 

قد يعجبك ايضا