الامتحانات.. أجواء تعكس صـــــــمود طـلاب اليمـن فـي وجــه العـدوان

 

*رغم النزوح الكبير والظروف المعيشية الصعبة إلا أن الغياب هذا العـــــــــــام أقل من العام الماضي
الثورة / احمد حسن احمد
في أجواء اعتيادية تتحدى أزيز طائرات العدوان يواصل طلاب اليمن خوض اختبارات نيل الشهادتين الأساسية والثانوية لهذا العام وسط نجاح كبير وانضباط اكبر غير مبالين بالعدوان وأدواته بل أعينهم تحلق في سماء مستقبل اليمن فهم الأيادي التي تخطط وتبني يمن النصر على جماجم الأعداء والحاقدين والمتربصين بأرض الإيمان والحكمة..
” الثورة” التقت عدداً من التربويين والطلاب للوقوف على ابرز الايجابيات التي رافقت اختبارات هذا العام وكذلك جوانب القصور والمعوقات التي يمكن تلافيها في بقية الاختبارات..
بداية تحدث الأستاذ عصام العبسي – المسؤول عن مطابقة أرقام الجلوس قائلا : ” الحمد لله الذي وفقنا لإقامة الامتحانات الوزارية للشهادتين الأساسية والثانوية في ظل ظروف عصيبة تمر بها البلاد وعدوان غاشم تجاوز العامين بكل وحشية وحقد لقتل وتشريد اليمنيين وتدمير كل مقدراتهم ومحاولة قتل كل مظاهر الحياة الطبيعية ومنها سير امتحانات نهاية العام الدراسي لنيل الشهادتين الأساسية والثانوية، وفي الحقيقة امتحانات هذا العام تسير بشكل طبيعي وتلاقي نجاحاً كبيراً في رسالة تحد وصمود للطلاب اليمنيين في وجه آلة القتل والدمار السعودية بل أننا هذا العام وحتى الآن حققنا اقل نسبة انتحال شخصية عن الأعوام السابقة فقد بلغ عدد الطلاب الذين دخلوا قاعات الامتحان بأسماء مزورة وتم فضحهم 48 طالباً وتم كشفهم ومعاقبتهم في جميع المناطق التي يسيطر عليها جيشنا الباسل ولجاننا الشعبية وبنسبة لا تتجاوز 2% لعدد الطلاب الذين يخوضون الامتحانات هذا العام مما يدل على سير العملية الامتحانية في نجاح كبير وانضباط ورقابة تستحق الشكر والتقدير وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على صلابة وصمود اليمنيين الأحرار بكل شرائحهم فيكفينا فخرا أننا في حصار خانق ونواجه اعتي دول العالم عسكريا ومع ذلك نحن صامدون نمارس حياتنا الطبيعية بكل سلاسة ونجاح الاختبارات الوزارية ما هو إلا نموذج من انتصار اليمن السعيد وشعبه على عدو الإنسانية وفي كل الأصعدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتعليميا وقبل ذلك كله أخلاقيا وهذا المهم ”
سلبيات رافقت الامتحانات
أما على مستوى ابرز العوائق التي تواجهها الوزارة لهذا العام أضاف الأستاذ العبسي : ” ابرز العوائق لهذا العام هي ليست حديثة اللحظة أو دخيلة مقارنة بالأعوام السابقة بل هي ظواهر تتكرر كل عام ونحاول هذا العام الحد منها أو التقليل منها على الأقل وعلى رأسها ظاهرة الغش التي تلازمت مع امتحانات الطلاب لأعوام عديدة فلا نستطيع أبدا نفي وقائع الغش التي تحدث في المراكز الامتحانية وخصوصا في المناطق الريفية لكننا نحاول جاهدين محاربة هذه الظاهرة والتخفيف منها عبر وسائلنا الممكنة أبرزها الزيارات الوزارية والتشديد في إجراءات الرقابة وعقاب المتساهلين والرسائل التوعوية للطلاب عن خطورة الغش على مستقبل الطلاب والبلاد بشكل عام وعندما نتكلم عن اثبات وقائع ومحاضر الغش فهذا طبيعي جدا ولكنه لا يعني تفشي ظاهرة في كل المناطق كما روج لذلك إعلام العدوان وقيامه ببث مقاطع فيديو هزلية يستطيع العاقل تمييز فبركتها وخلاصة القول إن هناك وقائع غش ويتم التعامل معها كما ينبغي وليس لدي أرقام محددة ولكن الأرقام سيتم إعلانها بكل شفافية من قبل وزارة التربية والتعليم بعد انتهاء آخر اختبار وزاري مباشرة “.
مظاهر مسلحة
أما الأستاذ رفيق الكحلاني – مدير مركز 14 أكتوبر منطقة بني الحارث فقد قال :” مما لا شك فيه ان الامتحانات الوزارية لهذا العام شهدت إقبالاً كبيراً ونجاحاً منقطع النظير وتميزت بإيجابيات مهمة أبرزها أن نجاح الامتحانات رسالة قوية أننا في اليمن نعيش حياة طبيعية رغم استمرار العدوان الأسود وأننا نمارس عمليتنا التعليمية على أكمل وجه غير مبالين بحقد العدوان الذي تعمد استهداف المدارس والمنشآت التعليمية ومن هذه الايجابيات أيضا التنظيم الرائع والانضباط الكبير الذي أبداه الطلاب على مستوى الحضور مبكرا والالتزام بالزي المدرسي واحترام المراقبين وغيرها من الأمور التي تبشر بخير كبير وعلى ذكر الايجابيات لابد من ذكر ابرز السلبيات من وجهة نظري وهي تواجد بعض المدججين بالسلاح على أبواب المدارس وأحيانا داخل قاعات الاختبار ففي هذا المركز وفي أول يوم امتحاني حاول أكثر من ستة طلاب دخول قاعة الامتحان بأسلحتهم الشخصية الكلاشنكوف ولم يمنعهم من ذلك سوى مشرف أنصار الله في المنطقة لتبقى الأسلحة مع أصدقائهم في بوابة المدرسة في منظر غير حضاري استمر حتى اليوم وهذه الواقعة تلاها اقتحام مسلحين لمدرسة السلطان المجاورة لتغشيش احد أبناء المشايخ وهذه الظاهرة انتشرت في الفترة الأخيرة دون رقيب، نتمنى الانتباه لها والحد من وقوعها لنجاح عملية سير الاختبارات الوزارية “..
ايجابيات بلسان الطلاب
وعلى مستوى الطلاب وانطباعاتهم عن الامتحانات الوزارية لهذا العام فقد لمسنا ارتياحاً كبيراً لبعض الايجابيات والتي ذكرها بعض الطلاب أولهم الطالب وديع المريسي – تاسع، المركز الامتحاني – مدرسة الكبسي والذي قال :
” أعجبني أنا وزملائي في امتحانات هذا العام هو أن من وضعوا الامتحانات الوزارية راعوا صعوبة المنهج والتقصير الذي حدث في بعض المدارس كون الطلاب تأثروا بغياب المدرسين بسبب الإضرابات وعدم إكمال المنهج وكانت التغطية بمدرسين على غير الكفاءة لذلك كانت امتحانات هذا العام حتى الآن مناسبة ومتوسطة غير صعبة ولا سهلة بل توافقت مع كثير من الطلاب وهذا شيء رائع ولو لم تتم مراعاته سيكون هناك ظلم كبير ونسبة رسوب كبيرة ”
أما الطالب وليد المحبشي ثالث ثانوي، مدرسة عمر بن عبدالعزيز فقد أشاد بما اسماه تواجد أهل التخصص، ففي كل مادة يختبرونها يحضر مدرسون متخصصون في المادة بالإضافة إلى موجه من الوزارة ويقومون بالمرور على الفصول لمساعدة الطلاب في فهم بعض الأسئلة مما سهل على الطلاب كثيراً من المعاناة النفسية أثناء الامتحانات…
وبدورها أكدت الطالبة / سلا المحضار ثالث ثانوي، مدرسة أسماء ان ابرز ايجابيات اختبارات هذا العام هو الهدوء داخل قاعات الامتحانات مما يجعل الطلاب أكثر تركيزا على المستوى الذهني وذلك بفضل التشديد في الرقابة لمنع الغش والفوضى داخل قاعات الامتحانات الوزارية لهذا العام .
تلاشي الغياب
الأستاذة خديجة الورد – مديرة مدرسة الوحدة للبنات هي الأخرى تحدثت عن ابرز الايجابيات والسلبيات التي رافقت عملية الامتحانات لهذا العام حيث قالت : “تتواصل الامتحانات الوزارية لهذا العام للمرحلتين الأساسية والثانوية بنسبة كبيرة من النجاح وذلك بفضل المسؤولية الكبيرة التي تحملها القائمون على الامتحانات والاخلاص في الأمانة الملقاة على عاتقهم وهم أهل لها وأتمنى مواصلة هذا الجهد الوطني والتعليمي وأداءهم لرسالتهم التعليمية على في أبهى صورة ولقد تفاجأت هذا العام باعتباري مديرة مركز امتحاني بعدد الغياب للطلاب المشاركين في الامتحانات في هذا المركز فمنذ اليوم الأول للامتحانات حرصت على متابعة إجمالي الغياب وتوقعت ان يكون العدد مرتفعاً لهذا العام بسبب العدوان والحرب والأوضاع الاقتصادية المتردية التي دفعت بعض الأسر للنزوح والعودة إلى قراهم في الريف لكني تفاجأت بأن عدد الغياب لهذا العام هو طالبان فقط من أصل 346 طالباً يجمعهم هذا المركز الامتحاني وعندما استقصيت أسباب غياب هذين الطالبين وجدت أن الأول في المستشفى بسبب تعرضه لحادث مروري قبل موعد أول اختبار بيومين والطالب الثاني أسباب غيابه مجهولة ولعل هذه النقطة ابرز الايجابيات التي رافقت اختبارات هذا العام ومع وجود ايجابيات أخرى وهذا يدل على ان شعب اليمن قوي في وجه أعدائه ومن حاكوا ضده المؤامرات وفي المقابل لا ننكر أن هناك سلبيات تحدث منها قضية الغش وإصرار بعض الطلاب على ممارسته بكل الوسائل الممكنة فتارة عن طريق محاولة إدخال الجوال إلى قاعة الامتحان أو الدفع بأصدقائه للتعلق بأسوار المدرسة وتغشيشه عبر النافذة أو محاولة الغش من زميله وإثارة الفوضى وهناك وقائع غش تحدث بقوة السلاح ولكنها نادرة وعلى ذكر السلاح فهناك ظاهرة سلبية تحدث عند بعض المراكز الامتحانية وهي تواجد أشخاص يحملون السلاح على أكتافهم بدلا من القلم وعادة ما يكونوا مرافقين لبعض الطلاب أو متجملين وأحيانا يكونوا طلاباً يحاولون الدخول بأسلحتهم “.

قد يعجبك ايضا