شبوة .. موطن الحضارة والتاريخ العريق

الثورة / عبدالباسط النزعة

محافظة شبوة بما تحويه من مناطق ومعالم تاريخية تعتبر من المحافظات اليمنية ذات التاريخ العريق . واشتهرت هذه المحافظة بنمطها المعماري الطيني وتعدد منتجها السياحي من مدن تاريخية وواحات سياحية ومنتجعات طبيعية ومعالم أثرية عديدة ورغم هذه المميزات إلا أن تراث هذه المحافظة ظل طي النسيان.
ويوجد في محافظة شبوة الكثير من المواقع والمعالم الحضارية والتاريخية ولعل أبرز وأهم تلك المواقع مدينة حبان التاريخية تلك المدينة العريقة التي يعود تاريخ إنشائها بحسب المصادر التاريخية إلى فترة ما قبل الميلاد، حيث أشارت بعض تلك المصادر إلى أنها تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد, كذلك مدينة الحوطة هذه المدينة التي تعود تاريخها إلى القرن التاسع الهجري وكانت مركزا تجاريا يقصده الكثير من الناس من مختلف المناطق اليمنية ومعالم أخرى منها مساجد قديمة وقصور وقلاع أبرزها قصر ذيبان التاريخي الذي يعد أبرز معلم تاريخي في مدينة شبوة ويعد من أفضل نماذج المعمار الطيني الفريد في شبوة, فضلا عن قلعة حبان التاريخية وقصر الهبيلي وغيرهما الكثير.
صناعات حرفية
ويضيف مدير فرع هيئة الحفاظ على المدن التاريخية بشبوة محمد السدلة إن شبوة لديها الكثير من الحرف والصناعات الحرفية اندثر منها الكثير لكن لازالت أخرى تقاوم السنين وحاضرة لكن لا يعلم إلى متى؟
مشيرا إلى أن الحوطة تعد أيضا من أبرز المناطق التي اشتهرت بالصناعات والحرف اليدوية وكانت سوقا تجاريا يأتي إليه الناس من مارب ونجران وأبين والضالع ومن مختلف المناطق اليمنية.
ولفت إلى أن الكثير من المناطق والمعالم التاريخية بشبوة تمتاز بنمط معماري فريد يختلف من منطقة إلى أخرى فإن مواقع ومعالم محافظة شبوة التاريخية تمتاز كذلك بنمط معماري متنوع بعضها قائم على المعمار الحجري وأخرى على المعمار الطيني وثالث تشترك في معمارها بين الطين والحجر, وبحسب المصادر التاريخية فإن المعمار الحجري ينقسم إلى قسمين السوطي وينسب إلى مناطق السوط والواقعة في الهضاب الشرقية من المحافظة مثل سيطان وسوط نعمان وصعيد جردان, والقسم الثاني البناء الحجري الكوري وهو منتشر في جبال الكور إلا أن الغالب والأوسع انتشاراً في الكثير من مناطق محافظة شبوة هو البناء الطيني الخالص والذي كان الأوسع انتشاراٍ والأكثر استخداما إلى ما قبل عشرين عاما قبل أن يطغى عليه البناء الاسمنتي الخرساني الحديث وزاحمه المكان والانتشار حتى فاق عليه وبات الأخير الأوسع انتشارا على الإطلاق, ومن أبرز ما يميز المعمار الطيني الشبواني الكثير من الأسماء منها (النوب) وهي أماكن مراقبة عسكرية وأيضا (المرادي) وهي عبارة عن شرفة في أعلى طابق من المنزل تستخدم لرمي الأحجار على أي معتد أو إنسان غير مرغوب فيه كذلك (العكر) وهي فتحات صغيرة تستخدم للرماية (البواشير) وهي ما يوضع في اسطح المنازل وتوضع لتدل على المنعة والإباء لأصحاب المنازل.
قصر ذيبان التاريخي
ويمثل قصر ذيبان المعلم التاريخي الأشهر بالمحافظة إلا أن وضعه الإنشائي متدهور للغاية والتشققات فيه تتزايد باستمرار وكان الصندوق الاجتماعي للتنمية قد أبدى استعداده لترميمه ولكن لم ينفذ شيئاً على أرض الواقع رغم نزول فريق هندسي متخصص من الصندوق إلى القصر, كذلك لا يزال القصر تسكنه إحدى العائلات وهذه المسألة بحاجة إلى حل وكذلك الترميم بحاجة إلى سرعة لأن القصر يتدهور مع مرور الوقت.
ويؤكد المعنيون أن حبان كمدينة تاريخية تمتلك كل المؤهلات التي تؤهلها لتكون موقعا تراثيا عالميا ، حيث دعا السدلة إلى إدخال مدينة حبان ضمن قائمة التراث العالمي على الأقل في القائمة المؤقتة كونها تستحق أن تكون على رأس القائمة العالمية فهي مدينة تمتلك كل مقومات الحضارة وهي من أقدم المدن التاريخية اليمنية على الإطلاق.

قد يعجبك ايضا