السياحة اليمنية .. تنوع فريد واختلاف في البيئة والمنتج يلبي تباينات السياح

كيف يمكن إبرازها عالميا بعد العدوان؟

كثيرة هي الاسماء التي اطلقت قديما على اليمن منها بلاد السعيدة .. العربية السعيدة .. أرض الجنتين .. أرض الحضارة والتاريخ.. اليمن السعيد .. كل هذه الأسماء والصفات لبلادنا اليمن وسائل تعريفية كانت تطلق على اليمن . كل شبر فيها يدلك على أثر وتراث من مارب الأمجاد وحضارة الملكة بلقيس .. وآيات الشورى والحكم والعرش والسد..
إلى صنعاء التاريخ وقصر غمدان المهيب إلى حضرموت حيث جنة الزمرد والياقوت لثمود التي لم يخلق مثلها في البلاد مرورا بشبوة قتبان ملتقى قوافل البخور واللبان الى صعدة القلاع والحصون والجوف براقش العظيمة الى ذمار حيث أسعد الكامل وإب مخلاف حمير ودولة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي ويافع حمير ولحج الخضيرة .. وعدن الثغر الباسم.. كل اليمن تتوفر فيها مقومات السياحة بكل أنواعها المختلفة فهي حقا بلاد الفصول الأربعة .. كانت مهيأت لتكون أهم مقصد للسياحة لو كانت هناك إرادة قبل أن يتجنى عليها بعض أبنائها بخطايا الاختطافات..ومن ثم الأحداث الإرهابية .. ومن ثم الوضع الأمني لتختتم مآسي السياحة بالعدوان الغاشم الذي طال كل جميل في هذا الوطن ودمر الكثير من المعالم والمقومات السياحية .
فوائد جمة
ويقول المعنيون بالسياحة إن القطاع السياحي في كل الدول ذات المنتج السياحي يعد من أهم الصناعات وأكثرها نمواٍ وتحتل قيمة الصادرات السياحية أرقاما كبيرة في الناتج القومي لأن السياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات ومصدراً للعملات الصعبة وفرصة لتشغيل الأيدي العاملة وهدفاً لتحقيق برامج التنمية المحلية وأضحت السياحة اليوم صناعة متجددة وفي بلادنا التي تتميز بتعدد المنتج السياحي تحتل صناعة السياحة اهتماما لا بأس به من قبل الدولة رغم الظروف والأحداث والمشاكل التي مرت بها اليمن، موضحين أن مواجهة التحديات والعوائق التي تقف اليوم حجر عثرة أمام السياحة اليمنية تتطلب المزيد من الإصرار والعمل الجاد سواء عن طريق تنفيذ مصفوفة الاستراتيجيات والخطط والسياسيات التي أعدتها وزارة السياحة أو بالحضور اليمني في المعارض وأسواق السياحة الدولية وتكثيف العمل في الجوانب الترويجية والتشغيلية والتوعوية الإعلامية وتحسين صورة اليمن في الخارج لتصبح بلادنا مقصداً سياحياً هاماً على خارطة السياحة الدولية ولنجعل من السياحة اليمنية تعبيرا حقيقيا عن أصالة وتاريخ اليمن العريق كون السياحة اليوم أصبحت بمثابة رسالة حضارية وجسراً للتواصل بين الثقافات وحضارات الأمم ومصدراً مهما من مصادر الدخل والتنمية ؛ لافتين إلى ان كل تلك المهام قد يكون من الصعوبة بمكان القيام بها في ظل هذا العدوان والحصار الغاشم ولكنها أعمال ومهام لا بد ان تكثف بشكل مضاعف بعد العدوان .
وأشاروا إلى أن اليمن تعد محمية طبيعية وأثرية وتاريخية وحضارية وهذه أهم عناصر جذب السياح والزائرين لليمن .
تنامٍ متسارع للسياحة
الأخ ياسر الهياجي الباحث المتخصص بالجانب السياحي في لقاء مع “الثورة” يقول: أدركت العديد من البلدان أهمية الصناعة السياحية في ظل التطور الكبير والمتسارع الذي يشهده قطاع السياحة في العالم والدور الكبير الذي تلعبه هذه الصناعة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لذا عملت البلدان جاهدة على تطوير هذه الصناعة باعتمادها كمحرك رئيسي من محركات الاقتصاد الوطني واعتبارها قاطرة للتنمية من خلال تأكيد الثقة بمناخ الاستثمار السياحي وتطوير التشريعات الموجودة وإيجاد حزمة جديدة من التشريعات المناسبة التي تؤمن وجود مناخ استثماري مثالي ومحفز لجذب الاستثمارات وتحويل فرص الاستثمار المتاحة في البلد إلى استثمارات حقيقية مستفيدة من ذلك كله من الإمكانيات المتاحة التي تمتلكها تلك البلدان.
إن اليمن بما تمتلكه من المقومات الأساسية المختلفة للسياحة والتي تجعلها بلداً مهماً للجذب السياحي والاستثماري بفضل موقعها المتميز وكونها مهد الحضارات الإنسانية التي تركت كما هائلاً من الآثار والأوابد والتي لامست مختلف المراحل البشرية وأعطت العالم أبجديات اليمن الأولى كما حافظت على أقدم المدن المأهولة حتى اليوم في التاريخ مثل مدينة صنعاء القديمة وشبام حضرموت …. بالإضافة الى الأمن والاستقرار وطيبة شعبنا والمناخ الرائع الذي أكسبها طبيعة ساحرة وتنوعاً جغرافيا رائعاً يؤهل اليمن لتكون مقصداً سياحياً متميزاً على مستوى العالم .
ومن هذا المنطلق يؤكد الهياجي أنه لابد من تسليط المزيد من الضوء على أهمية السياحة وسبل تطوير المنتج السياحي في اليمن حيث تلعب السياحة دوراً مهماً في رفد الاقتصاد الوطني حيث تعتبرها الدول قطاعاً إنتاجيا اقتصادياً رافداً لموازنة الدولة مثل النفط والزراعة والصناعة والتجارة.
وتأتي الأهمية الاقتصادية للسياحة من التوسع الكبير في قاعدة الاستثمارات وهذا من شأنه توفير المزيد من فرص العمل إضافة لذلك فإن الترويج مهم لزيادة عدد السياح لليمن حيث إن كل سائح يسهم بتحريك أكثر من 20 مهنة عند دخوله إلى البلد بدءاً من المطار وانتهاء بالمهنة المكملة للعمل السياحي.
كما أن السياحة إضافة لدورها المهم في عملية التنمية وتوفير الموارد ذات الديمومة تعد جسراً للتواصل مع الشعوب والنافذة الأوسع لحوار الحضارات وإبراز الصورة الحضارية والتاريخية لليمن .
ولتطوير صناعة السياحة في البلد يقول الهياجي: لابد من الحفاظ على النظافة والحد من التلوث الذي يؤثر سلباً على الحركة السياحية , وتحسين جودة المنتج السياحي والخدمات المقدمة في المنشآت السياحية والخدمية والعمل على تطوير البنى التحتية لغالبية المواقع السياحية كالاتصالات والكهرباء والمياه والخدمات الصحية وغيرها. بالإضافة الى إعداد الكوادر المدربة والمؤهلة جيدا للعمل في مجال تطوير المنتج السياحي .
ومن هذا المنطلق وبما أننا نناقش وضع السياحة وما يجب فعله بعد العدوان يمكننا القول إن المستقبل للسياحة كونها الحل الأمثل للقضاء على الكثير من المشاكل التنموية وستكون مورداً اقتصادياً هاماً للبلد وجسراً للتواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى ومحركاٍ للتنمية المحلية … لذلك يجب العمل على نشر الثقافة السياحية في المجتمع اليمني , والاهتمام أكثر بالمواقع التاريخية والأثرية , وتأمين كافة الخدمات لها , وتطوير التشريعات السياحية والعمل على تشجيع الاستثمارات السياحية في البلد , وإيلاء عملية الترويج السياحي اهتماما خاصا لتعويض غياب اليمن عن المعارض والفعاليات السياحية العالمية خلال فترة العدوان بغية استقطاب ما تستحقه اليمن من حركة السياحة العالمية الأخرى المعروفة وإرجاع اسم اليمن بقوة الى الخارطة السياحية العالمية .

قد يعجبك ايضا