الزيارات الرسمية والشعبية للجبهات.. من علامات النصر

كيف يقرأ دلالاتها السياسيون والمهتمون؟

د. مناع:
تكرس الهزيمة النفسية والمعنوية لدى قوى العدوان التي لم تتوقع مثل هذه الخطوات التي تعكس وحدة اليمنيين
د. الغيش:
الزيارات تأكيد على استمرار التعبئة العامة ووحدة الجبهة الداخلية
الناشط الخطيب:
الزيارات تعزز مكانة المقاتل اليمني الذي يواجه العدوان والمؤامرة في نفوس القيادة والشعب
عاطف:
الزيارات تعكس تفوق الاستخبارات اليمنية على استخبارات دول العدوان
استطلاع / احمد حسن احمد
تتواصل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى إلى جبهات العزة والكرامة التي يخوض فيها جيشنا وأبطال اللجان الشعبية ملاحم أسطورية لصد العدوان السعودي الأمريكي الغاشم المختلفة سواء التي يقوم بها رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد أو أعضاء المجلس السياسي ووزراء الحكومة والقيادات العسكرية والشخصيات الاجتماعية والقبلية المختلفة، وقد حملت هذه الزيارات رسائل عدة على مستوى الداخل والخارج وكان لها أثرها الكبير في رفع معنويات المقاتلين في الميدان الذين واصلوا تحقيق الانتصارات ودك العدو حتى في العمق السعودي ولعل آخر تلك الانتصارات هو تدشين مرحلة ما بعد الرياض باستهداف المدينة الصناعية السعودية ينبع كما كان لهذه الزيارات الأثر السلبي على العدوان وأدواته في الداخل.
“ الثورة” التقت عدداً من الأكاديميين والناشطين والإعلاميين وسألتهم عن دلالات تلك الزيارات وما تحمله من رسائل قوية للعدو..نتابع ما قالوه:
الدكتور / أمين الغيش – أستاذ النظم السياسية المساعد بجامعة صنعاء – كلية الشريعة والقانون تحدث عن أهمية الزيارات الحكومية للجبهات وأثرها في نفوس المقاتلين والرسائل التــي توصلهـــا تلك الزيــــارات حيث قال : زيارة الجبهات من قبل رئيس المجلس السياسي والقيادات السياسية والعسكرية والعلماء والأكاديميين ومشائخ القبائل تحتل أهمية خاصة في كونها تشمل أهدافاً كثيرة وفي مقدمتها أن اليمنيين على لسان الرئيس صالح الصماد يرسلون رسائل تحد وثبات وأنهم لن يرضوا بغير النصر المؤزر، ذلك وعد الله الذي لا يخلف وعده،
وأضاف: ان هذه الزيارات تأتي في إطار التعرف على أولئك الرجال الأبطال المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية والتعبير لهم عن بالغ الإعجاب من قبل الشعب على أدائهم البطولي الذي علم العالم أصول القتال وفنونه. مضيفاً: كما تأتي أهمية هذه الزيارات التي شملت جميع جبهات المواجهة مع دول تحالف العدوان وعملائهم ومرتزقتهم للتأكيد على أن اليمنيين جميعهم جيشا ولجانا وأمنا وقبائل متماسكون وعلى قلب رجل واحد وان الجبهة عبارة عن مساحة ممتدة من صنعاء إلى جميع الجبهات.
وتابع : في تصوري إن هذه الزيارات تكتسب أهمية بالغة لإبقاء جذوة التصدي للعدوان مشتعلة واستمرار التعبئة العامة ووحدة الجبهة الداخلية والوقوف صفا واحدا ولهدف واحد مع قيادتها السياسية والعسكرية ومجاهديها من جيش ولجان شعبية وأجهزة أمنية وقوة صاروخية ودفاع ساحلي لدعم المجهود الحربي حتى النصر وتجريد أمريكا من هيمنتها على المنطقة.
تلاحم القيادة السياسية والعسكرية
أما أستاذ الإعلام محمد مناع – بجامعتي دار السلام والمستقبل فيقول : تأتي زيارة رئيس وأعضاء المجلس السياسي والوزراء وقيادة الجيش لجبهات القتال تعبيرا عن التحدي والشموخ والإصرار على مواجهة العدوان وإفشال مخططاته وتدل على تلاحم القيادة السياسية مع القيادة العسكرية في خندق المواجهة ومساندة للمقاتلين الأبطال من أبناء القوات المسلحة واللجان الشعبية والقيادات الميدانية في صمودهم الأسطوري في جبهات العزة والكرامة ورفعا لمعنوياتهم.
ويرى أنها في الجانب الآخر لها أثرها القوي في إلحاق الهزيمة النفسية والمعنوية بقوى العدوان التي لم تتوقع مثل هذه الخطوة الجريئة والبطولية والتي رسخت القناعة في نفوس العدو أن إرادة أبناء الشعب اليمني الذي لا يقهر هي أقوى من طائراته وأسلحته الفتاكة.
تقديرا للمقاتلين
بدوره قال نبيل الخطيب – ناشط في العمل الإنساني بمحافظة الحديدة: تأتي الزيارات الميدانية للقيادة السياسية والعسكرية الرفيعة في الدولة ، تقديراً وتعزيزاً للمقاتلين في جبهات القتال ، وأنهم محل احترام وتقدير واهتمام قيادات الدولة السياسية والعسكرية ، نظراً للدور البطولي وللتضحيات التي يقدمونها من أجل كرامة وعزة اليمن ، وهي كذلك رسالة لدول تحالف العدوان ، إننا صامدون وبعد مرور ما يقارب العامين والنصف، ولم يكسر العدوان الغاشم إرادتنا وصمودنا وأننا قادرون على الصمود طويلاً وبمعنويات عالية وصلبة ، وتعكس الثقة الكبيرة بالمقاتلين الذي سيتحقق على أيديهم النصر الكبير لليمن على أعدائه. وتتضمن رسالة أيضاً للعدوان أننا رغم عدوانكم نزور مقاتلينا ونلتقيهم ونستمع منهم في جبهات الحدود والجبهات الداخلية ، في الوقت الذي لا يستطيع أي من قياداتكم التحرك وزيارة جبهات القتال لأنهم أجبن من القيام بذلك ، ولأن من يقاتلون بصفوفهم إنما هم مجرد مرتزقة ومأجورين أتوا بهم بالمال ولا يهمهم مصيرهم.
اطلاع ورفع للمعنويات
أما عن ردود أفعال الإعلاميين إزاء هذه الزيارات فقد قال الإعلامي المرابط في الجبهة خالد مسعد – مراسل قناة الساحات وعضو الإعلام الحربي في حرض وميدي: تعد زيارة رئيس المجلس السياسي والحكومة للمجاهدين في ميادين العزة والكرامة.، ذات قيمة معنوية كبيرة لأبطال الجيش واللجان الشعبية، وهذا ما لمسته شخصيا منهم.
فخلال الشهر الماضي كانت هناك زيارات متتالية لجبهتي حرض وميدي (حيث نتواجد)، في هذه الزيارة واطلعت قيادتنا السياسية على سير المعارك البرية في ميدي والتي لم يعلم خفاياها وأسرارها إلا من يصل إلى هذه الجبهات فالروح الجهادية للمقاتل اليمني
ترتفع أثناء زيارة رجال الدولة وإنصاتهم له وهو يروي لهم تفاصيل الملاحم البطولية التي يسطرونها…عايشت هذه الأجواء بحكم عملي كعضو في الإعلام الحربي وبحكم قربي مع المجاهدين.
وأضاف: المجاهدون في جبهات القتال يشعرون بالسعادة تجاه أي زائر إليهم سواء مسئول أو مواطن…فهذه الزيارات ترفع من معنوياتهم على اعتبار أنهم يعرفون جيدا أن هناك من يثمن تضحياتهم ويقدر جهودهم العظيمة في سبيل الدفاع عن تراب الوطن.
عدالة القضية وحجم المظلومية
ومن جبهة حجة إلى جبهة صعدة حيث قال الإعلامي عيسى عاطف : إن المتابع للزيارة الميدانية التي يقوم بها رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس السياسي ووزراء حكومة الإنقاذ والقيادات العسكرية من الجيش واللجان الشعبية والقيادات الأمنية للجبهات لدلالة على عدالة القضية وحجم المظلومية التي يتعرض لها أبناء اليمن بشكل عام على مدى عامين ونصف الثالث من قبل عدوان سعودي أمريكي وبغطاء عالمي وأممي مفضوح مسنود بخونة من الداخل كانوا في الصفوف الأولى في قيادة البلاد ولكن العمالة والارتزاق وحب المال وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية باعوا أنفسهم قبل أن يبيعوا أجزاء من وطنهم ويدمروا الجزء الآخر بطائرات العدوان الجوية وبوارجهم البحرية ومدافعه وراجمات صواريخهم البرية حتى قضوا على كل شيء.
وذهب إلى القول: كل ذلك كان دافعا قويا لوحدة الصف وتماسك الجبهات المختلفة الداخلية والخارجية وأوجد إيمانا مطلقا لدى قمة الهرم في السلطة بضرورة التحرك الجاد للدفاع والذود عن حياض الوطن ووجدت قناعة بأن من يقفون على مشارف الجبهات الحدودية والداخلية لا يوجد أحد أعظم وأفضل منهم كيف لا وهم من يقدمون أرواحهم ودماءهم فداء للدين والأرض والعرض وذادوا عن الوطن ولم يستطع العدو وعلى مدى ما يقارب ثمانمائة وخمسين يوماً أن يخطو خطوة تقدم رغم ما يملكون من السلاح المتطور والحديث والإمبراطورية المالية والهالة الإعلامية المرافقة لعدوانه وزحوفاتهم التي تبوء بالفشل.
ومضى عاطف يقول :كل ذلك جعل قادة البلاد مدنيين وعسكريين لا يؤثرون الحياة والعيش الرغيد وحملوا على عاتقهم هم الأبطال المتواجدين والمرابطين في ميادين الكرامة والعزة والشرف وضرورة زياراتهم والاطلاع على أحوالهم عن قرب ويحظوا بشرف مشاهدتهم ليستلهموا منهم العقيدة الدينية السليمة التي لا تشوبها حب الدنيا وزخرفها ولكن تعلقه بحب الله ورسول وآل بيته والعمل بنهجهم القويم مقارعة الظالمين منذو بزوغ فجر الإسلام وكذا حب الوطن والتضحية من أجل أن يحيا أبناؤه بعزة وكرامة.
واستطرد بالقول :كلها مدلولات تعبر عن أصل أبناء اليمن الكرام من عشقوا العيش بعيدا عن الوصاية والاحتلال والانبطاح.
وليس كما يفعل المتسكعون في الفنادق من الخونة والعملاء والمرتزقة الذين يتاجرون بدماء الشباب من أبناء تعز وعدن وحضرموت والضالع ولحج وغيرها من المحافظات المحتلة ويقبضون ثمن الزج بهم إلى محارق الموت المحقق في مواجهة كانوا في غنى عنها لو توفر لديهم قليل من الوعي لأدركوا أن مظاهر البذخ التي يعيشونها قادة الفنادق ليزوجوا أبناءهم ويقيمون الحفلات المكلفة ليسعد أبناءهم ويموت المغرر بهم في مختلف جبهات المقاولة.
ويواصل حديثه :إن الزيارات الميدانية للقيادات السياسية والعسكرية كان لها أثر كبير تعدت الآثار المعنوية لتصبح آثاراً ملموسة وواقعية ولعل أبرزها حصاد المعارك ونتائج زحوفاتهم المتهورة التي تنكسر على صخور الثبات والصمود بفضل الله الذي يصدره الجيش واللجان الشعبية أبرزها جبهات الحدود وميدي ونهم وتكبدهم الخسائر في الأرواح آلاف القتلى التي تبتلعهم الرمال وتنهشها وحوش الوديان والجبال من الضباع والسباع والكلاب الضارية.
وأردف بالقول :يضاف إلى ذلك حالة التيه والشتات والفرقة الموجودة في صفوفهم وتخوين بعضهم البعض والتناحر فيما بينهم على المستوى الشخصي وما يحدث بين الفصائل المختلفة في تعز ومارب وعدن لخير شاهد وعلى المستوى الدولي تبقى دول أربع حاصرت وقاطعت قطر التي اعترفت بأنها أقحمت في حرب ظالمة ضد أبناء اليمن على لسان وزير خارجيتها.
لتدخل دول تحالف العدوان على اليمن في حالة من تباين المواقف في ما يسمونه بالأزمة الخليجية.
بل ان هناك آثاراً كارثية داخل النظام السعودي وانقلاب على أبناء المؤسس ونظام توارث الحكم في أسرة عبدالعزيز آل سعود لينفرد بها سلمان وذريته وتطال الإقامة الجبرية لبعض أولاد المؤسس وتصفية البعض الآخر.
وتابع :من ضمن الآثار التي جناها النظام السعودي الذي كان يحظى بمكانة دولية لم تعد هذه المكانة اليوم مثل الأمس.
واعتبر زيارة رئيس المجلس السياسي الأعلى والرئيس السابق إلى أحد المعسكرات في سنحان مؤخرا رسائل قوية لدول العدوان والتي أعقبها إطلاق القوة الصاروخية صاروخ بركان 2-H الباليستي الذي أصاب مصافي تكرير النفط السعودي في محافظة ينبع بدقة.
وأضاف: هذا سيعمل على تعديل المجريات السياسية قبل العسكرية وسيفرمل قوى العدوان خصوصا النظام السعودي الذي كل يوم وهو ينزلق أكثر إلى مستنقع الهاوية ما لم فإن مرحلة السقوط والهزيمة قد أزفت وفصول النهاية قريبة على أيدي رجال الله وقادتهم مدنيين وعسكريين من تكللت زياراتهم بالنجاح على مدى فترات العدوان منذ بدايته حتى زيارة سنحان الأخيرة وقبلهما جيزان وكمران والتي عكست تفوق الاستخبارات العسكرية اليمنية على الاستخبارات المعادية.
وهذا النجاح شهد به العدو قبل الصديق لتتحقق الأهداف والدلالات الإيجابية للجيش واللجان وتنهار معنويات قوى العدوان.
رسائل داخلية وخارجية
فيما تقول الإعلامية والناشطة حياة إبراهيم عن دلالات هذه الزيارات الميدانية للجبهات : تحمل هذه الزيارات رسائل ودلالات على مستوى الداخل والخارج.
داخليا..
ظهر مدى التوافق والانسجام وقوة ترابط هذا التحالف الوطني (المؤتمر انصارالله) المواجه للعدوان وهذا التلاحم والصمود في مواجهة العدوان رسالة تطمين للداخل لكل أولئك المزايدين والمرجفين الذين لا يحملون رؤى وطنية وأبعد رؤية لهم لا تتعدى حد أنوفهم رسالة مفادها أن الزعامات والقيادات الوطنية هامات شامخة ضد المشاريع الضيقة لكل عملاء الخارج وان التقارب اليوم بين جميع القوى الوطنية أكثر وأقوى من أي وقت مضى.
خارجيا
رسالة للشرعية الورقية الفندقية تحت خط النار وفوق الأرض المشتعلة ومن أقرب نقاط لأقوى المعارك التي تدور رحاها في اعنف الجبهات نحن هنا نقف بصلابة وبقوة وبأريحية وبكل اطمئنان وهدوء..
وتابعت إبراهيم :رسالة أخرى للعالم المتواطئ بعد تجاوز العامين من العدوان ودخول عامه الثالث تقول الرسالة شتان بين تحالف أساسه العداء والأطماع الاستعمارية والمصالح وبين تحالف قوى تشكل لحمة وطنية بمختلف الرؤى والتوجهات تحمل هدفاً واحداً..
دلالاتها صورتان متغايرتان وآثارها قوية مزيد من التوحد ولململة الصف الوطني مزيد من الصمود والتحدي حتى بلوغ النصر..
وختمت بالقول :خارجيا هناك ترنح واضح للعدوان صراع قطري سعودي..وصراع آخر مبطن إماراتي سعودي وفشل ذريع سياسيا لم يتحقق أي مكسب سياسي والقتل من الخاصرة بيد الجيش واللجان وقوة تلاحم في الميدان شعبيا وسياسيا وعسكريا رسائل مفادها نحن هنا..فأين أنتم؟.

قد يعجبك ايضا