ذي السفال مدينة السياحة

 

 

عبدالوهاب شمهان

كم تحدث الناس عن مدينة ذي السفال كمدينة خضراء تميزت عبر تاريخها الطويل بجمال جبالها ومدرجاتها وأراضيها الممتدة على طول وادي ضبأ وجمال مبانيها القديمة وسوقها الرائع والمنظم برغم بساطته حتى شبهت ( بسويسرا اليمن ) ولكن ماذا نقول اليوم في ظل تآكل النفوس والقلوب وذهاب روح المسؤولية وروح الإخاء وامتداد الأيدي السوداء التي لا تحمل ذرة من محبة لهذه الأرض لتقطع الأشجار وتمسح الأرض وتغتصب ما لا تملك وتدمر البيئة وللأسف الشديد أن يتم أمام أعين الجهات المختصة التي تتخذ من هذه القضايا مصدرا من مصادر التشغيل وأن كان هذا محسوبا لهم وعليهم بحسب اجتهادهم في أداء الواجب أو التقصير فيه في ظل الظروف الحالية التي فرضها العدوان الغاشم الذي حول بعض الأسماء أقوى صدى من كل جهة مسؤولة وصاروا ملاذا وملجئا مهما كانت الكلفة وصعوبة الوصول إليهم …إن القضايا هي من تكشف الأوراق وتبرز النفوس إلى العلن عندما يتحول المواطن إلى مصدر من مصادر الرزق لكل من يدعون الارتباط بالنظام والجهات او ممن يقومون بتنفيذ إجراءات وفق هواهم ..أن من يقوم بحماية الوطن فعليه أن يحميه من الغوغائية ومن تعدد جهات القضاء أن كان السعي نحو الانتصار فالامتثال للدولة هو شعاع الضوء الذي سوف ينير ويعمر .
أن هذه الصورة التي انقلها ليست من صنع الخيال أنها الواقع المعاش في مدينتي والتي لا تزيد الواقع إلا قتامة وكآبة واحباطا فيها وعليها فقس إلا من رحم ربي .
إن أمام الجهات المسؤولة مسؤولية عظيمة وكبيرة وهي أساس الطريق الحق نحو تحقيق الأمن والاستقرار الحقيقي الاستقرار الذي يحفظ الحقوق حقوق المواطنة المسؤولة عنها الوزارات المعنية وكوادرها الذين قد يبذلون جهدا كبيرا لكن ربما الحاجة والعوز او الطمع والبغي يدفعان إلى سلب أموال الناس بغير حق وتمكين كل ذي نفس ضعيفة من التمادي على القوانين والأحكام وإضعاف هيبة الدولة في بعض الأحيان فهل من منقذ يمنح كل مواطن القدرة على أن يجد روح العدل بعيدا عن المكايدة او جرهم إلى قضايا لا أساس لها اللهم استنزاف ما تبقى لهم من حقوق يحلمون أن تكون محفوظة كما كانت .
ولاشك في وجود مسؤولين وشرفاء تدفعهم الغيرة والأمانة لحماية كيان الدولة المتمثل في أجهزتها المنتشرة بالمديريات للوقوف ضد العدوان و لإثبات بعض من الوجود الحكومي لكن عقبات جما تقف عائقا أمام استعادة الوضع الطبيعي لاستمرار الحياة بأمن وأمان واطمئنان ولابد من مواجهة صادقة وأمينة بعيدا عن العنترة والمكسب الحرام .
“ذي السفال” حزينة مجروحة مكلومة وتحتاج إلى التفاتة كريمة إلى وضعها من كل الجوانب الحياتية فلا يكفي أن تكون الخضرة من حولك والسلبيات تعم الأجواء كسحاب يحمل أثقالاً أتمنى على محافظ إب والجهات المسؤولة الذين نثق بقدراتهم وبإمكانياتهم في وضع الحلول بالقدر الذي يحيي المشاعر الصادقة الانتماء لهذا الوطن في أي مواطن كان ليشعر الجميع أن هناك من يدرك وجودهم ويحس بآلامهم ووجعهم وأن هناك دولة تتلمس احتياجاتهم وتحرص على صحتهم وان لا صحة لمن يرددون عبارة : لا وجود للدولة اعمل ما تشاء واغتصب ما تشاء وفلوسك تحميك وتشتري من تشاء أنها ثقافة الغوغاء .
هذه المدينة التاريخية والتي تحظى بعناية بعض المنظمات وربما الصندوق الاجتماعي أن لم تكن هناك عناية من الداخل الحكومي ومن عمق المواطنة فكل ما يبنى وما يقدم سيذهب هدرا . وكما أن الواجب يفرض علينا مخاطبة أحبائنا وتبصيرهم يلزمنا أن نتساءل ما الذي يعيق مجلس الترويج السياحي في وزارة السياحة من وضع بعض من اللمسات السياحية في هذه المدينة والذي سيكون له أثره في تطوير الخدمات السياحية المفقودة وتطوير الخدمات العامة .
السياحة ليست مناظر طبيعية وإنما وجود دولة ونظام وقانون وأمن حريص وخدمات وحماية للبيئة التي عجزت أجهزتها عن القيام بواجبها كما عجزت وزارة الزراعة برغم ما قدم لها من إمكانات وغيرهما من الوزارات لأن المصالح الذاتية تغلب دائما كل مصلحة عامة …وبوجود أهل النفوس القوية التي تسعى لاستعادة كيان الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار الذي لن ينطلق إلا بالبدء بوقف استنزاف أموال الناس واحترام الوظيفة العامة وتمكين الجهات من تنفيذ الأحكام وتجديد الدماء وتفعيل الرقابة والتفتيش والمساءلة أما غمض العين فلا يزيد الأوضاع إلا سوءا والسياب رسوخا ووضع الناس تدهورا وشعورا بالإحباط .
إن السياحة تعني النظافة والبيئة السليمة والأمن والاستقرار والالتزام واحترام وجود الدولة وتوفير القدر اللازم من السكينة والطمأنينة للناس على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وهذا ما تفتقده مدينة ذي السفال التاريخية السياحية التي مر عليها الرؤساء في جولاتهم لكنهم لم يرعوها حق الرعاية وجعلوها منظرا لا أكثر وتركت مغنما ولازالت مع وجود وجاهات لها احترامها ومكانتها في هذا المجتمع الصغير لكن الخير ظل بعيدا فتمادى الشر وأهله وكثرت الجراح والألم وهذا مما يعيق وحدة الصف والشعور بالأمان ولابد من سعي جاد لقطع دابر كل منافق وكل فاسد أيا كان والى لقاء آخر …

قد يعجبك ايضا