الرمان اليمني يغرق الأسواق المحلية

 

استطلاع /أحمد الطيار
عززت فاكهة الرمان هذه الأيام من تواجدها بالأسواق اليمنية مدعومة بأسعارها المناسبة للأسر وكميات كثيرة مما يجعلها الفاكهة الأولى في متناول الجميع معلنة بدء موسم الخريف المشهور بفواكهه الكثيرة.
تنظر الأسر اليمنية إلى توافر فاكهة الرمان بكميات كبيرة في الأسواق اليمنية وبالأسعار المناسبة على انه بداية لموسم الفواكه في الخريف على الأرض اليمنية كما أن لذة وطعم هذه الفاكهة الشهية يعطيها قدرة تنافسية كبيرة على أقرانها من الفواكه الأخرى.
ميدانيا
في جولة على الأسواق الشعبية للفواكه بالعاصمة صنعاء وجدنا أن هناك كميات كبيرة من الرمان تواصل دخولها السوق حيث تتنوع الكميات الواصلة من المحافظات المختلفة من محافظات صنعاء وذمار وإب فيما الرمان القادم من محافظة صعدة يتواصل تباعا، ويقول إبراهيم الحبيشي متعهد فواكه في سوق صنعاء المركزي إنه يعتقد أن محافظة صعدة ستنتج هذا العام أعلى إنتاج من الرمان فمنذ بداية الموسم قبل أسبوعين تتوافد يوميا المئات من السيارات المحملة بهذه الفاكهة اللذيذة خصوصا وأن صعدة هي المحافظة الأكبر إنتاجا في اليمن وهذا معروف منذ القدم.
ويلفت الأخ الحبيشي إلى نقطة مهمة في إنتاج الرمان لهذا العام والذي يقول انه يتسم بالضخامة من ناحية والجمال من ناحية أخرى فهو يرى أن فاكهة هذا العام مميزة بكبر الحجم والطعم واللون وهذا يعود إلى استفادتها من الأمطار التي من الله بها على المزارع في صعدة وغيرها في موسم الأزهار مما جعلها مميزة وذات طعم فريد.
الأسعار
أسعار الرمان بدت مشجعة للأسر في اقتنائها والاستفادة منها على مائدتها هذه الأيام، ففي معظم الأسواق في العاصمة صنعاء يباع الكيلو الرمان في المتوسط بما بين 300-200 ريال ويعتبر هذا السعر مناسبا للأسر من حيث المبدأ مقارنة بأسعار الفواكه الأخرى. وهناك أسعار أخرى لأنواع متميزة يباع الكيلو منها بـ400 ريال في السوبرماركت الكبيرة وتعرف بانها أنواع مخصصة من هذه الفاكهة ،وعموما تمثل الأسعار التي باتت في متناول الجميع فرصا متنوعة أمام الأسر للاستفادة منها ،وفي هذا الصدد يقول فهد العتمي- صاحب سيارة يبيع في الشوارع العامة – انه يشتري من المزارعين بالجملة ويقوم بالبيع للناس بأسعار تشجيعية نظرا للكميات الكبيرة المتوفرة في السوق من قبل المزارعين.
الإنتاج
وفقا لبيانات وزارة الزراعة والري بلغ إنتاج اليمن من فاكهة الرمان العام الماضي أكثر من 35 ألف طن في مساحة مزروعة تجاوزت ألفين و800 هكتار، وبزيادة 3 آلاف طن عن إنتاجية عام 2015م. لكن خبراء زراعيين من هيئة البحوث الزراعية بذمار يعتقدون أن إنتاج العام الحالي 2017م ربما يقل عن 30 الف طن في اقل تقدير، مشيرين إلى أن محافظة صعدة التي تنتج نحو 30-25 ألف طن تعرضت المزارع فيها للتدمير من قبل العدوان السعودي الأمريكي طيلة العامين الماضيين مما يجعل فرص إنتاجيتها تتناقص بشكل ملحوظ ، وفي المقابل نظرا لتزايد المعوقات بسبب ارتفاع أسعار الوقود فقد تعرضت المزارع للجفاف وهو ما جعل اليمن يفقد نظرا للأمطار الغزيرة التي روت المزارع في معظم المحافظات.
لمحة تاريخية
يعتبر الرمان من أقدم أنواع الفاكهة التي تزرع في اليمن وتنتشر زراعتها في محافظات( صعدة وعمران وذمار) وتزدهر زراعته بشكل رئيسي في محافظة صعدة والتي تنتج أجود أصناف الرمان، وعادة يبدأ موسم زراعة المحصول في اليمن من يونيو وينتهي في نوفمبر.. ويعد الصنف الطائفي من أهم أصناف الرمان وثماره كبيرة ولون قشرته أخضر مصفر وأخضر محمر والبذور مندمجة مع بعضها، والرمان من الفواكه المحببة لدى كثير من المستهلكين وثماره ذات قيمة غذائية، فضلاً عن كونه أحد المحاصيل الهامة من الناحية الاقتصادية والتسويقية.
فوائد
تحتوي ثمار الرمان على سعرات حرارية عالية وهو غني بالماء، حيث تزيد نسبة الماء فيه على 80 % كما أنه يحتوي على الألياف بنسبة بسيطة لا تتجاوز الـ3% وكذلك السكر 10 % والدهون والفوسفور والحديد والكربوهيدرات والبوتاسيوم والحامض.
وقد أثبتت دراسات حديثة أهمية وفاعلية الرمان في علاجات شتى فهو يقوي عضلة القلب وله دور بالغ الأهمية في علاج الوهن العصبي والتهاب الغشاء المخاطي.. ولا تقتصر فائدة الرمان على (حبه فقط) ولكن كله إفادة، حيث يعمل عصير الرمان الحامض على الوقاية من مرض (النقرس) لأنّه هاضم فعّال للدسم لارتفاع نسبة الأحماض العضوية فيه.
وقد أكدت الدراسات أيضاً على أهمية جديدة لعصير الرمان، حيث يعمل بفاعلية كبيرة على منع تشكيل الحصوات في الكلى ،كما يفيد دبس الرمان إذا أضيف للطعام في الحفاظ على مستوى صحي متميز وجيد، وهو عامل وقائي ضد العديد من أمراض كثيرة قد يتعرّض لها الإنسان كما أنّه دواء حلو لا ينفر منه أحد، كبيراً كان أو صغيراً.

قد يعجبك ايضا