مملكة آل سعود غارقة في العصور المظلمة

> حقوق الإنسان تداس وحرية التعبير تسحق

 

الثورة/..
أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مملكة آل سعود لا تزال غارقة في العصور المظلمة وان حقوق الإنسان تداس وحرية التعبير تسحق وذلك في الوقت الذي تشن قوات النظام السعودي حربا داخلية ضد بلدة العوامية بمحافظة القطيف التي تحاصرها منذ اشهر في محاولة لقمع الاصوات المطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأشارت الصحيفة في مقال راي حمل عنوان “على السعودية أن تفعل شيئا حيال ممارساتها الهمجية في مجال حقوق الإنسان” إلى أن “رؤية 2030″ التي أطلقها ولي عهد نظام آل سعود محمد بن سلمان والتي ” تعهد فيها ببناء بلد مزدهر يتمكن فيه جميع المواطنين من تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم” تتناقض بشكل كبير مع ما يلقاه المعارضون في البلاد.
وشهدت مناطق محافظة القطيف شرق السعودية احتجاجات شعبية واسعة تطالب بالإصلاحات الاجتماعية والسياسية إلا أن سلطات آل سعود واجهت تلك الاحتجاجات بالقمع وقتلت واعتقلت اعدادا كبيرة من ابناء المنطقة.
وبينت الصحيفة أن قائمة وعود ابن سلمان الطويلة مبالغ فيها ولا سيما في بلد لطالما كان التغيير فيه بطيئاً وثمنه مؤلماً ويعتبر المصير الذي يحدق بـ 14 سعوديا يواجهون الإعدام بتهمة تنظيم احتجاجات في البلاد أحدث مثال على الرجعية والتخلف في هذا البلد في وقت تؤكد فيه جماعات حقوق الإنسان إن اعترافات المدعى عليهم انتزعت تحت التعذيب.
يشار إلى أن النظام السعودي الاستبدادي الهارب من القرون الوسطى والمفتقر إلى أدنى مبادئء الديمقراطية المتمثلة بحق الانتخاب وبوجود دستور قمع المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في المنطقة الشرقية عام 2011م بالحديد والنار وقتل واعتقل المئات حيث يعاني سكان المنطقة الشرقية الغنية بالنفط من الظلم والاضطهاد والتهميش ويطالبون بالعدالة والتوزيع المتساوي للثروة وهو ما يقابله النظام السعودي بالقمع والاستبداد الذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المحتجين واعتقال عدد كبير منهم وزجهم في السجون دون محاكمات وإعدام بعضهم.
وذكرت الصحيفة أن من بين المحكوم عليهم بالإعدام الشاب السعودي مجتبى السويكت الذي اعتقل في المطار في يناير عام 2012م خلال مغادرته البلاد لزيارة حرم جامعة ويسترن ميشيغين التي تقدم للالتحاق بها لإكمال دراسته وذلك على خلفية مشاركته في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية في البلاد.
ووفق ناشطين في مجال حقوق الانسان فان سلطات ال سعود لم تقدم سببا لاعتقال السويكت الذي كان في السابعة عشرة من عمره حينها وهو لا يزال يقبع في السجون منذ ذلك الحين وتمت إدانته من دون منحه حق الحصول على محامي دفاع.
وذكرت الصحيفة ان أعضاء هيئة التدريس والإداريين في ويسترن ميشيغين قالوا في بيان نشر في الـ 22 من يوليو الماضي.. إن “السويكت تعرض للحرمان من النوم والضرب والحرق بالسجائر والحبس الانفرادي وغير ذلك من أشكال التعذيب والمعاناة وحكم عليه بالإعدام على أساس اعتراف انتزع منه تحت التعذيب بحسب النتائج التي توصل إليها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”.
وأشارت الصحيفة ايضا في سياق مقالها الى أن ناشطا سعوديا اخر يواجه حكما تعسفيا وهو المدون رائف بدوي الذي سجن منذ عام 2012م بعد دعواته عبر مدونته الإلكترونية إلى مجتمع سعودي أكثر ليبرالية وعلمانية وحكم عليه بالسجن عشر سنوات والجلد ألف مرة نفذ عليه منها 50 جلدة مبينة ان بدوي كان يطمح بدوره أيضاً لأن تكون بلاده متسامحة ومعتدلة ولكن هذه التطلعات اعتبرت تهديداً للمؤسسة المتشددة في مملكة ال سعود ولا سيما أن الطريقة التي تم التعامل بها مع بدوي تعطي مؤشراً وسبباً للتشكيك في مدى التزام محمد بن سلمان بأهداف رؤية 2030 التي وعد بها.
وختمت الصحيفة بالقول: إنه إذا كان قادة السعودية “يريدون حقاً تبني الحداثة فيمكنهم أن يبدأوا من إلغاء أحكام الإعدام الهمجية المفروضة على 14 شخصاً لمشاركتهم في احتجاجات”.
يشار إلى أن النظام السعودي المستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية يفرض قيودا صارمة على حرية الرأي والتعبير ويعاقب منتقديه بموجب قوانين استبدادية تشمل الجلد والصلب وقطع الرأس والأطراف بالسيف كما أنه ينتهك حقوق الإنسان على نطاق واسع وخاصة حقوق المرأة وسط تجاهل تام من حلفائه في الغرب بسبب العلاقات التجارية والاقتصادية التي تربطهم.

قد يعجبك ايضا