قصف المنشآت الطبية.. إغلاق المطار.. نشر الأوبئة

 

> ثالوث الموت السعودي..

تحقيق/جهاد الحكيم

استشهد قبل أن يغادر الوطن للعلاج من جراحه التي أصيب بها جراء جريمة قصف طيران العدوان السعودي الصالة الكبرى في العاصمة.
العميد الركن عبدالرحمن مداعس، واحد من 13914 مريضاً توفوا جراء حصار العدوان السعودي وإغلاقه مطار صنعاء، ومنعه الرحلات الجوية بعد استهدافه للمنشآت الطبية والصحية وتسببه في خروج نصفها عن الجاهزية.
هذا الرقم الكبير يوازي عدد ضحايا غارات العدوان السعودي البالغ 13 ألف شهيد، حسب وزارة النقل التي أعلنت أيضاً أن 95 ألفاً بحاجة ماسة للسفر إلى الخارج للعلاج، وأن اغلاق العدوان للمطار يقف حائلا دون ذلك ويسبب تدهورا لحالتهم الصحية مع استمرار الحظر الجوي.
ولمعرفة سبب تزايد أعداد طالبي السفر للعلاج في الخارج، لابد من معرفة وضع القطاع الصحي في اليمن جراء الاستهداف المتعمد والممنهج لمنشآته من العدوان السعودي.
حيث تشير احصائيات وزارة الصحة إلى تضرر 180 منشأة صحية و232 وحدة صحية ومصنعين للأوكسجين و63 سيارة إسعاف، بصورة مباشرة جراء العدوان السعودي الغاشم، من بينها مستشفيات ومراكز طبية تديرها منظمات دولية كمستشفى عبس الريفي بحجة ومستشفى رازح في صعدة اللذين تديرهما منظمة أطباء بلا حدود، وتعرضا للقصف المباشر من طيران العدوان.
وتوضح الاحصائيات أن تقديرات الخسائر الأولية جراء ذلك الاستهداف بلغت 8 مليارات و342 مليونا و424 ألف ريال، فيما بلغت التقديرات الأولية لإجمالي الخسائر المادية للتجهيزات الطبية 90 مليونا و865 ألف دولار.
وهو ما انعكس على القطاع الصحي بصورة مباشرة وتجلى تأثيره على المصابين بالأمراض المزمنة من حيث استهداف العدوان السعودي مخازن وزارة الصحة، وما يفرضه من حصار وتعذر الحصول على أدوية الأمراض المزمنة كالسكري والكلى والسرطان والكبد.
منظمة الصحة العالمية أكدت تراجع الخدمات الصحية في اليمن، وأن أكثر من 1900 مرفق صحي من أصل 3507 مرافق اضطرت إلى إيقاف خدماتها كلياً أو جزئياً، وهو ما احرم الآلاف من الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
ووفقاً لمسح أجرته منظمة الصحة العالمية فإن 274 مرفقاً صحياً في 16 محافظة شملها تعرّضت لأضرار مادية توزعت بين 69 كلياً و205 جزئياً.
كما أظهرت النتائج أن 45% فقط من المرافق الصحية تعمل بشكل كلي، فيما توقف العمل تماما في 17 % من المرافق الصحية، كما أن حوالي 35 % من المرافق الصحية فقط مستمرة في تقديم التدخلات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة .
وكشفت النتائج عن وجود فجوة كبيرة في توافر الخدمات الصحية، حيث تبين بأن الخدمات الصحية العامة وخدمات إدارة الإصابات مُتاحة فقط في ثلث المرافق الصحية، بينما تتوفر خدمات صحة الطفل ومعالجة سوء التغذية في 4 من كل 10 مرافق صحية.
الدكتور أكرم جريب، أكد أن تعمد العدوان السعودي قصف المستشفيات والمراكز الطبية، ومن ثم إغلاق مطار صنعاء الدولي، الغرض من ذلك قتل اليمنيين ومنعهم من العلاج في الخارج، في مخطط الغرض منه إبادة الشعب اليمني، وخاصة في ظل انتشار متسارع للأوبئة كالكوليرا الذي لا يستبعد أن يكون للعدوان السعودي يد وراء تفشيه في اليمن، بعد قصف طيران العدوان آبار مياه الشرب في العاصمة وعدد من المحافظات وكذا منشآت معالجة الصرف الصحي كما حدث في صنعاء والحديدة.
مشيرا الى أن عدد الوفيات جراء الكوليرا وصل الى 1961 حالة والمشتبهة إصابتها بالوباء تجاوزت 484 ألفا و733 حالة، حتى الخميس 10 أغسطس.
عودة إلى احصائية وزارة النقل، فإن 50 ألف مواطن عالق في الخارج يريدون العودة إلا أن الآلاف منهم تقطعت بهم السبل وغير قادرين على المعيشة في البلدان التي سافروا إليها بغرض العلاج أو الدراسة.
فيما فقد مئات الطلاب منحهم الدراسية ولم يتمكنوا من السفر للالتحاق بمؤسساتهم التعليمية في الخارج، بسبب إغلاق المطار، الذي حال أيضاً دون زيارة آلاف المغتربين لأهلهم في اليمن.
نائب المتحدث باسم الهيئة العامة للطيران أمين جمعان أكد خلال حديثه لـ”قضايا وناس” أن العدوان على الرغم من قصفه المطار بأولى غارات فجر الـ26 من مارس 2015م وتدميره المدارج والمحطات والتجهيزات الفنية ومحطة الانقاذ والإطفاء ومحطات الوقود وتضرر الصالات بصورة كبيرة، إلا انه لم يكتف بذلك بل فرض حظرا على الملاحة الجوية في المطار.
وأضاف جمعان: منع العدوان منذ أول يوم الرحلات الدوائية والتجارية والإنسانية والمدنية إلى مطار صنعاء، وسمح فقط للرحلات الأممية، وهو ما يعد انتهاكا للحق والقانون الانساني، وقد تواصلنا مع الكثير من المنظمات والاتحادات والهيئات الدولية والعربية كمنظمة الطيران العالمي “الايتا” عبر مجلس النواب والخارجية ووزارة النقل، كون الحظر غير قانوني ومخالفاً للقوانين والاتفاقيات الدولية التي وقعتها هيئة الطيران ووزارة النقل والحكومة بشكل عام مع الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها والموقعة عليها اليمن، والتي تنص على أن لكل بلد الحق الكامل والمطلق في السيادة على أجوائه، إلا اننا لم نجد تجاوبا كون العدوان قد اشترى صمتها وغالبيتها تابعة لدول مشاركة في العدوان.
وأكد نائب المتحدث باسم هيئة الطيران، انه تم التوجه إلى التحرك إعلاميا عبر نشر مظلومية إغلاق المطار، وما يخلفه وبالأرقام والاحصائيات، من خلال اصدار نشرة كل شهرين، وهو ما يؤمل أن تكون له نتيجة ويتم فتحه واستئناف الرحلات.
وبشأن الخسائر المباشرة التي لحقت بالمطار، أفاد جمعان بأنها تبلغ 60 مليون دولار وأنه غير نهائي وفي تصاعد كون العدوان لايزال مستمرا.
معاناة السفر عبر مطار عدن
خالد عبدالكريم أحد الذين اضطروا إلى السفر عبر المطارات التي يسيطر عليها المرتزقة، حدثنا عن المعاناة التي تجرعها جراء اغلاق مطار صنعاء، وما تعرض له خلال سفره من العاصمة صنعاء إلى عدن من مخاطر واستفزاز من قبل المرتزقة.
وقال: قررت أن اسافر عبر مطار عدن بعد ان ظللت مترددا لفترة، لما تشهده المحافظات الجنوبية من فوضى وانتشار للعناصر المتطرفة تحت غطاء الحراك.
وصلنا إلى الضالع، وتحديدا في سناح فإذا ببعض المرتزقة يقطعون الطريق المؤدي إلى عدن، احتجاجا على إقالة احد القيادات المرتزقة، الذي ينتمي للضالع وظللنا على متن الباص 8 ساعات، ذقنا خلالها التعب والارهاق، بسبب تصرف لا اخلاقي من عناصر متجردة من القيم التي حث عليها الدين الاسلامي بعدم قطع الطريق.
واستطرد خالد: بعد أن غادرنا الضالع ووصلنا عدن وبعد عشرات النقاط واستفزاز من فيها لنا، بالتدقيق في أوراقنا وكأننا من كوكب آخر، وصلنا إلى عدن وقضينا ساعات قبيل التوجه إلى المطار فإذا بنا نفاجأ بإغلاق المطار لساعات وإلغاء الرحلات ما يعني ان نظل يوما آخر، وفعلا لم نغادر إلا بعد 24 ساعة.
لا مفاوضات إلا بفتح المطار
يرى الرائد عبدالله شملان ان على المجلس السياسي الأعلى ربط أي مفاوضات يحاول العدوان أو مبعوثه استئنافها بفتح المطار، خاصة أن أبطال الجيش واللجان ينكلون بالعدوان ومرتزقته ويلحقون بهم خسائر بصورة يومية، رغم الفارق الكبير في العتاد والتجهيزات.
وأضاف شملان: كل ما حقق أبطالنا تقدما في الجبهات وخاصة الحدودية أطل علينا ولد الشيخ باحثا عن هدنة واستئناف المفاوضات، لكي يتمكن العدوان من ترتيب أوراقه واستعادة أنفاسه، وهو ما لن ينعم به مادام مستمراً في سفك دماء أطفالنا ونسائنا.

قد يعجبك ايضا