ازدحام شديد على الأماكن السياحية والمتنفسات بمحافظة إب خلال موسم الصيف

 

> برغم الأوضاع التي تسبب بها العدوان

استطلاع وتصوير / عبدالباسط النوعة

جمال الطبيعة في محافظة إب ( اللواء الأخضر) في فصل الصيف لا يمكن أبداً إلاّ أن يبهج القلب ويريح الأفئدة والصدور ؛ حيثما ذهبت في الأماكن الخلابة والمزارات السياحية التي يرتادها الناس الا وتجدهم متزاحمين كأنهم في تسابق نحو المكان نحو الاستمتاع بتلك المناظر الجمالية والفضاءات الواسعة والاخضرار المتناثر في كافة الأرجاء صعودا وهبوطا في قمم الجبال وفي بطون الأودية وأوساط المدن .
خلال الأسبوع الجاري استمتعنا بزيارة عدد من المزارات السياحية في محافظة إب حيث زرنا مشورة بإطلالتها الواسعة على جبال ومناطق العدين أيضاً زرنا ولمرتين متتاليتين شلالات بعدان الرائعة فضلا عن زيارتنا الخاطفة لجبل ربي الذي يطل على فضاءات لا نهاية لها ولا تستطيع العين الإلمام بجوانبها .
جماليات لا توصف
أثناء تحدثنا إلى بعض الزوار في تلك الأماكن غابت تمام أجواء العدوان والأزمة التي تسبب بها فقد كان حديث الناس يقتصر على ما شاهدوه من جماليات طبيعية أبدعها الخالق سبحانه وتعالى لتلك الأماكن في هذا المحافظة التي تنتشر فيها جماليات الطبيعة في مختلف المديريات والمناطق .
الأخ / عمر محمد عبدالله من أبناء مديرية ذي السفال وهو عريس كان يدرس خارج البلد وعاد ليتزوج ويقضي جانبا من شهر العسل في محافظة إب يتجول بين مناطقها ومزاراتها السياحية وجدناه في حرم شلالات بعدان وقد ارتسمت الابتسامة على وجهه يقول : رأيت خلال تجوالي لأيام عدة مناطق في إب ورأيت ما ادهشني فعلا وأعجبني إلى درجة لم أكن أتوقعها أبدا لدينا مناطق لا توجد أبداً في الكثير من البلدان حتى المناخ متنوع على مدى الأيام التي قضيتها وسط مدينة إب يوم يكون حاراً .الشمس ناصعة والألوان الخضراء من الأشجار تعكس الوانها وتلمع متلألته ثم ما يلبث الطقس أن يعتدل وتهب الغيمات وتتساقط الأمطار وتبرد الأجواء من حولنا تنوع فريد جدا ومناظر غاية في الجمال فقط ما ينقصنا سوى القليل من النظافة والترتيب والتنظيم وستكون هذه المناطق أكثر جمالا ورونقا وبهاءً.
صامدون
كذلك تحدثنا إلى شخص آخر هو صالح محمد المحمود والذي كان برفقة كافة أفراد أسرته وقد ترجلوا جميعا من سيارتهم يمشون على أقدامهم قبل أن يصلوا إلى الزواية التي اعتادوا أن يمكثوا فيها كل مرة يزورون فيها هذه المنطقة حيث الشلالات والفضاءات الواسعة يقول صالح : ما إن تضيق صدورنا بفعل الأوضاع التي تمر بها البلاد بفعل العدوان والحصار الخانق وما إن نأتي إلى هذا المكان حتى ننسى كل الهموم ويبتعد كل الضيق الذي في صدورنا ونعود إلى المنزل بمعنويات مختلفة ومرتفعة ولا نأبه للعدوان مهما استمر وسنصمد حتى يكتب لنا الله النصر والخلاص من استبداد المستعمرين وأذيالهم .
فضاءات رحبة
وفي جبل ربي حيث الازدحام الشديد الذي جعل مكوثنا ليس طويلا في هذا المكان الساحر جدا مع أننا كنا نريد المكوث فترة أطول في حضرة الطبيعة والفضاءات الرحبة إلا أن ازدحام الناس والسيارات فرض علينا الإسراع في النزول مع أن اليوم الذي زرنا فيه هذا المكان كان يوم اثنين وليس يوم جمعة أو خميس حيث يكون الناس في هاذين اليومين أكثر زيارة وخروجا للتنفس وهنا يقول أحد العاملين في تنظيف السيارات لهذا المكان فاضل يحيى علي: إن ما ينقص هذا المكان هو موقف كبير للسيارات التي تأتي إليه فالكثير من زوار المكان لا يستطيعون المكوث فيه نظرا للازدحام الشديد خاصة يومي الخميس والجمعة كما إن بعض السيارات لا تحرص على الوقوف بشكل صحيح فالبعض يأخذ مكانين والبعض الآخر لا يحرص على النظافة أبدا فيرمي بما يأكل على الأرض الأمر الذي يزعج الزوار ويشوه المكان كثيرا .
أحضان الأرض والسماء
من جانبه يقول سعيد مسعد الإبي: إن هذا المكان بالفعل ساحر للغاية ويشعر المرء فيه بشعور جميل انه في أحضان الأرض والسماء بصحبة الاخضرار والواحات الغناء بيد أن هذا المكان لا يتسع لكل مرتاديه فمن يسبق يجد له مكاناً مناسباً فيه وإلا فما نصيبك إلا بضع دقائق بصحبة المكان ومن ثم تجد نفسك متعبا من الوقوف فلا مكان للجلوس وإلا لا مكان أو موقف لسيارتك فما يكون منك إلا العودة إلى أدراجك نحو الأسفل .
وتساءل سعيد لماذا لا يتم التوسع في ذلك الجبل وإن كان مملوكا للناس فلماذا لم تشتر منهم الدولة وتوسع من هذا المنتزه الفريد أو تخصصه للاستثمار السياحي فالناس بأمس الحاجة الى مثل هذه المتنفسات الجميلة خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد نتيجة الحرب التي أعلنتها دول العدوان على هذا البلد وشعبه .
وفي هذا المكان أيضا وجدنا زواراً من محافظات أخرى لعل في مقدمتهم زوارا من محافظة تعز وهم كثر عائلات بأكملها ووجدنا زوارا من صنعاء كانوا مارين من إب وآثروا إلا أن يزوروا جبل ربي هذا المكان الذي طالما سمعوا عنه الكثير والكثير وقرروا في أول زيارة أو مرور لهم من إب إن يزوره وبالفعل ما سمعوه كان أقل بكثير مما وجدوه من جمال في هذا المكان الرائع جدا .
يقول بكيل عباس وصديقه صولان مبخوت : وجدنا في هذا المكان متعة وسعادة لا يوصفان أبداً فها نحن منذ ما قبل الظهر وها هو المغرب قد أوشك أن يدخل ونحن في هذا المكان ولا نريد أن نفارقه نتفكر في جمال صنع الله الذي أبدع هذه الإطلالة الواسعة للوديان والجبال والطرقات الملتوية والتي زادتها زخات المطر الكثير من الجمال الذي يأسر الألباب فهنيئا لأهل إب هذا الجمال وهنيئا لكل اليمنين بهذه المحافظة الخضراء الجميلة ..
سباحة في الفضاءات .
وفي مشورة التي مكثنا فيه لساعة ونصف لم نستطع أن نتحدث إلى احد نظرا لهطول الأمطار التي استمرت حتى مغادرتنا للمكان وفي مشورة إطلالة من الجمال تطلق العنان لعينيك لتسبح في فضاءات رحبة في جبال ووديان ومزارع وأشجار وسماء مديرية العدين .
وفي وسط المدينة وتحديداً بجوار صالتها المغلقة وملعبها الكبير اللذين استهدفهما الحقد السعودي وأسقط عليهما العديد من صواريخه القذرة التي أعاثت فيهما تدميرا وعبثا كبيرا ؛ بالجوار منهما أنشئ مشروع سياحي ممتاز تمثل بحديقة للألعاب افتتحت قبل أيام وكانت ضمن برنامج زيارتنا مع كافة الأهل خلال هذا الأسبوع وكم سعدنا بما وجدناه من ازدحام كبير للأطفال والنساء والرجال كلهم أتوا للاستمتاع بهذه الحديقة وإمتاع أطفالهم والعيش والفرح مهما تمادى أجرام العدوان فما أجمل تلك الابتسامات التي أطلقتها وجوه كل زائر لهذه الحديقة بل وما أجمل فرحة الأطفال وهم يتزاحمون أمام الألعاب في تلك الحديقة ..

قد يعجبك ايضا