وادي عنة بالعدين .. واحات غناء وبساط أخضر يغطي السهل والجبل

 

> أرض خضراء تمتد إلى مساحات شاسعة

عبدالباسط النوعة

زيارة لم تك في الحسبان أبدا قمنا بها إلى واحد من أشهر الأودية اليمنية وأخصبها على الإطلاق ؛ سمعنا الكثير عن هذا الوادي الخصيب لكن لم تجمعنا بها الأقدار مطلقا سوى يوم الاثنين الماضي عندما أخذنا أحد الأصدقاء من مديرية فرع العددين إلى مناسبة خاصة به فلما التفتنا إلى جنبات الطريق الإسفلتي الذي يربط مدينة إب بالحديدة عبر العدين وفرع العدين وجبل راس في جنبات الطريق ونحن في مديرية العدين وجدنا تلك الواحات الخضراء والأشجار الباسطة نفوذها إلى أعالي الجبال بتناسق فريد وجميل جدا ودردشات الماء تتناوب على أسماعنا مع أصوات الأشجار التي تحدثها نسمات التيارات الهوائية القوية .
وفي الطريق أرغمنا المكان على إيقاف السيارة مرتين مرة في النزول ومرة أخرى كانت أطول عند العودة التقطنا فيها الصور وتأملنا فيها بتلك المشاهد البديعة التي تدل على عظمة صنع الخالق عزوجل الذي أتقن كل شيء خلقه .
لقد حبا الله تلك المنطقة على امتداد الوادي بواحات غناء تأسر الألباب وتريح الأفئدة تنتشر الأشجار بكثافة عالية على امتدادات ومساحات واسعة جدا تمتد إلى أعالي الجبال والأخاديد التي تؤدي إلى الوادي حتى الوادي نفسه لم يعد يرى أبدا من الأعلى بسبب كثافة تلك الأشجار الخضراء التي تظل كما يقول احد الأشخاص ( احمد عبدالله ) من أهالي المنطقة ان تلك الأشجار تظل خضراء وتغطي الوادي وما حوله إلى فترات طويلة من العام حتى مع دخول أشهر عدة من فصل الشتاء حيث تنعدم الأمطار وتكون المنطقة كلها جرداء الا حول الوادي وعلى مجراه يظل الاخضرار يقاوم اليابسة وقد تمر السنة كلها ولازال الوادي يحوي المياه والأشجار من حوله ترقص سعادة واخضراراً .
اخضرار طوال العام
ويقول صديقه محمد حمدين ان الوادي في هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة في كون الأمطار لهذا العام قليلة جدا وهذا شيء قلما يحدث في هذا الوادي او المنطقة في فصل الشتاء .
ويضيف قائلا : تسببت قلة الأمطار هذا العام بأن جريان السيول في هذا الوادي قليل مع الاخضرار حوله والأشجار ربما كما هي عليه في كل عام لكن الوادي اقل مما هو كل عام وبرغم ذلك زواره لا ينقطعون ويأتون من عدة أماكن حتى من خارج المحافظة.
ولفت إلى أن خطورة البقاء في الوادي تتمثل في هطول الأمطار في اعالي الجبال وهناك ناس في الوادي والطقس عندهم صحو ويفاجأون بالسيول تأتيهم بغتة ولهذا نحذر دوما كل من يأتي الى الوادي بأن يكونوا حذرين ويختارون اماكن للجلوس بالوادي يستطيعون أن يحتموا اذا جاءت السيول ..
لم نك نريد ان نغادر ذلك الوادي الذي يظهر جماله أكثر من الأعلى ولهذا اخترنا مكانا مرتفعا للتصوير منه بحيث يظهر جمال الوادي وروعة أشجاره ومساحاته الخضراء .
وهنا لابد من القول ان هذا الوادي لا تكفي ساعات النهار بأكمله أن نحصي جماله وروعة مناظره فكيف بزيارة خاطفة لم يك مخطط لها وبالتالي لابد وأن تتكرر هذه الزيارة لهذا الوادي مرة اخرى ويكون مقصدنا الوحيد هذا الوادي وتبدأ الزيارة منذ لحظات الصباح الباكر حتى قبيل ولوج الظلام ووقتها قد نكتشف الكثير من الأسرار والعجائب والجماليات لهذا الوادي الذي اشتهر بخصوبته فهناك في الأسفل واد آخر لكن الفرق بينهما كبير جدا وادي القاسمية فهو لا يمثل شيئا في الخصوبة كما في وادي عنه فالأشجار في القاسمية قليلة جدا والإخضرار في مناطق دون أخرى وليست كما في عنة بساط أخضر لا مكان فيه ابدا يختلف عن الآخر لون اخضر واحد حتى رؤوس الجبال حتى الأشجار تكاد تكون متشابهة بالشكل والحجم واللون وحتى ربما النوع .
زيارة أخرى
مع اننا كتبنا الآن عن هذا الوادي الا أننا لابد وأن نكتب عنه مرة اخرى لنفيه حقه وما يستحق .
حيث يقول الصديق عمار بن نمري انه لابد من زيارة أخرى ما دمت تريد الكتابة عن هذا الوادي بما يستحق ووصف لوحة الجمال الذي أبدعها الخالق عزوجل ففي وسط الوادي تختلف المشاهد والصورة تماما عن المشهد من الأعلى وهذا ما سنراه عند زيارتنا الثانية والتي سنحرص أن تكون قريبة جدا وتكون عدسة الكاميرا تلتقط الصور من وسط الوادي حيث تداعب الأشجار رقيق الماء وزغردات العصافير وأصوات الأطفال والناس الذين يفترشون هذا الوادي لمناجاة أرواحهم التي أنهكها العدوان والحصار .

قد يعجبك ايضا