قائد الثورة: هناك مخططات لضرب الوحدة الداخلية لتسهيل مهمة احتلال البلاد

> أكد أن الرؤية الخاطئة لولاية الأمر أضاعت الأمة وفتحت المجال للجائرين

> الاحتفال بذكرى الولاية له أهمية كبيرة باعتباره عملية توثيقية وتبليغية يتناقلها المسلمون جيلا بعد جيل

> ما يحدث من جرائم وحرب إبادة ضد المسلمين في بورما يجري بتشجيع أمريكي وتسليح إسرائيلي

“الثورة” /
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الأمة الإسلامية مستهدفة ولا ضمانة لها في مواجهة التحديات إلا باجتماع كلمتها على الحق، مجددا التحذير من استمرار استهداف العدو للوحدة الداخلية للشعب اليمني ومساعيه المكثفة لضرب وحدة الصف الداخلي بغية التسهيل لاعداء الامة احتلال البلاد مشيرا إلى أن بعض القوى ثقُل عليها شرفُ التصدي للعدوان، وترى فيه شرفا أكبر من رصيدها في الماضي “.
ولفت السيد عبدالملك الحوثي في خطبة ألقاها أمس لمناسبة احتفالات يوم الغدير إلى أن الشعب اليمني اعتاد إحياء هذه المناسبة والتأكيد فيها على ولاية الإمام علي عليه السلام وهذه المناسبة ليست دخيلة على الشعب اليمني وليست طارئة وليست بدعة بل مناسبة اعتاد عبر الأجيال الاحتفال بها.
واشار إلى أن الشعب اليمني يحتفل اليوم لمناسبة عظيمة لها شأنها الكبير في الإسلام عرف بيوم الغدير، هو يوم الولاية الذي أعلن فيه الرسول عليه الصلاة والسلام على رؤوس الأشهاد في غدير خم ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام “.
وأكد السيد عبد الملك الحوثي أن الاحتفال بهذه الذكرى له أهمية كبيرة جدا باعتباره عملية توثيقية وتبليغية تتناقلها الأجيال لهذا الحدث المهم، لأنه في عودة النبي من حجة الوداع وقد ودع الامة في ذلك اليوم نزل عليه قول الله: (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) فالآية قوية في مضمونها اتت تأكيدا على النبي فيها بشكل كبير، فالنبي تلقى هنا ضمانة من الله في مرحلة الوسط الذي هو فيه وسط اسلامي الامة العائدة من الحج تلك الجموع الغفيرة من المسلمين ولكن هذا يدل على حساسية المسألة في الوسط الاسلامي وعلى مر التاريخ بقي التعاطي معها بحساسية كبيرة ولهذا تلقى الضمانة لحماية مكانته.
وأضاف ” يحق ليوم له هذا الشأن وهذه القيمة يوم إكمال الدين يوم إتمام النعمة أن نبتهج به حتى لا نكون من الجاحدين للنعمة” .. لافتا إلى أهمية الاحتفال بهذه الذكرى باعتبارها عملية توثيقية وتبليغية تتناقلها الأجيال”.
وأشار قائد الثورة إلى أن الولاية حسب ما قدمها القرآن الكريم في الآية القرآنية ” إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون”، ثم في النص المرافق لها بحديث النبي يمكن أن نقول نص نبوي تواءم مع النص القرآني ومرتبط ومتشابه معه في التسلسل “إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ومن كنت مولاه فعلي مولاه”.
وقال إن النبي صلوات الله عليه وآله جمع الناس في غدير خم في تلك المنطقة اثناء عودته من مكة وجمع الالاف المؤلفة من المسلمين والذين سيسهمون في نقل البلاغ الى مناطقهم جمعوا في وقت وبأسلوب اشبه ما يكون في حالة نفير في مكان واحد وحضر الكل في حالة استدعاء عاجل وملفت وطارئ ترى ماذا هناك ماذا يريد النبي فقام النبي بعد ان رصت له اقتاب الابل وصعد عليها ومعه الامام علي ثم وجه خطابه الى الامة بعد حديث هيأ فيه المسلمين بما سيقدمه اليهم يعني النبي ادى مهمته على اكمل وجه، وتحدث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخطاب شهير ثم وصل الى الموضوع الرئيسي في الخطاب فقال صلوات الله عليه وعلى آله: يا ايها الناس ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين اولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.
وقال ان هذا النص توارثته الامة الاسلامية وهي من النصوص الحديثية المتوافق عليها بين الشيعة والسنة الكل توارث هذه الحادثة وبهذا النص.
ولفت السيد عبد الملك الحوثي إلى إن” البعض ينظرون للولاية الإلهية بأنها تقتصر في الدور الخدمي فقط والبعض الآخر ينظرون إلى الولاية الإلهية أنها تتجاوز هذا الجانب الذي هو تلبية احتياجاتنا في هذه الحياة إلى جانب آخر وهو التشريع ويضاف هذا إلى الرعاية المادية ولكن من دون أن يتدخل في أي آلية ضامنة للتنفيذ فقط ـشبه ما يكون لديهم بمستشار قانوني”.
وأوضح أن الرؤية الخاطئة لولاية الأمر أضاعت الامة وفتحت المجال للجائرين والظالمين لأن يجيئوا هم ويتبوؤون دور إدارة شؤون الأمة الإسلامية وأتاحت المجال وقدمت التبرير والشرعنة لمن هب ودب لأن يكون المعني بإدارة شؤون الأمة الاسلامية ليتمكن من الاستحواذ على واقعها بقوة السلاح وإغراء المال.
كما اكد السيد عبدالملك الحوثي أن حساسية قضية الولاية على مر التاريخ تجعلنا نستشعر كيف كانت خطورتها زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. مبينا أن الرسول عليه الصلاة والسلام جمع آلاف المسلمين العائدين معه من الحج بمنطقة اسمها “غدير خم” بين مكة والمدينة، وبمعية الإمام علي وصعدا على أقتاب الإبل موجها خطابه إلى الأمة ببلاغ الولاية .
ولفت إلى أن هناك في العالم الإسلامي من يعتبر الولاية الإلهية أنها ولاية خدمية تقتصر على الخلق والرزق وشفاء المرضى ولا علاقة لها بأي شيء آخر، وهناك فئة أخرى في المسلمين تنظر في الولاية الإلهية أنها ولاية فيها تشريع دون ضوابط.
وقال ” الناظرون بقصور للإسلام جعلوا منه مطية للجائرين والظالمين والطغاة حتى أفقدوا الأمة أثر الإسلام في إقامة العدل وذلك هو الكهنوت بعينه، كما أن الرؤية الكهنوتية ألحقت بالأمة ضررا فادحا على مر التاريخ حين عبدت الناس الطغاة والمجرمين”.
وذكر قائد الثورة أن الولاية الإلهية تمتد إلى الهداية والإرشاد وتدبير شؤون عباده في كل نواحي الحياة .. وأضاف ” النور مشروع ومنهج فيه معتقدات وتشريعات وتوجيهات ومسار حياة، والحالة الظلامية انحراف بالبشرية عن مسارها الصحيح “.
وبين أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم امتداد للولاية الإلهية، وولاية الإمام علي امتداد لولاية الرسول .. مؤكدا أن ثقافة الغدير أقفلت كل الأبواب أمام المتسلطين، بتقديم النهج الإلهي على أكمل وجه.
ولفت أن إعلان الولاية أنهى كل المداولات المفترضة أن تنشأ عقب وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام عن من يكون المعني بأمر الأمة من بعده .. مبينا أن العصبيات داء جاهلي فتكت بالأمة، وعلى الجميع الترفع عن ذلك، وتوحيد الكلمة على التقوى.
وأكد أن المسلمين أمة مستهدفة، ولا ضمانة لهم لمواجهة كل التحديات إلا اجتماع كلمتهم على الحق .. متسائلا ” أين تلك الأنظمة التي تقدم نفسها الممثلة للإسلام لأن تمنع الظلم عن مسلمي بورما، أين النظام السعودي والإماراتي من كل ما يجري على المسلمين في بورما؟”.
وأعلن قائد الثورة بأنه سيلقي كلمة قريبة سيتحدث فيها بالتفصيل عن الواقع في البلد والمنطقة.
واعتبر قائد الثورة أن ما يحدث من جرائم وحرب إبادة ضد المسلمين في بورما يجري بتشجيع أمريكي وتسليح إسرائيلي، مؤكدا أن الأمريكي يرفض توجيه اللوم إلى نظام بورما.
وتساءل: أين تلك الأنظمة التي تقدم نفسها الممثلة للإسلام لأن تمنع الظلم عن مسلمي بورما، أين النظام السعودي والإماراتي من كل ما يجري على المسلمين في بورما؟.
وقال السيد عبد الملك: إن الأمريكي يتدخل اليوم في تفاصيل شؤون الأمة، وهو من يصيغ لها برنامجها بما يجعل مصالحه هو فوق كل اعتبار” مضيفا ” في الماضي فتح الأمر للجبارين، وهذه المرحلة فتح المجال ليكون أمر الأمة تحت ولاية اليهود وأمريكا.

 

 

قد يعجبك ايضا