إعلامنا الوطني يُسقط زيف وتضليل العدوان

ماجد السياغي
منذ انطلاق العدوان السعودي الامريكي على اليمن اطلقت وسائل الإعلام المعادية العنان لأبواقها متجاوزة المعايير والضوابط الإعلامية وقيمها الناظمة ، فدورها في تدمير الوعي واغتيال الحقائق لا يختلف عن دور آلة التدمير والقتل والحصار الجائر . فمنذ الوهلة الأولى دأبت هذه الوسائل على التسويق للعدوان والتبرير والتعتيم على كل ما يجري من جرائم بحق الشعب اليمني ومقدراته بحججٍ واهية .
فما علاقة الأعراس بمخازن السلاح ، وما ذنب الأسواق والمتسوقين الذين انهالت عليهم الصواريخ بحجة أنها تستهدف أبطالنا من الجيش واللجان الشعبية الذين لا وجود لهم إلا في ساحات العزة والكرامة ، وما هو الرابط الذي يجمع تدمير المؤسسات العامة والبنى الارتكازية بإعادة شرعية الفار هادي ، وكيف نفسر المساعدات المجوفة للمواطنين في المناطق المحتلة فيما سجون الغزو والاحتلال تنطق بمفارقة واقعية .
وان لم تجد هذه الوسائل ومن يديرها ذرائع مقنعة تلجأ الى إلصاقها بمن تدعي ان العدوان يحميهم ممن تسميهم بالجيش الوطني والمقاومة كما كان في مجزرة الصالة الكبرى وغيرها.
واستمرت في إفراغ ما تم الإعداد له من تضليل وتغييب للوعي نراه اكثر تجلياً بالترويج لانتصارات وهمية لا وجود لها في الواقع والانتقال بالانتصار من جبهة إلى أخرى .
ولم تكتف دول تحالف العدوان بهذا وحسب ، بل عمدت على إطفاء جذوة وسائلنا الإعلامية المناهضة ، إما بالاستهداف المباشر وما خلفه من شهداء وجرحى وخسائر مادية أو بالحجب والاستنساخ لقنواتنا ومواقعنا الإخبارية، وذلك في سياق إخفاء الحقائق عن الجمهور بغض النظر عن الأسلوب أو الطريقة.
غير أن كل هذا الإعداد والتنفيذ غير المسبوق سرعان ما تبدد أمام مصداقية حقنا المشروع في الدفاع عن اراضينا وعزة وكرامة ابنائها ضد معتدٍ يجافي الحقيقة ويغير مضامينها .
فالإعلام اليمني المناهض للعدوان بكل تفرعاته والوعي والتلاحم الجماهيري عناصر متضافرة ، أسقطت تضليل وزيف إعلام العدو ورهاناته . فالمبادرات الأهلية من وقفات ومسيرات وقوافل الدعم والإسناد لأبطال الجيش واللجان الشعبية وما يوثقه الإعلام الحربي من مشاهد توفر المعلومة الصحيحة وتوضح التطورات في مختلف الجبهات وميادين ما وراء الحدود ، كل هذا وأكثر صنع رأياً عاماً محلياً وإقليمياً أعاد تشكيل خارطة العدوان وأربك حساباته .
والمتابع لوسائل الإعلام المعادية وبعد مرور أكثر من 900 يوم على العدوان يرى أنها فشلت فشلاً ذريعاً في حربها الإعلامية فأسلوب التسويق والتعتيم والانتقال بالمشاهد من انتصار مزيف الى انتصار آخر زائف أفقدها حقيقة نفسها عند المتلقي وبات يدرك أنها وسائل لا يحكمها ضمير ، واصطدمت بكل ما تبنته من نظريات كيف يحوّل الإعلام المهيمن الجمهور الى قطيع تائه امام صمود الجبهة الإعلامية وما يوثقه الإعلام الحربي من مشاهد لها ما بعدها ، إلى جانب وحدة النسيج الإجتماعي وتماسك الجبهة الداخلية التي لطالما راهن عليها العدو ولازال يراهن بعد أن فشل في كل رهاناته غير أنه مهما أمعن لم ولن يكتب له النجاح ..

 

 

قد يعجبك ايضا