تماسك الجبهة الداخلية.. الاستحقاق الوطني الأول لإجهاض مخططات العدوان

> د. شرف الدين:
التلاحم الشعبي والسياسي هو أحد أهم أسباب عجز العدوان عن تحقيق أهدافه
> د. الماخذي:
التلاحم والاعتصام بحبل الله وعدم التنازع هو الصخرة الصلبة في وجه العدوان والمنافقين
> د. الحبيشي:
تاريخ اليمنيين يشهد بتوحدهم ضد المحتلين والغزاة الطامعين
> د. عرجل:
بديل تماسك الجبهة الداخلية مزيد من دماء اليمنيين نساءً وأطفالاً ومجاهدين في الجبهات

استطلاع/أحمد حسن أحمد
سخر العدوان السعودي إمكانياته الضخمة لتمزيق وحدة الجبهة الداخلية وراهن على هذا المشروع لتحقيق ما لم يستطع تحقيقه في جبهات القتال بكل عتاده العسكري والدول التي جمعها إلى جانب تحالفه العدواني على اليمن. ورغم إخفاقه في محاولاته المتكررة إلا أنه لا يزال يحاول تفرقة الصف الوطني وإثارة البلابل عبر عملاء له في الداخل وها هو اليوم يسخر إعلامه لنشر خلافات الجبهة الداخلية ويلفق التهم وينسج الإشاعات لكن كل ذلك سيتحطم على صخرة حكمة اليمنيين وإيمانهم بالوحدة الوطنية والتصدي جميعا للعدوان الذي جعل اليمن مشروعا لمخططه الاستعماري القذر،في المنطقة..
“الثورة” تلتقي بعض الأكاديميين الذين أكدوا ضرورة تماسك الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان السعودي الغاشم…. إلى التفاصيل:
في مستهل هذه اللقاءات تحدث لـ “الثورة” الدكتور/ محمد شرف الدين- رئيس جامعة العلوم الإسلامية- قائلا : “التأكيد على أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية لا يحتاج إلى بيان وتوضيح طويل ، فيكفي التدليل العملي على أهميته من خلال الآتي :
أولا – التلاحم الشعبي والسياسي وهو أحد أهم أسباب عجز عدوان التحالف السعودي عن تحقيق أهدافه من العدوان طيلة أكثر من 900 يوم .
ثانيا – تركيز العدو على استهداف وحدة الجبهة الداخلية وتفكيكها منذ أول يوم للعدوان وذلك من خلال الضغط على الحاضنة الشعبية والسياسية للقوة العسكرية المجابهة للعدوان وذلك عبر استهداف العدو للمدنيين ومقومات حياتهم وخنقهم اقتصاديا وزرع الفتنة بين القوى السياسية والوطنية ،كل ذلك يبرز مدى أهمية التلاحم الوطني في معركة الدفاع عن اليمن أرضا وإنسانا.
ومن هذا المنطلق وفي هذا الظرف الحساس أود أن أستغل هذا المنبر لإيصال رسالة إلى القيادات السياسية الواقفة في خندق التصدي للعدوان خاصة وإني أعتقد بأن اللعب بورقة زرع الفتنة بين شركاء المواجهة واستهداف الجبهة الداخلية هي آخر أوراق العدوان، وهذه الرسالة تتضمن نصيحة صادقة تهدف إلى تعزيز وحدة الجبهة الداخلية بما يحقق النصر على العدوان وهي باختصار شديد على النحو الآتي :
– أن يسلم جميع الشركاء بأن العدوان شر مطلق ، وأنه يستهدف الجميع.
– إن السلام يفرض ولا يطلب من عدو غاشم.
– تعزيز الشراكة ومقومات الصمود لمواجهة العدوان
– إيجاد آلية يتفق عليها لضمان تنفيذ الاتفاق السياسي من قبل الجميع ، وتصويب أي خلل ينتج عن ذلك .
– التنسيق المستمر بين الشركاء من خلال فتح قنوات حوار بين الأطراف بشكل دوري وبعيدا عن الإعلام بما يحقق وحدة وقوة جبهة الدفاع ويقطع الطريق بوجه محاولات العدوان تفكيك التلاحم الوطني ووحدة الجبهة الداخلية ”
امتثال لأمر الله
أما الدكتور/ محمد الماخذي -أستاذ الفقه والسياسة الشرعية كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة صنعاء فقال: “الحمد لله رب العالمين القائل سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا ) التلاحم والاعتصام بحبل الله وعدم التنازع امتثالا لأمر الله هو الدين هو الحق وما اعتصم قوم بحبل الله إلا أعزهم الله وتوحيد القلوب على ما يوحدها ويجمعها سيكون صخرة صلبة في وجه المتربصين ولهذا تسعى دول العدوان والمرجفون والمنافقون إلى خلخلة الجبهة الداخلية واستغلال اي فرصة ينفذون منها لضرب الأمة وجعلها ذليلة خانعة للعدوان .
وأضاف قائلاً: يجب علينا جميعا الشعور بالمسؤولية الوطنية وتقدير التضحيات الكبيرة التى قدمها خيرة أبناء اليمن في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي الخليجي ومن تحالف معهم ضد اليمن الذي لم يعتد على أحد ومن يتعاون مع العدوان خائن يتوب إلى الله في دماء الشعب التي تسفك ليلا ونهارا أنفس بريئة لاذنب لها إلا أنها يمنية وأنا اعتقد أن نسبة كبيرة من أبناء اليمن ضد العدوان ولهذا نشاهد قوافل الدعم للجبهات من الرجال والمال شعب الإيمان والحكمة لن يسمح لأي متعاون أن يحقق هدف العدوان وإنجاح مشروعه العدواني الذي عجز عن تحقيقه بالقوة أن يحققه بالخديعة وأصبحت الأمة تتمتع بوعي كبير، وما يحدث في المحافظات الجنوبية خير دليل، وأسأله تعالى أن يوحد صفنا ويجمع كلمتنا ضد العدوان وأن ندعم الجبهات بما نستطيع ونصبر فإن عاقبة الصبر النصر وإني في الأخير أوجه كلمة إجلال وتقدير لعلم الأمة السيد القائد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ووفقه وأعانه على الحمل الكبير الملقى على كاهله ولولا حكمته و فراسته لكان الوضع غير ما نحن عليه حفظه الله ونصره ومده بجنود من عنده ونصر الله الجيش واللجان الشعبية والشرفاء من أبناء اليمن ورحم الله الشهداء وشفى الجرحى وفرج الله عن الأسرى بحوله وقوته، وندعو من يجيب المضطر إذا دعاه بأن يكشف السوء ”
الوحدة الوطنية دأب اليمنيين
وبدوره تحدث الدكتور / فوزي الحبيشي – سياسة واقتصاد جامعة إب – عن تاريخ اليمنيين الذي يشهد لهم بالتوحد في وجه أي معتد أو غاز طامع بأرض الإيمان والحكمة حيث قال: ” تميز اليمنيون منذ القدم بأنهم روح واحدة وكلمة واحدة ضد كل غريب محتل أو معتدي خارجي ولم يكونوا يعرفوا العمالة كما يحدث اليوم بل كانوا جميعهم يخرجون للدفاع عن بعضهم البعض لمواجهة أي خطر يهدد البلاد وأمنها واستقرارها دون تفرقة مناطقية أو مذهبية أو حزبية بل كانوا يتناسون هذه المسميات وويجمعهم ميدان واحد هو ميدان العزة والكرامة رافعين شعار الوطن أولا والدفاع عنه مسؤوليتنا جميعا وخلافاتنا بعد أن نحرر أرضنا ونتوحد ضد عدوان خارجي ولنا في التاريخ شواهد فكم من محتل فكر أن يحتل البلاد ودفن فيها وكم من مواطن من المحافظات الشمالية استشهد،وهو يدافع عن المناطق الجنوبية والعكس ولطالما الزيدي والاشتراكي والناصري قاتلوا في صف واحد عندما يتعلق الأمر بسيادة الوطن واستقلال أراضية فكان هناك مثل يقول ” أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ” أما اليوم فهناك شيء لا يصدق ولم يكن يتوقعه اليمنيون عبر التاريخ وهو أن يجند بعض اليمنيين أنفسهم لخدمة العدوان الذي اعتدى على إخوانهم والمستعمر الذي احتل أرضهم بل ويقاتلون عنه بالوكالة. والواجب اليوم على اليمنيين الأحرار هو التوحد لمواجهة العدوان ونبذ خلافاتنا الداخلية فنحن في خندق واحد وصدق المثل القائل ” تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا ” فمزيد من الصبر يا أبناء الشعب العظيم فالعدوان يلفظ أنفاسه الأخيرة “..
حكمتنا تفشل مخططاتهم
واختتم دكتور الإعلام في جامعة ذمار / وليد عرجل -الحديث عن أهمية تغليب الحكمة اليمنية على الخلافات الداخلية لإفشال مخططات العدوان حيث قال: “رسالتي أوجهها لجماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام وتحديدا السيد عبدالملك الحوثي والزعيم علي عبدالله صالح وهي لقد فشل العدوان طيلة ثلاثة أعوام من النيل من وحدة الجبهة الداخلية رغم محاولاته المتكررة بفضل الله وصبركم وثباتكم الكبيرين وانعكس ذلك إيجابا على الوطن بتحقيق الانتصارات المتتالية في جبهات القتال وانعكس سلبا على العدوان الذي خسر احد المشاريع المهمة التي راهن عليها منذ انطلاق العدوان وسخر لذلك الإمكانيات الضخمة وها هو اليوم يعود من البوابة ذاتها عندما ظهرت على السطح بعض الخلافات الجانبية بين المؤتمر وأنصار الله وبدأ يغازل المؤتمر وزعيمه صالح الانقلاب على الحوثي والسيطرة على العاصمة وعندما لم يتم ذلك يقومون بتخصيص مساحات كبيرة في إعلامهم لتزييف الحقائق ونشر الشائعات بغية خلق جو من الفرقة والتوتر بين أنصار الله والمؤتمر، وبعد ذلك معرفة العواقب الوخيمة جراء تمزيق الجبهة الداخلية الذي يمكن للعدوان أن يستغلها ويحقق كل ما أراده وخطط له خلال ثلاث سنوات من الصمود التاريخي اليمني، فالخيار اليوم لكما إما التهدئة وتماسك الجبهة الداخلية وإما التضحية بدماء اليمنيين نساء وأطفالاً ومجاهدين في الجبهات “.

قد يعجبك ايضا