ها هي اليمانية

عبدالوهاب محمد شمهان
هاهو العالم يجتمع مع الطفلة المبعوثة بإذن الله من تحت أنقاض قصف طيران ما يسمى بالتحالف مودعة والديها واخوتها وبقية أفراد أسرتها لتقول للدنيا نحن اليمانيون لا نهاب الموت ولا نكره الحياة نبحث عن الضوء عن النور الذي يضئ القلوب وينير الطريق إلى السلام .
ذهبت أسرتي ولا أعلم سببا لسفك دمائهم ولا أدري ما هي التهمة دفنوا تحت الأنقاض بحكم تحالف ظالم يتحدى القدر ولا يخشاه ؛ ها أنا وحيدة مغمضة العينين وبعزيمة أحياها الله في نفسي رفعت يدي وكفي لأفتح عيني وأرى من حولي لعلي أجدني في حضن أمي أو في صدر أبي أو أرى اخوتي من حولي .
لكني وجدت أباءً أكثر وأمهات لا يحصى عددهن واخوة وأخوات يعج ويفيض العالم بعددهم لم أعد أحسب للموت حسابا وأنا أرى النور يزيح ظلمة الكابوس الموحش . وإن كانت البداية بصيصاً من النور يزيغ العين ويؤلمها والوجع في قلبي في صدري ونفسي في آهاتي وأناّتي وحسراتي ولكن ليس على نفسي وإنما على من ظلمني من نقمة الجبار .
ها أنا يمانية حميرية سبئية قتبانية حضرمية شبوانية صنعانية تعزية عدنية أبية ذمارية رداعية مهرية لحجية أبينية بيضانية محويتية صعدية حديدية حجية ريمية شمالية جنوبية أنا اليمانية انبت في ارضي زرعا وشجرا ونخيلا وزيتونا ورماناً أنا سنابل القمح والشعير وحبات الفول والذرة والدجر والعتر وأغصان العنب العاصمي والرازقي والعيون و..الخ أنا تلك الربا الخضراء بزهورها وورودها ونسيمها وروائح الزعتر والخوعة وحبات البن الذهبية أنا الطولق وجذوره الممتدة مع امتداد الأرض أنا الجبال الرواسي وينابيع المياه وجريانها في الوديان أنا الأرض التي أحبها الإنسان وانساب إليها السياح من يستهين باليمانية لا يعرف اليمن هي صانعة التاريخ والدول وصانعة الحضارة والسلام أنا ثمرة من ثمار هذه البلدة الطيبة حارسها وحاميها رب غفور رحيم شديد العقاب بالظالمين .
فقدت أسرتي ولا أدرك بعد ما تعنيه الأسرة لكني تعايشت مع عالمي رحبت بإنسانيتي وتعاطف العالم ووقوفه إلى جانبي أسعدني أن بلدي اليمن لم يمت ولن يموت لازال حياً ؛ صنعاء صامدة برغم أساليب العدوان وقذارتها وعدن تبحث عن النور لتحمل مشعله تعز تنفض ما عليها ترفع راية الحب والسلام صعدة مارب تنتعشان وترفعان الهامات من تحت أنقاض القصف الهمجي .
أسعدني تجمع أبناء وطني من المهرة إلى صعدة حبا في اليمن ومن أجل اليمن ومن أجل السلام .
أنا ….اليمانية المكلومة قد ينساني العالم لكني لن أنساه سأظل محتفظة بتلك المواقف الرائعة بإنسانيتها بحزنها وفرحها بدموعها وابتسامتها بزهور القرنفل والورد والياسمين المهدى إلي باسم السلام سيظل شعاري التسامح والقوة والسلام لأنه لا سلام بدون قوة تحميه .
أوعدكم أن أنهض قوية واعية بإذن الله ساعية نحو العلم والتعايش والسلام قوية في الصمود والبقاء حرة كريمة مدافعة لا هوان ولا استسلام فلا سلام تحت راية الخنوع والذل والامتهان أنا اليمانية العربية الإسلامية الإنسانية وطني هذا العالم الواسع أهلي هم أنتم وأصدقائي كل سكان العالم فمن يصنع الحضارات ويحكم مدى التاريخ لا يعرف الكراهية ولا يوغل في الحقد أنا اليمانية نبت طيب رائحته طيبة وثماره طيبة واسألوا التاريخ عني أنا اليمانية .
انا اليمانية برغم طفولتي وفقد أحبتي وحنان أمي ورعاية أبي وحفاوة اخوتي وأهلي لكني معكم أمد يدي لكل هذا العالم للتعايش أناديكم بكل ضعفي وقوتي بصوتي الذي يعلو فوق العدوان قفوا معي مع بلدي الأرض الطيبة والشعب الكريم . هكذا وصفها ربنا الخالق لهذا الكون الله الواحد لم أصفها أنا … واقرؤوا الكتب السماوية ستجدون اليمانية حاضرة مع سليمان بن داوود ومع كل الأنبياء والرسل أنها زهرة الحياة تزهو بإيمانها وتوحيدها ببلدها اليمن السعيد بلد الحضارة والسياحة أنها أرض السلام لمن يعشق السلام فصلوا من أجلها وشعبها الذي يباد حيا والله منتقم جبار .

 

قد يعجبك ايضا