الصلو بتعز.. تكتسي حلل الجمال وتتزين بالاخضرار ومناظر الطبيعة الخلابة

> في رأس نقيل الصلو تتعانق الأرض والسماء في فضاءات لا حدود لها

استطلاع وتصوير /عبدالباسط النوعة
في مديرية الصلو تتلون البيئة وتكتسي حللا من الجمال في الكثير من مناطقها سيما جوار تلك السايلة التي قصف العدوان جسرها وأثار فيها خرابا وتدميرا لكن الجمال المحيط بالمكان جعلنا لا نأبه أبدا بما عمله العدوان فناظرنا مشدود بدهشة إلى تلك الواحة الخضراء التي سقاها الوادي أو السايلة من مياهها الصافية والنقية التي تغذي الآبار وتظل جارية طوال فصل الصيف بل وتتعداه إلى فصول أخرى بحسب ما اخبرنا به بعض الأهالي .
في الطريق إلى الصلو الذي أخذنا يمينا ونحن قادمون من الحوبان إلى الدمنة أو إلى القرب منها توغلنا في ذاك الطريق الجميل الذي اصطحبتنا فيه الأشجار والبقع الخضراء والفضاءات الواسعة وامامنا يشمخ جبل الصلو بإباء وعزة فقد تحطمت عليه اطماع ومؤامرات الغزاة وكان عونا للجيش واللجان الشعبية في تلقين قوى الارتزاق والعمالة دروسا من الصعب أن ينسونها.
قاع فسيح بلا نهاية
انتهى بنا الطريق المستوي في ذاك القاع الفسيح صعدنا الجبل وأخذنا تجتاز (اروانه) والتواءاته الكثيرة في نقيل الصلو وجدنا آثار الحقد لطائرات العدوان في كثير من الالتواءات التي تحولت إلى طرق شاقة جدا بالكاد تستطيع السيارات العالية (الدبل) صعودها أو اجتيازها ؛ بيد انه كلما صعدنا والتفتنا قليلا الى اليمين وجدنا ما يريح القلب والفؤاد فالمنظر يزداد اكتمالا كلما واصلنا طريقنا صوب الأعلى تتراءى أمامنا المناظر المتنوعة للوديان والهضاب والحقول والقرى ولولا قصر النظر لتأملنا المدن ولانطلقت أعيننا إلى مسافات بعيدة جدا فلا حواجز أمامنا فقط سماء وارض منبسطتان الى ما لانهاية وفي قمة الجبل اكتمل المشهد وأصبحنا نشعر أنفسنا نتوسط الأرض والسماء ؛ فسبحان الخالق عز وجل الذي انعم علينا نحن اليمنيين بهذا الجمال والتنوع في التضاريس والمناخ.
في قمة الجبل أيضاً انخفض مستوى الصعود وأصبحت السيارة وكأنها تسير على ارض منبسطة برغم اننا تركنا خلفنا وفي أول وصولنا إلى القمة تركنا الطريق الإسفلتي وسرنا فوق طريق معبدة تحمل في طياتها الكثير من المسافات الوعرة جدا كوعورة مباني القرى فيها وفي الطريق صادفتنا العديد من مواطن الجمال لحقول ومدرجات زراعية خضراء فاتنة وصادفتنا قنوات المياه لوديان صغيرة صنعت مما جاورها واحات خضراء فاتنة .
هذه هي الصلو التي حاول ولا زال يحاول البعض ممن يدينون أنفسهم للعمالة تسليمها للخارج وجعلها ساحات للصراع والمواجهة المسلحة التي لا تخدم سكان المنطقة ولا تخدم أي يمني بقدر ما تخدم أعداء اليمن وأعداء الإسلام الذين ارتموا في أحضان عملاء الغرب والأمريكان .
واحة للجمال
ستظل الصلو واحة للجمال ومقصدا للزوار وسيأتي اليوم الذي تشرق فيه شمس الحرية لهذا الوطن وتشرق معه شمس السياحة التي بتنا نشتاق جميعا أن نتجول في ربوع الوطن متأملين جماله مستمتعين بطبيعته الخلابة منبهرين بتاريخه الضارب في جذور الحضارات القديمة .
بعد أن وصلنا إلى آخر نقطة يمكننا الوصول إليها وهي قرية (الصير) التي كان أفراد الجيش واللجان الشعبية يحتفلون بتحريرها من قوى الظلام الذين حولوها إلى قرية أشباح لا احد من أهلها فيها وأبواب منازلها فتحوها واستحلوها ؛ وفي هذه القرية وجدنا نوعا مغايرا من الفن المعماري الذي لم نصادفه في منطقة أخرى معمار يدل على عراقة وصلابة سكان تلك المنطقة الذين طوعوا بيئتهم الشديدة في خدمتهم وطوعوا الجبل في بناء مساكنهم حتى أضحى من يرى تلك القرى لا يفرق بينها للوهلة الأولى وبين الجبل.
فليصمت الكلام
في طريق العودة بات المشهد مختلفاً حيث أصبحت الشمس توشك على الغروب وهنا وجدنا ألوانا زاهية سجلتها عدسة الكاميرا وبات المشهد أكثر جمالا ووجدنا في تلك السايلة بالصلو بعد ان اجتزنا نقيل الصلو عائدين اسر تستمتع بذاك المشهد الذي يجمع الماء والاخضرار وهو مشهد يعشقه الكثير من الناس ؛ وهنا فليصمت الكلام ولتتكلم الصور التي ستوجز المشهد وتوصل المقصد وتعطي للقارئ المعاني التي عجزت الكلمات ان توصلها ..

قد يعجبك ايضا