21 سبتمبر ثورة وعي شعبي منقطع النظير

21 سبتمبر والذكرى الـ55 لثورة 26 سبتمبر:

اليمنيون يقرأون واقع الحال.. ويحددون أولويات المستقبل

اقتلعت الإرْهَاب وكشفت زيف محاربة القوى العالمية لهذه الآفة الخبيثة
بوعي وحكمة قيادتي مكوني المؤتمر الشعبي وأنصار الله سيبقى الصف الوطني متلاحما في الذكرى الثالثة لثورة

تحقيق/
جمال الظاهري
تحل علينا الذكرى الثالثة لثورة 21 سبتمبر و الذكرى الـ 55 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر و الذكرى الـ 54 لثورة الرابع عشر من أكتوبر واليمن لا يزال يتعرض للعدوان وفي ظل احتلال لمعظم الجغرافيا اليمنية وحالة من الجمود السياسي في ما يخص المفاوضات التي كان يعلق عليها الكثير من الناس الآمال بأن تفضي إلى حلول ونتائج ترضي الجميع وتجنب اليمن المزيد من الويلات والدمار والأرواح التي تزهق.
كل تلك المؤشرات الخطيرة كادت أن تعصف بكل التضحيات وترسل اليمن وشعبه إلى المجهول ومستقبل محفوف بالمخاطر ضعيفاً مرهقاً تتقاذفه أقدام الطامعين وأمزجة صناع السياسات العالمية دونما اكتراث لما يعانيه وما لحق به من جراح.
كل تلك الأمور ومن منطلق الحرص واستشعاراً للخطر والمسؤولية التاريخية أوجب على قيادات المكونين الرئيسيين في الساحة الوطنية (المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله) التدخل القوي من أجل وقف أي تصدع للجبهة الداخلية وقطع الطريق على دول العدوان وأتباعها التي تلهث وراء تحقيق ما عجزت عن تحقيقه على مدى أربع سنوات ونصف عبر أدواتها وسنتين ونصف عبر عدوانها العسكري الهمجي المباشر.
اليوم وبعد نجاح السيد عبدالملك الحوثي والزعيم علي عبدالله صالح في وقف التدهور الذي كان حاصلاً ..وفي ظل أجواء الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 21 من سبتمبر التي هي امتداد للمسيرة الثورية منذ ثورة 26 سبتمبر 1962م الخالدة ..كيف يقرأ أهل السياسة والأكاديميون والنشطاء المشهد وأبعاده وما الذي ينصحون به ؟ .. نتابع:
الدكتور/ يوسف حسن يوسف هبة – أستاذ القانون التجاري والبحري المساعد-جامعة الحديدة: بالنسبة للسؤال الأول سأجيب عنه من خلال نقاط رئيسية، وسأحاول بقدر الإمكان عدم الخوض في تشعبات كثيرة:
1 – أُذكر كل الأطراف بأن إعلان الاتفاق السياسي بين المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصار الله وحلفاؤهم هو أتفاق تاريخي لم تسطره فقط تلك الأطراف السياسية بل سطره وأيده الشرفاء من أبناء الشعب اليمني بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية وتجسدت تلك الإرادة الشعبية في الملايين من الجماهير اليمنية التي ذهبت إلى ميدان السبعين للتعبير عن تأييدها ومباركتها لهذا الاتفاق السياسي النابع من المسؤولية الوطنية لمواجهة العدوان السعودي وأذياله ومرتزقته على بلادنا اليمن.
2 – من المعلوم دستوريا وقانونيا أن العقد شريعة المتعاقدين، وبالتالي ينبغي على جميع الأطراف السياسية الموقعة على الاتفاق السياسي وما انبثق عنه من تشكيل المجلس السياسي الأعلى الالتزام بذلك الاتفاق وعدم الخروج عنه أبدا مهما كانت الظروف أو التحديات – إلا باتفاق جميع الأطراف وللأصلح والأفضل- وعدم الانجرار وراء الأصوات النشاز من أي طرف والتي تحاول شق وحدة الصف الوطني، بل إنه يجب تجنيب هذه الأصوات وتغييبها عن المشهد السياسي، وإذا اضطر الأمر فإن محاكمتها تعتبر من أوجب الواجبات، خاصة وأننا في حالة حرب وعدوان لا يرحم ويتربص باليمن وشعبه.
وأذكر هنا جميع الأطراف السياسية المتحالفة والصامدة في وجه العدوان السعودي ببعض الآيات الكريمة من كتاب الله تعالى، ومنها قول الحق تبارك وتعالى:( وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ  إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) سورة النحل الآية 92 وقوله عز وجل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ” سورة المائدة الآية 1.
وقوله تبارك وتعالى:( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) سورة النحل الآية 91, وقول الله عز وجل( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) سورة الإسراء الآية3.
3 – تذكير جميع الأطراف السياسية المتحالفة ضد العدوان السعودي بقول الحق تبارك وتعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواوَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَاكَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) سورة آل عمران الآية 103.
فالاعتصام المطلوب منا جميعا هو الاعتصام بحبل الله، لا بحبل النفوذ أو السلطة أو التعصب الأعمى للحزب أو للجماعة أو الحركة أو المذهب أو المنطقة.
جسر تواصل بين القيادات
وتابع هبة :لنفكر جميعا في حالة ما إذا اختلف المتحالفون ضد العدوان وزادت حدة هذا الخلاف وأدى إلى صراعات لا تحمد عقباها -لا قدر الله- فمن هو المستفيد الأول من ذلك؟. بالتأكيد المستفيد الأول من ذلك هو العدوان السعودي وأذياله ومرتزقته، وستحل الكارثة بباقي مدن اليمن كصنعاء والحديدة وعمران وحجه وصعدة …إلخ.
4 – أعتقد أن الخلافات التي تظهر بين الحين والآخر بين الحلفاء ضد العدوان السعودي يمكن حلها بالطرق الآتية:
أ ‌- قيام جسر من التواصل المستمر والمكثف بين قيادة المؤتمر الشعبي العام وحلفائه ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح الرئيس الأسبق للجمهورية اليمنية ورئيس المؤتمر الشعبي العام وقيادة أنصار الله وحلفائهم ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي قائد أنصار الله، فالرجلان لديهما الكثير من الحكمة، ويستطيعان بإذن الله أن يحلا جميع المشاكل ويوحدا الصف الوطني.
ب‌- أن يكون الدستور والقوانين واللوائح النافذة هي المرجعية الأساسية في إدارة الدولة وفي حل الخلافات، وكذلك احترام الاتفاق السياسي المبرم بين الحلفاء (المؤتمر وحلفاؤه وأنصار الله وحلفاؤهم).
ج- تفعيل دور مجلس النواب من خلال ممارسته لصلاحياته واختصاصاته الدستورية والقانونية.
د- قيام القضاء بدوره المأمول منه طبقا للدستور والقوانين النافذة وتجنيبه كل الصراعات السياسية.
هـ – قيام السلطة التنفيذية ممثلة بحكومة الإنقاذ الوطني بممارسة اختصاصاتها طبقا للدستور والقانون والعمل بروح الفريق الواحد وتغليب المصلحة العليا لليمن .
صوابية الثورة
محمد القيرعي – عضو اللجنة الثورية العليا يقول من جانبه: الأمر الذي لا جدال فيه هو أن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م الظافرة لم تنعم بالسلام منذ لحظات انتصارها الأولى جراء استعار حالة العداء والمؤامرات التي استهدفتها منذ البداية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية..الخ.
وقال :وبالتالي فإن حلول الذكرى الثالثة للثورة وسط هذا العدوان الفاشي والنزيف الوطني المتصاعد وإن دل من ناحية أولى على صوابية الثورة, فإنها تبرهن من ناحية أخرى على القدرة والبسالة التي أبداها شعبنا اليمني بمختلف فئاته ومكوناته السياسية والمدنية والثورية المرابطة في الداخل في الصمود والتصدي للمشاريع الإجتثاثية وفي الدفاع عن ثورته وكرامته وسيادته الوطنية وحقه المشروع في تقرير مصيره ومستقبله”.
وأضاف :ثلاثة أعوام من نزيف الدم والخراب والفوضى والحصار والتجويع والدموع والعدوان الفاشي بصيغته الإقليمية والدولية فيما شعبنا اليمني لا يزال يسطر أروع ملاحم الصمود والتضحية “، وهذا أمر باعث على الفخر والإعجاب معا, خصوصا في ظل الصمود الشعبي والوطني وارتفاع منسوب الثقة بين شريكي الصمود في الداخل (المؤتمر وأنصار الله) الذي يجب عليهم دوما التمعن بموضوعية في طبيعة المشهد السياسي والوطني الذي يبدو اليوم شديد الوضوح فيما يتصل بحجم وحدة وطبيعة المخاطر المحيطة بشعبنا وبلادنا ليقرروا على ضوئها ما إن كانوا جديرين حقا بنيل ثقة الشعب واستحقاق قيادته بصورة مثمرة ومظفرة.
فالعدوان مستمر للعام الثالث على التوالي في حربه وجرائمه المرتكبة بصورة مسعورة ضد شعبنا وبلادنا فيما فصائل ومليشيات أعوانه وعملائه في الداخل توغل من ناحيتها في التنكيل بالمدنيين وفي استحداث المزيد من خطوط وعلامات وكانتونات التجزئة وقرع طبول الانفصال صباح مساء بوصفها احد ابرز الأهداف الواردة في أجندة ائتلاف العدوان القائم..الخ.
وتابع القيرعي: كما أن الحلول التفاوضية لا تبدو ممكنة, أو حتى واردة في الوقت الحالي جراء تعنت تحالف العدوان ومن ورائه أذياله وعملاؤه في الداخل من ناحية أولى, ومن ناحية أخرى بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي الذي جعل من شعبنا وبلادنا كبشي فداء لمصالحه المتشابكة.
وعلى ضوء هذا المشهد لم يبق أمام شعبنا سوى مواصلة الصمود والمقاومة وهذه مسألة تستدعي من شريكي الصمود (أنصار الله والمؤتمر) المبادرة إلى ترجمة صيغة التفاهمات المقرة مؤخرا بصورة عملية على ارض الواقع العملي بدءا من خطوة إعادة بناء الثقة والوئام الكفاحي والعمل كلحمة واحدة في مختلف مجالات وميادين المواجهة لتحسين سبل معيشة الناس وحياتهم اليومية.
وأوضح أن تعزيز أواصر الصمود الاجتماعي من أهم متطلبات الصمود والمقاومة, مثلما ينبغي عليهم أن يدركوا أن السقوط الأخلاقي لأحدهما أو كليها في مربع التفكير الحركي أو المليشاوي بصيغته الأنانية والاستحواذية سيكون من نتائجه المباشرة ليس فحسب الفشل والسقوط في مستنقع الهزيمة والعار, وإنما أيضا التضحية المباشرة بالشعب اليمني.
فاروق مطهر الروحاني – الأمين العام المساعد لحزب الحرية التنموي – وكيل محافظة المحويت:
نحن وأحرار شعبنا اليمني العظيم نحتفل بالذكرى الثالثة لثورة الـ21 من سبتمبر المتزامنة مع الثورة الأم ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة وثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، فإننا اليوم نحتفل بهذه الذكرى كونها الثورة التصحيحية الكبرى وامتداداً طبيعياً ثورياً تصحيحياً لثورة 11 فبراير والتي تتجسد من خلالها ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر واللتين تم الانقلاب عليهما, ولذلك خرج أبناء الشعب في ثورة الـ11 من فبراير التي تلاها ما تلاها من أحداث ومتغيرات تم التسلق عليها وتحويلها إلى أزمة سياسية بين فرقاء الحكم سابقاً متناسين تضحيات وتطلعات وآمال شعبهم والتي من خلال الاتفاق السياسي (المبادرة الخليجية).
وأضاف : لقد تم الاستحواذ على الثورة وأعادوا اليمن إلى حظيرة الوصاية من جديد.. بل وضاعفوا من معاناة الشعب ووضعوا اليمن في خانة التقسيم والتشظي تحت مسمى الأقاليم، وقامت تلك القوى بوضع اليمن أرضاً وإنساناً تحت البند السابع وما رافق ذلك الخضوع لمخططات وأجندة الطغاة والمستعمرين من مصادرة حقوق وحريات أبناء الشعب والتباكي بعدم وجود إيرادات تمكنهم من الإيفاء بالتزاماتهم بالحد الأدنى وهي تسليم المرتبات والذي كان على ضوئه رفع الدعم عن المشتقات النفطية.
كل ذلك وغيره من العوامل استدعى أحرار شعبنا بكل فئاته ومكوناته وطوائفه إلى الخروج في وجه هذه المخططات وفي وجه هذا الفساد في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة التي نحتفل اليوم بذكراها الثالثة.
وهم كبير
وتابع :إن استمرار قوى العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي وأدواتهم ومرتزقتهم في هذا العدوان والحصار واحتلالهم لأجزاء واسعة من الأرض اليمنية ظناً منهم أنهم رابحون من ذلك ويمكنهم استخدامه كورقة في ملف المفاوضات وكسب مكاسب سياسية فإنما ذلك وهْم ووهمٌ كبير وخطأ فادح ترتكبه تلك القوى المعادية لشعبنا ووطننا، وما محاولات قوى العدوان لشق الصف الوطني المناهض لمشروعهم والمتصدي لعدوانهم إنما هي محاولات تزيد في عداد خسائرهم خسارة جديدة سياسياً ومالياً وعسكرياً وأخلاقياً.
وأردف :ما أنفقته وتنفقه قوى العدوان في سبيل تحقيق أي شرخ أو زعزعة للوضع الداخلي في صنعاء لن يجدي وإنما سيكلفهم الكثير من الأموال الإضافية وهدر المزيد من الوقت والجهد للحصول على سراب بقيعة، وعليهم أن يراجعوا حساباتهم ويسارعوا إلى إيقاف عدوانهم ورفع الحصار والخروج من المناطق التي احتلوها بقوة السلاح, وعلى دول العدوان أن تجلس على طاولة الحوار التي ستأتي لا محالة بعد أن يقروا ويعترفوا بهزيمتهم وخسائرهم الكبيرة والمتزايدة يوماً بعد يوم.
وعن الوضع المعيشي يقول :نعلم جميعاً أن الوضع المعيشي في ظل استمرار الحصار وانعدام موارد الدولة الأساسية والتي تستحوذ عليها قوى العدوان وأدواتهم وعدم الإيفاء بالتزاماتها في تسليم المرتبات للموظفين في ظل صمت دولي مخز، إلا أن ذلك لا يعني أن نسلم الأمر ونبقى مكتوفي الأيدي أمام محاولات التجويع المفروضة على أبناء شعبنا، ولذلك ووفقاً للموارد والإيرادات المتاحة والتي نعلم بأنها يمكن أن تغطي الحد الأدنى من مرتبات موظفي الدولة، فإننا وبهذا الصدد ندعو حكومة الإنقاذ برئاسة بن حبتور الاضطلاع بمسؤولياتها وأن على الوزارات الإيرادية كوزارات الاتصالات والنفط والمالية وغيرها من الوزارات أن تقوم بتوريد الإيرادات إلى البنك المركزي من أجل تسليم ولو نصف راتب شهرياً فهذا ممكن اليوم وفقاً لتلك الإيرادات بعد توفير كل احتياجات جبهات المواجهة واحتياجات الجيش واللجان الشعبية.
ويخلص إلى القول : علينا جميعاً أن نوحد الصف ونعمل على مواجهة المشروع الأمريكي الذي يستهدف اليمن كل اليمن أرضا وإنساناً، وأن ندرك جميعاً أن العدو يتربص بالجميع ويعمل على استقطاب وشراء ما يستطيع شراءه من الذمم الكفيلة بخدمة مشروعه الرامي لاحتلال اليمن والنيل من حرية شعبنا اليمني والاستحواذ على مقدراته، وأن نعمل جميعاً على تصحيح وتفعيل مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين والعمل بكل طاقاتنا لرفد الجبهات بالمال والرجال حتى يحكم الله بيننا وبين القوم المعتدين.
تعزيز الجبهة الداخلية
محمد احمد البشيري – أمين عام حزب السلام الاجتماعي: اليوم لم يعد أمام دول العدوان سوى رهان واحد لكنه خطير وهو شق الصف الوطني ليسهل لهم تفكيك الجبهة الداخلية وإضعافها وبذلك يصبح أمر تحقيق أهدافهم الإجرامية ممكناً جدا.
ولذلك أرى أنه لابد من تعزيز وتقوية الجبهة الداخلية من خلال تعزيز وحدة الصف الوطني الداخلي وتحصين الجبهة عبر زيادة مدى التنسيق بين شركاء العمل السياسي الوطني والعمل بروح الفريق الواحد بصدق وإخلاص إستشعارا للخطر الكبير المحدق بالوطن وذلك بالعمل على تفعيل كافة الوسائل لزيادة حجم الموارد المالية لتتمكن الدولة من صرف الرواتب ورفد جبهات القتال بكافة المتطلبات التي تمكن رجال الرجال من الدفاع عن الوطن والذود عنه.
وأضاف :لقد راهنت دول العدوان على العمل العسكري لتحقيق أهدافها في اليمن, وحين عجزت عن تحقيق ذلك بفعل تضحيات وشجاعة رجال الجيش واللجان الشعبية وصمود الشعب وضعت رهاناً آخر هو الورقة الاقتصادية عبر تجفيف الموارد الاقتصادية والحصار البري والبحري والجوي وصولا إلى نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن والهدف معروف والنتائج معروفة أيضا لكن هذا الرهان فشل هو الآخر, نتيجة لإدراك الجميع لطبيعة المخطط الإجرامي لدول العدوان.
ويدعو الجميع إلى تحمل المسؤولية التاريخية لحماية الوطن ومكتسباته عبر مد الجبهات العسكرية بالرجال وقوافل من المواد الغذائية.
الدكتور عدنان القاسم – طبيب وناشط سياسي: تحل علينا ذكرى الثورات اليمنية وحالنا يقول: ماذا حققت لنا ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر أين نحن على الأقل من شعوب المنطقة العربية..
نعم أتت طفرة سماها الرئيس الحمدي ومن أحبوه كثيراً بالحركة التصحيحية فعمل خلال عامين ما لم يفعله من سبقوه لعدة سنوات, تنبهت الجارة الخبيثة جارة السوء – السعودية- لمشروع الحمدي الذي حاول النهوض باليمن فعملت على اغتياله لتعيد لنا الماضي بكل ما فيه.. بل وأسوأ.
وأضاف :ثم جاءت ثورة 21 من سبتمبر التي حاولت اجتثاث الفاسدين والظالمين ومن كانوا متسلطين على رقاب الشعب وهذا أيضا لم يرق لجارة السوء فشنت علينا عدواناً, لكن هذه المرة جمعت علينا العالم بكله نصفه مشارك بالعدوان والآخر صامت ولازلنا نعيش حالة هذا العدوان غير المبرر والذي استهدف الحجر والشجر والجماد والحيوان والإنسان ولم يستثن شيئاً داخل الوطن, هذا هو حالنا اليوم حصار بري وبحري وجوي وقصف على مدار الساعة ومرتزقة في الداخل والخارج.
ويرى أن على الجميع أن يوحدوا جهودهم ضد العدوان ويتركوا أي خلافات قد تطرأ واغلبها انفعالية إلى ما بعد انتهاء العدوان وحينها سيجدون الحلول للمشاكل العالقة بينهم, وسيكون للشعب كلمته ولكن بعد انتهاء العدوان وليس ونحن نموت كل يوم.
الخبير الاستراتيجي/ إبراهيم حسين الحبشي: بالنسبة لذكرى الـ٢٦لثورة سبتمبر وذكرى ثورة الـ٢١من سبتمبر, وكذلك ذكرى الـ١٤من أكتوبر تظل ذكريات تاريخية وحرية الاحتفال بها حق مضمون لجميع الفئات حسب محددات الحرية التعبيرية المتاحة في ظل العدوان, وشخصيا أعتبر هذه الذكريات كذكرى المولود للأسرة ومن حقها الاحتفال بذكرى مولودها.
والعبرة ليست بالذكرى أو الاحتفال أو حتى تاريخها.. بل تكمن في ما تحمله المناسبة والحدث من جديد وبما حققه أو سيحققه في المستقبل من منجزات وحينها ستتجلى النتيجة للجميع ولن يكون هناك مكان للمزايدات ولن يكون بالإمكان تغطية الحقائق التي ستكون كفيلة بالإجابة على كل الأسئلة البريئة منها والخبيثة.
وبخصوص الشراكة الداخلية لمواجهة العدوان يقول الحبشي :أي شراكة بين أي أطراف تبنى على أسس وبنود يتم الاتفاق عليها ويتم ترجمتها على الواقع ولا نستطيع القول أنه لا يمكن أن يكون هناك خلاف في شراكة معينة نظراً لظهور بعض الممارسات التي لم تلتزم بتحقيق ما تم الاتفاق عليه من بنود وأسس هذه الشراكة, وبالإمكان مراجعة المسببات ومعالجتها بما يضمن التنفيذ حسب ما تم الاتفاق عليه.
وهنا أقولها وبكل صراحة كاد العدو ينجح وتحديدا في الفترة التي استغل فيها توقيت فعالية المؤتمر, ما حدث حينها وللأسف الشديد أننا اكتشفنا أن هناك بطانة سوء هي من كانت تقف أمام الحلول الكفيلة ببتر تداعيات الخلاف بشكل نهائي..ولكن الحمدلله قيادتا المكونين لديهما من الوعي والمسؤولية الوطنية ما يمكنهما من تجاوز أي خلافات في المستقبل .

قد يعجبك ايضا