عقد قران ينتهي بـ”مجزرة”

 

عادل بشر

لقي ثلاثة أشخاص مِن أسرة واحدة مصرعهم وأصيب آخران بينهم امرأة في انفجار قنبلة يدوية ألقاها ابن احد المجني عليهم خلال اجتماع لهم في منزل عمه.
وفي تفاصيل الحادثة أن أصل الحكاية يعود إلى أكثر من عشرين عاما عندما رُزقت أسرة المواطن احمد التاج بطفلته الأولى “أسماء” في نفس الأسبوع الذي رُزق فيه أخوه ناصر بطفله الأول “محمد” كونهما تزوجا في يوم واحد , وكعادة بعض الأسر اليمنية قال ناصر لشقيقه احمد إن الطفل والطفلة خُلقا لبعض ومنذ اللحظة تعتبر أسماء هي خطيبة محمد.
سَرَت هذه الفكرة بين الأهل وحملتها السنون معها وصار الجميع يعرف أن أسماء لمحمد ومحمد لأسماء وهكذا.
حين بلغ الأطفال سن الشباب , كان لأسماء رأي آخر في هذا الموضوع , فمحمد ابن عمها لم يكن ذلك الفارس الذي تحلم بأن يأتي على متن حصانه الأبيض ويأخذها إلى عالمه الخاص ومملكته السعيدة , خصوصا وان محمد كان سيئ الأخلاق نوعا ما ولا يحترم من يكبره سناً من عائلته بما في ذلك والده وعمه وحاول أكثر من مرة الاعتداء على والده لأسباب لا علاقة لها بهذه القضية.
في الجانب الآخر كان لدى أسماء ابن عم آخر وهو يتيم الأب ولكنه شاب أكثر وعيا والتزاما وأخلاقا من محمد ابن عمها ناصر ,فتقدم هذا الشاب لخطبة أسماء من عمه ” والدها” ووافقت أسماء مباشرة بعلم ومعرفة وموافقة عمها ناصر الذي كان متأكداً بأن ابنه محمد لا يصلح ان يكون زوجا لأسماء على الاطلاق.
تمت الخطوبة وبدأت الأسرة التحضير لعقد القران فعلم محمد بهذا الأمر وانطلق إلى عمه يجادله ويقول له إن أسماء لن يتزوجها احد غيره ولو اضطر إلى ارتكاب جريمة.
لم يأخذ العم تهديدات ابن أخيه على محمل الجد ومضى في التحضير لعقد قران ابنته على ابن أخيه المتوفي .
وقبيل موعد عقد القران ببضعة أيام تشاجر محمد مع والده على ذات السبب ثم اخذ ملابسه وغادر المنزل قائلا انه لن يعود إطلاقاً, وفي اليوم المحدد لعقد القران وبينما كان والده وعمه وابن عمه –خطيب أسماء- في منزل العم احمد منتظرين قدوم المأذون لإتمام عملية عقد القران , فوجئوا بمحمد يقتحم مجلسهم حاملا بين يديه قنبلة وطلب منهم إلغاء ما هم بصدد القيام به وعقد قرانه هو على أسماء وليس ابن عمه , مهددا بتفجير القنبلة بينهم إذا رفضوا, فحاول والده التصدي له وإيقاف حماقته ولكن الابن استعجل الأمر وقام بإلقاء القنبلة على الجميع فتسبب بمقتل والده وعمه وابن عمه وتعرض زوجة عمه التي كانت حاضرة لجراح بليغة كما أصيب هو بشظايا عدة كانت كفيلة بإلقائه على الأرض ومنعه من الهرب حتى تم القبض عليه.

قد يعجبك ايضا