دراسة أكاديمية حول “بنية اللغة الشعرية في شعر وضاح اليمن”

 

كتب/عبدالفتاح البنوس

شهدت قاعة العلامة الشوكاني بكلية الآداب_ جامعة ذمار يوم الخميس الماضي الموافق 2017-9-28م المناقشة العلنية لرسالة الماجستير المقدمة من الباحث/ أمين صالح النهمي والموسومة بـ(بنية اللغة الشعرية في شعر وضاح اليمن)، وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الأساتذة د.نجيب الورافي رئيسا ومشرفا(جامعة ذمار)، د.عدنان الشعيبي. عضوا ومناقشا خارجيا (جامعة صنعاء)، د.عصام واصل. عضوا ومناقشا داخليا (جامعة ذمار).
وبعد المناقشة العلنية للرسالة تم قبول الرسالة، ومنح شهادة الماجستير بتقدير (ممتاز) مع مرتبة الشرف .
وقد جاءت هذه الدراسة الموسومة بـ(بنية اللغة الشعرية في شعر وضاح اليمن), لتكشف عن لغة النص وبنائه في شعر وضاح, و تحديد سماته الفنية, ورصد خصائصه الأسلوبية, والكشف عن طاقاتها الدلالية في نسيج الخطاب الشعري؛ ما جعل منه شاعراً يحظى باهتمام الأدباء, والباحثين, والنقاد.
ولما كانت الأسلوبية بوصفها منهجا نقديا تعدُّ من أكثر المناهج المعاصرة اعتماداً على الأسس اللغوية في أثناء التحليل في دراسة الخصائص اللغوية التي بها يتحول الخطاب عن سياقه الإخباري إلى وظيفته التأثيرية والجمالية, فقد آثرت الدراسة الأخذ بها بوصفها منهجا نقديا تتكئ عليه في فهم الخطاب الشعري عند وضاح اليمن, وتحليل بنيته اللغوية, ومكوناته الصياغية, بيد أن المنهج الأسلوبي الذي اختارته الدراسة لنفسها لن يحول بينها, وبين الانفتاح على المناهج الأخرى, والإفادة منها إذا وجدتها تثري فكرة في البحث أو تضيف فائدة.
أما دواعي الدراسة وبواعثها: فيذكر الباحث لماذا حدد مدار بحثه في بنية اللغة الشعرية في شعر وضاح؟ منها:
1-إن شخصية وضاح اليمن, وما دار حولها من أشعار وأخبار ومغامرات قد استأثرت باهتمام نقاد الشعر ودارسي الأدب قديما وحديثاً، ومع كل هذا الاهتمام الذي لقيته شخصية وضاح اليمن من الدارسين، فإن معظم هذا الاهتمام كان منصباً على حياة وضاح اليمن وألغازها، أما لغة شعر وضاح -حسب علمي- فلم يُعن الباحثون بدراستها من قبل، فضلاً عن عدم تناولها بأي من المناهج النقدية الحديثة التي تهتم باللغة الشعرية، فرأى الباحث استحقاق الشاعر للدراسة حتى يأخذ مكانته التي يستحقها بين شعراء عصره.
2-حاجة النصوص عند وضاح ,كما هو الحال بالنسبة إلى نصوص الشعر القديم, إلى تناولها بآليات المناهج النقدية الحديثة التي تمكن الباحث من مقاربة النصوص والدخول إلى عوالمها الإيحائية, واستكناه أغوارها والكشف عما تخبئه من أسرار تجسد براعة الشاعر, وتجلو موقفه من الحياة والناس.
3-تنوع الظواهر الفنية والأسلوبية ,وثراؤها في المستويات الثلاثة:المستوى الإيقاعي, المستوى المعجمي, المستوي التركيبي البلاغي, وهي ظواهر تشكل المادة العلمية الكافية لإجراء الدراسة.
4-الإسهام في نفض الغبار عن تراثنا الأدبي (اليمني),المغيب بفعل النفي والشتات في مكتبات الشرق والغرب، أو المغترب داخل الوطن في أروقة المكتبات الخاصة , وذلك من خلال رفد المكتبة الأدبية اليمنية والعربية بجهد يتناول دراسة شعر أحد أهم شعراء اليمن في العصر الأموي.
وذكر الباحث في أثناء هذه الدراسة بعض الصعوبات التي حاول أن يتغلب عليها, وأهمها:عدم توفر المراجع التي تهتم بدراسة شعر وضاح اليمن من جهة, وطبيعة الحياة العامة البائسة التي تمر بها بلادنا, والتي انعكست على حياة الناس عموماً والباحثين بشكل خاص.

 

قد يعجبك ايضا