عام دراسي جديد ..ماذا اعددنا له؟

محمد صالح حاتم

للعام الرابع على التوالي وفي ظل استمرار العدوان ،تفتح المدارس أبوبها وتعلن تدشين عام دراسي جديد،وتستقبل ملايين الطلاب والطالبات،لمواصلة مسيرة الصمود والاستبسال والتحدي والتحصيل العلمي .
فبالعلم تبنى الأوطان وترتقي الشعوب ،وتنهض الأمة ،فالعلم هو أساس الرقي والتطور وهو من أهم الأولويات التي يجب على الحكومة إيلاء الاهتمام بهذا الجانب ،ومع استمرار العدوان العسكري ضد اليمن والذي تسبب في تدمير مئات المدارس ونزوح مئات الآلاف من الأسر وحرمان أبنائها من التحصيل العلمي ،وكذالك فرض الحصار الاقتصادي البري والبحري والجوي ،وانعدام الموارد الأساسية للدولة التي كانت ترفد الخزينة العامة وقرار نقل البنك والذي ترتب علية عدم قدرة الحكومة على دفع المرتبات للموظفين،ومنهم شريحة المعلمين وباقي كادر وزارة التربية، وهذه الشريحة تمثل نسبة كبيرة بين موظفي الدولة.
والسؤال الذي يدور في ذهن الطلاب وأولياء أمورهم والمعلمين ماذا اعددنا لهذا العام الدراسي الجديد؟
وهذا السؤال موجه لوزارة التربية والتعليم و حكومة الإنقاذ الوطني.
وكما نعلم أن هنالك عدة مشاكل تواجه وزارة وأبرزها مشكلة الراتب، وكذلك المنهج والمباني التي تم تدميرها من قبل العدوان.
فالراتب يعتبر أهم مشكلة، وهو حق من الحقوق التي كفلها الدستور والقانون للموظف ومنهم المعلمين، فمن حقهم المطالبة بمرتباتهم ،والحكومة معنية بتوفيرها حتى مع استمرار العدوان ، والحصار.
ونشكر الحكومة على الجهود التي بذلتها والحلول التي أوجدتها ومنها الكروت التموينية والتي تعتبر حلت جزءاً من المشكلة ولكن للأسف أنها لم تخضع للمعايير القانونية والإنسانية من حيث الرقابة على الأسعار، فأصبحت المولات التجارية المتعاقد معها تستغل الموظف، فأسعار السلع جنونية هنالك فرق كبير بين أسعار الكروت التموينية ،وأسعار النقد في المحلات والأسواق العامة، وكذلك جودة السلعة، وحرية اختيار السلعة من قبل الموظف، فإدارة المولات هي من تحدد نوعية السلعة التي يحق للموظف شرائها، وكذلك لوحظ أن أغلب السلع الغذائية من زيوت،وأدوات تنظيف وعطورات وأدوات تجميل وغيرها أن بلد منشأها هي دول العدوان خاصة السعودية والإمارات، وكأننا أصبحنا سوقا لهذه الدول، فهي تحاربنا وتقتلنا وتحاصرنا وفي الأخير هي من تستفيد منا ببيع منتجاتها والتي تفتقر لمعايير الجودة والسلامة الغذائية، لدرجة أن بعضها مكتوب عليه لا يتم بيعها في هذه الدول، فما يحرّموه على شعوبهم يتم تصديره إلينا، فأين الرقابة على هذه السلع، وعلى من يستوردها ومن يقوم ببيعها ،فلا تجعلوا الموظف ضحية، وتستغلوا ظروفه المعيشية.
فيجب أن يتم معالجة هذه السلبيات التي رافقت فكرة البطاقة التموينية، وكذلك لماذا لم تف الحكومة بوعودها بإيداع ما نسبته 20%في حساب الموظف ومنهم المعلم، وكذلك توفير النسبة الباقية 30%من الراتب، فعلى الحكومة الجلوس مع النقابات التعليمية والمهنية والتواصل إلى حل يرضي الجميع ،فالمعلم هو الركيزة الأساسية لإنجاح العملية التعليمية.
فالمعلمون هم قادة الشعوب، وهم ضمائر الأمة ،فيجب الاهتمام أكثر بالمعلم وان يحظى بالرعاية والتقدير، وان تكون له امتيازات عن باقي موظفي الدولة إذا أردنا النهوض والرقي والتطور، واللحاق بركب الدول المتقدمة، فالمعلم في دول العالم يحتل مراتب متقدمة في السلّم الوظيفي لدرجة انه في بعض الدول يكون راتبه أكبر من راتب الوزير.
فالشكر والتقدير لكل معلم ومعلمة ناضل وصمد في ظل العدوان، وساعد على إنجاح العملية التعليمية، واستمر في جبهته يقاوم العدو في الأعوام السابقة.
فأنت أخي المعلم :
أختي المعلمة:
بذهابك إلى مدرستك، تجاهد في جبهتك،التي لا تقل أهمية عن جبهات القتال، وقد تكون أهم من جبهات القتال بالسلاح والرصاص، فأنت سلاحك القلم والدفتر والكتاب والطبشور والسبورة، التي بها تقضي على الجهل والتخلف، أنت تنير الدروب، وأنت من يصنع القادة العظام، الذين يقودون الدول، والعَاّلم الجليل الذي يفقه البشر أمور دينهم، والمخترع الذي يبتكر الاختراعات الحديثة التي تغزو الفضاء، والمهندس الذي يصنع، والدكتور الذي يعالج المرضى، والطبيب الذي يحكم بين الناس، والضابط والجندي الذي يحمي ويدافع عن وطنه.
فأنت أيها المعلم :
وأنت أيتها المعلمة :
تقودون المجتمع لمواصلة الصمود والاستبسال، والمضي نحو تحقيق النصر الكامل بإذن الله، أنتم النخبة المتعلمة المثقفة، الذين ستعلمون أجيال تاريخ وعظمة هذا الشعب، وستكشفون لهم خبث وخطر العدوان والمتآمرين على اليمن طيلة العقود الماضية، أنتم الأمل، وأنتم وبكم سنصنع المستقبل لأجيالنا.
فالراتب أخي المعلم :
أختي المعلمة :
حق من حقوقك وقد كفله لك الدستور والقانون،ولن يقدر احد أن يحرمك من راتبك،وعلى الحكومة إيجاد حلول مناسبة وسريعة للراتب .
وأنت أيها المعلم عليك أن تقدر الوضع الذي تمر به البلاد من عدوان وحصار وانعدام الموارد.
فإذا أردنا إنجاح العملية التعليمية في ظل استمرار العدوان، والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، فيجب أن تتضافر جهود الجميع حكومة ومجتمع، ومعلمين ونقابات تعليمية وتربوية، وقطاع خاص، فعلى الحكومة إيجاد حلول مناسبة ومقبولة بالنسبة لتوفير كتب المنهج الدراسي، وإيجاد بدائل للمدارس التي تم تدميرها من قبل العدوان، وعلى مجالس الآباء التعاون مع إدارات المدارس، والتفاعل الجاد مع حملة العودة للمدرسة، والمبادرة بتسجيل أبنائهم وبناتهم وإلحاقهم بالمدارس.
فبالعلم والتحصيل العلمي وتوجه أبنائنا وبناتنا إلى المدارس نفشل مخطط العدوان، ونواصل مسيرة الصمود والاستبسال ونحافظ على اليمن ووحدته وسيادته واستقلاليته.
وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.

 

قد يعجبك ايضا