استراتيجية الرسول محمد ستطيح بالصهيونية وأوهامها

ربيع عربي وربيع كردي وربيع إفريقي والعلم الصهيوني يرفرف عالياً في سماء الجميع

 

جميل أنعم العبسي

ثلاث عشرة سنة والرسول محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو الصادق الأمين والنبي والرسول لم يحقق شيئاً يذكر في موطنه ووطنه مكة المكرمة ووسط أهله وجيرانه وأصحابه، وفي الطائف حدث له ما حدث، وتم حصاره ثلاث سنوات في شعب بني هاشم، وفي ليلة الهجرة تم حصاره بأربعين مقاتلاً من قبائل الأعراب وبخطط إبليس اللعين ودهاء اليهود لاشك كان حاضراً هناك.. وبالمعجزة الإلهية هاجر الرسول من وطنه إلى وطن الأوس والخزرج “يثرب” تاركاً أمواله في مكة وكذلك نفس الأمر للمهاجرين تركوا وطنهم و أموالهم وهاجروا إلى وطن الأوس والخزرج، وطن الأنصار والمهاجرين.
والرسول الكريم وخلال ثلاث سنوات تقريباً تم اجتثاث اليهود من الجزيرة العربية حتى عام 1948م، واينما تواجد وحل اليهود وجدت الفتن والحروب والعصبيات والقروض والربا والجوع والتجويع وبها كان اليهود يديرون كفار مكة والأعراب والأحزاب والأوس والخزرج والمهاجرين بالاقتتال الداخلي لاستنزاف وإضعاف القوم حتى الإنهاك، وخلال ذلك كان اليهود في حصونهم وقلاعهم يتابعون المشهد الدامي دون أن يخسروا شيئاً يذكر للوصول إلى نقطة التهاوي لينقض عليهم يهود بني قينقاع وبني قريظة وبني النظير وخيبر لإقامة مملكة يهود يثرب بالملك غير المتوج “عبدالله بن أبي بن سلول” وخلال ثلاث سنوات تم إجتثاث أصل الفتن والحروب.
فانهار كفار مكة والأعراب وبدون حرب ومواجهة تم فتح مكة وانتشرت أخلاق القرآن في كل الجزيرة العربية خلال عشر سنوات فقط وأصبحت وطناً لكل العرب والمسلمين بعد القضاء على أصل ومصدر الفتن والحروب اليهود، وتلك هي استراتيجية الرسول الأعظم الذي ترك وطنه وامواله واقترب كثيراً من العدو واجتثه خلال زمن أقل، وبصيغة أخرى أن تظل في وطنك وبيتك سيأتي بنو صهيون إليك بشكل غير مباشر أو مباشر والثمن غال جداً.. وان تذهب إلى العدو مباشرة تحقق إنجازات وبأقل التكاليف، هذه قاعدة خاصة لليهود وعامة لكل الأعداء.
وعاد اليهود للمنطقة عام 1948م بشكل مباشر والوطن العربي للفتن والاقتتال والتكفير وها هي الصهيونية تنقل المعارك إلى الدول الوطنية بالربيع الدموي.. وبدون سابق إنذار ها هي تخترق الأكراد بالربيع الكردي المتصهين ولخلق صراع كردي عربي.. وكردي تركي.. وكردي فارسي.. وابتلع الأكراد الطعم والسم الصهيوني الماسوني كما ابتلعه عرب الربيع.. والصراع الكردي الكردي قادم لامحالة وكردستان الصغرى وكردستان الكبرى لن ترى النور، فصلاح الدين الأيوبي هو كردي بالأول والأخير وحرر فلسطين وأقام الدولة الأيوبية والعاصمة القاهرة.. دولة أيوبية شملت مصر والشام الطبيعية والعراق حتى اليمن.. واليهودي يهودي لم ولن ولا ينسى ذلك، شئنا أم أبينا.
العراق وليبيا وافغانستان تحررت والاقتتال الداخلي مستمر، والصهيونية وحلفائها اعتبرت الليبي يحتل الليبي، واليمني يحتل تعز وعدن و صنعاء، والكوارث والفتن مستمرة برغم التحرير المتصهين، واليوم الصهيونية تصور العرب محتلين للأكراد الذين يرفعون العلم الصهيوني في أربيل في وطن صلاح الدين الأيوبي، محتفلين بالتحرر من الاحتلال العربي، تماماً كما احتفل ثوار بني سعود وأولاد زايد في عدن وتعز الغربية بالتحرر من الاحتلال اليمني.
وفظيع جهل ما يجري.. وأجهل منه أن تدري… والاستعمار البريطاني والفرنسي ومن ورائهما الصهيونية العالمية هم من رسموا الخارطة السياسية والديموجرافية للمنطقة بعد الحرب العالمية الأولى والثانية الذين حافظوا على حدود القومية الفارسية وحدود القومية التركية وتقسيم العرب إلى 21 وطناً وشعباً، وتم تشتيت الكرد بين الفرس والترك والعرب، خوفاً من عودة صلاح الدين مرة أخرى، ومن كان سبباً في المشكلة لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل، وإسرائيل وحلفاؤها دشنوا الربيع الكردي بعد الربيع العربي وبانتظار تدشين الربيع الإفريقي لدول الساحل الشرقي للبحر الأحمر…ولتعم الفوضى الخلافة لتشمل العرب والترك والفرس والكرد.. ولرسم خارطة تقسيم جديدة للمنطقة بتمزيق العرب وتقسيم الفرس والترك وتشتيت الأكراد بشكل أكثر.. خارطة تضمن ظهور إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل مملكة يهودا والسامرة على أعتاب ظهور هيكل النبي سليمان عليه السلام.. ولاحقا ظهور مملكة أكسوم على ضفتي البحر الأحمر الغربي والشرقي على أعتاب تابوت العهد لبني إسرائيل والذي نقله إبن الملكة بلقيس “منليك بن النبي سليمان عليه السلام” كما تزعم الإسرائيليات.
وللأكراد لا تفرحوا كثيراً بالعلم الصهيوني وبكردستان العميل والخائن أنور عشقي ومصيركم سيكون نفس مصير القوميين العرب وملك الحجاز وشريف مكة المكرمة والمدينة المنورة بالدولة العربية الواحدة، ونفس مصير مجاهدي أفغانستان ونفس مصير ثوار ليببا وثوار الربيع اللا عربي وحماس الفنادق والخلافة الإخوانية الأردوغانية ودولة الجنوب العربي، حتى الدولة الإسلامية “داعش” والإمارة الاسلامية “القاعدة وجبهة النصرة وانصار الشريعة” فجميعها وكلها “عروض استعمارية” تنتهي إلى السراب والأوهام، والمستفيد الغرب بالنفط والغاز بثمنٍ بخس والصهيونية بالكيان الإسرائيلي.
ومن يجرؤ ومن يتقدم من العرب والفرس والترك الفاعلين بالميدان والسياسة، وإقناع الأكراد بالفيدرالية أو الكونفدرالية وإلغاء مفاعيل الاستفتاء والانفصال والولاء للعاصمة والمركز للجوانب السياسية، كمخرج للجميع وتطويق وافشال مخطط بني صهيون، وفي سالف الزمان ترك الرسول محمد صلى الله عليه وآله سلم موطنه وماله واقترب مباشرة من العدو واجتثه، ومملكة يهود يثرب للسراب، وتلك هي السنة النبوية المطهرة والسلفية والأصولية والتوحيد الخالص والإسلام النقي، سنة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم اجتثات العدو اليهود أولاً.
واليوم لابد من هجرة شرفاء العرب والفرس والترك والكرد إلى سوريا وجنوب لبنان وحتى غزة الخنادق واجتثاث الكيان الصهيوني سبب مآسي وآلام المسلمين وبقومياتهم الأربع، وإحالة أحلام ممالك اليهود إلى سراب وأوهام… فقط نقل المعركة إلى عقر دار العدو الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالفئة القليلة وبمن حظر، من بشار سوريا وخامنئي والحرس الثوري الفرس وحزب الله وأنصار الله وحماس الخنادق محمد الضيف والجهاد الإسلامي، وبتحرير فلسطين كل فلسطين، وإعادة المغضوب عليهم للشتات، والأوطان ستعود بعد ذلك بدون حرب ومواجهة، كما عادت مكة المكرمة والأموال ستعود اكثر مما كان والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.. فقط زخات صواريخ و5 ملايين مستوطن وصهيوني للملاجئ، وبدخول المجاهدين الأراضي المحتلة يتحول الـ 5 ملايين إلى أسرى خلال ساعات فقط سيعود حوالي مليون ونصف فلسطيني إلى فلسطين من سوريا ولبنان وحتى الأردن وخلق واقع جديد يلجم أمريكا وأسلحتها النووية من التهديد، ناهيك عن الاستخدام فلدينا 5 ملايين أسير، واليهودي يهودي يحب المال والحياة، وفلسطين أرض الميعاد والعسل واللبن لم تعد كذلك لبني صهيون، وعندها الصهيونية العنصرية ستقر بالخطأ وستبدأ بتفكيك كيانها العنصري المخالف لإرادة الله سبحانه وتعالى فالأرض المقدسة مقرونة بالإيمان والعمل الصالح فقط.
وما عدا ذلك انتظروا انتظروا تقسيم إيران وتركيا وتمزيق العرب وتشتيت الأكراد، وبدون نقل المعركة إلى فلسطين المحتلة، نحن ننتقل من مؤامرة صهيونية إلى مؤامرة أكثر صهيونية ومعاناة أكثر من سابقاتها.. وتغيير الخريطة السياسية والديموجرافية للمنطقة حدثت مرتين بالتاريخ، حيث كان الوطن العربي محتلاً من السلطنة العثمانية ولا وجود للحدود السياسية، وبعد ظهور الوهابية، من نجد عام 1745م، وانتشار الفوضى و القرصنة وأمام عجز السلطنة العثمانية عن السيطرة حضر الاستعمار الغربي للمنطقة بمبرر حماية خطوط الملاحة البحرية بل حماية شعوب المنطقة من التوحش الوهابي فاحتل الاستعمار البريطاني عدن ومصر والخليج، واحتل الاستعمار الإسباني المغرب، واحتل الاستعمار الفرنسي الجزائر وتونس، والذي رسم الحدود السياسية للدول الوطنية المحتلة وظل بقية الوطن العربي تحت الاحتلال العثماني وظهور خريطة سياسية جديدة للمنطقة من عام 1830م تقريباً.. وهذه هي المرة الأولى.. والمرة الثانية أيضاً كانت بعد انتشار الوهابية من نجد عام 1912م وانتهى الأمر بزوال السلطنة العثمانية بتقسيم ما تبقى من الوطن العربي بالاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي وظهور الكيان الصهيوني الذي تشرعنه الأمم المتحدة، وبذلك تم تغيير الخارطة السياسية والديموجرافية للمنطقة حتى ما قبل الربيع والربيع حتى الربيع الموعود لبني صهيون.
وظن البعض أن اسقاط النظام الأفغاني المدعوم عسكرياً من الاتحاد السوفييتي وكذلك اسقاط النظام الوطني والتقدمي في اليمن الجنوبي وجمهورية أثيوبيا الإشتراكية وبالجهاد الوهابي والسعودي والإخواني تحت راية المخابرات الأمريكية هو لمصلحة الإسلام والمسلمين والأنظمة البديلة أصبحت قواعد عسكرية للصهيونية وأمريكا ومصنعاً للوهابية التكفيرية والتي انتشرت بالتزامن مع ربيع إخوان الخلافة ومناضلي التحرير العنصري المناطقي حتى وصلنا إلى الربيع الكردي والربيع الإفريقي المنتظر.
والهدف هذه المرة خارطة أكثر صهيونية ومتصهينة للمرة الثالثة، وهذه المرة هناك مقاومة لهذه الخارطة، مقاومة لم تتوفر في المرات السابقة، مقاومة باعت من الله نفسها و روحها.. مقاومة الرد الماراثوني المتدرج والذي سينتهي بها المطاف إلى فلسطين المحتلة واجتثات بيت الداء.. وأصلُ الدواء الناجع هو زوال الكيان الصهيوني.. وبدلاً من الخارطة الصهيونية بالصهاينة العرب والأعراب.. ستظهر خارطة الوطن العربي الكبير والمتحالفة مع الدول الإسلامية الحرة والمتضامنة مع دول العالم المعادي للرأسمالية المتوحشة.. وان الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً..

قد يعجبك ايضا