قيادات فلسطينية: زيارة ابن سلمان لـ”تل أبيب” “طعنة في ظهر الأمة”

 

بدأت أصداء الزيارة التي قام بها ولي العهد محمد بن سلمان إلى “تل ابيب” تأخذ مداها، وأول المستنكرين كانت حركة الجهاد الاسلامي، في وقتٍ بدأ التطبيع بين السعودية و”إسرائيل” يأخذ شكله العلني.
المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، داوود شهاب، وصف الزيارة السرية لابن سلمان إلى فلسطين المحتلة ولقائه عدد من المسؤولين الإسرائيليين في سبتمبر الماضي، بأنها “طعنة للقضية الفلسطينية”.
شهاب لفت الى أن المسألة لم تعد مجرد تطبيع فقط، إنما أصبحت علاقات واضحة وقريباً ربما يتم الإعلان عنها بشكل رسمي، معتبراً أن هكذا تطور يشكل التفافاً كبيراً وخطيراً على ثوابت الأمة، ومن يقومون بهذه الأفعال من الواضح أنه لم تعد القضية الفلسطينية تعني لهم شيء.
وكان مسؤولٌ “إسرائيلي” أكد لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، ما تسّرب من معلوماتٍ في سبتمبر الماضي، عن زيارةٍ قام بها ابن سلمان الى “تل أبيب”، بحث خلالها مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، ما وصفته الصحافة الصهيونية بـ “فكرة دفع السلام الإقليمي إلى الأمام”.
زيارة إبن سلمان طرحت العديد من التساؤلات، عن مدى دلالتها والتداعيات المرتقبة لها على صعيد السياسة الخارجية للرياض في ظل مستجدات ملفات وازمات المنطقة. المتخصص في الشؤون السعودية والمحاضر بجامعة “تل أبيب”، عوزي رابي، أكد أن هناك الآن سعوديون يلتقون إسرائيليين في كل مكان، وهناك علاقات وظائفية مبنية على مصالح مشتركة بين “إسرائيل” والسعودية مثل العداء المشترك لـإيران.
منذ استلام ابن سلمان شؤون المملكة، تحولت المهام الموكلة بحسب مراقبين، إلى ترتيب لتطبيع كبير، من السعودية الى مصر والإمارات والبحرين. ليس فقط تطبيعا سياسيا، ولكن تطبيعا شاملا على كافة المستويات. ومن هذا التوجه جاءت فكرة الزيارة.
واضحة هي المحاولات “الإسرائيلية”، وبالتعاون مع السعودية، في تغییر مبادرة التسوية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002م.
تل أبيب تحاول نقل بند التطبيع معها للبند الأول، إذ يشير متابعون الى أن “إسرائيل” تسعى أن يبدأ أي استئناف للمفاوضات العربية أو الفلسطينية معها بالتطبيع الكامل، ومن ثم الشروع بالمفاوضات وليس العكس كما تصرحه مبادرة التسوية بصيغتها الأولى، في حين لم يعد للقضية الفلسطينية أي اهتمام لدى الكثير من الدول العربية وعلى رأسها السعودية.
كل الاهتمام الآن موجه للمؤتمر الإقليمي، المقرر برعاية الولايات المتحدة، والذي سيحاول اعطاء شرعية لحلف“عربي-إسرائيلي” في مواجهة ما يزعمونه “التهديد الإيراني”.

قد يعجبك ايضا