أنا والشهيد

 

 

 

 

أشواق مهدي دومان
سأجعل نقاطي تلك النجوم على صفحة سمائي الزرقاء الصافية، وأكتب بلون لجين البدور بأن الكرامة هي الباقية ..
رجال الله وأنتم تهاجرون في عالم الحرية، فلكم سمائي روحا تعشق خطوكم ولكم نجومي ولكم خطوط القلب في نبضه الصادق، هدية ودعوات بأن امضوا وامضوا فسبيلكم هو سبيل الحق الذي لن يموت وقد كانت جماجمكم جسر النصر والعزة والشموخ ..
كنتم وأنتم الأجواد الكرماء حين فاضت أرواحكم وسكبتم مهجكم تلاحين عشق لنصر مكين ..
رجال الله ومنكم ولكم إما حياة كريمة بعد نصر يقهر الظالمين و إما شهادة تستثير أمنياتنا الفضلى بل غبطة لما نلتموه من شرف ومنحة في أن تكونوا أنتم النخبة التي خصها الله بالضيافة، فنعم الضيوف أنتم و أما إلهي فوحده نعم المستضيف وله المثل الأعلى،
رجال الله : حنيني إلى شهدائنا يطفح بالغبطة، فرحيل آخرهم أثار فضولي لأن أعرف كيف ومن أين وما تلك المناهج التي درستموها وتلك المعاهد الفضلى التي حولتكم أسود وليوث عرين تفترسون عملاء ومسوخ الكون فتردوهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ..
شهدءانا: ليتكم تذكروننا عند الله فنجد ما وجدتموه من كرم الله حين منحكم ذلك الوسام الأشرف والأسمى، منحكم قربه وحبه، يا الله قربك، حبك عظيم جليل بعيد قريب لو منحتني إلهي مامنحتهم وأنا تلك المرأة التي لاحول لها ولاقوة في أن تواجه وتعيش لظى معارك وموت مطبق مابين قنص ومدافع وطائرات بصواريخ، لتكون تلك النار التي تواجهونها لأجلي وغيري من نساء هذا البلد الحبيب، نارا تلتهمونها قبل أن يقيكم الله حرها تتلقفونها لصوني وعرضي وديني ما يجعلكم وحدكم الرجال، ووحدكم تلامذتة سيد الكونين، ووحدكم خريجو مدرسته ومعهده وجامعته التي ماتفاخرتم بمعهد أكسيد ومالي ويالي و…الخ وأنتم ترتدون بناطيل طيحني وفي شعوركم ذلك الجل المعطر وقد وضعتم روائح وعطور على أجسامكم وربما وضعتم على وجوهكم وأياديكم كريمات مرطبة ومنعمة، وتدافعتم على طبيب الجلد للتخلص من حب الشباب لتقضوا على رجولتكم حين تغازلون زميلاتكم وتراسلون عبر النت صديقات العالم الافتراضي، وتسمعونهن عبارات وحروف الغزل وتقتلون قيم العفاف والحياء حين يوصل الواحد منكم زميلته مشوارا وتركب سيارته وهي جواره، كأنها أحد محارمه، وتلعبون في الخفاء، وتظهرون مالا تبطنون من دياثة، وتلعبون بقلوب العذارى وقد تواعدونهن وتستغلون ضعف قيمهن وعشقهن لمن يشبع فراغ عواطفهن فتبيحون الحرام وترتكبون الجرائم مستسهلين إياها في خطوات شيطانية وكل ذلك وأمهاتكم وآباؤكم يدعون لكم بالتوفيق ويحاولون توفير ما طلبتموه ليصرفوكم عن مصاحبة أولئك الشعث الغبر الحفاة فقد يغسلون أدمغتكم النقية بملازم سيدهم حسين الحوثي التي كل ذنبها أنها تسلط الضوء وتحاول أن توضح و تشرح تلك العلاقة بين العبد وربه وتحاول إحياء ما مات في النفوس من ثقة بالله ومن قربه ووعده ووعيده، و…الخ، في دروس ومحاضرات ما زاغت ولا كانت مستقاة سوى من القرآن الكريم ..
يخاف أولياء أموركم من الشعث الغبر الحفاة لو صاحبتموهم فيأخذونكم إلى عالم الرجولة الحقيقي، عالم لا رذيلة ولا نت ولا فخر بكثرة المعجبات، ولا مطاعم ، ولذيذ مشارب، ولا هناء نوم، ولا دفئ في شدة البرد، ولا وقاية من حر شمس الصيف ..
يخاف آباؤكم وأمهاتكم عليكم أن تتثقوا بثقافة القرآن القائل : ” انفروا خفافا وثقالا”
وجاهدوا في سبيل الله بالروح والمال وكل ما لديكم ..
يخافون أن تضعف علاقتكم وهجرتكم لدنيا تصيبونها أو امرأة تنكحونها، فترحلون إلى ملازم توصيكم وتشرح لكم من القرآن كيف تكون علاقتكم بخالقكم وكيف ترضونه وكيف تتقربون منه إلى أن يكون هو غايتكم، وقد يجرجرونكم ( أولئك الشعث الغبر الحفاة ) إلى أن تكونوا ضيوفا أحياء عنده ترزقون ..
يخافون أن تكونوا شهداء فتكونوا ضيوف الله الأحياء، بينما يتفاخرون لو استضافكم الوزير الفلاني والمدير العلاني !!!
وهنا وهكذا يعترضون طريقكم ويحذرونكم من صحبة الشعث الغبر الحفاة المغسول دماغهم بثقافة القرآن الذي عرفوه وفهموا وعاشوا حالة وحياة العشق لله وحده وتمني لقياه ..
يخاف أولياء أموركم أن تكونوا رجالا فتصدقوا ما تعاهدون الله عليه، ،
يحافون استشهادكم، فترحلون شامخين أنقياء من حب الدنيا ..
يغرس آباؤكم وأمهاتكم في نفوسكم أن الشعث الغبر الحفاة الذين انطلقوا في سبيل الله، أنهم بلهاء يذهبون للموت بأيديهم ويركضون إليه بأرجلهم في غير مطالبة براتب أو منصب أو بيوت فارهة أو نساء جميلات يرقصون معهن في المسارح ويكرمونهن ويلتقطون معهن بفخر صورا للذكرى، يخافون ألا تحترموا بلقيس فتحي أو مريام فارس أو لعلهم خافوا ألا يفوز عمار العزكي، وخافوا ألا يسمن محمد الربع و محمد الأضرعي، وقد اسنهزؤوا بآل بيت الرسول الأعظم ..
يخافون أن تنهار شرعية الأقرع الجبان صاحب شرعية عاصفة الجزم التي يصفعه بها تحالف الماسون صباحا ومساء ، ومعه مرتزقة خائنين ،مصيرهم جميعا إلى مزابل التاريخ..
يخافون ألا تكونوا كالهاربين بشراشف النساء المرتمين في حضن بابا سلمان..
يحافون ألا تكونوا أبواقا للمحتل تجاهرون بالوطنية وتؤمنون بالاحتلال، تسمون بالشجاع و في نفوسكم الجبن، تعبدون الهذرة في فراغ كامل، و تتقمصون البخيتي كحرباء متلونة، وتقتفون الرويشان كوجه شاعر مثقف، وكلهم جعجة طاحون، ليس لهم من معاني الرجال موقف …
يخافون ألا تحقدوا على آل البيت فتتركوهم دون تعرض لشخوصهم وخاصة الحسين بن علي بن أبي طالب كما فعل عبدالسلام كرمان ومن على شاكلته كالخبير الاقتصادي العبقري الشهير الأصيل ذي النسب والحسب والمال والقسامة والشهامة والوسامة..
يخافون ألا تنالوا رضا أمريكا التي ستمنحكم جوائز نوبل للسلام ..
يخافون ألا تذبحوا وتسحلوا وتصلبوا وتدفنوا الأحياء المخالفين لكم في الرأي ..
أولياء أموركم بصراحة يخافون ألا تكونوا مجرد قواعد نواعم كالحريم تأكلون وتشربون وتتدللون ..
وهذا كله الخوف سيزول عنهم حين يبثونكم ويوحون لكم كشياطين بأن :
ابتعدوا عن رجال الله خاصة أولئك المقاتلين في الجبهات، ابتعدوا عن من يحرقون مدرعات بولاعات، ابتعدوا عن من يدوس أفعى ضخمة ينزلها الماسوني لتقاتل معه فقد أدرك عجزه وفشله، ابتعدوا عن من جعلوا سحرة الهند وغيرها يتقهقرون أمام قوتهم وقوة إيمانهم..
ابتعدوا عن من واجهوا فيروس الكوليرا فلم يعطوه أهمية أو خوف حين نثره الأعداء في جوكم وبركم وبحركم،
ابتعدوا عن أولئك ( المتهورين ) الذين ما إن تعافى جريحهم إلا وقد انطلق لساحات الشرف مشتاقا لها،
ابتعدوا عن الشعث الغبر الحفاة فقد اشتاقوا لنيران وتركوا هدوء بيوتهم، وقد عشقوا بنادقهم وتركوا نساءهم ! !
وقد حنوا لرفقة ساحاتهم و توجهوا إلى مايصون ويضمن صون بنيهم وأهليهم من أن ينال المحتل من كرامتهم بسبب تقاعس الرجال عن فريضة الجهاد في سبيل الله! !!
يخاف أولياء أموركم وآباؤكم وأمهاتكم أن تصادقوا و تصدقوا رجال صدقوا الله فتصبحوا مثلهم ؛ فكل قرين للمقارن ينسب !!
بصراحة : يخافون أن تكونوا رجالا، وأي رجال …
رجال الله الذين منهم في أعماركم أو أصغر منكم ولكنهم يختلفون عنكم في أنهم رجال حقيقة وواقعا وقولا وفعلا..
رجال حملوا هم أمة ووطن وحملوا بجانبها أرواحهم وجماجمهم وقالوا لله :
– هذا بيعنا فهلا قبلتنا أولياءك ؟
– هذه أرواحنا عربون حبك وقربك فهلا قبلتها ؟؟؟
– رجال قالوا لله : نبغي قتالا في سبيلك ولا نرتجي شهادات تكريم، وحوافز مالية، و رواتب شهرية، بل نرتجي واحدة من اثنتين :
نصر للحق والحق من أسمائك أو شهادة في سبيلك، وأنت الشهيد على مانقول
والسلام ..

قد يعجبك ايضا