خط الرجعة

اشواق مهدي دومان

تعلمنا أن نخط حروفنا بالرقعة، أو النسخ وغيرها من الخطوط التي نبث بها حروف الروح كأداة تواصل بيننا كبشر، فماحكاية خط الرجعة ولم نسمع به ؟؟!!
سأخبركم حكايته فهو خط يؤمن به البعض ممن آثروا الرحيل من أرواحنا فأهملونا دون مبرر، وكتبونا في دفتر حياتهم في أسفل الصفحات كهامش قد يرجع إليه، وقد لايرجع، و مايؤكد الرجوع إليه أو الرحيل النهائي عنه يكتبه ذلك الذي أهملونا لأجله، و قد توجه الاهتمام به أو إليه، بمعنى أن خط الرجعة إلينا يحكمه تصرف وقرار بدائلنا فإن أعجبهم ذلك البديل سيقطع من أهملنا ذلك الخط، و إن كان البديل غير معجب لذلك المهمل، سيحاول من رحل عنا أن يكتبنا من جديد بخط الرجعة ، وسيحاول -أيضا -أن يبرر كتابته السابقة لنا كهامش ، وعندها سيحلف بأنه لم يقصد أن يرحل عنا …
هذا معنى خط الرجعة في فلسفتي التي لمستها من بشر يدعون الوفاء ويمثلون أدواره، وهم أبعد عن تلك القيمة التي هي أسمى من أن تكون مجرد تابعة لغريزة ما….
الوفاء قيمة تجعلني أكتب المقربين في أعلى صفحات حياتي عناوين بارزة لا يمحو أثرها وخطها الزمن، لا أن أعامل من أحب كقطعة أثرية في متحف أزورها متى شعرت بغدر اﻵخرين و إهمالهم ظنا مني بأني تركت لي عند من أهملتهم (واستبدلتهم بغيرهم) خطأ قديعيد ماهدمه إهمالي اسمه خط الرجعة ؛ لأني حينها سأتفاجأ بقولهم وبكل قناعة :
لا رجعة بعد اليوم، فلتعودوا من حيث جئتم..
و لتعودوا فالعود أحمد ؛ أما أنا فلم أكن سوى عنوان في أعلى الصفحات، و ما كنت يوما قطعة احتياطية، وقطع غيار ولن أكون إلا حيث اشأ، و لن أكون – يوما – مجرد خط لحروف في ملحق الصفحة يسمى هامشا …

قد يعجبك ايضا