نبش الماضي.. سلاح العدو

محمد صالح حاتم
ما بتنا نسمعه هذه الأيام،من ظواهر جديدة على مجتمعنا ومنها يوم النبش العالمي ،وهذا هو من الأفكار الدخيلة علينا والتي،ابتكرها العدو وهي من الغزو الفكري ،وهذا ليس موضوعنا ولكن أردت أن أتطرق إليه في مستهل مقالي هذا،حتى يكون مدخلا لموضوعنا وهو ماضينا الذي ليس ببعيد،أي ليس العصر الذهبي للعرب والمسلمين ،وإنما عصر احتلال واستعمار البلاد العربية والإسلامية ،في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين .
فما تعيشه بلادننا العربية والإسلامية من حاله الضعف والهوان لدرجه الانحطاط بسبب ماضينا الاستعماري ومخلفاته ،فالصراعات التي تعيشها المنطقة العربية ومنها اليمن والتي تتعرض لعدوان همجي ظالم وغاشم من قبل تحالف القتل والإرهاب العالمي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد،فهذه الحرب هدفها إعادة ماضينا بآلامه ومآسيه ،فالعدو يريد أن يفرض علينا شروطه المتمثلة في هيمنته على القرار السياسي ،وسيطرته على ثرواتنا ،وذلك من خلال تقسيم اليمن إلى عدة دول على أساس طائفي ومناطقي ومذهبي ،من خلال الأقاليم والدولة الاتحادية ،فالعدو ومن خلال مرتزقته وعملائه الذين زرعهم بعد خروجه من اليمن الجنوبي سابقا وهنا نقصد بريطانيا،فعبر هؤلاء العملاء الذين كنا نعتقد أن التاريخ قد طوى صفحاتهم وأننا لم نعد نسمعهم هاهم اليوم يظهرون من جديد ويتحدثون عن الجنوب والقضية الجنوبية،والواقع الذي تعيشه المحافظات التي تقبع تحت الاحتلال السعودي والإماراتي في عدن والمحافظات الجنوبية هو تجسيد ونبش للماضي فالصراع بين الزبيدي المدعوم إماراتيا رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي ،وبين هادي والإصلاح المدعومين سعوديا ،يعيدنا لأحداث 86 بين ما سمي بالزمرة والطغمة ،أبناء الضالع وبين أبناء أبين، وكذلك ما تقوم به دويلة الإمارات من تجنيد قوات جديدة في هذه المحافظات باسم قوات النخبة الحضرمية والشبوانية والعدنية وكلهم من أبناء المحافظة فقط ، هو تجسيد للمشيخات والسلطنات ،وظهور من كانوا يسمون أنفسهم سلاطين ومشايخ الجنوب أمثال سلطان المهرة والفضلي وغيرهم من المشايخ الذين عادوا للواجهة من جديد ،فهذ النبش للماضي هو سلاح من أسلحه العدو الذي يريد ان يدخل اليمن في الصراعات القبلية والمناطقية وكذلك يريد أن يضيف إليها الصراعات الطائفية والمذهبية.
فمتى سننظر للمستقبل ونطوي صفحة الماضي الذي ليس ببعيد،فعلينا أن نفكر في بناء المستقبل بناء الغد المشرق لأبنائنا،فالعالم عندما ترك ماضيه السلبي ونظر للمستقبل استطاع أن يصل للفضاء ووفر كل سبل الراحة والمعيشة الآمنة والمستقرة لأبنائه،وخدم البشرية باختراعاته وابتكاراته العلمية ،ونحن لازلنا نعيش صراعات الماضي التي أوجدها لنا أعداؤنا ممثلا في بريطانيا والحركة الصهيونية ومن ورائهم أمريكا العدو الجديد .
فالعدو يحاربنا بماضينا الذي أخذنا منه السلبي الذي يخدم مشروع العدو، وتركنا كل ما هو ايجابي ويخدم امتنا العربية والإسلامية.

قد يعجبك ايضا