أطفال اليمن: النظام السعودي يقتلنا والعالم يبتهج بيوم الطفولة

قتل .. إعاقة .. إرهاب نفسي

تقارير دولية : هجمات طيران التحالف السعودي تستهدف المستشفيات والمدارس
تحقيق / اسماء البزاز
واقع مأساوي تسبب به العدوان وحصاره يعيشه ويتكبده أطفال اليمن . الذين ذهبت أرواحهم البريئة ضحية عدوان لا ناقة لهم فيه ولا جمل.. كل يوم يمر عليهم كعام من الويلات والإرهاب النفسي وتعمد واضح في إرعابهم وإخافتهم هذا إذا لم تكن أجسادهم في مرمى هدف الغارات.. فلم تعد منازلهم آمنة. .ولا مدارسهم ولا اماكن ألعابهم. فأي شرع وأي اعراف وقوانين تستبيح وتبيح ذلك طيلة ثلاثة أعوام من القتل والتجويع والأوبئة بحق الطفولة..
الطفلة إيمان المنتصر لم تتجاوز ربيعها الثامن بعد ان نزحت من محافظة صعدة إلى صنعاء بحثا عن ملاذ آمن لها ولأسرتها. خاصة بعد ان استشهد إثنان من أعمامها بصعدة غير أن مشهد و شبح الدم والدمار. والموت لازال يطارد تلك الأحلام البريئة خاصة عندما تسمع إيمان صوت طائرة أو قصف هنا وهناك تدخل في غيبوبة بعد ان تصاب بنوبة من البكاء الشديد ويعجز ذووها عن تهدئتها.
أبشع القتل :
الحكاية لم تقف هنا .. فمنذ أيام ذهبت إيمان برفقة أختها عائشة والتي من المقرر أن يقام زفافها تقريبا بعد شهر ونصف ذهبت مع أختها لحجز فستان العرس من إحدى المحلات الكائنة بشارع الشرطة أمام كلية الشرطة . ولم تكن إيمان تشعر مجرد شعور أن شارع كلية الشرطة سيستهدفه العدو بسلسلة من الغارات لم يراع فيها طفل ولا مسن ولا امرأة أو يتقي حرمة الآمنين في منازلهم خاصة وأن الحي مأهول بالسكان .
فما ان سمعت إيمان صوت الصواريخ وهي تنفجر حولها ومن أمامها حتى فقدت وعيها وأصيبت بنوبة حادة لم تستطع اختها عائشة تهدئتها وكيف لها ذلك وقد فقدت هي الأخرى السيطرة على مشاعرها خاصة وهما تنظران إلى الموت يطاردهما في أبشع صور القتل والفتك.
فارفت الحياة :
تقول عائشة : عدنا إلى المنزل وأنا أحمل أختى إيمان على صدري أحاول إفاقتها من غيبوبتها كالعادة أنا وأمي وإخوتي .. ولكن لا مجيب ولا حراك لها.. فجن جنوننا وأشخصت أبصارنا وتلعثمت كلماتنا التي امتزجت بأصوات من النحيب الذي يكابر الاستسلام للواقع بأن إيمان قد فارقت الحياة خاصة بعد انقطاع أنفاسها فظللنا نصرخ ونستغيث حتى جاء الجيران يتفحصونها وادرك الجميع أن إيمان قد فارقت الحياة رحمها الله وألهمنا الصبر على رحيلها من بيننا .
قصة الطفلة إيمان تمثل نموذجا للضحايا غير المباشرين للعدوان الذين تزهق أرواحهم وتتقطع أجسادهم أشلاء أو يصابون بعاهات وإعاقات جسدية ونفسية مستديمة .
عدالة السماء :
الطفل محمد لطف الله البالغ من العمر عشرة أعوام من محافظة حجة لم تشفع له طفولته امام جبروت طائرات العدوان فقد تعرض لشظية صاروخ تسبب له بإعاقة جسدية جعلته طريح الفراش طوال عمره. بعد ان سلم جسده من الموت ليحيا حياة الموت أرحم منها بكثير .’خاصة بعد إصابته بشلل في عموده الفقري ‘ منظر ومشهد وواقع مؤلم يكابده هذا الصغير ‘ فمن يقاضي ومن ينصف غير عدالة السماء من تأخذ بثأر هؤلاء المظلومين.
حتى تلاميذنا في مدارسهم غدت حرمة منبرهم التعليمي مباحة ومستباحة بيد العدوان ولعل مشهد صراخهم الذي تداولته مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إثر الصواريخ المنهالة من كل حدب و صوب يفضح مدى الإرهاب الذي يعاني منه وابتلي به هؤلاء الأطفال بلا ذنب.
تداعيات وخيمة :
وهنا تعالت أصوات الحقوقيون والمراقبون المنددة بانتهاكات العدوان لأطفال اليمن . . حيث أوضح رئيس منظمة الطفولة الدكتور محمد الحميري. أن الأطفال هم أول من يدفع ضريبة الحروب والنزاعات الداخلية وينالهم منها الكثير من ويلاتها تحت الجوع والمرض والتشرد أو تعرضهم للإصابة بالعجز الجزئي أو الكلي أو الوفاة وهو القدر المحتوم .
وقال ان ما يحدث لهم هي جرائم إنسانية بامتياز والحصيلة الواردة تعد فاجعة وللأسف الأرقام مازالت تتزايد بهذا الشأن وهو أمر مخيف وكارثة خطيرة تهدد المجتمع على المدى البعيد فالأطفال هم شباب المستقبل وهم اللبنة الأولى فيه وبدل أن نستقبل جيلاً سليماً ومعافى في فكره وبدنه سنجد أمامنا عوائق كثيرة لإعادة تأهيليهم في مختلف شؤون الحياة .
الحروب الدامية :
ويتابع الحميري : إنه في الحروب والنزاعات تخلق الكثير من المؤثرات السلبية على الواقع وهنا نتمنى من قياداتنا والمجتمع الدولي ودول الأقليم أن يضعوا أبناءنا نصب أعينهم ويجنبوهم تلك الحروب الدامية والخراب والدمار الذي يكاد يفتك أيضا بالكبار فالعدوان أياً كان إنما يأتي بالشقاء والمعاناة للشعوب ما لم يكن هناك مكان للحكمة في عقول قياداتها بالتصدي لكل أسبابه والبحث عن الحلول والمخارج التي تجنب البلاد المزيد من المهالك من أجل توحيد الجهود بين كل القوى على قاعدة أصيلة عنوانها أن مصلحة اليمن هي فوق كل مصلحة، وأن أطفالنا هم أمانة في أعناقنا جميعاً.
ورقة ابتزاز :
المنظمات الدولية لا يتعدى دور معظمها حائط ورقة الأرقام والبيانات التي ترفعها تلك المنظمات خاصة بعد تحذيراتها بأن الملايين من أطفال اليمن يعيشون حالة من القتل والجوع والفقر والمرض محذرين من كارثة إنسانية لا يحمد عقباها في ظل استمرار العدوان والحصار. غير أن تلك التقارير مجرد ورقة ابتزاز لنظام العدوان فما إن ينتهي الدعم تلوح التقارير في الأفق .
تقارير :
فيما حذرت الأمم المتحدة من التغاضي عن “الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال” في اليمن حيث طالبت الجمعيات المدنية الأمم المتحدة بمحاسبة ولوم التحالف ، الذي تقوده السعودية، إزاء ما يقترفه من خرق سافر لحقوق الأطفال في اليمن، وذلك وفق ما أظهرته الأبحاث التي كشفت عن مقتل وتشوه أكثر من 120 طفلاً بسبب الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف العام الماضي.
كما كشف تقرير أعدته كل من منظمة إنقاذ الطفولة وقائمة حماية الطفولة والصراع المسلح، أن التحالف قام بانتهاكات صارخة ضد الأطفال في سلسلة من 23 هجوما سنة 2016، موضحا أن كل هجوم للتحالف كان يستهدف تفجير المستشفيات و المدارس أو قتل وإصابة الأطفال، بحسب ما جاء في موقع صحيفة “الغارديان” البريطانية
وكان تقرير الأمم المتحدة قد ذكر أن التحالف كان مسؤولا عن 60 ٪ من وفيات الأطفال وإصاباتهم في اليمن في عام 2015،.
وقالت كارولين آنينغ، كبيرة المستشارين بمنظمة إنقاذ الطفولة “إذا لم تكن هناك مساءلة، إذا كانت الجماعات التي تقاتل تعتقد أنها يمكن أن تستخدم نفوذها السياسي – وإذا كانت قوية بما فيه الكفاية وغنية بما فيه الكفاية، ثم يمكن أن تفلت من قتل وجرح الأطفال، أو قصف المدارس والمستشفيات – فإنها تضع سابقة خطيرة حقا ليس فقط لليمن ولكن للصراعات في جميع أنحاء العالم”.
وأدت الغارات الجوية لطيران التحالف السعودي إلى انهيار النظام الصحي، وهناك أعداد هائلة من الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على أي رعاية صحية.
وبحسب الغارديان، فإن حجم بعض الضربات الجوية جعل من المستحيل تحديد عدد الأطفال بين القتلى وفي أكتوبر ، من العام الفائت أدى القصف السعودي على جنازة في محافظة صنعاء إلى استشهاد 100 شخص وإصابة 500 آخرين بجراح، واستشهد عدد من الأطفال.

قد يعجبك ايضا